2017/04/24 | 0 | 3608
التعاسة وضحاياها:
يزداد أبطال التعاسة وتزداد ضحاياهم في كل يوم.
من هم أبطال التعاسة؟
هم الذين يزيدون من شعورك بالتعاسة كل يوم لكي تزداد شهرتُهم وأموالهم؟
ومن هم ضحايا التعاسة؟
هم الذين يقعون فريسةً لأبطال التعاسة وهم لا يشعرون وقد أكون أنا وأنت من هؤلاء الضحايا ونحن لا نشعر.
التعاسة هي الفرق بين ما تتمناه وبين ما تحصل عليه وكلّما زاد هذا الفرق زاد شعورك بالتعاسة.
عالم السناب شات أصبح اليوم مرتعاً خصباً لأبطال التعاسة فهؤلاء الأبطال يشعرون ضحاياهم بأنهم يعيشون حياةً وردية جميلة ويعرضون كل يوم أفخم البيوت والمطاعم والأثاث والهدايا والمناسبات فهم يبدون وكأنهم يسافرون كل يوم ويستمتعون بكل لحظة من لحظات حياتهم المخملية بما يعرضونه من لقطات قد يكونوا قبضوا مبالغ جزيلة للتسويق لها. هذه اللقطات تزيد من شعور الضحية بأنه غير محظوظ في هذه الدنيا لأنه لا يستطيع أن يسافر ويتمتّع كهؤلاء ولا أن يملك هذه الأشياء الفخمة التي يملكها هؤلاء ولا أن يكون مشهوراً كهؤلاء ويشعر بأنه أقل منزلةً وحظاً في هذه الدنيا من هؤلاء وهذا الشعور بالدونية (أنه أدنى حظاً) يجعله يتعلّق بأولئك الأبطال ويجعل لهم مكانة عالية في نفسه ويدمن على متابعة ما يعرضونه من صور خادعة لا تزيده إلا شعوراً بالأسى على نفسه والمرارة على قلة حظه وبالدونية مقارنةً بغيره وهل هناك تعاسةً في الدنيا أكثر من هذا؟؟؟
ولعل أتعسَ حقيقية هي أن الضحايا يدمنون على إتعاس أنفسهم بلحظات حياة مزيّفة لغيرهم على حساب لحظات حياتهم الحقيقية فترى الواحد من أولئك الضحايا قد يكون جالساً مع أفراد عائلته على شاطي البحر والنسيم يداعب وجهه ولكنه لا يستمتع بأي شيءٍ من هذا، ولا يشعر بأهله ولا هم يشعرون به، فرأسه منكّسٌ طول الوقت في هاتفه النّقال يتابع لحظات حياةٍ مزيّفة لغيره ينشرونها ويقبضون أثماناً لها ويزدادون ثراءً وشهرةً يوماً بعد يوم وهو لا يشعر إلا بالتعاسة ولا يستطيع أن يستمتع بشيءٍ من حياته..
وقد تركَت إحدى المذيعات عملَها في قناةٍ ذائعات الصيت وامتهنت مثل هذه المهنة وهذا أكبر دليلٍ على أن الضحايا يزدادون يوماً بعد يوم و"يدفعون" أكثر وأكثر من سعادتهم ولحظات حياتهم ليجعلون أولئك الأبطال أكثر ربحاً...
أسعد الله لحظات حياتكم
جديد الموقع
- 2024-05-08 جامعة الملك فيصل تشارك في مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط لهندسة العمليات 2024 بالظهران إكسبو
- 2024-05-07 فاطمة السحاري : لا يسعفني قلمي ولا وجعي .. فالمسافر راح .. فرحمة الله تحتويك يا "البدر"
- 2024-05-07 الخريف يرعى تكريم اللجنة المنظمة للنسخة الثالثة لـ حرفيون
- 2024-05-07 ضمن برنامج الاحتفاء بأسبوع الأصم العربي ٤٩
- 2024-05-07 أهمية الكتب الورقية: لماذا الكتاب الورقي الذي يحمله الطفل بيديه أفضل من الكتاب الذي يقرأه على الشاشة؟
- 2024-05-07 الدور الخفي لدرب التبانة في الميثولوجيا المصرية القديمة
- 2024-05-07 القراءة ونشوة المعرفة
- 2024-05-07 أنامل على الأعتاب في مدح السادة الأطياب اصدار جديد
- 2024-05-07 أنامل على الأعتاب في مدح السادة الأطياب اصدار جديد
- 2024-05-06 ابن المقرب في بيت الشعر بالقيروان