2012/11/27 | 4 | 3264
الإمام الحسين (ع) تربية وأخلاق
كثيرة هي الفتاوى التي يختلف المراجع في مبانيهم الفقهية بخصوصها و الأمثلة على ذلك لا يحصيها مقال و ليس التطبير بأقواها أو جزء مهم فيها كي تصل لغة تأجيج الحزازيات بين أبناء الطائفة لهذه المستويات .. كما أن التطبير بحد ذاته ليس من المكونات الأساسية التي يقوم عليها المذهب الجعفري كي يتم وصف من يحرمه بالخارج عن الطريق الحسيني .. يحق للمقلد أن يلتزم بالفتوى التي أصدرها مرجع التقليد و ذلك بالإقدام على الفعل أو عدم الفعل في حال الاستحباب أو الوجوب الكفائي .. كما يلتزم المقلد بعدم الفعل في حال كانت الفتوى بتحريم العمل ..
و في كل الأحوال فمرجع التقليد لم يصدر فتواه جزافا أو تحت تأثير حماس جماهيري و ضجة إعلامية و إنما يصدرها كما نعلم نحن أبناء المذهب الجعفري بعد سلسلة من البحوث و الاستنباطات و التدقيق ليكون الحكم الشرعي مدعما و واضحا .. و هنا يكون اختلاف العلماء فكل مرجع أو عالم و طريقته في استنباط الأحكام .. و قد يختلف مرجعان في الحكم على مسألة ما بحسب البينة لدى كل منهما لكننا غالبا نرى إعجاب ذلك المرجع بطريقة استنباط الحكم عند المرجع الآخر مع كونه يختلف معه في النتيجة ..
هذه الأريحية بين المراجع يغفل عنها كثيرون للأسف ليأتي البعض منهم ليتهجم على مرجع تقليد بسبب هذا الاختلاف ليطعنه أمام الملأ في علمه تارة و يعود و بكل صراحة يندى لها الجبين ليمسه في كونه رجلا .. و بالحديث عن الرجال فلست أشك للحظة في عظمة من وقف ببدلة الجندي و عمامة العالم ليتلقى القذائف محاربا قوى الاستكبار العالمي .. لم أنس و لن أنسى انتصار الحق على تحالفات الباطل في الثورة الإسلامية .. كما أن سلسلة الانتصارات التي حققتها و لا تزال تحققها المقاومة الإسلامية اليوم لا تنكر اليد الفولاذية و التي تساند بكل ما أوتيت من قوة للانتصار ضد الشيطان الأكبر و ابنته غير الشرعية صهيون .. فأين هي الحنجرة الذهبية و ما هو دورها حينما كان العراق جريحا تحت وطأة الطاغية التكريتي؟ و هل تحمل الحنجرة الذهبية هوية غير التي أهديت لها من الجمهورية الإسلامية كي يرد لها الجميل بهذه الطريقة؟ أهكذا يقال شكرا لمن مد يد العون بعد أن أصبح التشرد صفة سائدة في كربلاء؟ في الأمس غير البعيد انتفض أبناء الطائفة احتجاجا على ما أطلقه جاهل بحق آية الله السيد علي السيستاني ( دام ظله الشريف ) و وقفنا جميعنا لنقول كلا و بصوت عال .. وصفونا بالرافضة فسكتنا .. وصفونا بالقبوريين فسامحنا .. رمونا بكوننا أبناء المتعة فشرحنا و دللنا .. لكن لن نقبل بأي شكل كان أن ترمى رموزنا بالزندقة و الضلال .. و كما يقول أحد المشائخ بأن المرجعية خط أحمر .. فهل أن المرجعية اتخذت لونا آخر حينما تقف على أعتاب قم المقدسة؟ أنا لا ألوم الجاهل الذي تعرض للسيد السيستاني فذلك جاهل و قد دعى له سماحة السيد بالهداية مما ابتلي به من مرض .. لكنني ألوم من نذر نفسه للحسين عليه السلام حينما يخاطب الإمام عليه السلام من على منبره الشريف و أمام جمهور من الموالين و ملايين من الجعفريين الذين يرونه و يسمعونه أمام الشاشات و هو يصف حفيد الحسين عليه السلام بكلمات كان الأولى أن لا يتم نطقها على منبر سيد الشهداء ..
لقد قلتها في مقال آخر أن تجار المنابر و فناني العزاء اليوم أصبحوا يرون من أنفسهم وعاظا و مراجع يفتون في علم الرجال و للأسف فإطلاق مثل هكذا كلمات لا تجد من يردع صاحبها سوى بعبارات بسيطة يشجب خلالها طالب علم ما أو مثقف آخر في ظل صمت كبير من أطراف لا أدري لم يتم السكوت منهم .. لن أقول بأن الفعل يرضي البعض منهم لكن تقويم الخطأ واجب في هكذا مسائل و هذا ما تعلمناه من أسرار الثورة الحسينية التي أريق دم الإمام عليه السلام و أبنائه و إخوته و أصحابه و سبيت نساؤه و نقلت من بلد إلى بلد لأجل إيصالها لنا اليوم بكل مفاهيمها و قيمها الدينية و الأخلاقية و الإنسانية .. يحق للملا باسم أن يطبر و يعتبر التطبير شعيرة حسينية حسب فتوى مرجعه لكن لا يحق له و لا لغيره أن يتعرض لشخوص مراجع التقليد ممن يختلفون في الحكم معه .. الكفؤ من يناقش و يطرح ما لديه بدون أن يلزم الآخر أو يتهمه بنقص العقيدة أو يصفه بالألفاظ الأموية التي احتلت مكانا رفيعا في منبر سيد الشهداء بسبب تصرفات غير مسئولة لا تعود علينا سوى بفتح الباب على مصراعيه للمخالفين كي ينهشوا في بدن المذهب الجعفري بشتى الوسائل و ذلك بسبب مسألة فقهية اختلف فيها بعض المراجع و صمت عنها البعض الآخر كونها ليست من مقومات المذهب أساسا بينما ركز عليها بعض الحناجر و جعلوا من الثورة الحسينية تظاهرة لجلد البدن عشرة أيام في السنة الهجرية .. نسأل الله الهداية و الله ولي التوفيق
جديد الموقع
- 2024-03-29 تنمية مهارات التعامل مع الآخرين.
- 2024-03-29 شجنة من نور محمد السبط المجتبى (ع) (في فلك حديث عالم الأنوار)
- 2024-03-29 هموم وتطلعات المرأة السعودية - في المجموعة القصصية « 10 أيام في عين قسيس الإنجيلي » لرجاء البوعلي ..
- 2024-03-28 نادي الباحة الأدبي يناقش (كينونه) كأول تجربة عربية لمسرح الكهف.
- 2024-03-28 البيئة تطلق خدمة الحصاد المجاني للقمح لمساحات 30 هكتارًا
- 2024-03-28 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تطلق مشروع الحديقة المركزية على مساحة 15 ألف متر مربع السعودية الخضراء .. مبادرة تاريخية ملهمة لتحقيق المستقبل الأخضر العالمي
- 2024-03-28 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تتصدر المؤشر الوطني للتعليم الرقمي في فئة (الابتكار)
- 2024-03-28 رئيس جمعيــة المتقاعديــن بالمنطقة الشرقية يقدم الشكر والتقدير لرواد ديوانية المتقاعدين
- 2024-03-28 نائب أمير الشرقية يستقبل رئيس مجلس إدارة جمعية تعافي
- 2024-03-28 نائب أمير الشرقية يطلع على برامج جمعية ترابط
تعليقات
حسين
2012-11-27الف تحية للاخ عبدالعزيز الجاسم على هذه المقالة والتطرق لمثل هذا ليست وليد اليوم ولكن حدث من هذا الرادود سابقا وجاء التبرير مثل ماكتبه احد الاخوة ينبغي علينا جميعا احترام علمائنا ومراجعنا
حسيني غيور
2012-11-27لم أكن أود الرد لولا بعض الكلمات الغير لائقة والتي وصف بها الكاتب الملا باسم من دون أن يصرح بإسمه .. يقول تعالى (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا )) .. إعتقد الكثير ومنهم الكاتب أن الملا باسم قصد من كلماته في ليلة العاشر المراجع العظام وهذا خطأ وخطأ كبير وفادح والمشكلة أنه تم ترتيب تراشق وسب وشتم للملا على هذا الأساس .. الحقيقة هي أنه هناك معمم وشيخ عراقي يدعى الزيدي تهجم على شعيرة التطبير والمطبرين ووصفها بالبدعه الوثنية وغيرها من الكلمات الغير لائقة وقد رد عليه الملا لاغيره ..
حسيني غيور
2012-11-27يتبع .. وللأسف إنبرى للتهجم على الملا باسم مشايخ ومثقفين لم يكلفوا أنفسهم مهمة البحث عن الحقيقة أو حتى الإنتظار لتبيانها والتثبت منها هذا من جهة .. ومن جهة أخرى لا يجوز ولا يسمح لأي كان مهما كانت منزلته لا يجوز له وهو غير مخول بالتشكيك في إخلاص خدمة الحسين (ع) أو وصفهم بتجار المنابر وغير ذلك من الأوصاف الغير لائقة .. على هونكم يامن تدعون التعقل والهدوء ماهكذا تورد الإبل .. بدلا من إخماد نار الفتنة ! أنتم بذلك توقظونها ولعن الله موقظ الفتنة وهي نائمة ...
حسيني غيور
2012-11-27يتبع .. أتمنى من الكاتب أو حتى إدارة الموقع أن تراجع حساباتها وتعيد النظر في نشر هذا المقال أو بقاءه منشورا في الموقع لأنه يحتوي تعدي على شخصية الملا باسم من دون برهان أو دليل قاطع بما يدعيه الكاتب وسيبقى الملا الصوت الحسيني الذي يصدح وينعى الحسين في كل مكان في العالم .. وللعلم الملا باسم بنفسه قالها (( ومن أنا لكي أتهجم أو أتعرض لاي من المراجع فهم تاج على رؤوسنا )) ..