2020/03/31 | 0 | 1617
إمدادات مشهد الفكر الأحسائي - نافذة من عناق شعر / محمود المؤمن
الإمداد الخامس والثمانين
صدر الكتاب عن ملتقى ابن المقرب الأدبي في طبعته الأولى عام ١٤٤٠هـ عن ١٣٢ صفحة ضم بين الدفتين ( ٤٤) نص عربي فصيح من الشعر ويعتبر هو العاشر من إصدارات الملتقى
كانت فاتحة الشاب محمود عبر نافذة الأم حين قال في النص :
أمي الرؤوم
حنانها أول الأوطان و آخر المنافي
كل صبح تمطر الأسماع موسيقي
"محمود يا محمود يابو الكرم والجود"
هذه الأهزوجة العذبة عندي لا تساوي أي صدر جمع التحنان والصبر الجميل؟
إنها أمي
بيدر للأقحوان
زغردات الكروان
هي فيض الله ممتد على هذي البقاع العارية
هي أمواج الفرات
نثرتني وأشقائي بواقيت محلاة بأفق العنفوان.
وفي نص جميل يتحدث فيه عن مشاعره تجاه أبيه ويصف إحساسه الشعري تحت عنوان ( وجه أبي) يقول :
كلما حدقت في وجه أبي
ينجلي الهم وأنسى تعبي
والدي حق له دون الورى
أن ألبي ما يرى من طلب
عبّد الدنيا بما جادت به
نفسه كي أرتقي في الرتب
هو من عمّق في فكري أن
أسهر الليل أناجي كتبي
أحسن التسمية النوراء لي
فتباهيت بأسمى لقب
سار بي دربا ً ولائي الهدى
وأنا ورّثته للعقب
وسقاني شربة من رحمة
غمرت كل فضائي الأرحب
أبتي السر الذي كنت به
أفتح الآفاق رغم النصب
أبتي السر الذي لولاه لا
أتجلى ها هنا كالكوكب
قال لي ذات دجى يا ولدي:
كن كما الفرسان شهما وأبي
وانطلق نحو المعالي واستبق
سنة الضوء بلمح ٍ صيب
لا تخف من ظلمة الوقت وخض
في غمار الوجد ما عدت صبي
وامتط المزن وسر في عجل
للعلا واهتك لثام الحجب
واترك اللغو وعرج بالمنى
واجتنب ما اسطعت لهو اللعب
يا بني العمر يطوي وأنا
لم أعد أقوى فحقق مطلبي
كتب هذا النص عام ١٤٣٣هـ
وله نص عن شهريار الحب عميق جدا وعالي الحس وذات شجون وقطعة من مشاعر تعلو فيه الأنا العاطفية وتجربتها أدعك عزيزي القارئ تحلق مع أ. محمود حين كتب :
أنا شهريار الحب من يأتي إلى بشهر زاد
تعبت يدي من ذبح كل ثقافة بلهاء تكمن في العقول وتدعي فهم الرشاد
سامرت سيدة الظلام فاسهبت في السرد منذ غروب شمس البوح في عمق البلاد
في كل داجية ختام حكاية بالعسجد الذهبي قد سكبت لكي تأوي لها الأفكار منذ نعومة الأظفار و الأرواح قد سكنت بلا أجساد
وحدي أدير كؤوس شعري ساهما قلقا وحبي ما يزال معلقا بالشمعدان وقد صبحت نجومي الزهراء في مقهى السهاد
--------------------------------------
قبلت ثغر البدر حين بلوغه سن النضوج وما أزال متيما بجمال فاتنة ٍ تثير ملامح الرغبات تستقصي الوجوه ولا تريد سواي لا تقوى على استبعادي
في حانة الذكرى اصطدمت بواقعي و علمت أن الحب مفتاح لأبواب التبتل وسط أحضان الوداد
في زحمة الأعياد جئت بكعكعة بيضاء ترمز للمحبة للتفاؤل في ليالي الأنس والأجراس تقرعها القلوب لتستضيف الغيث مصحوبا ً ببوصلة ٍ لمقدم الميلاد
١٤٣٥هـ
ديوان ملفت بعناوينه وغلافه الجاذب لأريكة ومكتبة تشد محبي الكتب وشغف القراءة وجمال الإخراج الداخلي وعند تصفحي وقفت على نص جميل تحت عنوان انعكاس المرايا كتبه عن ابنه رضا وكي لا أصنف ديوانه بأنه عاطفة عائلية يحاكي فيها ذاته جعلني ذلك أن أترك الفرصة لمن يعشقون تصفح الكتاب واخترت لهذا الغرض نص آخر لروح فخامة الإنسان عبدالحسين عبدالرضا رحمه الله تحت عنوان ( مسرج الفن)
يقول فيه :
عفوا ً أبا الفن من للفن يحتضن
إن هده الحزن أو أزرى به الشجن
خلف الكواليس أدوار تؤجلها الـ
ــحياة والموت بالتعجيل يمتحن
خمسون عاما طيور الضحك تطلقها
بمسرح تتهاوى حوله المدن
إكسير إبداعك الوضاء عاد بنا
إلى الجمال وأن أغرى بنا الزمن
أديت بالموت دورا ً قد كشفت به
عن الضمائر إن حلت بها الفتن
يا مسرج الفن للأجيال أرهقك الـ
ــحب الكبير وإن لم يفضح العلن
لقنت درسا خصوصيا عتاوية الــ
ــفريج فانبثقت من روحك المزن
ملكت خفة ظل لا حدود لها
وقد أفيض عليها خلقك الحسن
ودعت لندن لكن عدت معتذرا
في مشهد مفجع للوجد يرتهن
١٣ ذو القعدة ١٤٣٨ هـ
وفي الختام سأهتم بــ نص وطني عنوانه ( دفء الانتماء) في رحاب حب الوطن الإيماني يقول :
ما بين تربك والفؤاد قران
عشق قديم شده التحنان
وطني منحتك همس حرفي موقنا
أن الحروف بمبسميك تصان
وطني عشقتك باتساع مجرة
وعلى المحبة تشهد الأوطان
مازلت أبحث عن جمالك في دمي
في طول ما امتدت به الأزمان
مازلت أرقب عودة مغمورة
بالشوق فيك فينقضي الهجران
خذني لدفء الانتماء فإن بي
من فيض جودك منبع هتان
أسديتك الأنفاس أشعارا وقد
هتفت بإسمك موطني الألحان
هبني ربيعا ً من فصولك لم أعد
أقوى على ما فته الحرمان
هبني ملامحك التي رسمت على
أفق تبعثر حوله الوجدان
يا أنت يا بدرا يخاصر نجمعة
حسناء دلل نورها العرفان
ناجيت شمسك حين ودعت المدى
وقت الأصيل وأنت فيه جمان
يا موطني أأكون فيك مشردا
وبكل شبر فاض منك حنان
وأنا أنا بالشعر جئتك مولعا
وبنبض قلبي غرد الكروان
٢٧ شوال ١٤٣٢هـ
كتب في ظهر الديوان مع صورة الشاعر أربع أبيات جديرة بالنقل ليقرأها المتلقي قال فيها :
بالحب نفتح للعشاق نافذة
من العناق لكي نصطاد أقمارا
إلى الطفولك عيد الحب سار بنا
مذ ألهم القلب أن يرتاد عشتارا
خذي بكفي لمرج لا تضيق به
الأرواح نعزف قيثارا فقيثارا
متى سندرك أنّا في خطيئتنا
الأولى انتهكنا من الأشواق أستارا
جديد الموقع
- 2024-04-20 مركز بر حي الملك فهد يقيم احتفالا للمتطوعين بعيد الفطر ١٤٤٥
- 2024-04-19 البدر توقع كتابها سُمُّكِ ترياقي
- 2024-04-19 مكتبات من بشر
- 2024-04-19 المدة والملكية والترجمة وسائل لاستغلال مؤلفي الكتب
- 2024-04-19 أفراح البخيتان بالمطيرفي تهانينا
- 2024-04-18 مكتبات ليست للقراءة فقط
- 2024-04-18 الخميس: رغبتنا صعود لدوري الكبار
- 2024-04-18 "ختام ملتقى موعود مع انطلوجيا القصة القصيرة السعودية"
- 2024-04-18 بر الفيصلية يقيم حفل معايدة لمنسوبيه .
- 2024-04-18 مختارات من الرسائل