مسجد الامام علي بالمطيرفي ومسجد العباس بالمطيرفي ومسجد الشيخ الاوحد بالمطيرفي
2018/04/26 | 0 | 1700
الشيخ حسين العباد :شعبان شهر رسول الله (ص
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين. واللعنة الدائمة على أعدائهم أعداء الدين.
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾. (طه: 25 ـ 28).
فضل الصيام في شعبان :
روى صفوان الجمال قال: قال لي أبو عبد الله (ع): «حُثّ مَن في ناحيتك على صوم شعبان. فقلت: جعلت فداك، ترى فيه شيئاً؟ فقال: نعم، إن رسول الله (ص) كان إذا رأى هلال شعبان، أمر منادياً ينادي في المدينة: يا أهل يثرب، إني رسول الله إليكم، ألا إن شهر شعبان شهري، فرحم الله من أعانني على شهري. ثم قال: إن أمير المؤمنين (ع) كان يقول: ما فاتني صوم شعبان منذ سمعت منادي رسول الله (ص) ينادي في شعبان، ولن يفوتني أيام حياتي صوم شعبان إن شاء الله تعالى. ثم كان (ع) يقول: صوم شهرين متتابعين توبة من الله». (إقبال الأعمال، السيد ابن طاوس2: 683).
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يحيي هذا الشهر العظيم، وهو شهر رسول الله (ص) فكما أن شهر رجب هو شهر الله، فشهر شعبان شهر رسول الله (ص). وذلك في الحديث الذي ذكرناه في أول رجب: «ألا وإن رجب شهر الله، وشعبان شهري، وشهر رمضان شهر أمتي». (فضائل الأشهر الثلاثة، الشيخ الصدوق: 24).
فهذا الشهر الذي يتوسط شهر رجب وشهر رمضان، هو شهر رسول الله (ص). وكان مناديه ينادي في وسط المدينة المنورة يذكّر الناس بفضل هذا الشهر، فلا يمر أحد ممن يسكن المدينة إلا وسمع بذلك.
إن هذا الشهر من أشهر العبادة، فلكل شيء ربيع وهذه الأشهر الثلاثة ربيع العبادة، فلهذه الأشهر ما لها من الخصوصيات، وقد تقدم ما لشهر رجب من الخصوصية، واليوم نتحدث عن شهر شعبان، وهو شهر رسول الله (ص).
كان رسول الله (ص) يقول : « فرحم الله من أعانني على شهري» فمن صام وتعبد في هذا الشهر، كان مستحقاً لرحمة الله تعالى التي دعا بها النبي الأكرم (ص) ومن أبرز مظاهر الإعانة فيه صيامه، ولو يوماً واحداً. وكما مر في الرواية المتقدمة أن أمير المؤمنين (ع) كان يقول: «ما فاتني صوم شعبان منذ أن سمعت منادي رسول الله (ص) ينادي في شعبان، ولن يفوتني أيام حياتي صوم شعبان إن شاء الله».
وقد كان رسول الله (ص) يصوم هذا الشهر ويصله بشهر رمضان، ومن صام هذا الشهر تقرباً إلى الله تعالى، وإعانةً لرسول الله (ص) فهو توبة خالصة لله تعالى، ومغفرة وأجر عظيم. فرسول الله لا يريد منا إلا أن نصل للغاية، فهو ليس محتاجاً لصيام هذا الشهر، إنما يريد منا أن نرتقي ونصل للكمال، فهم صلوات الله وسلامه عليهم يعبّدون لنا الطريق، فلعل المرء يصوم نهاره ويقوم ليله، لكنه ليس على الجادة، فلا يصل، ولعل هناك من يسير خطوات يسيرة على الجادة الصحيحة فيصل، فمن نعم الله تعالى علينا أننا في رحاب هذه المدرسة، من رسول الله (ص) وأهل بيته (ع)، الذين عبّدوا لنا الطريق، فلنغتنم هذه الفرصة، فغيرنا من المدارس لم تتهيأ لهم ولم تتيسر مثل هذه المدرسة، ولم يعبّد لهم الطريق. فنحن نسير على هذا الطريق المعبّد الذي رسمه لنا رسول الله (ص) وأهل بيته (ع).
في الرواية عن الإمام الصادق (ع) قال : «سمعت أبي قال : كان زين العابدين (ع) إذا أهلّ شعبان جمع أصحابه فقال : معاشر أصحابي، أتدرون أي شهر هذا؟ هذا شهر شعبان. وكان رسول الله (ص) يقول : شعبان شهري، ألا فصوموا فيه محبة لنبيكم، وتقرباً إلى ربكم. فو الذي نفس علي بن الحسين بيده، لسمعت أبي الحسين (ع) يقول : سمعت أمير المؤمنين (ع) يقول: من صام شعبان محبة نبي الله (ص) وتقرباً إلى الله عز وجل، أحبه الله عز وجل، وقرّبه من كرامته يوم القيامة، وأوجب له الجنة». (فضائل الأشهر الثلاثة، الشيخ الصدوق: 61).
وعن إسماعيل بن عبد الخالق قال: «كنت عند أبي عبد الله (ع) فجرى ذكر صوم شعبان، فقال أبو عبد الله (ع) : إن في فضل صوم شعبان كذا وكذا، حتى إن الرجل ليرتكب الدم الحرام فيُغفر له». (مصباح المتهجد، وسلاح المتعبد، الشيخ الطوسي2: 826).
بعض الأعمال في شعبان :
وهنالك أعمال خاصة، وأخرى عامة في هذا الشهر الشريف، نذكر بعضها بشكل سريع.
فمن الأعمال العامة أن يقول في كل يوم سبعين مرة : أستغفر الله وأسأله التوبة. ومن ذلك أن يقول سبعين مرة: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، الحي القيوم، وأتوب إليه.
ومن المستحبات في هذا الشهر الشريف الصدقة، ولو بنصف تمرة. فلا عذر أحد في عدم الصدقة أن يقول : إنني لا أملك شيئاً من المال، وأن لا يعتذر بسقوط التكليف عنه. فمن منا لا يستطيع أن يتصدق بنصف تمرة؟ وفي هذا اليوم من شهر شعبان، وهو يوم الجمعة يتضاعف الفضل في التصدق.
سئل الإمام الصادق (ع) عن صوم شهر رجب فقال : «أين أنتم عن صوم شعبان؟ فقال الراوي : يا ابن رسول الله، ما ثواب من صام يوماً من شعبان. فقال: الجنة والله. فقال الراوي: يا ابن رسول الله، ما أفضل ما يُفعل فيه؟ قال: الصدقة والاستغفار، ومن تصدق بصدقة في شعبان ربّاها الله تعالى، كما يُربّي أحدُكم فصيله، حتى يوافي يومَ القيامة وقد صارت مثل أُحد». (إقبال الأعمال، السيد ابن طاوس2: 685).
فالصدقة في هذا الشهر يُربيها الله تعالى حتى تصل إلى مثل جبل أحد، بل إن هذا الحجم هو للتقريب بما تتحمله عقولنا، وإلا فإنه يصل إلى أكثر من ذلك بكثير، لأن المتفضل بها هو الباري جل وعلا، والداعي لها هو حبنا لرسول الله (ص).
وهنالك بعض الأوراد الواردة في هذا الشهر الشريف، مذكورة في مفاتيح الجنان وغيره من الكتب.
ومنها أن يصلي عند الزوال، وليلة النصف منه بهذه الصلوات: «اللهم صل على محمد شجرة النبوة، وموضع الرسالة، ومعدن العلم والصدق، وأهل بيت الوحي. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق. اللهم صل على محمد وآل محمد، الكهف الحصين، وغياث المضطرين والمساكين، وملجإ الهاربين، ومنجى الخائفين، وعصمة المعتصمين. اللهم صل على محمد وآل محمد، صلاة كثيرة طيبة، تكون لهم رضا، ولحق محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله أداءً وقضاءً، بحول منك وقوة يا رب العالمين. اللهم صل على محمد وآل محمد الطاهرين الأخيار الذين أوجبت حقهم، وفرضت طاعتهم، وولايتهم. اللهم صل على محمد وآل محمد. اللهم واعمر قلبي بطاعتك، ولا تُخزني بمعصيتك، وارزقني مواساة من قترت عليه من رزقك بما وسعت عليّ من فضلك، ونشرت عليّ من عدلك، وأحييتني تحت ظلّك. وهذا شهر نبيك، سيد رسلك، صلواتك عليه وآله، شعبان الذي حففته بالرحمة والرضوان الذي كان رسولك صلواتك عليه وآله يدأب في صيامه وقيامه، في لياليه وأيامه بخوعاً لك في إكرامه وإعظامه إلى محل حمامه. اللهم فأعنّا على الاستنان بسنته فيه، ونيل الشفاعة لديه. اللهم فاجعله لي شفيعاً مشفعاً وطريقاً إليك مهيعاً، واجعلني له متبعاً حتى ألقاه يوم القيامة عني راضياً، وعن ذنوبي غاضياً، وقد أوجبت لي منك الكرامة والرضوان، وأنزلتني دار القرار ومحل الأخيار». (إقبال الأعمال، السيد ابن طاوس2: 687).
ميلاد الأقمار الثلاثة:
ومما أحببت أن ذكره هنا بشكل سريع، المواليد الثلاثة في هذا الشهر، وهي ميلاد الإمام الحسين (ع) في الثالث من هذا الشهر، وميلاد أخيه أبي الفضل العباس (ع) في اليوم الرابع منه، وميلاد الإمام السجاد زين العابدين (ع) في الخامس منه. والحديث عن هذه الأقمار الثلاثة يحتاج إلى وقت أطول، لكننا نشير إليها بشكل مختصر.
فالإمام الحسين (ع) هو السبط الثاني لرسول الله (ص) ومن منا لم يقرأ ولم يسمع عن الإمام الحسين (ع)؟ فقد عاش مرحلة الصلح وهي بُعيد شهادة الإمام علي (ع) إلى أن استشهد الإمام الحسن (ع) وبقي على ذلك حتى مات معاوية، وتولى بعده يزيد ابنه.
وفي هذه المرحلة سار على ما سار عليه أخوه الإمام الحسن (ع) في الصلح، لكنه في المرحلة الثانية، وهي مرحلة يزيد، دخل مرحلة الإصلاح، التي تصاعدت بشكل ثوري حتى بلغت ما بلغت إليه، حيث خرج من المدينة إلى مكة، ومن مكة إلى كربلاء، وجرى ما جرى.
أما أبو الفضل العباس (ع) فقد جاء بحقه الكثير عن المعصومين (ع) فمن ذلك ما ورد عن الإمام الصادق (ع) من قوله: « كان عمنا العباس نافذ البصيرة، صُلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً». (سر السلسلة العلوية، أبو نصر البخاري: 89) وهذه الكلمات تحتاج إلى وقت أطول للوقوف عندها.
ونحن أيها الإخوة المؤمنون نعيش مرحلة أحوج ما نكون فيها إلى أن يكون إيماننا فيها صلباً وبصيرتنا نافذة، وأن نملك الوعي العميق. فأنت تلاحظ البعض في زيٍّ دينيّ جميل أنيق، إلا أنه ـ مع شديد الأسف ـ يحمل في نفسه الكثير مما هو بعيد عن هذه الصفة. فترى أن لسانه لا يكاد يفارق الغيبة، فلا يستثني أحداً لا من العلماء والمراجع ولا من غيرهم. فلا بد أن يكون المسلم نافذ البصيرة، وأن يتحرك عن وعي، فالركعتان اللتان يصليهما العالم، أفضل من عبادة الجاهل كلها.
فالعالم والجاهل لا بالزي والهيئة، إنما بالوعي والبصيرة، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وأي إيمان بلا ورع؟
فالبصيرة النافذة، والوعي العميق هما أحوج ما نكون إليه في حياتنا بشكل عام، ولا سيما في هذه الأيام.
وفي الخامس من هذا الشهر أيضاً ذكرى ميلاد الإمام السجاد (ع) زين العابدين، ذلك الإمام الذي ملأ الساحة بالأجواء الروحية من الأدعية الواردة عنه في الصحيفة السجادية، زبور آل محمد (ص). وهو الإمام الذي عاش بعد واقعة الطف، وتولى هذه المهمة ضمن ما تولى من مهمات الإمامة بعد أبيه الحسين (ع).
فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى أبيه الحسين، وعلى عمه أبي الفضل العباس عليهم سلام الله جميعاً.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
جديد الموقع
- 2024-05-14 جمعية دار الرحمة تزور وكيل الأمين للخدمات بأمانة الأحساء
- 2024-05-14 حسن الصوت ليس من مستلزمات الغناء الغربي
- 2024-05-14 التجربة الشعرية في أطباق أحمد الرمضان الشهية
- 2024-05-14 اكتشاف وحدة تحكم رئيسة للجهاز المناعي مما قد يفتح الباب على مصراعيه لاكتشافات واعدة لإدارة وعلاج الكثير من الاضطرابات والأمراض المناعية
- 2024-05-14 أمير الشرقية يدشن عدة مباني لجمعية التنمية الأهلية بالمنطقة
- 2024-05-14 أمير الشرقية يطلع على التقرير السنوي لشركة مطارات الدمام
- 2024-05-14 المهندس علي سلمان الخليفة يلتحق بكفاءات ابناء المطيرفي تهانينا
- 2024-05-14 أبناء عائلة السلطان يشكرون المعزين في وفاة والدهم
- 2024-05-14 عمادة تطوير التعليم الجامعي بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تكرم 40 عضو هيئة تدريس بشهادة الزمالة المهنية
- 2024-05-14 ياسر جمال رئيسًا للجمعية الدولية خبرة 4 عقود عن اكتشاف وتحديد وتصحيح الجنس حاضرة في مؤتمر عالمي