سيطرت نظرية «أثر الفراشة»، والخبرة الحدسية للظواهر (Phenomenology)، على 80 لوحة تشكيلية متنوعة في المعرض الشخصي، للتشكيلي السعودي حسين التمار، في دار نورة الموسى للثقافة والفنون المبدعة في الأحساء، وحمل مسمى «أثر»، استمر العمل فيها على مدى 4 أعوام، مع تمسكه بتطبيق تلك النظرية على المدرسة التشكيلية «التجريدية».
الخبرة الحدسية
أبان التشكيلي حسين التمار، على هامش المعرض، أن القراءة الفلسفية للمعرض تتمثل في اقتفاء أثر علم (Phenomenology)، في نظراته، وهي عبارة عن فلسفة تعتمد على الخبرة الحدسية للظواهر من خلال جمع المعلومات من عيش التجارب أو البحث عنها، وبالتالي المعاني التي تحملها الأشياء في التجربة الواعية، وتجربتها من وجهة نظر ذاتية، وتأثيرها على فكر الشخص كنقطة بداية، والانطلاق لتحليل الظاهرة، موضحًا أن اللوحات في المعرض، هي بناء على مجموعة من المعلومات الموجودة مسبقًا من التغذية البصرية والفكرية واللغوية، من خلال البحث المسبق عن موضوع معين، سواء في عالمنا أو خارج حدود العالم «الفضاء الكوني».
حادثة سقوط
أضاف أن تلك الفلسفة التشكيلية، ارتبطت معه منذ تعرضه لحادثة سقوط قبل 4 أعوام في حفرة عمقها 6 أمتار في ظلام دامس، وصاحب ذلك تغير في خياله الفني، وخروجه من العالم الواقعي المحسوس إلى عالم آخر مجرد من الأضواء، وأصيب فيها بكسر ثلاثي في القدم، وكانت في تلك الحادثة انطلاق إلى الثقوب السوداء، والعتمة، والكون، والفضاء الخارجي، والانفجارات الكبرى في الفضاء.

لافتًا إلى أن الروح والفن بينهما علاقة في الإبداع والابتكار لتكون أشكال التعبير بالفن الحديث، فيها لغة بصرية ومفهومًا لا محدودًا في اللوحة.

كثافة اللون

قال: استعنت بنظرية «أثر الفراشة»، في إنتاج لوحات الفنية، لإحداث آثار متغيرة بتغير الفكرة المراد إسقاطها على لوحة، وهي تعتمد على تغير النسب المؤثرة على إحداث الأثر، ومن هذه النسب «كمية اللون، وكثافة اللون، وضغط الهواء، وزاوية، وتوجيه ضغط الهواء، أثناء إسقاط الفكرة، ويمكن أن يكون مجرد خيال أو ذكرى، لذلك فإن هياكل الوعي، هي الإدراك والذاكرة والخيال التي من خلالها نستمد الأفكار الخاص التي تسقط على اللوحات الفنية، وفيها محاكاة للتغييرات في التعبير، برؤية تعتمد على شكل ورموز، مضمونها الخط واللون، ويجمع بين القوة التقنية اللونية والتقنية الفنية المبتكرة، ويجعل الفيزياء والكيمياء والأحياء تجتمع لتقديم أعمال فنية نموذجية.