2020/03/29 | 0 | 1209
إمدادات مشهد الفكر الأحسائي أولمبياد الجسد شعر جاسم الصحيح
الإمداد الثمانين
وهذه تجربة وتعد خطوة بإتجاه المدفع لكنها دون شك سبيل في تحقيق شغف عشاق الشعر العربي الفصيح من مهندس الكلمة ومتنبي العصر أصدر الطبعة الأولى قبل عشرون عاما ً حيث صدرت عام ١٤٢١ هـ - ٢٠٠١ م ذو القياس ١٤*١٧ سم والذي ضم (٢٧) نص شعري بعد الإهداء في ١٨٨ صفحة.
أهدى هذا الديوان إلى التي أبدعت من جسده جوهرة الشوق.
حمل الغلاف بصمة الفنان التشكيلي أ. عبدالعزيز الصحيح
في نص جسدي جوهرة الشوق ونادرا ما يمتطي صهوة هذا النمط، يقول الصحيح :
يا سكرة القلب.. يا سكرة هذا العنقود المتدلي بالوساوس من دالية صدري على أفق من الأضلاع المتعبة..
لو لم تكن الأرض ملكاً مشاعا ً لحولتها إلى ورقة بيضاء مسطرة المتن بخطوط الطول والعرض، مطرزة الحواشي بكل الحدائق والأنهار والجبال، ثم كتبت عليها حكاية عشقنا الأزلي.
لكن احتكار الأرض حرام مثل احتكار السماء فهناك عشاق آخرون يبحثون عن سطر واحد يخطون عليه حكاياهم الفتية في زمن انقرضت غاباته من أشجارها الإنسية وامتلأت بأشجار ٍ وحشية غير قادرة على إنجاب الورق الحنون.
يا سكرة القلب.. لو لم تكن الأرض ملكا ً مشاعا ً لكورتها بين قدميك الطفلتين تعلبان بها في ملاعب البراءة الأولى.. تصوبانها باتجاه مرمى الغد المفتوح على الأمل والتفاؤل، فالأرض هذه الكرة الحزينة التي تتقاذفها أقدام الأقوياء منذ الأزل.. هذه الأرض مازالت تحن إلى قدمين حريريتين تداعبانها بلطف النسيمات وهن يبتكرن الحفيف.
يا سكرة القلب.. لو لم تكن الأرض ملكا ً مشاعا ً لأوقفتها بين يديك العربيتين جارية زنجية تجيد الانحناء أمام مليكتها.. أنت، تفهك بالنيات فيما تأمرين به، وتحاول من فرط صبابتها بك أن تنزع في حديقة جسدك مثل قرنفلة، فأحس أنا بمصابيح الغيرة تتوهج في جسدي وأسمع لهاث أنفاس الضوء الغيور يتصاعد من آهاتي فأنزوي مخنوقا ً مثل ريح ٍ معلقة من رقبتها على أطراف العدم، وأتعذب مثل امرأة فقدت سر أنوثتها، وأضيق بحزني مثل قفص لم يأخذ من الإنسان إلا بعده العدواني في علاقته مع العصفور.. هكذا أنتهي في سجن ٍ حائر ٍ يود أن يحطم قضبانه لكنه يخاف أن يخون رسالته.
يا سكرة القلب.. لقد مات من عمري ثلاثون خريفا ً وأنا أنتظر ربيعا ً واحدا ً هو أنت، ولا أدري كم خريف ٍ يفصلني عنك، ولكنني أدري أن أيامي معدودة بالأشواك التي تنبت في صحراء العمر، وأن مطر الوقت الذي يتساقط بالبياض على شعر رأسي هو المطر الوحيد الذي يسقي ذلك النبات الجارح في حياتي.
هل تعلمين أن الزمن إحساس بحالة لا تعترف بالفصول ولا تؤمن بسطوتها على الأرض.. حالةٍ تنبع من دواخلنا وتكتسح الخارج، وهل تعلمين أنك الآن تملئين داخلي وتفيضين على خارجي، وأنك كل متاهاتي ومحطاتي.. أتيه فيك فألتقي ذاتي كأن التيه أصبح في عمري شكلا ً من أشكال الهداية.
لا تقولي إنك تحشد من الحنين ما يفيض على كأس الأيام القليلة التي عرفتك فيها.. لا تقولي هكذا، فالحنين لا يمكن تقطيع أوصاله إلى جزيئات.. الحنين نهر واحد لا يتجرأ، والأيام التي تصفينها بالقليلة كانت موهوبة بما يكفي لاختصار أعوام ٍ من النزق الجميل.
يا سكرة القلب.. من أجل أن نلقي القبض على الزمن، لابد أن نلتقي في الجسد، لأن لقاءنا القديم في القصيدة جعل اللحظات تتسرب من بين شقوق الحروف.
يا سكرة القلب.. ثمة ألغاز أزلية لا ترتضي الحبس في زنزانة التفسير، وإلا فكيف أفسر شوقي إليك ومهارة يده الخفيه في تحويل الصلصال إلى الضوء، كنت أتساءل : على أي ميزان ٍ يزن الشوق درجة حرارته وهو يصقل جسدي في فرنه الغيبي، دون أن يوصلني إلى مرحلة الاحتراق.. ماهذه الدقة المفرطة في السيطرة على النار.. ماهذه الحكمة السرية التي أبدعت من جسدي جوهرة الشوق؟؟؟.
أما في نص مقدمة آدم في كتاب حواء يقول :
تنازلي وأحبيني.. فمعصية
في الحب أن يتعالى فرقه البشر
لا تفقدي نعمة الأنثى فنعمتها
كنز ولكن وراء العشق مستتر
من ذا يعيدك من صحرائك امرأة
خضراء إن تاه عن عنوانك المطر
الكبرياء التي جسدت قامتها
مازال في طولها دون الهوى قصر
فالحب أكبر منا.. لا شريك له
في الكبرياء، وجل الله والقدر
لا تحرمي القلب أن يشتاق.. لا تزري
في حق عينين يستهويهما السهر
الشوق قنديل هذي الأرض كم طمعت
فيه السماء التي قنديلها القمر
------------------------
تنازلي واعشقي.. فالعشق مئذنة
لا تستقيم إذا العشاق ما انكسروا
هل يبلغ الشجر القديس نشوته
في معبد الريح.. إن لم ينحن الشجر
تنازلي.. إن في جنبيك زنبقة
تحجرت، فتساوى الورد والحجر
ما القلب إن لم يكن عنقود وسوسةٍ
على غصين من الأضلاع يختمر
وما الذراعان إن لم يوقدا لهبا
في ضمةٍ عبرها الأرواح تنصهر
-------------------------------
تتازلي واعشقي.. فالعشق مغفرة
تحنو على الذنب حين الذنب يعتذر
لا تطلقي ذئبة العصيان في عمري
أخشى على ظبية الغفران تنذعر
هذي خطيئتنا الأولى تطاردنا
مازال يعثر في أشباحها، العمر
هل تذكرين أفاعي الخلد تلقمنا
ثدي الغواية.. والفردوس منبهر
كيف انطفأنا.. فما تدري ملامحنا
مرآتنا الطين أم مرآتنا النهر
روى الوداع ظمى منديله بدمي
والقلب في طرف المنديل يعتصر
لكنه العشق.. أبصرت الحياة به
أقوى من الموت مهما الموت ينتصر
-------------------------
تفاحة البدء فيما بيننا التحمت
بالشوق.. لا تتركيها الآن تنشطر
لا تتركي بيننا الأنهار نائمة
لا الموج يسري، ولا الشطآن تنتظر
بئس العناق.. وأزرار القميص به
مشدودة، فدعي الأزرار تنتثر
في ضمة تبتدي بالشوق مرتفعا
فينا، ولا تنتهي والشوق ينحدر
-------------------------------
احتوى الديوان على العناوين التالية :
جسدي جوهرة الشوق
القصيدة حورية الغيب
إسراء في وادي الليل الأبكم
روغان اللغز في زئبق التأويل
مقدمة آدم في كتاب حواء
تجيئين نهرية المشي
الصوت ممحاة المسافة
مخاصرة
رحيق متوحش
شهيق اللازورد
الإيقاع الحارق
نشوة الجنون الأزرق
نافورة من رغائب
نص دافئ
العشق امتحان الجسد
همسة العطر في أذن الياسمينه
أولمبياد الجسد
الكوخ الحزين
محاق
لا تكبري في غيابي
دمعة في شكل ابن آدم
يا واقفا في مهب الورد
وطن لاسمي المشرد
مناجاة في حضن القرية
المنامة جسد على سرير المياه
شظية من مرآة بيروت
أبها موعد مع الغيب
اختار أن يكون في ظهر الكتاب هذا النص الذي يقول فيه :
هكذا نلتقي في مصب الحكاية
نهرين من عاطفات
نحس انزلاق الورود بمنعطفات الحديث
إذا اندلع العطر من فكرة حالمه
ولست أداجيك
إن الخطايا مرشحة للتناسل
إن المسافات موبوءة بالقطيعة..
فاتخذي شوقنا رقية ضد وهم الفراق
وضد المراهقة الآثمة
فما انتصب النخل إلا لأجلك..
ما اتكأ الورد إلا لأجلي
وما انفرشت خضرة العشب
إلا لتحضن لذاتها الهائمة
فماذا سنصنع
حين تطل البساتين من جسمك الغض
في غفلة من نواطيرها
ويمر بنا الليل هفهفة من حرير
تظنين أن الأنوثة تبقى محايدة
في مهب الرغاب
وأن الفحولة تفتر عن جمرة نائمة.
جديد الموقع
- 2024-04-20 افراح المبارك والموسى تهانينا
- 2024-04-20 مركز بر حي الملك فهد يقيم احتفالا للمتطوعين بعيد الفطر ١٤٤٥
- 2024-04-19 البدر توقع كتابها سُمُّكِ ترياقي
- 2024-04-19 مكتبات من بشر
- 2024-04-19 المدة والملكية والترجمة وسائل لاستغلال مؤلفي الكتب
- 2024-04-19 أفراح البخيتان بالمطيرفي تهانينا
- 2024-04-18 مكتبات ليست للقراءة فقط
- 2024-04-18 الخميس: رغبتنا صعود لدوري الكبار
- 2024-04-18 "ختام ملتقى موعود مع انطلوجيا القصة القصيرة السعودية"
- 2024-04-18 بر الفيصلية يقيم حفل معايدة لمنسوبيه .