2012/11/06 | 3 | 3255
الحسين خط احمر
و عدم الإسراف في استخدامها بل و أن هذا الأمر يعتبر من البدعة الجاهلية و إن كان القصد من ذلك البركة للمتوفى .. كما تمت الإشارة من بعض طلبة العلم إلى أن الإيلام بشكل مفرط كعرف يضر بشكل مباشر كثيرا من العوائل التي لا تستطيع مواكبة هذا العرف في مصائبهم كونهم من المعسرين أو ذوي الدخل المحدود .. كما تمت الإشارة حول انتهاز البعض لمصائب الآخرين للتواجد انتظارا لوجبة الغداء أو العشاء التي تعتبر صيدا سهلا لذوي البطون الفارغة .. كل هذا جميل و لا غبار عليه بل أنه من المندوب مساعدة صاحب المصيبة في مصابه و مواساته ليس فقط معنويا و إنما ماديا إذا تطلب الأمر فالتعاون بين المؤمنين من أهم الأمور التي يحث عليها الدين الإسلامي الحنيف و أجر ذلك كبير عند الله سبحانه و تعالى و نستحضر في هذا المقام وصية نبي الرحمة صلى الله عليه و آله للمسلمين بمساعدة آل عقيل بن أبي طالب بعد استشهاد والدهم .. هذا ما يخص العامة ممن يحضرون لعزاء ذوي المتوفى لكن ماذا بخصوص من يحيي مجلس العزاء من الخطباء ؟ فكما أن ظاهرة التبذير و الإسراف في الإيلام في مجالس عزاء المتوفين منتشرة فقد انتشرت كذلك ظاهرة طلب الأموال الطائلة لقراءة المجلس الحسيني في عزاء الميت أو ما تعارف المجتمع عليه بمجلس الفاتحة و الذي يستمر لمدة أدناها ثلاثة أيام و تستمر لأسبوع لدى بعض العوائل و البعض الآخر يختتم الأيام الثلاثة ليبدأ قراءة عشرة أيام لذكرى استشهاد سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه و على أهله و نبينا الكريم أفضل الصلاة و أجل التسليم .. و هنا تبذل الأموال بشكل مبالغ فيه لقراءة مجالس العزاء الذي لا يزيد بعضها عن الساعة في أفضل الظروف .. هنا نوجه نداؤنا للخطباء الكرام حول مراعاة أصحاب المصيبة و مواساتهم بالكلمة الطيبة و الحديث الذي يسليهم عن مصابهم بذكر الحسين عليه السلام و أهل بيته و مراعاة من لا تستطيع يده بذل المزيد في سبيل طلب البركة و الأجر لفقيده أو فقيدته و لكي لا يكون كما يقال في المثل الشعبي ( موت و خراب ديار ) ، فبعض الخطباء للأسف لا يقبل بالقليل و يرى أنه مستحق للمبلغ الفلاني كونه الخطيب الذي يشار إليه بالبنان و المعروف بفصاحة اللسان و عميق البيان و هذا كله يدخل في ذات الإطار الذي كنا نتحدث عنه من الإسراف و إضاعة النعمة في حين يجب مواساة ذوي المتوفى لا إرهاقهم بالديون في حالات مشابهه .. و بما أننا على أبواب شهر الحسين عليه السلام فيجدر بنا الإشارة حول هذا الموضوع فمحرم الحرام كما يصفه البعض من العامة بأنه شهر الموسم الذي يتاجر فيه التجار بالملابس السوداء كما يتاجر به بعض الخطباء باللسان .. شهر محرم الحرام شهر حزن لمصاب اهتز له العرش و بكت له السماء دما و ناحت به الملائكة و حمائم الجنان شوقا و ولها و ألما لمصاب سيد الشهداء و ليس موسما كما يصفه البعض لطلب الأموال الطائلة نظير نقل مصيبة كربلاء الحزينة .. حينما أقول هذا يستوقفني كثيرون ممن يقول بأن الخطيب الفلاني يطلب ذلك المبلغ الكبير لنقل القضية في عشرة أيام لكي يسد حاجته و يتعفف باقي العام فهو من طلبة العلم و قد تفرغ لفائدة الناس و ليس لديه وظيفة .. و هذا عذر واهٍ للأسف فلم يتوقف الإمام علي عليه السلام عن طلب الرزق و العمل مع كونه خليفة رسول الله و ولي أمر المسلمين و هو بذلك يتخذ القدوة الحسنة في رسول الله صلى الله عليه و آله الذي عمل حتى في بناء المسجد النبوي في المدينة المنورة و هو أشرف الخلق و جامع علوم الأولين و الآخرين .. فمهما بلغت فصاحة ذلك الخطيب و أسلوبه الخطابي المنقطع النظير إلا أن ذلك لا يبيح له و لغيره المتاجرة باسم إلإمام الحسين عليه السلام بحجة أنه شبه عاطل عن العمل بقية العام .. أعلم أن من سيخالفني فيما أسلفت سيكونون كثر و أن البعض ربما سيصفني بالنكرة أمام صاحب العباءة الفلانية لكننا اليوم لسنا في زمن ( العكفة و المحش ) فنحن نعيش في جيل الفكر و النقاش العلمي الذي نأمل أن نستفيد منه جميعا لما هو خير دنيانا و أخرانا .. و الحمد لله رب العالمين
جديد الموقع
- 2024-04-25 اترك أثراً إيجابياً.
- 2024-04-25 مؤسسة رضا الوقفية تكرم الفائزين في مسابقتها التصوير الفوتوغرافي - النسخة الثانية
- 2024-04-25 «خيوط المعازيب».. والذاكرة المنسية
- 2024-04-25 ناشط قرائي
- 2024-04-25 يحيى العبداللطيف و ( دكتوراه ) جديدة لسجل شرف ( الينابيع الهَجَريّة )
- 2024-04-25 13298 خريجًا وخريجة أمير الشرقية يرعى حفل تخرج الدفعة الـ 45 من خريجي جامعة الملك فيصل بالاحساء
- 2024-04-25 %150 زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار الأحساء
- 2024-04-25 16 جمعية وقفية في المناطق والمحافظات
- 2024-04-25 احصل على 800 ختمة قرآنية شهرياً
- 2024-04-24 جمعية البيئة الخضراء بالأحساء تكرم البورشيد لاطلاقه (ديك الماء)
تعليقات
أصل الفكرة حلوة
2012-11-06ولعل منشأ الكلام هو وجود عدد من الخطباء يتحقق فيهم ما ذكر، أما التعميم فالمفترض ان المقالة لا ترمي إليه. ويبقى أساس القضية: الاجر المرتفع، لماذا؟ باعتقادي الجواب الوافي يستوجب استقراء لأكثر من شخصية بالحديث معهم، أقول هذا حتى نكون أكثر موضوعية وتعم الفائدة وليس لربط الموضوع بشخص مقصود . ولذلك أقول..أصل الفكرة حلوة.. أما إن كان هناك شخص مضمر ومقصود بالاتهام فإني بريء من الرجم بالغيب كما قد يتوهم هذا الشيء من عبارة "صاحب العباءة الفلانية" الواردة في المقال .
ميثم الحمود
2012-11-07احسنتم
أصل الفكرة حلوة (تتميم)
2012-11-07مقصودي من عبارة ((ولعل منشأ الكلام هو وجود عدد من الخطباء يتحقق فيهم ما ذكر)) وهذا بحسب رأي وتقدير كاتب المقال . فلا أعلم ما هو تقديره للأجر المرتفع إضافة إلى أن هناك من هو سخي في عطاءه من المؤمنين وهذا السخاء من صاحب المجلس وليس من طلب الخطيب، فلو أعطي أقل من ذلك لرضي وقبل به . لذلك، لكي نقدم النصيحة فأننا بحاجة لاستقراء لنقف على واقع الحال، وأن رمي الكلام على عواهنه خلاف للحكمة وإن شاء الله هذا بعيد عن المقال وصاحبه وعنا أجمعين .