2019/09/21 | 0 | 2870
أمجد المحسن ... الشاعر الذي أعاد للشعر هيبته
أمجد المحسن ليس مبدعاً يمتلك أدواته الشعرية باقتدار فحسب ، إنه شاعر متعدد المشاغل فكتابه الأخير
( الراهنامج ) يكشف مدى تواطئه مع الأرض وعلاقته الوثيقة بإنسانها ضمن مسار تتداخل فيه الثقافة العالية والفنون المختلفة والأحداث التاريخية والوعي الشعري ، بشكل يجعلنا نقول أنه أبرز وجوه الشعر في المرحلة المعاصرة ، بل هو أهم شاعر استطاع أن ينفتح على مصادر وحي متنوعة تحوّلت في كتابه ( الراهنامج ) إلى عمق معرفي وتاريخي مشحون بأشكال الشعر المتعددة وهذا ما لا نجد نظيره فيما يُطرح اليوم ..
فأمجد يحترف الاشتغال على ما يريد أن ينشره للعالم عبر مقاربة جادّة مع الوجود فهو ( الشاعر/ الشاعر ) في زمن الأسماء المتكاثرة ...
يتميز في الأوزان التي يطرقها كنوع من التفرد وتتبرج قوافيه مثل العرائس في ثنايا الكتاب ليكون هو أمجد لا يشبه أحداً ولا يشبهه أحد ..
التجربة الشعرية لأمجد المحسن تجربة ضخمة لا نستطيع أن نجزأها أو نمرّ عليها مرور الكرام فهو يحترم مشروعه جداً ويضحي من أجله ويعطيه الجهد الكبير ، كل ذلك ناتج تفاعل حقيقي مع البيئة المحيطة التي عشقها فأجهد نفسه في البحث عن تكوينها وتدوينها متأملاً وراصداً بتأنٍ وصبر واستنطاق ...
مشروع كتابة بهذا الحجم النوعي يجعلنا نفخر بأمجد الشاعر العظيم لأنه يعرف كيف يذيقنا الدهشة والجمال دون أن يهبط بذوقنا إلى مستويات أقل ..
أمجد تقمص في تجربته عدة أدوار وتشكّل بأكثر من موهبة ولا يمكن لغيره أن يقترب من ذلك ، فهو الفوتوغرافي والرسام والروائي والمسرحي والباحث التاريخي والشاعر المتفرد الذي يخسر من لا يتعرف على شعره ...
لذلك فإن ( الراهنامج ) يشكل تحفة فنية بذاتها ، وإضافة علمية أكيدة لمكتبة الثقافة العالمية ..
إن أمجد وجد ليكون شاهداً على ماضي المنطقة وحاضرها ومستقبلها وكتابه ( وثيقة تاريخية ) تزداد قيمتها مع الزمن لأنه استنطق الزمان والمكان والشخوص بحالة استثنائية لم نضع أيدينا على ما يماثلها .. ليقول لنا أننا امتداد لكل تلك العصور السالفة فلنستلهم الدروس ولنفتخر بأرضنا ..
إذن نحن أمام كتاب مختلف، رحلة داخل عالم مازال يلهمنا نحن أبناء هذه الأرض وهو ينظر في ملامحنا وسمارنا وسحناتنا وجوه آبائنا الماضين ويسجلها بحرفية ...
من يقترب من أمجد سيجده شاعراً في حركاته وسكناته وشؤونه كلها ... وهو يعرف كيف يلتقط الجمال من الهامش ويجعل من العادي استثناءً ..
وكتابه ( الراهنامج ) قادم ليأخذ مكانه الطبيعي في كينونة الشعر ...
أمجد لا يكتب لمجرد الكتابة ... فقلبه الذي بين جنبيه يحمل من الوفاء للأرض الكثير .. وهو يستطيع بقدرة شعرية كبيرة أن يترجم هذا الوفاء على شكل قصائد ملهمة ...
جديد الموقع
- 2024-05-05 شَبَه الكتابة بالرسم
- 2024-05-05 ما بعد الوظيفة (1).
- 2024-05-05 ابن الأحساء الحبيبة الفلاح الفصيح
- 2024-05-04 بيت الشعر في الفجيرة ينعى الأمير بدر بن عبد المحسن
- 2024-05-04 الأمير سلطان بن سلمان : الأمير بدر بن عبدالمحسن ترك ارثاً لا يمكن أن يحمى مهما طال الزمن
- 2024-05-04 افراح الدويل و الغزال في احلى مساء بالاحساء
- 2024-05-04 عميدة اسرة العليو بالاحساء في ذمة الله تعالى
- 2024-05-04 فريق طبي في مدينة الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) الطبية يجري عملية تثبيت وتعديل الفقرات القطنية لمريض بعمر (56) عام
- 2024-05-03 مستشفى اليرموك التعليمي يجري عملية قسطارية طارئة لمريض يعاني من احتشاء العضلة القلبية
- 2024-05-03 مستشفى الأمام علي (عليه السلام) العام في بغداد يجري عملية تداخل قسطاري طارئ لمريض يبلغ من العمر 48 عام