مسجد الامام علي بالمطيرفي ومسجد العباس بالمطيرفي ومسجد الشيخ الاوحد بالمطيرفي
2018/06/06 | 0 | 1723
الشيخ حسين العباد : عام الحزن . وفاة أبي طالب وخديجة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين. واللعنة الدائمة على أعدائهم أعداء الدين.
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾. (طه: 25 ـ 28)
عن رسول الله (ص) أنه قال : «ما نفعني مال قط مثل ما نفعني مال خديجة». (الأمالي، الشيخ الطوسي: 468). ومن المعروف أيضاً ما كان لسيف علي (ع) من دور كبير في قيام هذا الدين، فلم يستقم الإسلام إلا بمال خديجة وسيف علي (ع).
عظم الله أجورنا وأجوركم بهذه الذكرى، ذكرى وفاة أبي طالب (ع) وكذلك ذكرى وفاة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد عليها السلام.
تلتقي هذه المرأة العظيمة الطاهرة مع النبي (ص) في الجد الأعلى قصي، فهو جدهما معاً. وكانت من النساء الثريات، وكانت ترسل القوافل إلى الشام واليمن، وتجلب البضائع من هناك، فلم تكن امرأة مجهولة في المجتمع القرشي.
تزوجت برسول الله (ص) وكان عمرها أربعين عاماً، وكان عمر النبي (ص) خمسة وعشرين عاماً، فهي تكبر رسول الله (ص) بخمسة عشر عاماً.
لقد أُطلق على خديجة لقب (الطاهرة) لأنها كانت تمتاز بطهارتها في المجتمع القرشي، فقد كان ذلك المجتمع لا يتحلى بالكثير من الصفات الحميدة، بل كان مجتمعاً منحطاً في جميع المستويات، ولكن كان هنالك بعض الأفراد يشار إليهم بالطهارة والصدق والأمانة، فرسول الله (ص) مثلاً كان قبل الإسلام يلقب بالصادق الأمين . كذلك كانت خديجة يطلق عليها لقب الطاهرة قبل الإسلام.
وعندما تزوجها رسول الله (ص) حظيت عنده بمكانة خاصة، وكانت فضلى زوجاته على الإطلاق، وهو ما أجمع عليه المسلمون. نعم، اختلفوا في من هي أفضل بعد وفاة خديجة، أما إذا عُدّتْ مع سائر أزواجه فهي أفضلهن بلا شك، ولا تتجاوزها امرأة أخرى.
قالت إحداهن ذات مرة: لقد غرت من خديجة، وقد سمعت رسول الله (ص) يترحم عليها، ويذكرها بخير، وتذرف دموعه أحياناً. فقلت لرسول الله: «ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر، قد أبدلك الله خيراً منها». (صحيح البخاري4: 231). «قالت: فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، تغيراً لم أره تغير عند شيء قط، إلا عند نزول الوحي أو عند المخيلة حتى يعلم رحمة أو عذاب». (مسند أحمد بن حنبل6: 154). ثم قال: «ما أبدلني الله عز وجل خيراً منها، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء». (مسند أحمد بن حنبل6: 118).
لقد اشتدّ غضب رسول الله (ص) عندما سمع ذلك الكلام غير المقبول في خديجة، حتى أن تلك المرأة تعهدت أن لا تعود لمثل ذلك بعدها ما دامت حية.
ويكفي خديجة شرفاً أنها أنجبت له الزهراء (ع) وهي الكوثر، ومنها نسل رسول الله (ص) الذين يقدرون في الوقت الحاضر بالملايين، ينتشرون في شتى أرجاء المعمورة، وكلهم من فاطمة الزهراء (ع) بنت خديجة بنت خويلد (ع).
وعن النبي الأعظم (ص) قال : «حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة ابنة محمد، وآسية امرأة فرعون». (مسند أحمد بن حنبل3: 135).
وقد أجمعوا على أن أول من آمن به من النساء خديجة (ع) ولم يخالف في ذلك أحد، فربما خالفوا في أول من آمن به من الرجال، إلا أنهم أجمعوا على أن أول امرأة آمنت هي خديجة (ع).
ومن خصائصها أنها أول امرأة صلت خلف رسول الله (ص)، وهي أول امرأة بُشرت من السماء أن لها بيتاً في الجنة. ومن خصائصها أنها اختصت بكثرة المدح والثناء عليها من رسول الله (ص) في حياتها وبعد مماتها، فكان كثير الذكر لها بالخير، والترحم عليها.
لقد أنفقت خديجة كل ما لديها في الدعوة الإسلامية، وكانت ثرية جداً، لكن الحال بلغ بها أن تحبس مع رسول الله (ص) في شعب أبي طالب، وقد فرض الحصار عليها وعلى رسول الله (ص) ومن كان معهم في ذلك الشعب، ومنهم أبو طالب الذي نعيش ذكراه في السابع من شهر رمضان. فقد كان معهم، ويكفيه شرفاً أنه تعرض لهذا الحصار لأنه دافع دفاعاً مستميتاً عن رسول الله (ص).
كانت خديجة في تلك الحقبة تأكل ورق الشجر لشدة الحصار عليها وعلى رسول الله (ص) ومن كان معهم في الشعب. فكانت تعاني شظف العيش بعد أن كانت تملك الكثير، إلا أنها أنفقته في سبيل الله تعالى.
توفيت خديجة بعد نهاية الحصار على شعب أبي طالب مباشرةً، في العاشر من هذا الشهر، وقد سبقها في الوفاة أبو طالب في السابع منه، فأطلق رسول الله (ص) على ذلك العام : «عام الحزن» لعظمة هذين عنده، عظمة أبي طالب وعظمة خديجة.
وأختم الحديث ببعض ما جاء في وصيتها قبل أن تموت، فقد طلبت من رسول الله (ص) ثلاثة أمور، وقد اشتد بها المرض : الأول أن يعفو عنها إن قصرت في حقه، وهكذا كانت ابنتها الزهراء (ع) عندما حضرتها الوفاة . فالمرأة الكاملة مهما قدمت لزوجها تشعر أنها قصرت في حقه. فقال لها رسول الله (ع): لم أر منك إلا خيراً.
والوصية الثانية : وصيتها بابنتها فاطمة الزهراء (ع) .
والثالثة : أن تكفن بالرداء الذي كان يلبسه رسول الله (ص) عند نزول الوحي، وكان ذلك خوفاً من عذاب القبر.
وتوفيت خديجة، وهبط جبريل من السماء لمواساة رسول الله (ص) بفقد هذه المرأة العظيمة، ومعه الكفن من السماء لتلك المرأة الطاهرة. بل نزل بالحنوط أيضاً، وقد قسم بين أهل البيت (ع): علي وفاطمة والحسن، واستثني الحسين (ع) لأنه سوف يقتل غريباً.
فكانت خديجة أول امرأة يهدى لها الكفن من الجنة، فصار لها كفنان، أحدهما رداء النبي (ص) والآخر من الباري جل وعلا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
جديد الموقع
- 2024-05-15 "تقنية الأحساء " تطلق مبادرة طريق ضيوف الرحمن في نسختها الثانية
- 2024-05-15 شركة جواثا للترفيه تبرم اتفاقية تعاون مع الجمعية التعاونية السياحية بالاحساء
- 2024-05-15 سمو محافظ الأحساء يستقبل مدير عام فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية
- 2024-05-14 جمعية دار الرحمة تزور وكيل الأمين للخدمات بأمانة الأحساء
- 2024-05-14 حسن الصوت ليس من مستلزمات الغناء الغربي
- 2024-05-14 التجربة الشعرية في أطباق أحمد الرمضان الشهية
- 2024-05-14 اكتشاف وحدة تحكم رئيسة للجهاز المناعي مما قد يفتح الباب على مصراعيه لاكتشافات واعدة لإدارة وعلاج الكثير من الاضطرابات والأمراض المناعية
- 2024-05-14 أمير الشرقية يدشن عدة مباني لجمعية التنمية الأهلية بالمنطقة
- 2024-05-14 أمير الشرقية يطلع على التقرير السنوي لشركة مطارات الدمام
- 2024-05-14 المهندس علي سلمان الخليفة يلتحق بكفاءات ابناء المطيرفي تهانينا