شعر وأدب واندية ادبيه
2020/07/12 | 0 | 3815
السؤال المر
رحم الله الفقيد الشاعر الشيخ معتوق العيثان وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون
غــــادرتَ حــقــاً؟ لا وربِّــــكَ حــاضِـرُ
كــيــومٍ جــديــدٍ والـمـمـاتُ الـمـغـادِرُ
أغـادرتَ حـقاً؟ قُـلْ، فـما حاجةُ الورى
إلــى شـاعـرٍ فـيـهِمْ وأنــتَ مـسافرُ؟
هـنـاكَ مَـكـانٌ يـبـتغي صـوتَـكَ الــذي
تـــذوبُ عـلـيـهِ ذاتَ أنـــسٍ مـشـاعِـرُ
كــلانـا كــلانـا نـسـتمدُّ مــن الأســى
قِــوانـا ومـــن رشـــفِ الـهـناءِ نُـحـاذِرُ
أخا الفجرِ هل في الوجدِ نبضُ قصيدةٍ
تـجـيءُ عـلـى مــا تـشتهيه الأزاهِـرُ؟
تُـرى هـل تـركتَ الـشعرَ رغـمَ ابتكارِهِ
وأفــردتَ شـعـراً يـحـتذيِهِ الـمـعاصِرُ؟
أعــرنــي جــنــاحَ الأبـجـديَّـةِ عـلَّـنـي
أجــوبُ الـمـدى حــرَّاً كـما كـان طـائرُ
ألا أيـها الـماضي إلـى الـخُلدِ لـم تـزلْ
إلــى فـكـرِكَ الـضـافي تـحـنُّ الـمنابِرُ
بـكـتكَ الـنـخيلُ الـشـمُّ وهــي كـئيبةٌ
فـمذ رحـتَ راحـتْ عـن رباها المفاخرُ
أسـلـتُ جـراحي عـندما غـابَ شـاعرُ
وأفـنـيـتُ دمـعـي والـقـصيدةُ حـاسـرُ
ولـيس لـدى الـجَفنِ الملفَّعِ بالشجى
دمـــــوعٌ ولــكــنَّ الــدمــاءَ حــواضِــرُ
ولــــم تــبـقَ مــنـي لـلـرزيـةِ عــبـرةٌ
أفـضتُ.. فجفَّتْ من دموعي المحاجِرُ
أتــيـتـكَ مـكـلـومـاً فــكـنـتَ ضــمـادَةً
كـــأنـــيَ مـــأتــيٌ وقــلــبَـكَ زائِـــــرُ
فـعُدْ للفراغِ المحضِ واسقِ حُشاشةً
وعُـــدْ لـسـلوِّ الـقـلبِ فـالـقلبُ حـائِـرُ
وقُـــلْ لـلـفـؤادِ الــحُـرِّ: إنَّـــكَ هـاهـنا
وأنَّ الــسـؤالَ الــمـرَّ وهـــمٌ مـحـاصِرُ
رحــلـتَ سـريـعـاً مـــا تـركـتَ إجـابـةً
إلــى أيـن يـا (مـعتوقُ) أنـتَ مـهاجِرُ؟
كــأن لــم يـكـنْ بـيـن الـبلاغةِ سـاحرٌ
ولا كـــان مـــا بــيـن الـيـنابيعِ سـامـرُ
