2025/05/15 | 0 | 1716
البروفيسور عبدالله الفرساني: طموحات بلا حدود في خدمة العلم والمجتمع من خلال الأحياء الطبية الجزيئية
يسعدنا ويشرفنا أن نستضيف اليوم قامة علمية بارزة في سماء جامعة جازان، سعادة الدكتور عبدالله بن محمد الفرساني، الذي نبارك له من أعماق قلوبنا ترقيته المستحقة إلى درجة الأستاذية (بروفيسور) في تخصص دقيق ومهم هو الأحياء الطبية الجزيئية بقسم تقنية المختبرات الطبية.
إن وصول الدكتور الفرساني إلى هذه المرتبة العلمية الرفيعة ليس مجرد إنجاز شخصي، بل هو إضافة نوعية لمسيرة البحث العلمي والتعليم الأكاديمي في جامعة جازان ومملكتنا الحبيبة بشكل عام، فمن خلال تخصصه الدقيق في الأحياء الطبية الجزيئية، يلامس الدكتور الفرساني صميم فهمنا للأمراض وآليات تشخيصها وعلاجها على المستوى الجزيئي، وهو ما يفتح آفاقاً واسعة للارتقاء بمستوى الرعاية الصحية.
يسعدنا ويشرفنا أن نستضيف اليوم سعادة الدكتور عبدالله بن محمد الفرساني لنتحدث معه عن هذه الترقية، ومسيرته العلمية الحافلة، وأهمية تخصصه في خدمة المجتمع، ورؤيته المستقبلية للبحث العلمي في مجال الأحياء الطبية الجزيئية، أهلاً وسهلاً بك بروفيسور عبدالله.
- بدايةً دكتور عبدالله، نهنئكم على هذه الترقية المستحقة إلى درجة الأستاذية، ما هو شعوركم بهذه المناسبة، وماذا تعني لكم هذه المرتبة الأكاديمية؟
أشكرك جزيل الشكر أستاذة دلال على هذه التهنئة اللطيفة، وأقدر مشاعرك الطيبة، هذا بفضل الله ثم بجهود الزملاء وعلى رأسهم سعادة رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن حسن ابوراسين والبيئة الداعمة في الجامعة.
في الحقيقة الشعور بالفخر والامتنان يغمرني في هذه المرحلة المهمة من مسيرتي الأكاديمية، لأن درجة الأستاذية تمثل تتويجًا لمسيرة امتدت لسنوات من الجد والمثابرة في ميادين البحث والتعليم وخدمة الجامعة والمجتمع، هذه المرتبة لا تعني نهاية الطريق، بل بداية لمرحلة جديدة من العطاء العلمي والبناء المؤسسي، حيث تزداد المسؤولية في نقل المعرفة وتوسيع نطاق التأثير في طلابي وزملائي ومجتمعي العلمي.
- كيف تنظرون إلى هذه الترقية كمحطة بارزة في حياتكم المهنية؟
الترقية إلى الأستاذية تمثل تتويجًا لرحلة علمية طويلة بدأت من مرحلة الدكتوراة، مرورًا بأبحاث ميدانية وتجريبية دقيقة، ومشاركات علمية في مؤتمرات دولية، ونشر أبحاث في مجلات محكمة، كل مرحلة من هذه الرحلة كانت مليئة بالتحديات، ولكنها أيضًا كانت حافلة بالفرص للنمو والتطور. لذلك، أراها محطة تثبت أن الجهود المستمرة والتعلم المتواصل لا تذهب سُدى، وهي أيضًا مسؤولية أخلاقية تدفعني لتمكين الجيل القادم من العلماء.
- كيف تصفون أهمية تخصص الأحياء الطبية الجزيئية؟
الأحياء الطبية الجزيئية ليست فقط تخصصًا أكاديميًا، بل هي العمود الفقري للطب الحديث والبيولوجيا التطبيقية. فهي تمكّن العلماء من فهم البنية الدقيقة للجينات والبروتينات والأنظمة الخلوية، مما يساعد على فك أسرار الأمراض من جذورها، وبفضل هذا الفهم، أصبحنا قادرين على التنبؤ بالاستجابة الدوائية، وتطوير علاجات تستهدف الطفرات الجينية بدقة، بالإضافة إلى تعزيز طرق التشخيص المبكر، مما يساهم في تقليل المضاعفات وتحسين جودة الحياة للمرضى.
- ما هي أبرز التطورات والمستجدات التي تشهدونها في المجال؟
نشهد في السنوات الأخيرة ثورة علمية مدفوعة بتكامل التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة مع أدوات الأحياء الجزيئية، على سبيل المثال، تحليل تسلسل الجينوم الكامل أصبح أسرع وأقل تكلفة، مما يفتح المجال أمام تطبيقات الطب الشخصي، كما أن تقنية كريسبر (CRISPR) تمثل ثورة في تعديل الجينات وتُستخدم حاليًا في الأبحاث السريرية لعلاج أمراض مثل فقر الدم المنجلي وبعض أنواع السرطان. هناك أيضًا تطور في فهم التفاعل بين الميكروبيوم البشري والجهاز المناعي، وهو مجال يُتوقع أن يحمل الكثير من الحلول في المستقبل القريب.
- كيف ترون دور الأحياء الطبية الجزيئية في مواجهة التحديات الصحية؟
من خلال هذا التخصص أصبح بالإمكان تتبع الطفرات الفيروسية والبكتيرية بشكل شبه لحظي، ما يساعد على احتواء الأوبئة مثل "كوفيد-19" بشكل أسرع، كما أن التشخيص الجزيئي يمكّن من الكشف المبكر عن أمراض مثل السرطان ومرض الزهايمر والسكري، في مراحل مبكرة قد لا تظهر فيها الأعراض، كما توفر الأحياء الجزيئية حلولًا مبتكرة لعلاج الأمراض الوراثية من خلال التدخل على مستوى الحمض النووي.
- ما هي أبرز المحطات أو الإنجازات خلال مسيرتكم في جامعة جازان؟
من الإنجازات التي أعتز بها تأسيس بيئة بحثية متكاملة داخل القسم، تشمل تطوير مختبرات البحث العلمي، وتأهيل كوادر من الطلاب والباحثين، كما قمت بالإشراف على مشاريع بحثية مهمة حول الطفرات الجينية المرتبطة بأمراض مزمنة في منطقة جازان، بالإضافة إلى مشاركتي الفعالة في تطوير برامج البكالوريوس والدراسات العليا، كذلك ساهمت في مبادرات لرفع جودة التعليم من خلال تفعيل أنشطة البحث الطلابي وربط المناهج النظرية بالتطبيقات العملية.
- ما هي أهم المشاريع البحثية التي أشرفتم عليها؟
من أبرز المشاريع التي أشرفت عليها دراسة الطفرات الجينية المرتبطة بسرطان الدم في البيئة المحلية، إضافة إلى مشاريع أخرى عن الأمراض الوراثية النادرة في منطقة جازان، وقد ساعدت نتائج هذه الدراسات في لفت انتباه الجهات الصحية لضرورة تطوير برامج فحص مبكر مبنية على الخصائص الجينية المحلية، كما عملت على أبحاث تطبيقية حول مقاومة المضادات الحيوية وتحليل الجينات المسؤولة عن تلك الظاهرة المتزايدة الخطورة، بالإضافة إلى أبحاث في مجال النباتات الطبية ودورها في العلاج.
- كيف ترون العلاقة بين البحث العلمي والتدريس الأكاديمي؟
العلاقة تكاملية ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر، البحث يثري المحتوى العلمي، ويجعل المحاضرات أكثر عمقًا وارتباطًا بالواقع العملي، وأنا أحرص على إدماج نتائج الأبحاث الحديثة في المحاضرات، وتحفيز الطلاب على المشاركة في المشاريع البحثية، ما يمنحهم خبرة مبكرة في التفكير النقدي والتحليل العلمي، وهو ما يُعد من المهارات الجوهرية في سوق العمل.
- ما هي طموحاتكم بعد حصولكم على درجة الأستاذية؟
أسعى إلى المشاركة في المشاريع البحثية العلمية العالمية المتطورة بما يعود بالنفع على الجامعة والمجتمع والوطن وبما يُحقق مستهدفات رؤية 2030 الطموحة ويعزز مكانة المملكة علميًا وبحثيًا، كما أطمح إلى استكشاف أبحاث جديدة في مجال النباتات الطبية وكيفية استخدامها في العلاج.
- ما هو الأثر الذي تأملون أن تتركوه؟
آمل أن أكون قد ساهمت في إلهام طلابي لحب العلم والانخراط في البحث الجاد، وزرع القيم الأكاديمية الأصيلة فيهم مثل الإتقان، والنزاهة، وحب الاكتشاف.
كما أرجو أن أترك بصمة واضحة في مجال تخصصي من خلال أبحاثي ومشاريعي العلمية، وأن أكون قد ساهمت في بناء جسور تعاون بين الجامعة والمجتمع في مجالات الصحة والتوعية العلمية.
- ما هي نصيحتكم للجيل الصاعد من الباحثين؟
أنصحهم أولًا بالتحلي بالشغف الحقيقي للعلم، فهو المحرك الأساسي للاستمرار في ظل التحديات، كما يجب عليهم إتقان المهارات الأساسية في التقنيات الحيوية وتحليل البيانات، وعدم التردد في طرح الأسئلة واستكشاف آفاق جديدة للبحث، الفرص في هذا المجال كبيرة، خاصةً لمن يجمع بين الفهم النظري والقدرة التقنية، ولكنهم بحاجة لصبر طويل وتفانٍ في التعلم والتطوير المستمر.
- في ختام هذا الحوار، لمن توجهون شكركم وتقديركم على الدعم والمساندة التي تلقيتموها خلال مسيرتكم العلمية حتى الوصول إلى هذه المرتبة؟
الشكر أولًا لله عز وجل على توفيقه ونعمه، ثم لأسرتي الكريمة التي كانت الداعم الأول لي، ولجامعة جازان التي وفرت بيئة علمية محفزة، كما أخص بالشكر زملائي في القسم وكل من ساندني خلال مسيرتي الأكاديمية، وأوجه تقديري العميق لطلابي الذين أعتبرهم شركاء في النجاح ومصدر فخر دائم، وأود أن أشكر أيضًا القيادة الرشيدة على دعمها المستمر للتعليم والبحث العلمي في المملكة.
جديد الموقع
- 2025-12-28 تكريم العبدرب الرضاء نظير جهوده 3 سنوات مشرفاً لخدمات المرضى للقطاع الشرقي التابع لتجمع الأحساء الصحي
- 2025-12-28 165 متبرعاً يختتمون حملة "عطاء الفضول" للتبرع بالدم
- 2025-12-28 بين الكتب والخبز
- 2025-12-28 (الرحلات الآمنة) بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 الجلطات الدماغية بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 إطلاق خدمة تصوير الرنين المغناطيسي للأجنة بمستشفى الولادة والأطفال ببريدة
- 2025-12-27 جمعة وفاء وتقدير في ضيافة جمعية البر مركز المطيرفي
- 2025-12-27 العالم الرقمي و خصوصيتنا
- 2025-12-27 المهندس "المطر" يدشّن حملة التبرع بالدم في مركز صحي الفضول والختام اليوم السبت
- 2025-12-27 د.نسيبة أحمد أخصائية الجلدية بمستشفيات الحمادي: ضرورة شرب الماء الكافي وتناول الأطعمة الصحية واستخدام أجهزة الترطيب في الشتاء