مسجد الامام علي بالمطيرفي ومسجد العباس بالمطيرفي ومسجد الشيخ الاوحد بالمطيرفي
2018/03/25 | 0 | 2055
الشيخ حسين العباد :افضائل شهر رجب (٢)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين. واللعنة الدائمة على أعدائهم أعداء الدين.
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾. (طه: 25 ـ 28).
شهر المناسبات والذكريات المقدسة :
في الدعاء الوارد في هذا الشهر الشريف: اللهم إني أسألك في المولودين في رجب، محمد بن علي الثاني، وابنه علي بن محمد المنتجب، وأتقرب بهما إليك خير القرب.
الملفت للنظر في هذا الشهر الكريم الفضيل، أن كل دعاء يَرد فيه، نلاحظ فيه معنى التقرب إلى الله تعالى، حتى في المناسبات الواردة فيه. مما يعني أن هذا الشهر شهر الله، كما ورد في الروايات الشريفة.
كما نلاحظ أن هذا الشهر هو شهر المناسبات، فنبتدئ بمولد الإمام الباقر (ع) في اليوم الأول منه، ثم في اليوم التالي مولد الإمام الهادي (ع) واليوم العاشر ذكرى مولد الإمام الجواد (ع) وفي اليوم الثالث عشر ذكرى ميلاد نفس رسول الله (ص) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وفي السابع والعشرين منه ذكرى المبعث الشريف، الذي يعتبر ولادة للبشرية جمعاء، لأنه البعثة كانت انتشالاً للبشرية من الظلمات إلى النور، فهي إذن ولادة رسالة جديدة، وميلاد نور جديد، فالولادة تطلق أيضاً على التجدد والتجديد والتغيير، فنرى في الروايات مثلاً أن من يقوم ببعض الأعمال المعينة تمحى عنه الذنوب، ويعود كيوم ولدته أمه، فهذه ولادة جديدة بمعنىً جديد.
فهذا الشهر الشريف، شهر المناسبات، وهنالك أكثر من خمس عشرة مناسبة، منها ما هو من مناسبات الفرح، كمواليد الأئمة (ع) والمبعث النبوي، ومنها ما هو محزن، كوفاة السيدة زينب (ع) في الخامس عشر من هذا الشهر. وشهادة الإمام الكاظم (ع)، في الخامس والعشرين منه.
فضائل شهر رجب وأعماله:
عن رسول الله (ص) قال: «رجب شهر الاستغفار لأمتي، أكثروا فيه من الاستغفار فإنه غفور رحيم... وسمي شهر رجب الأصبّ، لأن الرحمة تُصَبُّ على أمتي فيه صبّاً». (وسائل الشيعة، الحر العاملي10: 512).
ليراجع كل منا نفسه ويسألها: هل أن الأيام التي انقضت من هذا الشهر كسابقاتها في الشهر الذي قبله، أو الأشهر التي سبقت؟ وعليه أن يعمل على تطوير نفسه، بالدعاء والاستغفار والصيام وتلاوة القرآن وصلة الرحم والصدقة وسائر العمل الصالح، ولا بد أن نتقدم بالعمل الصالح ولو خطوة واحدة نحو الأمام.
وهنا نسأل : ما هي واجباتنا تجاه شهر رجب؟ وهل هنالك وظائف تترتب علينا إذا أردنا الإفادة من هذا الشهر الفضيل؟
هنالك العديد من الوظائف التي يمكن أن نؤديها في هذا الشهر الشريف :
1 ـ الخشية من الله جل وعلا : فلا بد أن يستشعر العبد الخشية من الباري واستحضار عظمته، واستشعار الثواب والعقاب، واستذكار النعيم الذي وعده الله تعالى به، وكذلك استذكار الجحيم والعذاب الأليم.
عن رسول الله (ص) قال : «ألا ومن ذرفت عيناه من خشية الله عز وجل كان له بكل قطرة قطرت من دموعه قصرٌ في الجنة، مكللاً بالدُّر والجوهر، فيه ما لا عينٌ رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر». (من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق4: 17).
فانظر إلى عظمة الله وكرمه، فإن العبد إذا جلس في محرابه في جوف الليل، في تلك الغرفة التي أعدها للعبادة، وتوجه بركعتين خالصتين لله تعالى، وتلا بعض الآيات التي فيها تذكير بالنعيم أو الجحيم، ثم جرت دموعه على خديه، فإن من كرم الله تعالى في هذا الشهر الفضيل، أن يكون له في مقابلها قصر في الجنة، فكيف إذا جرت في شهر رجب الأصبّ، الذي تصب فيه الرحمة صباً؟ وليس ذلك القصر من القصور الطبيعية التي نراها في الدنيا، إنما هو قصر مكلل بالدرر والجواهر.
إن الجزاء والثواب الذي أعده الله تعالى للمتقين، لا سيما الرجبيين، لا يمكن وصفه وتحديده، فقد وصف الله تعالى الجنة بقوله: ﴿وَفِيْهَا مَا تَشْتَهِيْهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيْهَا خَالِدُوْنَ﴾. (الزخرف: 71). وفي الروايات الشريفة: ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر. فنسأله تعالى أن نكون ممن حباهم بهذه النعم.
2 ـ ذكر الله تعالى : فلا بد للمؤمن في هذا الشهر أن يكون لسانه لهجاً بذكر الله تعالى. والأذكار كثيرة، منها الاستغفار، الذي ورد الاستحباب في الإكثار منه في هذا الشهر. وكذلك التسبيحات، والصلوات، وغيرها. وهذه الأذكار لا تكلف شيئاً، ويمكنك الإتيان بها وأنت تسير في طريقك، أو وأنت جالس، أو في أي هيئة كانت.
يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيْراً ~ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيْلاً﴾. (الأحزاب: 41، 42). فهذه الآية تؤكد لنا أن نغتنم الفرص في الذكر، آناء الليل وأطراف النهار، فكيف إذا كان الحال في شهر رجب الذي يضاعف فيه الثواب؟.
وفي الحديث أن جبريل (ع) قال للنبي (ص): «إنّ اللهَ تعالى يقول : أعطيتُ أمّتَك ما لم أعطه أمةً من الأمم. فقال: وما ذاك يا جبرئيل؟ قال: قول الله تعالى: ﴿فَاذْكُرُوْنِي أَذْكُرْكُمْ﴾ (البقرة: 152) وَلَمْ يَقُل هذه لأحدٍ من الأمم». (مستدرك الوسائل، النوري الطبرسي 5: 286).
وهذا حديث قدسي من الباري تعالى للنبي (ص) وهو من الخصائص التي اختصت بها هذه الأمة من بين الأمم السابقة.
ومن أعمال هذا الشهر الفضيل العمرة الرجبية، وهي لا تقلّ عن الحج في الفضل إلا بقليل، فأنت أيها المؤمن عندما تلتقي بأخيك الذاهب إلى العمرة تقول له : لا تنسني من الدعاء في البيت الحرام، وتريد منه أن يذكرك، فكيف إذا كان الذي يذكرك هو الباري جل وعلا؟ فهذه الآية من مختصات هذه الأمة إكراماً لرسول الله (ص) فعلينا أن نغتنم فرصة هذا الشهر بالإكثار من الذكر.
والذكر نوعٌ من التواصل، فالذاكر لله جل وعلا يعني أنه دائم الاتصال به.
3 ـ التقرب إلى الله : ففي هذا الشهر تفتح أبواب الدعاء، وتُقبل الأعمال والعبادات، فلا بد أن يكون محطة انتقال الإنسان من ساحة الشيطان إلى رحاب الرحمن. ولا بد أن يسعى الإنسان لاستغلال هذه الممهدات التي تمكنه من الانتقال إلى رحب الرحمن، ومنها هذه الفرصة التي منحت له في شهر رجب. وذلك بالإكثار من الدعاء والتقرب إلى الله جل وعلا به.
في الدعاء الوارد عن أمير المؤمنين: «وقد أتيتك يا إلهي بعد تقصيري وإسرافي على نفسي معتذراً نادماً منكسراً مستقيلاً مستغفراً منيباً مقراً مذعناً معترفاً». وهذه مدرسة عظيمة في العلاقة مع الله تعالى، وينبغي علينا أن ننهل منها، ولدينا الكثير منها، كما في الصحيفة السجادية، زبور آل محمد (ص).
فينبغي لمن يقرأ الدعاء أن يكون متوجهاً إلى الله سبحانه وتعالى، لا أن يكون مشغول البال بأمور الدنيا والتجارة والأسهم والعمل، فمثل هذا لا يخشع قلبه ولا تفيض دموعه. فلا بد أن يخلو خلوةً حقيقية، وهنالك أمور مساعدة في هذا الشهر فلا بد أن نستفيد منها.
4 ـ الدعاء : وهو وإن كان أحد مصاديق التقرب، إلا أن له خصوصية في هذا الشهر الفضيل. فالدعاء مخ العبادة، وقد جعله الله تعالى عبادة. قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُوْنِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِيْنَ يَسْتَكْبِرُوْنَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُوْنَ جَهَنَّمَ دَاخِرِيْنَ﴾.
(غافر: 60). فقد سمى الدعاء عبادة، وهي دعوة صريحة من الخالق جل وعلا بأن من يدعوه سوف يستجيب له.
والروايات الشريفة الواردة تؤكد أن هنالك خصائص عدة امتازت بها هذه الأمة لأجل رسول الله (ص)، ولا بد أن نستثمر تلك الخصائص.
إن العبادة هي ممارسة يمارسها الإنسان في جميع حالاته، وهي حلقة الوصل بين المخلوق والخالق، والله جل وعلا يطلب منا أن ندعوه. وفي بعض الروايات أن الله تعالى يؤخر استجابة الدعاء لوجود الأنس من العبد وهو يناجي ربه، فالله جل وعلا يريد من العبد أن يلح في الدعاء، أو أن الله تعالى يحب أن يسمع صوت عبده وهو يناجيه.
في رواية عن الإمام الصادق (ع) أنه قال : «كان في بني إسرائيل رجل فدعا الله أن يرزقه غلاماً ثلاث سنين، فلما رأى أن الله لا يجيبه قال : ربّ أبعيدٌ أنا منك فلا تسمعني؟ أم قريب أنت مني فلا تجيبني؟.
قال: فأتاه آتٍ في منامه، فقال : إنك تدعو الله عز وجل منذ ثلاث سنين بلسانٍ بذيء، وقلبٍ عاتٍ غير تقي، ونيةٍ غير صادقة، فأقلع عن بذائك، وليتق اللهَ قلبك، ولتحسن نيتك. قال: ففعل الرجل ذلك، ثم دعا الله فولد له غلام». (الكافي، الكليني2: 324).
فكيف نريد من الباري تعالى أن يستجيب لنا ونحن ندعوه بمثل هذه الحال؟
لقد خصنا الله تعالى برسول الله (ص)، وأكرمنا برسالة الإسلام، فكيف لا يستجيب لنا إذا دعوناه بقلوب صافية ونيات صادقة؟ فمن دعا ولم يُستجَب له فعليه أن يراجع نفسه.
والرواية الأخيرة التي أحببت ذكرها هنا : «عن ثوبان قال : كنا محدقين بالنبي في مقبرة، فوقف ثم مرّ، ثم وقف ثم مرّ، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما وقوفك بين هؤلاء القبور؟ فبكى رسول الله بكاءً شديداً وبكينا، فلما فرغ قال: يا ثوبان، هؤلاء يُعَذَّبُون في قبورهم، سمعت أنينهم فرحمتُهم، ودعوت الله أن يخفف عنهم ففعل. فلو صاموا هؤلاء أيام رجب وقاموا فيها، ما عُذبوا في قبورهم.
فقلت يا رسول الله، صيامه وقيامه أمان من عذاب القبر؟ قال: نعم يا ثوبان، والذي بعثني بالحق نبياً، ما من مسلم ولا مسلمة يصوم يوماً من رجب، وقام ليلةً يريد بذلك وجه الله تعالى، إلا كتب الله له عبادةَ ألفِ سنة صيامَ نهارها وقيام ليلها، وكأنما حج ألفَ حَجة، واعتمر ألف عمرة، من مالٍ حلال، وكأنما غزا ألف غزوة وأعتق ألف رقبة من ولد إسماعيل، وكأنما تَصدّق بألف دينار، وكأنما اشترى أُسارى أمتي فأعتقهم لوجه الله، وكأنما أشبع ألف جائع، وآمنه الله من عذاب القبر، وهول منكر ونكير.
قيل: يا رسول الله (ص)، هذا الثواب كله لمن صام يوماً واحداً أو قام ليلة من شهر رجب؟ فقال رسول الله (ص): هذا لمن لا يُنكر قُدرة الله عز وجل.
ثم قيل: يا رسول الله، ثواب رجب أبلغُ أم ثوابُ شهر رمضان؟ فقال رسول الله (ص): ليس على ثواب رمضان قياس، ولكن شهر رجب شهر عظيم. فقيل: فإن لم يقدر على قيامه، قال: من صلى العشاء الآخرة، وصلى قبل الوتر ركعتين بما علّمه الله من القرآن، أرجو أن لا يُبخل عليه بهذا الثواب. قال ثوبان : منذ سمعت ذلك ما تركته إلا قليلاً». (بحار الأنوار، المجلسي94: 49).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
جديد الموقع
- 2024-05-15 "تقنية الأحساء " تطلق مبادرة طريق ضيوف الرحمن في نسختها الثانية
- 2024-05-15 شركة جواثا للترفيه تبرم اتفاقية تعاون مع الجمعية التعاونية السياحية بالاحساء
- 2024-05-15 سمو محافظ الأحساء يستقبل مدير عام فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية
- 2024-05-14 جمعية دار الرحمة تزور وكيل الأمين للخدمات بأمانة الأحساء
- 2024-05-14 حسن الصوت ليس من مستلزمات الغناء الغربي
- 2024-05-14 التجربة الشعرية في أطباق أحمد الرمضان الشهية
- 2024-05-14 اكتشاف وحدة تحكم رئيسة للجهاز المناعي مما قد يفتح الباب على مصراعيه لاكتشافات واعدة لإدارة وعلاج الكثير من الاضطرابات والأمراض المناعية
- 2024-05-14 أمير الشرقية يدشن عدة مباني لجمعية التنمية الأهلية بالمنطقة
- 2024-05-14 أمير الشرقية يطلع على التقرير السنوي لشركة مطارات الدمام
- 2024-05-14 المهندس علي سلمان الخليفة يلتحق بكفاءات ابناء المطيرفي تهانينا