2021/09/03 | 0 | 1665
الشرع .. العرف ..القانون
تخيل معي صديقي القارئ هذه الأمثلة قبل الدخول لفكرة المقال :
• أرملة من مجتمعنا الخليجي ذهبت في رحلة بحرية على باخرة حول العالم بعد انتهاء عدتها لتروح عن نفسها ، وصادفت على الباخرة شابا هنديا مسلما مهذبا انجذبت له و مع مرور الأيام و على ظهر الباخرة سارعت للزواج به ، وكتبا عقدا أشهدا عليه شاهدين ، وما أن رست الباخرة بعد شهرين على رصيف الميناء إلا ويستقبلها إخوتها متفاجئين بالرجل الذي يمسك بها ، قالت لهم : ( أعرفكم زوجي محمد خان ) ، استشاط الأخوة غضبا ، فذهبوا للمستشار القانوني لتفكيك الحدث ، فقال لهم بوضوح : شرعا هي زوجته .. قانونا يلزمها توثيق العقد في المؤسسات الرسمية .
انتفض أحد الأخوة : و عرفا ( فشلتنا ) !
• خذ مثالا آخر : رجل ثري بالغ الثراء ، تزوجت ابنته وأنجبت وكونت أسرة ، ولسبب ولآخر أفلس الزوج وأصبح غير قادر على النفقة وأصبحت الأسرة تشكو الفاقة ، فهل والد الزوجة مطالب بالنفقة على ابنته المتزوجة وأولادها ؟
شرعا يستحب لكن لا يجب ، قانونا غير مطالب بذلك ، عرفا ( ما يستحي على وجهه يترك بنته وعيالها جوعى وهو قادر ) .
• مثال ثالث : معلم في طابور مدرسي (يتعلك وينفخ العلكة على شكل بالون ) أمام مرأى الطلاب .
شرعا مبدئيا فعله جائز ، قانونا مبدئيا فعله غير مدان ، لكن الشرع والقانون يرجعان للعرف الاجتماعي لتقييم الفعل في اعتباراته الثانوية من حيث الذوق .
• مثال رابع : أسرة مختلفة في قضية إرث ، العرف يصمت لا رأي له ... و القانون يقول أنا أنفذ الشرع ... و الشرع يفتي .
• مثال خامس : شحص عبر حدود بلد بطريقة غير نظامية
الشرع والعرف يقولان نحن نلجأ للقانون فهو صاحب الكلمة هنا ونحن نتبنى رأيه .
موضوعنا أن المجتمع - مجتمعاتنا العربية والمسلمة - مبرمج على العيش بثلاثة مشغلات تحدد طريقة التعايش بين الناس وإصدار الأحكام ، وهذه المشغلات لا تستغني عن بعض . وهي ( الشرع والعرف والقانون ) .
فلا يمكن أن نلغي الشرع لأنه القوة الغيبية الروحية التي لها روادعها التي تضبط سلوك شريحة مؤمنة بالعقوبة الأخروية ، ولا نستطيع الاكتفاء بالشرع دون القانون والعرف حتى لا يتحول المجتمع للحالة التي صنعها الداعشيون ، فالعرف والقانون يقاربان معطيات العصر المستجدة .
ولا يمكن أن نلغي القانون لأنه السلطة الرادعة الواقعية والتي تشخص المصالح برؤية مدنية وتملك صلاحية العقوبة التنفيذية ، ولا نستطيع الاكتفاء بها لأن المجتمعات البشرية ليست ربورتات والعلاقات الاجتماعية معقدة ، كما أن فكرة ( القانون لا يحمي المغفلين ) تؤكد أن نص القانون قد يناقض روح العدالة .
ولا يمكن أن نلغي العرف فهو عقل الناس الجمعي الذي تسالموا عليه عقود وقرون وبه ينضبط المجتمع ، كما لا نكتفي بالعرف فقط حتى لا نتحول لمجتمع بدائي كما في الأدغال والصحاري يهمش مصالح الفرد على حساب الجماعة ويحكم بأحكام عرفية .
هل انتهت فكرة المقال ؟
لا
فالعلاقة وإن بدت تكاملية وكل له دوره بين المشغلات الثلاثة إلا أنه أحيانا تتناقض ويسبب التناقض يقع الجدل في كثير من القضايا كما في المثال الأول والثاني .
مقال تأملي لم أرجع فيه لكتاب ، ورجعت فيه للملاحظة الشخصية، ومن ضمن الملاحظات أن كل شخص لديه قائمة تراتبية للثلاثة .
جديد الموقع
- 2024-05-15 "تقنية الأحساء " تطلق مبادرة طريق ضيوف الرحمن في نسختها الثانية
- 2024-05-15 شركة جواثا للترفيه تبرم اتفاقية تعاون مع الجمعية التعاونية السياحية بالاحساء
- 2024-05-15 سمو محافظ الأحساء يستقبل مدير عام فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية
- 2024-05-14 جمعية دار الرحمة تزور وكيل الأمين للخدمات بأمانة الأحساء
- 2024-05-14 حسن الصوت ليس من مستلزمات الغناء الغربي
- 2024-05-14 التجربة الشعرية في أطباق أحمد الرمضان الشهية
- 2024-05-14 اكتشاف وحدة تحكم رئيسة للجهاز المناعي مما قد يفتح الباب على مصراعيه لاكتشافات واعدة لإدارة وعلاج الكثير من الاضطرابات والأمراض المناعية
- 2024-05-14 أمير الشرقية يدشن عدة مباني لجمعية التنمية الأهلية بالمنطقة
- 2024-05-14 أمير الشرقية يطلع على التقرير السنوي لشركة مطارات الدمام
- 2024-05-14 المهندس علي سلمان الخليفة يلتحق بكفاءات ابناء المطيرفي تهانينا