النخب الاجتماعية ودور وسائل التواصل الاجتماعي

 ارتبط وجود النخب العربية بفترات تاريخية مختلفة، واختلفت النخب العربية في تقديم الأدوار المهمة في المجتمعات التي نشأت فيه. وتمثلت هذه النخب في اشكال مختلفة، بوظائف متعددة جميعها كانت لها تأثيراتها في الحياة العامة. ففي العصر الجاهلي كان الشعراء والعائلات النبيلة وعلية القوم يمثلون النخبة الفكرية والاجتماعية في المجتمع. وكان لهم تأثير كبير على نشر الوعي والثقافة في ذلك الوقت. حيث يقومون بتوثيق الأحداث التاريخية والوقائع المهمة من خلال قصائد الشعراء. بالإضافة لمساهمتهم في نشر اللغة العربية وتطويرها، وجعلها لغة شعرية غنية ومتنوعة. هؤلاء الشعراء لعبوا دورا كبيرا في تشكيل الثقافة العربية في العصر الجاهلي، وساهموا في نشر الوعي والثقافة في مجتمعاتهم. وفي العصر الحديث ظهرت النخب الوطنية ولعبت دورا فاعلا، وساهمت في في تكوين وصياغة العديد من القرارات التي كانت سببا في تغيير أنماط الحياة في هذه المجتمعات، حتى أصبحت واجهة لكثير من الدول والطوائف، وأصبحت هذه النخب هي التي تحدد مسار الأحداث، وهي التي تقود نحو الأفضل كما تقود نحو الأسوأ. فبعد أن كانت النخب العربية لها تأثيرها في كل المجالات من خلال اطروحاتها الجريئة لأفكارها على الملأ. تلك النخب التي لطالما وقفت مع مجتمعاتها وتبنت التغيير. أصبحت الآن جزء من الواقع المطلوب تغييره، بل باتت عقبة في طريق التطوير، وأضحى التعويل عليها أمرا غير مجدي، وهي في الطريق لأن تتجاوزها الشعوب خصوصا ونحن نعيش هذا التطور التكنولوجي التقني الذي أصبح له دورا مهما وبارز في تشكيل ثقافتنا المحلية، وطريقنا للإنفتاح على العالم. لذلك فالنخبة مطالبة بتقييم تجربتها، ومواكبة التطور التكنولوجي، والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي من أجل تعزيز دورها في المجتمع، ونشر أفكارها، وذلك من خلال الطرق التالية:

·        تيسير الوصول إلى المعلومات: حيث تتيح وسائل التواصل الاجتماعي للنخبة نشر أفكارهم وآرائهم بشكل أسرع وأوسع نطاقًا، مما يساعد على تعزيز تأثيرهم.

·        بناء الشبكات: تسهم في خلق شبكات من العلاقات بين النخبة، مما يعزز التعاون والتفاعل بينهم.

·        زيادة الوعي العام: من خلال نشر المحتوى المناسب، يمكن للنخبة رفع مستوى الوعي حول قضايا معينة تهم المجتمع.

·        التفاعل المباشر: توفر وسائل التواصل منصات تفاعلية حيث يمكن للنخبة التواصل مباشرة مع المجتمع، مما يعزز من مصداقيتهم وتأثيرهم.

·        التفاعل مع الأحداث العالمية: تُمكن النخبة من التعليق على الأحداث الجارية بشكل فوري، مما يعزز من دورهم كقادة رأي.

  باختصار، وسائل التواصل الاجتماعي تعزز دور النخبة من خلال تمكينهم من التواصل عبر نشر الأفكار، وبناء روابط قوية مع المجتمع. وتبقى شواهد وملامح التطور والمواكبة للأمم والمجتمعات مرتبطة ارتباطا لا فكاك منه بوجود نخب وقيادات ملتحمة بقيادتها وشعبها تمتلك رؤيا ومشروع واستراتيجية للنهوض بالأمة والتفاعل مع الواقع.