2025/02/07 | 0 | 1762
الايروسية في أغنيات عيسى الاحسائي
(مقطع من مقال طويل في كتاب لي لم يطبع بعد )
الايروسية هي ممارسة العنف أثناء العملية الجنسية من أجل تحرير روح الحبيب من الجسد. وهي نوع من المانيا(الجنون المقدس) وجورج بطاي يقول ان الايروسية : إقرار للحياة حتى في الموت!!
ومأخوذة من (ايروس) اله الحب والجنس عند الاغريق.وهناك اسطورة (اورفيوس) الذي نزل الي هادس(العالم السفلى) كي يأتي بحبيبته (يوديديس) لكنه التفت وراءه( وكان قد نهي عن ذلك) فعادت حبيبته الي عالمها السفلى وصعد هو فقطعته الباخوسيات (الميناديات) قطعا قطعا. لانه أعرض عنهن.
هذه باختصار اسطورة( اورفيوس) . وحين نأتي الي اغاني( عيسى بن علي الأحسائي) نرى هذه الايروسية واضحة في بعض أغانيه. تصف الجنس العنيف. مثل :
يوم وليلة على جال الغدير/
هي ذبحتني وانا صلبتها!!
هنا الذبح والتصليب من ملامح الايروسية، والتصليب هنا بالعامية التقطيع. وليس الصلب المعروف. فالحبيبة تذبح حبيبها والمحب يقطعها!!
يقول جورج بطاي في كتابه (الايروسية) :
(غير أنني أؤكد منذ الان ان الشريك الانثوي في الايروسية يبدو وكأنه قربان وعلى أن الشريك الذكر هو المضحي.، فكلاهما يتلاشى خلال عملية الاستهلاك في ذلك الاتصال الذي يحدث عند أول عملية للتدمير .)
ونرى عيسى بن علي يجعل نفسه أضحية للأنثى المحبوبة فيقول :
على وان كان سيد البيض جاني/
فديت الروح من أجله ضحية!!
تماما كما كان اورفيوس ضحية للميناديات (عند اسخيليوس)
يكون عيسى لحبيبته أضحية ايضا.
ويقول في اغنية( اذا ودك انا ودي) :
وتلك واسحبك تحتي/ لواتهقى يسيل الدم!!
هنا ايروتيكية معلنة بشكل واضح وسيلان الدم دليل على بلوغ الذروة في الايروتيكية.
وفي موال لأغنية (لابس الكرته) :
ياأبيض البيض قلي وش جرح خدك/
ذا جرح سكين والا واحد عضك!!
انا أسألك بالنبي والمصطفى جدك/
خدك من الورد والا الورد من خدك!!
القصيدة تتحدث عن حمرة خد الحبيب لكنها في سؤالها تشير الي ايروسية مورست عليه!!
حيث جرح السكين والعض.
ويقول في اغنية أخرى :
داعبيني بالاصابع داعبيني/
في جبيني وضحى بصمة يديك!!
وان طرا لك تجرحيني فاجرحيني/
مايضر الجرح قلب اللي يبيك!!
وكما أعرض اورفيوس عن الحوريات مخلصا في حبه لحبيبته فنال جزاء هذا الإخلاص القتل. نرى في اغنية لعيسى الاحسائي اغنية يقول فيها :
حلفت ان كان بوعادل عنالي/
لحط البيض له أرض وطية!!
واتوب من الهوى واجلس لحالي/
انا وياه في أرض خليه!!
لكن لم يتم لاورفيوس ماتتمناه.
ختاما أرى أن ايروسية عيسى الاحسائي ناسبت العصر الذي غنى فيه اغنياته واقصد الستينات الميلادية من القرن العشرين. حيث كانت الحرية مطلب كل متمرد في العالم. وكان عيسى متمردا خطيرا اتخذ من الأغنية الايروسية سلاحا يواجه به خصومه وسلما يصعد به عن عالم اساتذته و اقرانه وزملائه المطربين!!
وكما ان (الاورفيوسة) ديانة سرية. كانت أغانيه طربا سريا ايضا. فمنعت اشرطته وصارت تباع في السر!!
لكن السؤال الملح :
هل كان عيسى بن علي اورفيوس أحسائيا في واقعه؟!
لاسيما ان اورفيوس كان قد عرف بجمال صوته وعزفه، وكانت الطيور تقف صامتة تنصت لموسيقاه!!
جديد الموقع
- 2025-12-29 ارتفاع ملفت في وفيات النوبات القلبية خلال موسم الأعياد ورأس السنة
- 2025-12-29 ارتفاع ملفت في وفيات النوبات القلبية خلال موسم الأعياد ورأس السنة
- 2025-12-28 تكريم العبدرب الرضاء نظير جهوده 3 سنوات مشرفاً لخدمات المرضى للقطاع الشرقي التابع لتجمع الأحساء الصحي
- 2025-12-28 165 متبرعاً يختتمون حملة "عطاء الفضول" للتبرع بالدم
- 2025-12-28 بين الكتب والخبز
- 2025-12-28 (الرحلات الآمنة) بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 الجلطات الدماغية بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 إطلاق خدمة تصوير الرنين المغناطيسي للأجنة بمستشفى الولادة والأطفال ببريدة
- 2025-12-27 جمعة وفاء وتقدير في ضيافة جمعية البر مركز المطيرفي
- 2025-12-27 العالم الرقمي و خصوصيتنا