2020/11/05 | 0 | 1863
آليات المواجهة السيد الحيدري نموذجا
في كل معضلة علمية وانسداد أفق نلحظ حالة تخبط لدى النخب في فنون المواجهة مما يولد حالة احباط للمتابعين والمهتمين وتنذر هذه الحالة بأفول العقلانية والاستسلام للغرائز والشهوانية بل اللاوعي في التداول العلمي وبعنوان الردود العلمية .
قد نلحظ هذه الحالة في كثير من المصاديق ولعل قضية السيد الحيدري الأخيرة خير شاهد لما آل اليه المشهد العلمي من ارباك وعجز حقيقي عن مواجهة الدليل بالدليل وكان الاستناد للتحشيد مآل جلي للقفز على أصل القضية بل وزاد على ذلك اللجوء من البعض لاستغلال الظرف لخلق حالة تفريغ عن كبت لازمه مدة عقود للإجهاز على سمعة السيد الحيدري.
التجربة تخبرنا أن الامعان في محاصرة أي خصم وبأدوات لا ترقى الى الموضوعية مصيرها الفشل الذريع بل والمرتد على صاحبة ويلازم هذا المستوى حالة انتصار ونشوة للمحاصر منشأها تخبط الخصم وانحيازه للتطرف العلمي أملاً في البحث عن انتصار ولو بصورة زائفة .
لا أخفي عليكم ، أن الحراك الأخير قد اعطى أكله وتحركت الأقلام الثقافية بل وسادت على المتخصص والذي كنا نرغب أن يتربع على مسند ادارة الدفة العلمية ولكن للأسف الشديد قوبلت الأزمة بمزيد من التعنت من قبل المحسوبين على ساحات الحوزات العلمية مما أسهم في فقدانها للمصداقية في مواجهة الأزمات فلم نرى الا خطاب التعنيف والتسقيط والتضليل بل والتكفير وهذا ما سبب هوه تتسع يوماً بعد يوم وتكشف لنا واقع مرير عنوانه عجز واضح في المواجهة .
إن أدوات الباحث تعتمد على الاستدلال وليس التسخيف فمتى ما أسند الجهل لجهة الطرف الآخر دون بيان عنوان الجهل فهذا مؤشر على العجز وقد لا يرقى للاحترام من القارئ ، كما أن لغة الخطاب ضرورية لبسط الاحترام لوجهة النظر سواء الايجابية أو السلبية وهذا كذلك ما فقدناه خلال الاثارات الأخيرة .
ورغم الايمان بسلامة مقاصد الحوزة العلمية في صيانة سمعة المدرسة الشيعة من أي لوثة ووقوفنا قلباً وقالباً لآمالها ونجاحاتها الا أنه واضح للعيان وجود أزمة تمثيل في الواقع الاجتماعي بما يعكس الفهم الخاطئ عبر الردود الانفعالية والمشينه في بعض الاحيان لترسيخ رأي علمي ينسب لهذه المؤسسات العريقة .
من هنا كانت الدعوات لتأسيس المجاميع العلمية والبحثية لاستيعاب التطورات العلمية ومناقشتها وفق البرامج البحثية المعتمدة ضرورية لمواكبة الحدث بما يليق ، وكذلك يعتبر متنفس طبيعي لتعزيز حالة التكيف العلمي مع تطورات الحالة الاجتماعية وما يلازمها من مواكبة .
كما أن تأصيل لغة حوار على اسس علمية وأخلاقية وتناول موضوعي يعتمد الدليل والبرهان ويبتعد عن الأهواء والمزاجية والموروثية أصبح من الضرورات تفاديا من الغرق في مراحل الرجعية ، فالإيمان بالتجديد هو منهج علمائي أصيل عبر تاريخ فاخر بمشاهد تعزز هذا التوجه وقد أسهمت في رقي المدرسة الشيعية وتناوبها لأكثر من مرحلة بل وتصديها لمراحل صراع وجودي لم تجتازه الا بهذا الاسلوب الحضاري .
وكم من المؤسف واقعاً ما آلت اليه الاختلافات من الداخل الشيعي في السنوات الأخيرة والتي أضعفت الوحدة الداخلية وأفرزت فرق وأحزاب تعتمد السلوك الانفصالي بما استأنسته كنتيجة حتمية للجرأة وافتقاد أدبيات المواجهة وقد تستمر حالة الانقسام حتى نصل لمرحلة التفتيت الكامل والعياذ بالله .
إن الأمان الحقيقي لمستقبل التشيع يكمن في تعزيز السبل العلمية وفتح البحث العلمي على مصراعيه للتداول والمباحثة العلمية الجادة والصادقة والبعد عن همجية الصراع الوجودي حتى نعكس قوة المذهب في استيعاب متطلبات الحياة والعصر ، ومتى ما تمرسنا على هذه الايدلوجية فلن نخشى التهديد الثقافي مطلقاً بل سنؤسس لمرحلة ممانعة عقائدية قادرة على الصمود والتفوق على أقرانها من المدارس الكلامية .
جديد الموقع
- 2024-04-25 %150 زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار الأحساء
- 2024-04-25 16 جمعية وقفية في المناطق والمحافظات
- 2024-04-25 احصل على 800 ختمة قرآنية شهرياً
- 2024-04-24 جمعية البيئة الخضراء بالأحساء تكرم البورشيد لاطلاقه (ديك الماء)
- 2024-04-24 الأمير محمد بن عبد الرحمن رئيساً فخرياً لجمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم
- 2024-04-24 جود بخاري تحقق أول برونزية سعودية في البطولة الآسيوية للبلياردو
- 2024-04-24 في أسبوعه العالمي .. خوجة : التطعيمات واجهت عبر التاريخ شراسة الفيروسات
- 2024-04-24 صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز ال سعود يفتتح مستشفى الموسى للتأهيل بالاحساء
- 2024-04-24 مبدعات في الرواية والمسرح والشعر من دول مجلس التعاون الخليجي جواهر القاسمي تكرم الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية
- 2024-04-24 المرجعية الإنسانية وتجديد بنية المرجعية الدينية