2025/02/25 | 0 | 638
لماذا يجب أن تقرأ رواية سفير الملكوت ؟
قبل الولوج في هذا الحديث أحب توضيح أن الوجوب هنا ليس بمعناه الفقهي كما قد يتصور، ولكني أقصد أهمية قراءتها لمن هو مهتم بالرواية بشكل عام، ومهتم بنتاجنا الأحسائي، ومهتم بالكاتب الأستاذ حسن الحجي، ينبغي له أن يقرأ هذه الرواية ، وإشارة لأهمية مافي الرواية من قيم ومعتقدات وأفكار قياسا بغيرها من الروايات التي كتبتها رغم أن لكل رواية طعم واتجاه وقيم ..
وحتى نتعرف على ما في الرواية من إشارات وإثارات نلج في السؤال عبر إعادته :
لماذا يجب أن تقرا رواية سفير الملكوت ؟
أولا: التجربة في الجانب التربوي في كتابات السيد حسن الحجي بهذا الشكل تعتبر إضافة في رصيد هذا الجانب، لكنها تجربة شائكة جدا، وهي أشبه بالدخول إلى عش الدبابير، فهو موطن لا يخلو من صعوبة كونه مكمن من مكامن الوقوع في شرك الأدلجة في مقابل التحرر والتحلل الخلقي، وكلاهما مشكل، وهذه التجربة ليست جديدة بقدر ما هي مختلفة، أو بقدر ما هي من حيث التاريخ كتبت قبل سنوات ، ولكنها في قالب مختلف عما ألفنا فيه مواضيع الكتابات الأخرى وتوجهاتها ، وهنا مسألة نجاحها من عدمه مسألة تستدعي التأمل والإلمام بمجامع الحكم والنقد في هذا الجانب، وهذا أتركه للمتخصصين في مجال نقد الرواية، وهناك مسألة الذوق والقراءات الانطباعية وإبداء الرأي كقارئ فهذا متاح لأي قارئ بأن يقول رأيه الشخصي وحكمه الذي يصل إليه .
ثانيا: هذه الرواية تلامس القضايا الكبرى، والأسئلة المثيرة للجدل في عالم الرواية، والتي غالبا ما يدور حولها خلاف وصراع حول مسائلها، مثل قضية الفن لأجل الفن ، أو الفن من أجل الرسالة، ويهمنا أن نعرف كيف حدث ذلك في الرواية ، ونقول:
إن شخصية سلمى أم فراس مهتمة بالماديات ، وأثرت هذه المسألة في علاقتها مع زوجها، واتخذ الكاتب شخصية أبي فراس من أجل إعلاء القيمة المعنوية الأمر الذي عرض هذا الصراع ومعه استخدم الروائي تقنيات فنية ، ومعايير روائية تقترب أو تبتعد عن الجمال، لذلك نثير هذا السؤال:
هل اتخذ الروائي الأستاذ حسن الحجي أسلوبا مباشرا في إيصال الرسالة هذه؟ أم اتخذ أسلوبا مذوبا جماليا حرفيا مهنيا يرتقي بالرواية ولغتها ؟ هل كتبها مؤخرا أو في بداياته؟
وهنا أنا أترك الإجابة لتطبيق القارى وذوقه، فلتقرؤوا هذه الرواية ولتجيبوا على هذا التساؤل المهم ..
فكما تعرفون للخروج من الوعظ والجانب الفقاهي في الأدب يلزم أن نستخدم تقنيات السرد والرمزية ربما من أجل ذلك ، وأفترض بأن فكرتي عن كاتبنا وصديقنا كذلك .
ثالثا :
من الأهمية بمكان طالما أن التجربة جديدة فلتعرف على استخدام المؤلف لأساليب السرد وتقنياته واستراتيجاته ، وكيف وظفها من أجل الرواية ومقوماتها وملامحها الأسلوبية، وصنعة أحداثها، ودهشة لغتها ، وهذا لا يتأتى إلا بعد قراءة هذه الرواية ، وهذا مبرر آخر، وسبب مختلف لأجل قراءة هذه الرواية مع هذه التحديات.
رابعا: هناك العديد من التناصات والاقتباسات في هذه الرواية، فهناك الآيات القرآنية مثل ما استدل به من سورة الرحمن ( كل من عليها فان) ، وهناك من السيرة النبوية وقصصها مثل قصة النخلة التي قطعها الصحابة لأنها تطل على جاره، وهناك من سيرة الإمام الحسن عليه السلام من حيث الخروج عن امواله مرتين، وهناك من الادعية المتضمنة خلال طيات الرواية مثل دعاء الوضوء، وظعاء كميل، بل وهناك أشعار ربما من تأليف الروائي.
فلسائل أن يسأل ما لكل هذا ؟ ولم تم وضعه من قبل الكاتب؟ ولأي قصد تم ذلك ؟ هل يلزم من ذلك الأدلجة ؟ أم يلزم من ذلك وضع الحجة ؟ هل نخدم الفئة فيها والطائفة ؟ أم هي تعبئة فراغ، وحشو؟
إذن ليس من مهمتي ،ولا دوري بأن أفرض عليك رأيي في تحديد إصابة كاتبنا لهدفه أو لا؟ وإن كنت تريد مساعدتي فسأقول:
إن استخدمها الروائي الأستاذ حسن الحجي بطريقة مذوبة وجمالية يتطلبها السياق، ويفرضها المنطق، وعرقى بالحس الجمالي والشاعري في الرواية فهو استخدام موفق، وإن كان فيه من الفرض وتضييق الواسع والقسر فذلك غير موفق.
وأحسب أن بعضها على الأقل موفق.
خامسا: الحجج المنطقية والنفسية في الحوارات ومن ذلك حوار أبي فراس مع فراس بعد الخروج من بيت أبي هاني، وكذلك حديث أبي فراس مع صبري ، ويحتل الحوار مع صبري الصفحات من 173 إلى179 في الفصل 19.
وحوار أبي فراس مع حامد في منتصف الليل وهو يحتل الصفحة من 157 إلى 161 وهو يحتل الفصل 19، وهذا الحوار يحتوي على قانون الزحزحة والإحلال.
وكذلك حوار أبي فراس مع ميثم من الصفحة 128 إلى 129 من القصل13
.
إلى أي حد تشبه هذه الحوارات الحوارات الحضارية والمؤثرة التي تغير من أفكار الشباب وتحتويهم وتجيب على تساؤلاتهم ، وتصلح كذلك لتغيير السلوك المنحرف، وكأنها علاج نفسي، وجرعة من جرعات يحتاجها من هو في هذا الطريق؟ وإلى أي حد تشبه هذه الحوارات الحوارات المذهبية التي يعلو فيها الصراخ ويغيب احترام الحقيقة إلى الهوى والميول؟
لن أجيب وأترك الإجابة لمن سيقرأ.
سادسا: هل المكان والزمان الحاضران في الرواية مستحضران مستوعبان للأحداث؟ أم أن دورهما دور هامشي تكميلي عرضي، ذكر من أجل الذكر فقط ؟
وقد ذكر المكان صراحة مرتين، الأولى في رحلة إلى شاطئ نصف القمر، والمرة الثانية صفحة 154 حين تطلب أم فراس من سائق الأجرة أن يوصلها لحي الراشدية، فيسأل هل الحي أ أو ب أو ج؟
أما الزمان فلا يوجد دلالة على تاريخ القصة، ولنا أن نسأل هل لذلك تأثير على الأحداث أم لا يوجد ؟
سابعا: هل تنتمي الرواية إلى روايات ما بعد النهصة الصناعية الحديثة من حيث التكنولوجيا والتقنيات الحاصلة في العصر الحديث؟ هل هناك أحداث مصيرية ممكن معرفة هذا الأثر من خلاله؟
هل كان ذلك الاستعمال استعمالا معمقا يفضي إلى هذه الدلالة التي نريدها؟
وفي هذا الصدد لا يوجد سوى إشارة بسيطة وهي في صفحة 190 من الفصل 20 حينما أشار علاء لرقم جواله أو الهاتف النقال لعلها تتصل به..
بعد هذه الأسئلة نعود لجزئية بسيطة وهي مسألة الفن من أجل الفن، والفن من أجل الرسالة..
أقول إن الفن وسيلة وهدف في نفس الوقت فالوصول للأهداف السامية عبر وسيلة إبداعية هو الفن بعينه، والوصول بوسيلة جميلة مبتكرة تعلي من شأن الهدف وترقى بالطريق والوسيلة التي نصل بها إلى الهدف
ووصولنا للهدف بطريقة عادية يجعل من السلك والطريق والوسيلة وظيفية فقط لتأدية المهمة، وفي هذا الحين سيكون علينا معرفة أن الأدب غاية ووسيلة في حد ذاتها، وإن استخدمت هذه الوسيلة لخدمة الطائفة والجماعة والفئة بل والذات الضيقة فإننا نكون بذلك أدلجنا هذه الوسيلة وإن كانت سببا وطريقا للهدف، وإن كان الهدف ساميا في حد ذاته، لكننا بذلك جعلنا الفن مطية سهلة لا قيمة لها ..
لذلك علينا مراجعة ما ذكر واستحضاره لنعرف كيف تؤثر فينا الروايات، وكيف يؤثر سيرها للهدف، وما هو الهدف الذي تخدمه، وعلينا ألا نبحر في عالم أفلاطوني مليء بالمثالية بطرق لا تخلق جاذبية للفن، فالفن المجرد من قيم الفن يتحول إلى هدفه غير الفن ونصبح بذلك أدلجنا وأنزلنا من قيمته وقيمه.
ومحافظة الفن على قيم الفن هو المطلوب وإن اكتفينا بهدف المتعة، والعبثية من الإملاءات الآيدلوجية الثقيلة، فذلك خير من شغل الفن بما ليس من متعلقاته والركوب على ظهره دون مراعاة لأصوله وأحواله .
جديد الموقع
- 2025-12-28 تكريم العبدرب الرضاء نظير جهوده 3 سنوات مشرفاً لخدمات المرضى للقطاع الشرقي التابع لتجمع الأحساء الصحي
- 2025-12-28 165 متبرعاً يختتمون حملة "عطاء الفضول" للتبرع بالدم
- 2025-12-28 بين الكتب والخبز
- 2025-12-28 (الرحلات الآمنة) بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 الجلطات الدماغية بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 إطلاق خدمة تصوير الرنين المغناطيسي للأجنة بمستشفى الولادة والأطفال ببريدة
- 2025-12-27 جمعة وفاء وتقدير في ضيافة جمعية البر مركز المطيرفي
- 2025-12-27 العالم الرقمي و خصوصيتنا
- 2025-12-27 المهندس "المطر" يدشّن حملة التبرع بالدم في مركز صحي الفضول والختام اليوم السبت
- 2025-12-27 د.نسيبة أحمد أخصائية الجلدية بمستشفيات الحمادي: ضرورة شرب الماء الكافي وتناول الأطعمة الصحية واستخدام أجهزة الترطيب في الشتاء