2017/05/03 | 0 | 1231
سماحة العلامة السيد هاشم السلمان يدعو إلى العمل الحقيقي لمكافحة السلوكيات السيئة
افتتح سماحته بدعوة النبي صلّى الله عليه وآله: (ألا وإن شعبان شهري رحم الله من أعانني على شهري) وكان الإمام الصادق عليه السلام يحث على صيام شهر شعبان ويقول عليه السلام: (إن أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول ما فاتني صوم شعبان منذ سمعت مناد رسول الله صلّى الله عليه وآله ينادي في شعبان) وهذه من النماذج الإرشادية والتوجيهات العملية التي كان يقوم بها النبي وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام لتشجيع الناس على فعل الخيرات والطاعات خصوصاً في المناسبات العبادية كشهر شعبان لما له من الفضل والأثر الروحي والبرامج العديدة في تهيئة النفس لاستقبال شهر رمضان المبارك ، فهو من الشهور المهمة التي كان يعتني بها النبي صلّى الله عليه وآله وسلم ويقول (شهر شعبان شهري) قرنه باسمه لتفرغه فيه للعبادة ويهتم به اهتماماً بالغاً ، ويمثل هذا الشهر إحدى المحطات العبادية الروحانية ، فحريٌّ بالمؤمنين اغتنام هذه الفرصة العظيمة والاستجابة لما دعا إليه النبي صلّى الله عليه وآله كما قال تعالى : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ] {الأنفال:24} فهذه الدعوة العظيمة فيها حياة الروح والفكر والجسد وفيها تهذيب النفس والسلوك والأخلاق ، ومصداق للاقتداء بالنبي صلّى الله عليه وآله [لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ] {الأحزاب:21}.
وأكد سماحته على تفعيل التوجيهات والإرشادات النبوية التي أكدها عليها رسول الله صلّى الله عليه وآله (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) فالهدف من البعثة تحقيق مكارم الأخلاق ومحاسن الفعال الطيبة والسجايا الصالحة والأفكار النيّرة الرشيدة ، وهذ المهمة الكبرى كان يؤكد عليها النبي صلّى الله عليه وآله وسلم قولاً وعملاً ، وقد جسّد هذه القيم حتى قال عنه الله عز وجل [وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ] {القلم:4} لما يتمتع به من الأخلاق الحسنة والأفعال الفاضلة مع أهله ونسائه وأصحابه والفقراء ، مع الرجال والنساء والشباب والصبيان ، في مجلسه وكلامه وفعاله ، ويؤكد على القيم الأخلاقية بقوله صلّى الله عليه وآله (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً).
وتابع سماحته بأن المقصود من الأخلاق هو مطلق الفعال والأقوال الحسنة بالمعنى العام من الأفعال والأقوال والسلوكيات الحسنة الذي يمثل القرب من الله سبحانه وتعالى ، وأقرب الناس إلى رسول الله من يتمتع بالأخلاق الفاضلة كما روي عنه صلّى الله عليه وآله : (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً) وقد جاءت الطقوس العبادية والفرائض الدينية من أجل تحقيق الأخلاق وغرس القيم الفاضلة في النفوس ، فالصلاة لها تأثير واقعي على الإنسان عندما يقف ويشعر برقابة الله يستشعر الرقابة الإلهية التي تمنعه من اقتراف الفواحش والمحرمات [إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ] {العنكبوت:45} والصوم يقوي الإرادة والصبر والمقاومة للشهوات والرغبات ، والحج يبني في الإنسان قوة الكفاح والنضال والمضي في سبيل الله ، وهكذا سائر العبادات والفرائض الدينية فهي من أجل صناعة الإنسان الفاضل ، ولكن على أن تؤدى بشروطها وقيودها الظاهرية والباطنية ، أما إذا كانت تؤدى العبادات بطريقة صورية فإنها تفقد الكثير من الآثار الروحية والمعنوية على النفس والسلوك.
وأشار سماحته إلى أهمية التوجيهات العملية والإرشادات التطبيقية التي قام بها النبي صلّى الله عليه وآله فحول المجتمع الجاهلي المتخلف المتناحر والأناني المتباغض والمتحاسد ، إلى مجتمع متآخي فاضلاً متحاباً كريماً حسناً في أعماله وأقواله ، نتيجة لما قدمه صلّى الله عليه وآله من الممارسات العملية وما جاء من الروايات والأحاديث عنه وعن أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ، ومن المؤسف أن نجد الأمة الإسلامية في هذا العصر تفتقد الكثير من القيم الإسلامية ، وأن الأمة الإسلامية اليوم هي الوحيدة في العالم تعيش حالة الحروب والاقتتال وأصبح الإرهاب لصيقاً باسم الإسلام ، وكذلك الأعمال الشنيعة فضلاً عن السلوكيات الغريبة والفعال السيئة التي بدأت تطفو على الواقع وتظهر أمام المجتمعات من أفراد يمثلون الإسلام ويمثلون الإيمان.
وأضاف سماحته بأن وراء ذلك أسباب عديدة منها الابتعاد عن واقع التطبيق والمراقبة العملية [كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ] {آل عمران:110} والمقصود بالأمر بالمعروف الحث دوماً على فعل المعروف والخير والطاعة ، والنهي عن المنكر الاستنكار ومواجهة كل عمل سيء وتصرف غير مناسب ، بلا مجاملة ولا تغافل عن هذه المهمة ، فإن الدين الإسلامي من حيث التراث والدستور والتوجيه والإرشاد هو الأوفر الذي يمتلك التوصيات الدينية الأخلاقية ، ولكن المشكلة أصبح المجتمع يجامل في كل شيء حتى على حساب الفرائض والحدود الشرعية ، ومجاملات وتسامح وتهاون تراعى فيها الحيثيات العرفية أكثر من الحيثيات الشرعية.
وأردف سماحته بأن هناك أزمة أخلاقية في المجتمع الإسلامي في الكثير من النواحي ، في الحياة المحيطة بالأسرة شجارات وخلافات وتعاملات سيئة بين الزوجين وبين الأبناء والوالدين ، وبين الأقارب ، وفي محيط التعليم بين الطلاب والمعلمين ، وفي محيط العمل والوظيفة تهاون وتحايل وتقاعس في أداء الأمانة والوظيفة ، في محيط السوق الغش والتزوير ، وفي محيط البيئة لا نظام ولا محافظة على الطرقات ، اعتداءات وتطاول على حقوق الناس وتعدي على البيوت والسيارات والمزارع والممتلكات ، ومع الأسف هذه أزمة واقعية يعيشها المجتمع الإسلامي.
ودعا سماحته إلى العمل الحقيقي لمكافحة هذه السلوكيات السيئة والمظاهر المشينة التي أصبحت تسيء إلى سمعة الإسلام ، ولابد من القيام بالعمل الجاد والتطبيق العملي الخاص والعام من أجل تحقيق الالتزام بالقيم الأخلاقية والشرعية ، فالأخلاق ليست مجرد كماليات بل هي واجبات وحدود وأحكام شرعية داخلة تحت عنوان الأخلاق العام ، ولابد من الالتزام بتطبيق هذا الواقع العملي بتربية الأبناء على الصدق والمتابعة والمراقبة للتصرفات والسلوكيات في محيط المجتمع وإيجاد البرامج العملية التي تحقق القيم الأخلاقية.
وقدم سماحته شكره وتقديره لمدرسة طارق بن زياد لقيامها بعمل زيارة لمجموعة من الطلاب للجامع للقيام بعملية التنظيف والترتيب ، وهذا من النماذج العملية التي ينبغي التأكيد عليها بأن تؤخذ مجموعات إلى الجوامع أو المقابر أو الحدائق أو الشوارع لتقديم الخدمات والمساعدات لتغرس في النفوس القيم الأخلاقية من خلال البرامج والتطبيقات العملية.
واعتبر سماحته أن القيم مترابطة فمن يسعى لإيجاد مجتمع نبيل لا يسرق لابد من تحقيق العدالة والمساواة والعمل على التكافل والتضامن بين الناس ، ومن يسعى لإيجاد مجتمعاً عفيفاً لابد من الوقوف أمام أسباب التبرج والسفور وما فيه إثارة المشاعر والشهوات ، ولابد من وجود تطبيق على المستوى الخاص والعام لتحقيق القيم والأخلاق الإسلامية ، والعمل على مواجهة السلوكيات المنحرفة ، وأن نستثمر الأيام المباركة في مراجعة النفس ومحاسبتها خصوصاً في هذا الشهر المبارك.
جديد الموقع
- 2025-12-29 ارتفاع ملفت في وفيات النوبات القلبية خلال موسم الأعياد ورأس السنة
- 2025-12-29 ارتفاع ملفت في وفيات النوبات القلبية خلال موسم الأعياد ورأس السنة
- 2025-12-28 تكريم العبدرب الرضاء نظير جهوده 3 سنوات مشرفاً لخدمات المرضى للقطاع الشرقي التابع لتجمع الأحساء الصحي
- 2025-12-28 165 متبرعاً يختتمون حملة "عطاء الفضول" للتبرع بالدم
- 2025-12-28 بين الكتب والخبز
- 2025-12-28 (الرحلات الآمنة) بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 الجلطات الدماغية بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 إطلاق خدمة تصوير الرنين المغناطيسي للأجنة بمستشفى الولادة والأطفال ببريدة
- 2025-12-27 جمعة وفاء وتقدير في ضيافة جمعية البر مركز المطيرفي
- 2025-12-27 العالم الرقمي و خصوصيتنا