2016/12/18 | 0 | 3845
الدكتور ثامر العيثان متحدثاً عن علاقة العلم بالإيمان بملتقى (إضاءة فكرية)
في صبيحة يوم السبت الموافق 18/3/1438هـ استضافة ملتقى (إضاءة فكرية) الدكتور ثامر العيثان أستاذ الفيزياء بجامعة الملك فهد بالبترول والمعادن في جلسة بعنوان (العلم والإيمان)، وبدأت الجلسة كالعادة بالوقوف على أبرز المحطات المهمة في سيرة الضيف الكريم بما فيها مسيرته في التحصيل العلمي، وبعدها تم الاستماع لكلمة منه حول محور الجلسة وهو (العلم والإيمان).
بدأ الدكتور العيثان كلمته حول هذا المحور بطرح هذا التساؤل: (ما هي العلاقة الموجودة بين العلم والإيمان؟) وفي صدد الإجابة على هذا السؤال بدأ بذكر مقدمتين:
المقدمة الأولى: بين المراد من الإيمان، حيث ذكر بأنه الاعتقاد، فإذا قلنا بأننا بؤمن بالله عز وجل، فبمعنى ذلك أننا نعتقد به سبحانه وتعالى، وكذلك الأمر بالنسبة لإيماننا بالرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ثم بين بأن هذا الإيمان والاعتقاد يصل إلى الإنسان عبر طرق عقلية ونقلية ونفسية تجعله يؤمن ويعتقد بأمر من الأمور، وهذا ما يجعل الاعتقاد والإيمان قابل للزيادة والنقصان، لأن جوانب الاعتقاد عند الإنسان مركبة وليست بسيطة، فهي تبدأ صغيرة وتنمو شيئاً فشيئاً، كما تحدث أيضاً حول أن الإيمان في بدايته في معظم الأحيان هو إيمان وجداني، وهذا الإيمان عادةً لا يكن مبني على عقل فقط.
المقدمة الثانية: حول المراد من العلم: وبين بأن وظيفة العلم هو الكشف عن أسرار الكون باستخدام وسائل وآليات معينة، وبين نبذة عن العلم في الحضارة اليونانية وكيف كان متمازجاً مع الفلسفة بشكل كبير، وذلك لاستخدامه للأسلوب النظري، ثم أعطى نبذه عن محاولات خجولة العلم التجريبي عند المسلمين وصولاً إلى العلم في وقتنا الحاضر، وبعدها قسم العلوم إلى قسمين –كما هي في وجهة نظره- ومن هذين القسمين تتفرع بقية العلوم وهما: الأول: الفيزياء: ومن الفيزياء هناك ما يسمى بتوازن القوى ومنه تتفرع الهندسة الميكانيكية، ومن هناك ما يسمى بـ حركة الشحنات ومنه تتفرع الهندسة الكهربائية، ومن تحريك الشحنات وتوزيعها يتفرع علم الكمبيوتر، وهكذا الأمر بالنسبة لبقية العلوم التي تتفرع منه بما فيها علم الجيولوجيا الذي يدرس طبقة الأرض ونموها ويستخدم في ذلك الوسائل الفيزيائية. العلم الثاني: علم الأحياء: وبين أن الوحدة الأساسية في علم الأحياء هي الخلية، ولذلك يتفرع من الأحياء علم الطب البشري والبيطري، وعلم النبات، وعلم الحيوان وغيرها، فكل هذه العلوم مبنية على دراسة الخلية التي هي العامل المشترك بين كل ما له حياة، ومن هنا يتم تمييز علم الأحياء عن علم الفيزياء فالأمر راجع إلى وجود الحياة من عدمها.
وبين بعدها بأن هناك علوم أخرى لا تتفرع من هذين العلمين ولكنها علوم اعتبارية كالأدب مثلاً وغيره من (العلوم الإنسانية)، فهذه العلوم هي علوم اعتبارية وتختلف عن العلوم الحقيقية نضع لها منهج معين، وأما بالنسبة للرياضيات، فهي أيضاً لا يعتبر علماً بالمفهوم العلمي للفيزياء والأحياء، وإنما هو عبارة عن (علم آلي) فهو آلة منطقية تستخدم في العديد من العلوم في الفيزياء والأحياء وليس له أي وجود خارجي، ولذا لا نستطيع أن نستفيد منه بحد ذاته، وإنما نستفيد منه من خلال استخدامه في العلوم الأخرى.
بعد هاتين المقدمتين في بيان المراد من الإيمان والعلم، شرع الدكتور العيثان في الإجابة على السؤال ببيان تأثير العلم في الإيمان زيادةً ونقصاً، حيث أكد على أن الإيمان والاعتقاد مبني على البناء الوجداني، ولذلك فإنه يمكن أن يكون العلم معزز للإيمان بوجود الخالق سبحانه وتعالى كلما تم اكتشاف الدقة والانضباط والتناسق الموجود في الكون، فهذه الأمور بطبيعتها تعزز الوجدان وإذا تعزز الوجدان زاد الرصيد الإيماني، وكذلك صحيح أيضاً، إذ كلما كشف العلم زيف وتناقضات ما هو موجود في الوجدان كلما دخل الإنسان في مرحلة الشك وضعف الإيمان، ومن هنا تتجلى أهمية العمل على عملية البناء الوجداني السليم المبني على أسس صحيحة.
كما لفت الدكتور العيثان إلى مسألة في غاية الأهمية، وهي التي تسببت في جعل البعض ينكر وجود الخالق سبحانه وتعالى، وذكر مثالاً لتوضيحها وهو: لو افترضنا أنني كشخص أؤمن بوجود الله سبحانه وبأنه غيب، وكذلك أؤمن ببعض الأمور الغيبة الأخرى كالملائكة والشياطين والجن وأؤمن كذلك بتأثير الجن على حياتي، ولكن جاء العلم وكشف لي زيف ما كنت أعتقده من تأثير الجن، هنا إذا كانت ردة فعلي سليمة ومنطقية أكتفي فقط بنفي تأثير الجن ولا أسحب ذلك على جميع الأمور الغيبة الأخرى، ولكن إذا كانت ردة فعلي غير سليمة فسوف أنكر تأثير كل القوى الغيبية الأخرى حتى وجود الخالق سبحانه وتعالى. ومن هنا نفهم لماذا يتذرع البعض بالعلم للإلحاد ولإنكار جميع الأمور الغيبية، حيث أن العلم في هذه الحالة دمر منطقة من مناطق الوجدان كانت خاطئة، ولكن هناك ردة فعل خاطئة ومتطرفة أيضاً جعلت البعض يلغي جميع المناطق الإيمانية الأخرى دون أن يكون له أسس منطقية سليمة.
بعد انتهاء الكلمة بدأ الحوار المفتوح مع الدكتور العيثان حول هذا المحور، وكذلك تم التطرق للعديد من الأمور الأخرى ذات الصلة بهذا الموضوع، ولقد شدد الدكتور العيثان في إجابته على الأسئلة على العديد من الأمور أبرزها: ضرورة العمل على تكوين الوجدان بصورة سليمة، وكذلك على أهمية الاهتمام والتركيز على فئة الشباب وإعطائهم العناية الكافية.
وفي الختام: قدم أعضاء الجلسة شكرهم الجزيل للدكتور ثامر العيثان على تلبيته للدعوة وعلى حسن تفاعله مع الأسئلة المطروحة عليه.
جديد الموقع
- 2024-05-18 إيماءات الأطفال، وماذا تعني
- 2024-05-18 أفراح سادة آل سلمان "الكاظم "و العلي " تهانينا
- 2024-05-18 الشاعران بيلا والحرز في منتجع ماربيا
- 2024-05-18 قاسم العبدالسلام عريسا في الدانة البيضاء بالاحساء
- 2024-05-18 التمار والحسان تحتفل بزواج ابنيها " علي وحيدر "
- 2024-05-18 قطوف دانية من كلام الإمام الرضا (عليه السلام)
- 2024-05-18 مشهد الطروبة "في ذكرى مولد المولى أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام"
- 2024-05-17 (نادي ابن عساكر) يستضيف الباحث (المطلق) في فعالية (الآراء التاريخية الشاذة)
- 2024-05-17 أفراح الجزيري تهانينا
- 2024-05-17 الكتاب الذي ينسيك أنك تقرأ