مسجد الامام علي بالمطيرفي ومسجد العباس بالمطيرفي ومسجد الشيخ الاوحد بالمطيرفي
2018/04/07 | 0 | 1805
الشيخ حسين العباد : آفات اللسان ـ (2)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين. واللعنة الدائمة على أعدائهم أعداء الدين.
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾. (طه: 25 ـ 28).
لا زال الحديث عن آفات اللسان، وتقدم أننا قسمنا اللسان إلى لسان خير ولسان شر، وشرعنا بالتعريف بلسان الشر، وذكرنا في الجمعة الماضية بعض الآفات، وقد ذكرنا اللغو والخوض بالباطل والفحش والسب واللعن وبذاءة اللسان، وفي هذه الجمعة نكمل ما تبقى من آفات اللسان :
4 ـ اللمز : وهو ما ذكرته كثير من الروايات وحذرت منه، وهو أن يعيب الإنسان أخاه في وجهه بكلام، ولو خفيّ. فالبعض يطعن أخاه بكلام ولو خفي، والقسد منه تسقيط وتحقير المتكلم.
إن اللمز يُعد من الكبائر، لأن فيه احتقار وانتقاص المتكلم، وإسقاطه من أعين الناس، كأن أظهره بمظهر الغبي مثلاً، دون أن يشعر بذلك. وهذا من آفات اللسان التي ذكرتها الشريعة الإسلامية في القرآن والسنة.
قال تعالى: ﴿وَلَا تَلْمِزُوْا أَنْفُسَكُمْ﴾. (الحجرات: 11). فاللمز هنا للنفس حسب ظاهر الآية، ولكن فيها نكتة لطيفة، وهي أن المجتمع المسلم كالجسد الواحد، وهذه الآية تؤكد هذا المطلب، فالمسلم عندما يلمز أخاه المسلم فكأنما لمز نفسه. وهكذا هو المجتمع المسلم عبارة عن جسد واحد.
5 ـ التنابز بالألقاب : وهو من المحرمات الأكيدة، ومن الظلم، ومعناه أن تلقب أحداً من الناس بلقب لا يستحسنه. فهنالك من يدعو الآخر بعاهة في جسده، كأن يقول: الأعرج، أو الأحول، أو غير ذلك، وهذه من المحرمات. ولعل البعض يقول: إنه يرضى بذلك، وأنه لا يُعرف إلا بهذه الصفة. الجواب : وإن قبل ذلك، يبقى هذا النبز من المحرمات المؤكدة في الشريعة.
6 ـ الرياء في الكلام : والرياء صفة عامة لا تختص باللسان فحسب، ولكن جزءاً منها يشمل الأقوال التي تؤدي معناه، وذلك بأن يتكلم الإنسان ليظهر أمام الناس أنه من أهل الصلاح والتقى.
7 ـ تسفيه الغير وانتقاصه : بأن يستمع الإنسان إلى محاصرة مثلاً، ثم يبدأ بتسليط الأضواء على أخطاء الشخص، ليس الأخطاء العلمية من أجل الفائدة، إنما لإسقاطه من أعين الناس، وإظهاره بمظهر الجهل وعدم اللياقة. حال أن الدين يأمر أن يهدي العيوب لصاحبها نفسه، دون أن يشهّر به أمام المجتمع. فيمكنه أن يرفع سماعة الهاتف مثلاً ويخبر الشخص المعنيّ. هكذا هو الدين الحنيف.
8 ـ المراء والخصومة : أي الجدل بما لا ينفع. فقد ورد عن النبي الأعظم (ص) أنه قال: «ثلاثٌ من لقي الله عز وجل بهنّ دخل الجنة من أي باب شاء: من حَسُنَ خُلُقُه، وخشي الله في المغيب والمحضر، وترك المراء وإن كان محقاً». (الكافي، الكليني2: 300).
وعن الإمام أمير المؤمنين (ع) قال : «إيّاكم والمراء والخصومة، فإنّهما يمرضان القلب على الإخوان، وينبت عليهما النّفاق».(كنز الدقائق، الكراجكي8: 56).
والجدل كما هو معروف : كثرة الأخذ والرد مع الآخر من أجل تعجيزه وإفحامه بأي وسيلة، أو هو النقاش الخلافي بلا طائل، وهو مما نهى عنه الشارع المقدس.
والعلاج لهذه الظاهرة أن يحمل أخاه إلى سبعين محملاً من الصحة.
ولعل الإنسان يخوض في الباطل ويجادل وهو لا يعلم، فلعله يريد إسكات الآخر لهدف ديني أو غيره ولكن لا بالدليل، إنما بكثرة الجدل، فهذا كله منهي عنه.
في الحديث عن الإمام الرضا (ع) يقول: «يا عبد العظيم، أبلغ عني أوليائي السلام وقل لهم أن لا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلاً، ومرهم بالصدق في الحديث وأداء الأمانة، ومرهم بالسكوت وترك الجدال فيما لا يعنيهم». (الاختصاص، الشيخ المفيد: 24).
9 ـ الغناء : وهو من الكبائر، ومن أبرز الآفات التي يصاب بها اللسان، فهو صوت خاص مع كلمات لا تنشر سوى الفساد والرذيلة، كما يتضمن الكثير من الكذب والباطل.
قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيْثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيْلِ اللهِ﴾. (لقمان: 6). فالروايات الواردة عن النبي وأهل البيت (ع) صريحة في تفسير لهو الحديث بالغناء، كما أنها صريحة أيضاً في النهي عنه.
وعن مسعدة بن زياد قال: كنت عند أبي عبد الله (ع) فقال له رجل: بأبي أنت وأمي، إنني أدخل كنيفاً لي، ولي جيران عندهم جوارٍ يتغنين ويضربن بالعود، فربما أطلت الجلوس استماعاً مني لهن. فقال: لا تفعل. فقال الرجل: والله ما آتيهن، إنما هو سماع أسمعه بأذني، فقال: لله أنت! أما سمعت الله عز وجل يقول: ﴿إِنّ السَّمعَ وَالبَصَرَ والفُؤادَ كُلُّ أُولئك كان عنه مسؤلاً﴾. (الإسراء: 36).
فقال : بلى، والله لكأني لم أسمع بهذه الآية من كتاب الله من أعجمي ولا عربي. لا جرم أنني لا أعود إن شاء الله، وأني أستغفر الله. فقال له: قم فاغتسل وسل ما بدا لك فإنك كنت مقيماً على أمرٍ عظيم، ما كان أسوأ حالك لو متّ على ذلك، احمدِ الله وسله التوبة من كل ما يَكره، فإنه لا يكره إلا كل قبيح، والقبيح دعه لأهله فإن لكل أهلاً». (الكافي، الكليني6: 432).
وقال رسول الله (ص): «يحشر صاحب الغناء من قبره أعمى وأخرس وأبكم». (جامع الأخبار، الشعيري: 154). وهذا حديث صريح بما يلاقيه صاحب الغناء عند حشره.
هذه بعض آفات اللسان التي أحببت ذكرها في هذه الجمعة، وسوف نذكر الباقي إن شاء الله تعالى في الأسبوع القادم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
جديد الموقع
- 2024-05-14 جمعية دار الرحمة تزور وكيل الأمين للخدمات بأمانة الأحساء
- 2024-05-14 حسن الصوت ليس من مستلزمات الغناء الغربي
- 2024-05-14 التجربة الشعرية في أطباق أحمد الرمضان الشهية
- 2024-05-14 اكتشاف وحدة تحكم رئيسة للجهاز المناعي مما قد يفتح الباب على مصراعيه لاكتشافات واعدة لإدارة وعلاج الكثير من الاضطرابات والأمراض المناعية
- 2024-05-14 أمير الشرقية يدشن عدة مباني لجمعية التنمية الأهلية بالمنطقة
- 2024-05-14 أمير الشرقية يطلع على التقرير السنوي لشركة مطارات الدمام
- 2024-05-14 المهندس علي سلمان الخليفة يلتحق بكفاءات ابناء المطيرفي تهانينا
- 2024-05-14 أبناء عائلة السلطان يشكرون المعزين في وفاة والدهم
- 2024-05-14 عمادة تطوير التعليم الجامعي بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تكرم 40 عضو هيئة تدريس بشهادة الزمالة المهنية
- 2024-05-14 ياسر جمال رئيسًا للجمعية الدولية خبرة 4 عقود عن اكتشاف وتحديد وتصحيح الجنس حاضرة في مؤتمر عالمي