2012/08/12 | 0 | 2144
أوتار الحقيقة ..
هي الكلمة أمانة كما الموقف تماماً .. لكن ما الذي يجعل إيقاع الكلمات والمواقف كبيراً ومدوياً بحيث يزلزل ما حوله زلزالاً عنيفاً ويهزه ليستيقظ من غفلته .. ليصحو من سباته .. ليواجه قبح واقعه الموحش وسوءة رضوخه واستسلامه ..
إنه الإيمان .. الإيمان وحده من يمكنه أن يصيغ المواقف والكلمات لحقائق صارخة ، مدوية في الأرجاء .. فليس الإيمان قضية تنسك وعبادة .. بعض النسك زيف يستر عُري واقعنا المتخاذل ولا يغني عنه شيئاً .. لكنه إيمان بالكلمة، بالحق، بالموقف .. إيمان من شأنه أن يقود أمة ناحية هدف يحقق عنوان الله في الأرض لأمة أرادت أن تختار لنفسها الخلاص .. إيمان يخلق وجهة صحيحة ومسلك واضح للحقيقة .. الحقيقة التي يلتصق بها الحق فتدور في فلكه مجرياتها ..
التاريخ مهما كان فاصلاً ومحايداً يبقى فيه جزء محذوف من الشواهد التي تحترق أكثر حين تُكتشف كذباته والتي أقنعتنا طويلا بشكل مروع كحيلة للنجاة من خيبات ممتدة وحارقة .. الكل يدعي الإمساك بخيوط أحداثه ويصيرها منقادة له وعنوان يُعرف به .. لكن لا بد من فيصل في هذا ، فلو ضاعت الهويات لضعنا .. فأين يمكننا أن نتجه حين تعصف بنا أحداث متسارعة .. تخبئ لنا مفاجآتها وتلعن أقدارنا بنكبات وهزات متوالية، إن لم نعرف لنا موقف يقودنا للحقيقة لا يمكن بحال من الأحوال أن نقف متذبذبين بين تضارب المواقف والأقوال دون أن نعرف لنا جهة نعتمدها .. يبحث الناس عادة عن الحقيقة في كل مكان .. ويبذلون جهدا في وصولها لكن بعضهم يخفق وبعضهم تثنيه عقبات سلم نفسه لها عن التقصي، وبعضهم يبدو متذبذب في وصولها ..
بعض حكايتنا مع المواقف والكلمات نكتبها ونمضي فنسندها للزمن الذي يهدينا إياها وقت الغفلة .. وكأننا نكتب أقدارنا ذات وقت يخلو من الإزدحام .. الغريب في الأمر أنه يهدينا الدهشة .. كأنه ليس فعلنا ولسنا مطلعين عليه .. فكلمة الحق لا تموت .. والتاريخ يجهر بهذا كل عصوره ..
قف دون رأيك في الحياة مجاهدا ... إن الحياة عقيدة وجهاد
لكن أين ميزان الانتصاف الحقيقي إن تركنا الأمور ما بين هذا تتأرجح وبين ذاك تميل .. لو لم يكن من ضابط للموازنة لهلكنا حسب أهوائنا .. لا بد من تكامل روحي وعقلاني لتنظيم الأمور وفحص حقائقها .. أما إن تركت عائمة فلن يعد هذا حياد ولا وقوف وستنتهي بــ اللا شيء ، سوى العشوائية ، ولولا بعض العقلاء لمالت الحقائق جميعها ومالت أحوال الناس معها ..
فإذا كانت الكلمات وهي أضعف وسائلنا تقتلنا فهل نصمت .. ماذا عن الحريات والحقوق .. ماذا عن معارج الكرامات والمساواة وقبول الآخر .. أي تناقض هذا فينا وأي مخاتلة ..يبقى أمر الاعتماد على الحقائق دعامة ومسند لتجاوز الصعاب يسنده الإيمان والحقيقة نفسها .. عزيمة المرء منا لا تفلها لحظة ألم أو قصاص غير عادل .. أحيانا نحاول قول الكثير فلا يفقهون مما نقول شيء .. وأحيانا نكتفي بالصمت فيستوعبون الأمور على قلتها مرغمين ! ..
لا احد يحب الحقائق لأنها صارخة وجالدة .. ومن يتصدى لها عليه أن يدفع ثمنها .. فهنيئا لكل من رسم حكاية الحقيقة في وجه ظلام الحياة فسلط الضوء عليها بمصباح من روحه .. سيبقى رمزا لكل القيم التي يتعطش لها المحرومون في تحقيقها وإن أبى الظلام ..
لكن السؤال الذي يبقى هو إن كانت الأمور أنصاف وأرباع خسائر وأشباه اهتزاز وخلل توازن .. أليس من المفترض أن نسعى لاستكمال أمر واحد ووحيد على الأقل لقراءة الأحداث حولنا بموضوعية تحفظ لنا شرف الكلمة وأمانة تسجل انتصار للموقف لتتضح الرؤيا للبقية .. لتترفعوا قليلا عن جر عقولكم للتمسك بالقشور .. أكرموها بالفهم أو بالصمت .. فهذا خير لكم ..
جديد الموقع
- 2024-05-01 النقد الأدبي بين الفاعلية والمجاملات الرقمية والإعلامية.
- 2024-04-30 سمو محافظ الأحساء يرأس المجلس المحلي للمحافظة
- 2024-04-30 سمو محافظ الأحساء يرأس اجتماع اللجنة العليا لإنشاء المستشفى الجامعي التعليمي
- 2024-04-29 وعي القلم والأمل نص مستخلص من مجموعة (كلام العرافة) للدكتور حسن الشيخ
- 2024-04-29 ريم أول حكم سعودية لرياضة رفع الأثقال حازت على الشارة الدولية
- 2024-04-29 بيئة الأحساء تدشّن أسبوع البيئة 2024 تحت شعار "تعرف بيئتك"
- 2024-04-29 منتدى البريكس الدولي يكرم الفنان السعودي الضامن في غروزني الشيشان ..
- 2024-04-29 حققوا المركز الأول على مستوى المملكة كأعلى تسجيل للطلاب طلاب "تعليم الرياض" يفوزون بـ13 ميدالية في أولمبياد "أذكى"
- 2024-04-29 جمعية العمران الخيرية بالاحساء للخدمات الاجتماعية تحظى بتكريم مرموق من مركز الملك عبد العزيز للتواصل الحضاري .
- 2024-04-29 مبادرة خطوة قبل الشكوى تبدأ فعالياتها بتأهيل اناث الدمام