2021/06/24 | 0 | 6272
الشيخ أحمد حسين البخيتان :التوفيق الإلهي
يوم الجمعة ٧ ذي القعدة ١٤٤٢ هـ - مسجد الشيخ الأوحد "قدس سره"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
أوصي نفسي و أوصيكم بتقوى الله ، وكثرة الاستغفار ، وكثرة الصلاة على محمد وآل محمد .
( اللهم صلِّ على محمد وآل محمد )
قال تعالى : { وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (٨٨) سورة هود
كلامنا في هذا اليوم عن التوفيق الإلهي .
المقدمة :كل إنسان يريد ، التوفيق والسداد ، والنجاح ، وإصابة الخير ، وأن يحقق الهدف الذي يرجوه ، فمن أراد ذلك كله عليه أن يبذل الأسباب ، ويرفع الموانع ، وأسباب التوفيق كثيرة ، نذكر بعضها ، بما يسع له المجال .
- التوكل على الله سبحانه وتعالى :
أولاً على الإنسان المؤمن أن يعتقد بأن التوفيق الحقيقي هو من الله وحده ( وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّه) ، فلا يقول الإنسان بفهمي وذكائي وجدي هو الذي أوصلني لهذا كله ، بل عليه يقول كل هذا الخير هو من توفيق الله وتسديده ، فيُرجع ذلك كله لله تبارك وتعالى ( وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) ، فدور الإنسان أن يتوكل على الله وبذل الأسباب ، والتوفيق من الله .
فالتوكل إذن هو : أن يستشعر الإنسان بأن الله يكفيه ، ويحقق له ما فيه صلاحه ، ويأخذ بيده للخير في الدنيا والأخرة .
يقول تبارك وتعالى : {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} أي كافيه وموفقه للخير والصلاح .
وليس معنى التوكل إغفال الأسباب ، بل هو بذل الأسباب ، وطلب التسديد من الله .
وأما التواكل فهو طلب من الله من دون بذل الأسباب ، فهذا لا يستجاب له ولا يوفق .
فعندنا عنوانان :
١- توكل : وهو الاعتقاد بأن التوفيق والسداد بيد الله تبارك وتعالى ، مع بذل الأسباب الطبيعية .
٢- تواكل : وهو الاعتقاد بأن التوفيق والسداد بيد الله تبارك وتعالى ، من دون بذل الأسباب الطبيعية .
- الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى :
من أسباب التوفيق الإلهي هو ذكر الله تبارك وتعالى ، ومعناه أن يكون الله حاضراً في قلب الإنسان ، وعلى لسانه .
ومن يذكر الله يذكره الله ، وذكر الله له أي يوفقه ، ويسدده ، ويفتح أمامه أبواب الخير والصلاح .
يقول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : " من عُمِّر قلبه بدوام الذكر حَسُنت أفعاله في السر والجهر "
( عُمِّر قلبه ) يعني قلبه عامر بذكر الله ، وهو أن الله حاضر أمامه في حركاته وسكناته .
وحُسن الأفعال هو نوع من أنواع التوفيق .
ولما كان ذكر الله تبارك وتعالى باب من أبواب التوفيق ؛ فعلى الإنسان أن يدعو الله عزوجل أن يكون دائماً في ذكره تبارك وتعالى ، وفي الدعاء ( وَاجْعَلْ لِسانى بِذِكْرِكَ لَهِجَاً ) ، وأيضاً في مقطع آخر من الدعاء ( أَسأَلُكَ بِحَقِكَ وَقُدْسِكَ وَأَعْظَمِ صِفاتِكَ وَأَسْمائِكَ، أَنْ تَجْعَلَ أَوْقاتِي فِي اللّيْلِ وَالنَّهارِ بَذِكْرِكَ مَعْمُورَةً، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً، ...) كما هو في دعاء كميل .
وكثرة الذكر لله سبحانه وتعالى هو من صفات المؤمنين ، الذين دائماً يذكرون الله بألسنتهم وقلوبهم ، قال تعالى { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ ) (١٩١) سورة آل عمران .
أنواع الذكر :
أنواع الذكر لله كثيرة ، منها :
١- التسبيح ، ومن أنواع التسبيح تسبيح فاطمة الزهراء ( عليها السلام)وكما ورد هو من الذكر الكثير ، وذكرت النصوص التأكيد على هذا التسبيح ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : " إنا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة عليها السلام كما نأمرهم بالصلاة فالزمه فإنه لم يلزمه عبد فشقي "
٢- الاستغفار : من أسباب التوفيق كثرة الاستغفار ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل همٍ فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً "
٣- الإكثار من قول : " لا حول ولا قوة إلا بالله "
٤- الإكثار من الصلاة على محمد وآل محمد ( اللهم صل على محمد وآل محمد )
- الصدقة :
من أسباب التوفيق الإلهي هو الصدقة ، والصدقة لها أثر كبير في تحقيق كثير من الأمور الصالحة ، وتسهيلها ، فهناك أمور مادية في تحيق الأهداف ، وأيضاً هناك أمور غيبية ، ومن هذه الأمور الغيبية الصدقة ، ومن أثارها .
١- دفع البلاء .
٢ - شفاء المرضى :
قال رسول ( صلى الله عليه وآله ) : " داووا مرضاكم بالصدقة " .
٢- سعة الرزق :
قال الإمام علي ( عليه السلام ) : " استنزلوا الرزق بالصدقة " .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : لكل شيء مفتاح ومفتاح الرزق الصدقة " .
- الرفق :
وهو من أسباب التوفيق الإلهي ، والرفق هو : لين الجانب والرأفة ، والرحمة ، وترك العنف ، والغلظة ، سواء كان ذلك في الأقوال
أو الأفعال ، وهو من الأخلاق الفاضلة ، وهذا الصفة ينبغي أن تتجسد داخل الأسرة بشكل أوسع وأكبر - مع الأهل والزوجة والأبناء - وأيضاً خارج الأسرة مع سائر الناس .
قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : " إنَّ الرفق الزيادة ، والبركة ، ومن يُحرم الرفق يُحر الخير " .
وعندما قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( الزيادة والبركة ) : هذا يشمل الزيادة والبركة في الأموال ،والأولاد ، والأعمار ، وغيرها ، وهذا من أنواع التوفيق ، ولم ذكر الزيادة فقط ، وإنما زيادة وبركة ، لأنه يمكن أن تكون هناك زيادة ، وكثرة ، ولكن لا بركة فيها ، فتزول بسرعة ، ولا ينتفع بها الإنسان .
فالرفق إذن يجلب الخير ، والزيادة ، والبركة .
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : " الرفق مفتاح النجاح "
وهناك أسباب أخرى للتوفيق لا يسع المجال لذكرها .
نسأل من الله التوفيق والسداد ، وأن يرحم موتانا وموتاكم ، ببركة الصلاة على محمد وآل محمد .
( اللهم صل على محمد وآل محمد) .
جديد الموقع
- 2024-09-18 التعصب والمتعصبون
- 2024-09-17 الفتيات الصغيرات تستخدم مستحضرات مضادة للشيخوخة شاهدنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. الضرر النفسي الحاصل بسببها أعمق من الضرر الذي أصاب البشرة
- 2024-09-17 التدخين أثناء الحمل يضر بالأم وبالجنين ولاحقًا بمستوى تحصيل الطفل الدراسي
- 2024-09-17 الأدلة لا تفيد بأن من عاشوا خلال المراحل الأخيرة من العصر الحجري في شمال غرب المملكة العربية السعودية قد واجهوا تحديات موجات جفاف مما اضطرّهم الي الترحال، بل عاشوا حياة متقدمة ومزدهرة
- 2024-09-17 ما الصور الذهنية وما فوائدها؟
- 2024-09-17 عقد قران الشاب طارق ابن المرحوم عبدالهادي محمد البجحان تهانينا
- 2024-09-17 من سلبيات القراءة الرقمية
- 2024-09-17 القراءة وغسل الملابس
- 2024-09-17 نحن والمشاعر
- 2024-09-17 -الكتابة كالقهوة