2015/02/05 | 1 | 2760
الأستاذ عبد الكريم بوخمسين نفس رقراقة.. وروح سخية مزهرة...
لن تكتشف جمال الإنسان وروعته وتألقه, ما لم تلتقِ يوماً بالأستاذ عبدالكريم موسى بوخمسين, المولود في 20/2/1375هـ الموافق 8/10/1955م, الذي درج وترعرع في حي الفوارس, من مدينة الهفوف العريقة, هناك حيث امتزجت عبقرية الإنسان, بعبق التاريخ, وبهجة الأساطير, والقلوب الدافئة, والعقول النيرة, والأنامل المحترفة.
الأستاذ عبد الكريم كان غرساً زكياً لأبوين كريمين, حملا من التواضع والدماثة ما عرفه القريب والبعيد, فقد كانا من معدن طيب, وأرومة عريقة, وعلى سجية فريدة من المكارم وحسن الشيم.
والدته كريمة آية الله الشيخ موسى بوخمسين, كانت مثال المرأة الصالحة، تقىً والتزاماً ومحبةً للخير.
أما والده المرحوم الحاج موسى عبد الله بوخمسين, فقد عرف بالوفاء, والصلاح, وخدمة الناس, عرفه من حوله بالهمة العالية والمسارعة للخير, كريماً في عطائه, وديعاً في نصحه, ودوداً مع من حوله, يُشعِر الناس أنهمأهله, وأقاربه, وجيرانه.فالأستاذ "عبد الكريم" غصن مزهر من تلكم الشجرة اليانعة, رعته أنامل رعته أنامل الملائكة, وصقلت قلبه الوضاء, أشعة شمس الأحساء الطاهرة, وسقاه قمرها رحيق المشاعر الدافئة, وغذته من جنى جناتها, فأخذ من ذلك كله الود, والمروءة, والعفاف, والتواضع والسخاء,...
- نشأته وصباه...
ترعرع في صباه, يرقب والده والوفود القادمة للحي,حيث المسجد الكبير "مسجد آل أبي خمسين" والحسينية المحمدية القريبة منه, وبما أن والدته كريمة أية الله الشيخ موسى بوخمسين, فهذا يعني أن القاضي الشيخ باقر بن الشيخ موسى بوخمسين خاله, وخاله الآخر هو الوجيه الحاج عبد الهادي بوخمسين, وقد اعتادا المرور, للسلام على أختهما, بعد أداء الصلاة في المسجد, بين الفينة والأخرى, وكانت تلك فرصة سانحة لصغيرنا عبد الكريم, ليسمع ويتعلم, ويرى صورة الحياة من خلالهما, وسيكونان في المستقبل, صاحبي الدور الأكبر في رسم شخصيته. ها هو ذا طفل صغير, يرافق أباه مراراً وتكراراً, إلى الحسينية القريبة في حيّهم, وفي انتظار وشوق, يأخذ مكانه بين الرجال, يجلس القرفصاء حيناً, ويتكئ حيناً, ينظر بشغفٍ للخطيب, وقد ارتقى المنبر, ليبدأ قراءة مفعمة بالصلاة على النبي وأله, يُنشد أبياتاً منغمة, يتنقل فيها بين البيات والصَّبا والرست والحجاز.. ثم يستكمل حديثه بشيء من التفسير والحديث, والأشعار قديمها وحديثها,.. فدعبل الخزاعي والحلي, والحميري,.., إلى إيليا أبي ماضي, وأحمد شوقي, ومهدي الجواهري والملا عطية الجمري, والملا علي الفايز, ..وشخصيات وأبطال وصور من الحياة,تشد المستمعين وتأخذهم إلى عوالم واسعة, مشدوهين ذاهلين، قد أثيرت عقولهم وتأججت نفوسهم, مستشعراً ذلك في حوقلاتهم, وهزِّ رؤوسهم... وصغيرنا يشاهد ذلك بلهفة وانتباه, ويزداد التأثير على الحاضرين بأفاعيل الخطيب, الذي كلما اشتد حماسه, ازدادت قدرته على التمثيل والمحاكاة, فها هو يقطِّب حاجبيه كالفرسان, وينظر شزراً بعينيه كحراس السلطان,وتنتفخ أوداج
ه كالملوك, وأصحاب الصولجان, وسرعان ما يرخي حاجبيه كالحكماء,ويسأل متضرعاً كالبؤساء, ويدعو خاشعاً كالعباد والصلحاء. ويسري ذلك للمستمعين ومنهم صغيرنا, الذي تتدحرج علامات الاستفهام في ذهنه, وتزكو نفسه باستشعار طعم الأدب المحكي, والأبيات المنغمة والحكايات الشيقة, ويتلقى قلبه الصغير القيم النبيلة, والفوارق الهائلة بين الخير والشر, وصفات الأوغاد والطيبين, وعواقب الأعمال, والصراع بين الساعين للدنيا والساعين للآخرة.
ثم يسرد الخطيبُ مشاهدَ من كربلاء, تضع الحق والباطل على طرفي نقيض, بين الشجاعة والغدر, بين اللؤم والنبل, بين الكرم والبخل، بين الإيثار والأثرة,ويجود الدمع من العيون، ويعلو النشيج من الصدور, وينهي الخطيب حديثه بأبيات حزينة ودعاء, فيمسح المستمعون دموعهم, ويعصرون أرنبة أنوفهم,مستعدين للملمة الأحزان, وكطفل مليء بالفضول, كان يرقب ذلك بشوق ودهشة!
لتنتقش تلك الصور في ذاكرته، وتعيش معه حيةً في وجدانه. وتمضي الأيام حثيثاً, ليرافق الفتى أباه, إلى المجالس العامرة, مجلس خاله القاضي الشيخ باقر بوخمسين, ومجلس كريم الأحساء الحاج إبراهيم الحسين بوخمسين, ومجلس"الحجي" علي بوخمسين, والحاج الأديب محمد حسين بوخمسين, وكلُّ له حاجة تقضى وطلب يستجاب. وتنساب في مسامعه وتغمر وجوده, كلمات من قاموس الخير, التي سترسم شخصيته وتحدد سلوكه ومستقبله: ميزتنا خدمة الناس, كرامتنا مساعدتهم, رأس مالنا أخلاقنا,وما المال إلا عارية, يوصَلُ به القريب, ويواسَى به الشريك, ويدارى به الجار, ويُكرَم به الضيف, ويُساعَد به المحتاج، وينصَف به صاحب الحق. ولن نُغفِل هنا دور المدرسة وتأثيرها عليه, لا سيما النشاطات خارج الصف، كالمطالعة في المكتبة المدرسية, بتوجيهات الأستاذ الفاضل خالد أبو عنقه, والأستاذ عبد الرحمن المخيلد, والأستاذ صالح بوسعد, والأستاذ عثمان عفانه, في مدرسة الهفوف الأولى, حيث زرعت في نفسه حب المطالعة, وما يستعيره من مكتبة الملا صالح بوخمسين, وما تواجد من كتب في بيت اخواله مما جلب من مصر والعراق والبحرين, ثم تطور شوقه للقراءة, فتردد مراراً على مكتبة "التعاون الثقافي" الواقعة مقابل سوق القيصرية الأثري, وسط الهفوف لصاحبها الأستاذ عبد الله الملا, الذي كان من أكثر المتحمسين والداعين للقراءة: هذا يناسبك, وذاك كتاب مفيد, وكان صغيرنا يقلب الكتب, يختار أحدها ثم يجلس في زاوية, يقرأ ما شاء, ويعيد الكتاب مُمتنّاً شاكراً, وكذلك تردد على مكتبة "الأحساء" للشيخ سعد
- البنيان,في دوار البلدية.
ثم وفي سنوات لاحقة حيث بلغ مبالغ الرجال, حظي فترة من الزمن بملازمة خاله الشيخ باقر في مجلس القضاء وشاهد ما فيه من دروس وعبر, ثم بمرافقته في تنقلاته وزياراته, لتتوسع مداركه,ويطَّلعَ أكثر فأكثر على أحوال الناس على امتداد رقعة الاحساء,.. فقد رافق الشيخ في زياراته لمجالس الأعيان والوجهاء والفضلاء, ليعرف همومهم, ويستمع لأحلامهم، ويطلع على أعمالهم، تارة في مجلس العمدة الوجيه الحاج عبد الله القطان, قرب مسجد الشوّاف, وبالقرب منه منزل الوجيه صاحب - اليد البيضاء- الحاج الشيخ ياسين الغدير,ومجلس الوجيه الشيخ عبد العزيز العفالق أبو سليمان,نائب رئيس الإدارة في جمعية البر الخيرية, و رجل الأعمال الشيخ حسن العفالق وأولاده, والحاج علي القطان وكيل الحسينية الحيدرية, وحيناً في مجلس الحاج الوجيه عبد الله الحسن الرمضان " أبوأحمد ", ليختمر في وجدانه حب الإنسان, ويدرك احتياجاته, ويفهم مشاكله, في زياراته المبكرة لتلك المجالس العامرة,كمجلس الشيخ عبد المحسن العيسى العلي في العمران, والعمدة السيد جواد السلمان في القارة, فتكبر تطلعاته, وتشغل ذهنه الهموم العامة, وتتكامل تجاربه,ويصقل عقله بمواقفهم وأقوالهم وسلوكهم.
وفي سنٍ مبكرة, قام بتأسيس النادي العربي الرياضي الثقافي عام 1388هـ, والهدف منه ملء أوقات الفراغ, واحتواء طاقات الشباب وتوجيهها لما هو مفيد, حيث نظمت المباريات الرياضية, بين أندية الحارات, وتنقلت بين الأحساء والدمام والرياض, كما اقيمت الكثير من الأمسيات الثقافية والأدبية, وكانت تلك هي البداية الحقيقية للأستاذ عبدالكريم في قيادة العمل الجماعي والاجتماعي.
وفي مرحلة متقدمة, بعد إنهائه الدراسة في معهد المعلّمين, بدأ حياته المهنية المبكرة, التي ستتيح له فرصة أكبر لبناء صداقات ومعارف, حيث بدأ عام1393هـ عمله كمدرّس في مدرسة "الإمام أبو حنيفة النعمان" في براحة الشعيبي,وكان مدير المدرسة آنذاك الأستاذ صالح الحافظ "أبو عبد العزيز" الذي كان يحوطه برعايته, ويعامله معاملة الابن كما ذكر لي مراراً.
ثم انتقل للدراسة في مركز العلوم والرياضيات,ثم تم تعيينه في متوسطة موسى بن نصير بإدارة الأستاذ شمسان الأحمد "أبوصالح",ثم انتقل للتدريس في مدرسة, "عبادة بن الصامت" في منطقة عين علي, عام 1406هـ,حيث برع في تفعيل النشاطات المدرسية، كالإذاعة المدرسية, والكشافة,والمسابقات الرياضية, والمعارض, والمسرح المدرسي, بمساندة من الأستاذ أحمد العمير مدير المدرسة, والأستاذ عبد الله المحيفيظ.
وفي العام 1408هـ بادر بتأسيس جمعية عائلة"ال بوخمسين العائلية"
وفي تلك الأثناء, تردد كثيراً مع خاليه الشيخ باقر والحاج عبد الهادي، على مجلس الوجيه الحاج عيسى السلطان في المنصورة, والحاج عبد الوهاب اللويم في الرميلة, حيث كان الشيخ باقر ينزل عليه ضيفاً يوماً أو يومين, ويعتبر ذلك من أوقات الراحة والاستجمام, وزيارة مجلس الجبر, ومجلس الصويغ, ومجلس العمير في الكوت, والأستاذ عبد الله العرفج أمين البلدية, والحاج الوجيه حسين العرفج والد الدكتور عبدالإله والدكتور عبد المحسن, والحاج محمد السالم في الشهارين, وفي المركز, حجي علي العلي والد الوجيه حسين العلي, وأبو سامي محمد العلي,والشيخ حسين الخليفة في المبرز, وبرفقة خاله وقدوته الشيخ باقر, يقوم مرارا بزيارة مجلس العمدة الملحم, والوجيه الأستاذ أبو طارق أحمد الموسى, والحاج أحمد الجغيمان, والشيخ صالح السلطان, والشيخ علي بن شبيث,وحجي علي كريمي المبارك، والشيخ الفاروق, والأستاذ عبد اللطيف الجعفري, والأستاذ عبد المحسن الجبر أبو عبد العزيز, الذي وجهه للعمل التطوعي الرسمي، المتمثل بنشاطات جمعية البر, و الحاج محمد المبارك في الحليلة, والحاج أحمد البويدي في التويثير, والوجيه عبد المحسن المحسن في المبرز, والعمدة عبد المحسن عيسى العلي في العمران, وغيرهم من العمد والاعيان كالعمير, والنعيم , والماجد, والجعفر, والحملي, والشعيبي, والبودي,والسماعيل, والعبدالقادر, والبراهيم, والكليب, الشدي, والخالدي, والبنيان, والسيد عبد الله البراهيم, عمدة القارة,والسيد حافظ الحاجي في التويثير, والوجيه عبد الله الحاجي في البطالية,والسادة وآل الشايب في الجبيل, وآخرين في الفضول, والطرف, والمنيزلة,والمركز, والوجيه الحاج علي الناصر في القرين, وآخرين في بني معن,والجرن, والوزية...كانت تلك الأوقات بالنسبة للأستاذ عبد الكريم, أثمن الأوقات لمعرفة أعمق وأشمل لمحيطه ومجتمعه, تعلم فيها حب ألإنسان والتفهم, والتقدير, والتسامح, ...حتى غدا نموذجا للتعايش والاعتدال.
- أ- مصلح تشهد له أعماله:
الأستاذ عبدالكريم من أولئك المصلحين, بشهادة أعمالهم,الذين تسلقوا القمم الشاهقة, وقفزوا نحو الغيوم السخية, هزّوا جذوعها, واكتسبوا سحرها، فاخضرّت الأرض تحت أقدامهم, إنهم الأسخياء بمالهم وجهدهم ووقتهم وخبرتهم ....إنهم الكبريت الأحمر, نادر الوجود, إنه أحد هؤلاء القلائل, الذين شحذوا الهمم, وشقوا جداول الخير, وزمّوا أغادير العطاء, فكان مهوى الأفئدة. رجل بكله في أحلك الظروف, لا تتوقع منه أن يقول لك: بعيد أو قريب, صعب أو سهل, " حَرٌّ أو قَرٌّ"، فهو صاحب نخوة وهمة, يسارع للاستجابة, وتدهشك خبرته وحصافته في محاولة تحليل القضية التي تهمك, وأي زاوية منها وما تصبو إليه من سعيك فيها, حينها يبحث لك عن حل بكل حماس, دون مقابل أو تذمر، مع جميل الستر وحفظ ماء الوجه, ولا ينسى أن يطلب منك أن تذَكِّره بالموعد, فربما نسي أو انشغل.
- أفكاره ومبادئه:
يؤمن أن الرحمة والعطف والشفقة والتسامح، هي ما يوحد المجتمعات وبجعله جسماً واحداً. المجتمع كالتربة، تنتج الخير أحياناً و الشر أحياناً, ودورنا تشجيع الأول وتقليص الثاني. المبادرة، والتضحية تلو التضحية، هي ما ينجز الأعمال. الإنسان نوع واحد, والطينة البشرية مزيج واحد, بيد أن الجهل والقصور في التفكير يضيع هذه الحقيقة.
التسامح والتغافل والمُداراة, هي ما يحفظ العلاقات الاجتماعية.السمعة والذكر الحسن هدف يُسعى إليه. هذه المقولات: " العين, الأرواح, الفال, السحرة, الأحراز, الحسد, الجن,..." أشياء كالخيال في ذهنه، لا صورة ولا صدى لها. يعتقد أن كلمة واحدة , قادرة على أن تميط اللثام , وتشعل النيران, وتلهب المشاعر, وهي قادرة على إطفاء الفتن, ومداواة القلوب.
يؤمن أن وجود المشير والناصح نعمة كبرى, تستحق الشكر, ولطالما اعتبر من توفيق الله, أنه وجد حوله مشيرين ناصحين, يكن لهم في قلبه الشكر والامتنان، كأخيه الأستاذ عبد الله موسى بوخمسين، والسيد عبد الكريم السيد هاشم المسلم , والشيخ حسن الشيخ باقر بوخمسين, والمهندس عباس الشيخ باقر بوخمسين, وأية الله الشيخ محمد الهاجري الخيمة الرحبة والدرع الواقي, وأية الله الشيخ عبدالهادي الفضلي,
ومدير مركز التنمية الاجتماعية الأستاذ عبداللطيف النعيم, والأستاذ نهار القحطاني, والأستاذ علي محمد بوخمسين "أبو وليد" والأستاذ معتوق عبد الله الحداد, والأستاذ الفنان التشكيلي أحمد عبد الله العبد النبي, والمهندس عبد الله عبد المحسن الشايب، والأستاذ علي الحمد مدير مركز التنمية الاجتماعية بالهفوف, والأستاذ إبراهيم العمير مدير مكتب الشؤن الاجتماعية بالشرقية, والأستاذ منير الناجي مدير مكتب الخدمة الاجتماعية بالقطيف, والدكتور أحمد موسى الحماده, والمهندس عبد المحسن علي البقشي, والمهندس إبراهيم سلمان بوخمسين, ومدير عام الجمعية المرحوم الأستاذ عبداللطيف الجعفري, والأستاذ عبدالمحسن الجبر, والأستاذ راضي عبد الله الوايل, والأستاذ عبدالوهاب طاهر الحمد, وآخرين.. آزروه, وأخلصوا له المشورة, وكان الأستاذ عبدالكريم يردد على مسامعي أنه كان محط نظر, ومراقبة وتوجيه, وتشجيع مادي ومعنوي - بأبوة حانية- من قبل بعض المسؤلين والوجهاء وفي مقدمتهم سمو محافظ الاحساء الامير بدر بن جلوي, والوجيه باسم الغدير, والوجيه حسين علي العلي, وبعض وجهاء العائلة, للنشاطات التي تقام بتكرم وتفضل منهم, وهم كما قال: وفي مقدمتهم العم "أبوحسام" علي أحمد بوخمسين, الذي أولاه رعاية خاصة مسانداً وموجها ومرشدا لنشاطه الخيري والاجتماعي, والعم جواد أحمد بوخمسين" أبوعماد", والعم الحاج محمد عبدالمحسن بوخمسين, والعم "أبوأحمد" محمد موسى بوخمسين, والعم المرحوم حبيب حجي علي بوخمسين, ولا يُغفل عن الدور الفعال و المساندة التي تلقاها ولازال من أمثل الحاج علي موسى الياسين بوخمسين, والحاج المحسن عبد الهادي الشيخ ياسين بوخمسين "أبو نزار", والحاج ياسين الحاج صالح بوخمسين " أبوصالح ", والحاج عبدالحميد الشيخ ياسين بوخمسين, والحاج محمد جواد صالح بوخمسين, واخرين ربما لا يتسع المجال لذكرهم..
كما أنه اشار بكل فخر وإكبار وامتنان لمجموعة من السيدات الفاضلات, في مقدمتهم زوجته العزيزة, وتوأم روحه أم محمد, التي احتسبت و احتملت كثرة مشاغله وأسفاره وأضيافه, وأخريات ساهمن وساندن وطورن العمل الخيري والاجتماعي, كأخته السيدة بتلاء بوخمسين, والسيدة خيرية الموسى, والسيدة أم خالد لطيفة العفالق, والسيدة أم منتظر البقشي, والسيدة أم أحمد محمد البقشي, والسيدة كوثر العبدالله, والسيدة نوار بوخمسين, والسيدة أم زياد نورة العمران, والسيدة أم حسن البحراني, والدكتورة إيمان الملا, والسيدة لميعة الغريافي, والسيدة فادية الراشد, والسيدة هدى البقشي, والبرفسور السيدة سميرة إسلام, وغيرهن كثر لا مجال لذكرهن وهن أهل للشكر والتقدير ...
- ب- الانخراط المبكر في أعمال الخير:
هذا الرجل العصامي النبيل, انخرط وهو في ميعة شبابه,في التصدي لأعمال الخير, وخدمة الناس, والسعي في حوائجهم, واستمر على ذلك ولم يزل, يعمل جاهداً بشرف وقوة وجلد, حتى لتحسده اليعمُلات السمر في مفاوزها, والملائكة في عليائها, على نشاطه وحيويته وصفاء سريرته.. فإذا أنجز لصاحب الحاجة حاجته, ترى السلام يفعم قلبه, والإيمان يغمر روحه, وبسمة الرضا والفرح, تزيد نبله وإنسانيته سحراً على سحر.
فكم قلباً كسيراً جبر, وكم نفساً محطمةً رعى!!,ولطالما قُرعت بابُه,
مرات ومرات التماساً لمعونته, ورغم محدودية دخله, كان يؤثر الآخرين على نفسه,ويُقنع الميسورين من حوله بالمساهمة, والبذل...تخالُه لم يغادر منزله قط, إلا متأبطاً مشكلة ما لشخص ما, ولا ينقلب إليه إلا حاملاً, مشاكل أخرى لأناس آخرين.
- ت - الحرص على أداء الواجبات الاجتماعية:
وكان من أصحاب الواجب - كما يقال-، فمهما يكن متعباً أو مشغولا, فهو في حرص دائم على حضور المناسبات السعيدة, والأخرى الحزينة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً,ولا يفوته أن يسأل بكل لباقة: هل أستطيع أن أُسهم بشيء؟ ففيه وفي أمثاله القلائل, ينطوي سر الله الذي لم يشأ أن يظهره أو يعلنه.."وما يعلم جنود ربك إلا هو" فهل نحصي وسائل الله وطرقه وأساليبه؟
- هل نعلم كيف يَسرُّنا ويرعانا؟.
أ ليس,بمثله وبأمثاله, يسبب الله الأسباب؟! أ ليس هكذا يقسم الله الأشياء بين الناس!!..
أليس في عليائه, يرانا جميعاً وهو يعلم ما يُعمل في كل سماواته, ونجومه و كواكبه,ثم يُجري الخير على يد من يشاء, ويُمِدُّ من يشاء, ويُسخِّر من يشاء بما يشاء, بفضله وجوده ورحمته.
- بصمته وحضوره:
أ- يأسر القلوب و يتقن فن التعامل
لم تشر إليه الأصابع سوى بالخير, يثني عليه كل من عرفه وتعامل معه, لم يكن يحمل ما ينفر الناس منه, وكان يحب أن يضع نفسه رهن الإشارة. بفضله وجهده يتم اللقاء, وتعقد الصفقات, وتذلل الصعوبات, وتنجز المشاريع, وتحل المشاكل, ويخرج منها قبل الجميع، مُنسَلاًّ كالعطر, وروحه صافية نقية فواحة, فلديه مهمة أخرى وعمل جديد في مسالك خدمة الإخوان, وقضاء حوائجهم، إنه ممن يقدر طبيعة الضعف, وماهية القوة في النفوس, ويحسن تسخيرها للطريق السوي, ويحمل قلباً كبيراً, يتيح الفرصة تلو الأخرى, ويشجع على المحاولة بعد المحاولة. يرغب من كل قلبه بدفع من حوله إلى إنسانيتهم القصوى,يتقن فن التعامل مع الصغير والكبير, يختزل المسافات, ويطوي المراحل في سباق الفوز بالقلوب, كلماته حركاته سكناته تعابيره,بسيطة صافيه متدفقة وثابة
وتلقائية, فهو جسر الخير, والمأمول في الملمات, والموثوق المؤتمن, لا يردك إن طلبت، ولا يخيبك إن رجوت, نخوته ومروءته غالبة على مزاياه.
- ما يسره ويسعده:
الحب, الوفاء, عذوبة الرحمة, سمو الكرم, قضاء حاجات الناس, خدمتهم, تلبية طلباته, مواساتهم في أحزانهم وأتراحهم, مشاركتهم في الملمات، ومساندتهم في تحقيق أمانيهم.
- ما يؤلمه:
اليتم, الفقر, الظلم, البخل, الجشع, الأنانية, صاحب حاجة يرد بلا وجه حق, تجاهل مشاعر الآخرين, ندرة تغير طباع الناس, تضييع الفرص...،.
- إسهاماته ونشاطاته:
حين نفتش عن آثاره, فهي وفي معظمها نقط بيضاء في النفوس, وذكرى غالية على صفحات القلوب, صحيح أنه شيد صرحاً اجتماعياً, أو أنه سعى في إعمار مسجد, أو أنه عمر أو رمم بيتاً, أو أنه سعى في علاج مريض, أو إنه سدّ دين مدين, أو أنه فك حيرة مضطر، أو أنه.. أو أنه.. لكن ذلك لا شيء أمام الأرواح التي هداها سبيلها, والنفوس التي جبر كسرها, والمستقبل الذي مهد الطريق له, والفرص التي ساعد على اقتناصها, والبسمة والفرحة والأمل, التي بفضله رُسمت على وجوه الكثير, نساء ورجالاً, صغاراً وكباراً, فقراءَ وأغنياء, أقرباءَ أو غرباء, فكم طالباً للعون بسط له ذراعه, وكم حقاً مضيعاً فك قيده وأعاده, وكم فتنةً طخياء عمياء وأد, وكم عسيراً من الأمور سهّل, وكم بَذل, وكم نَصح, وكم شُكر!, وكم
أُسيء له, وكم قُدّر!, وكم سيء فهمه, وكم حُفِظ جميله!, وكم ضُيِّع حقُّه, وكم نيل منه ولم يعبأ, فقد تقف الذبابة يوماً, على ظهر جواد أصيل, لكن الذبابة تبقى ذبابة, والجواد الأصيل يبقى جواداً أصيلاً. أما عن مشاركاته ذات الطابع الرسمي، أو شبه الرسمي, فسنذكر مجموعة منها على سبيل المثال: أنه عضو مجلس الإدارة لجمعية البر بالأحساء, ومؤسس ورئيس مجلس إشراف مركز جمعية البر بالفيصلية, ومؤسس "لجنة الهدي" لجلب
لحوم الأضاحي من مكة المكرمة, من خلال مركزي الفيصلية والشعبة, بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية, قام بتأسيس مشروع "حياة" لزراعة الكلى, وحملات التبرع بالدم من خلال مركز الفيصلية, عضو لجنة حفل استقبال, سمو ولي العهد الأمين, من قبل الإمارة في الأحساء, وممثل إدارة التربية والتعليم لاستقبال سمو ولي العهد عام 1420هـ.
أول رئيس للجنة التنمية المحلية بالهفوف للأعوام 1420هـ - 1427هـ، التي تم خلالها إنشاء روضة القدس ودار الفتاة. له الكثير من المشاركات في الأنشطة التعليمية, والاجتماعية والصحية والمرورية, والزراعية, ومكافحة المخدرات، وأنشطة الدفاع المدني, ومؤسسات المجتمع المدني..
مفوض من قبل مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه، للإسكان
التنموي بقرية الجرن والطرف بمحافظة الأحساء لإيصال الخدمات العامة للمشروع عام 1427هـ.
ممثل لوزارة الشؤون الاجتماعية في الشأن الحرفي التراثي للأسر المنتجة, وله مشاركات على مستوى دول مجلس التعاون في مكافحة الفقر, وتطوير مشاريع الأسر المنتجة.
- في الختام ..
إن الأستاذ عبد الكريم بوخمسين - وفي سنٍ مبكرةٍ- امتلك روحاً مليئة بالصفاء, وقلباً مفعماً بالطهر, وإنسانية راقية, ظمأى للخير, تنضح رقة وإيماناً وأملاً, شارك الناس همومهم, وتبنى تطلعاتهم, واحتضن أحلامهم,
ولطالما أتعب نفسه في سبيل قضاء حوائجهم, وتحقيق أمانيهم, وكانت فرحته بذلك أشد من فرحتهم, ولطالما أُشيدَ بفضله وشجاعته, ونضاله وعصاميته, فطوبا له, مشاعره النبيلة, ونفسه المضيئة, وقلبه الكبير, ومروءته العالية, وروحه التواقة للخير.






لتحميل الموضوع كاملا اضغط هنـــــــــــا
جديد الموقع
- 2025-12-29 ارتفاع ملفت في وفيات النوبات القلبية خلال موسم الأعياد ورأس السنة
- 2025-12-29 ارتفاع ملفت في وفيات النوبات القلبية خلال موسم الأعياد ورأس السنة
- 2025-12-28 تكريم العبدرب الرضاء نظير جهوده 3 سنوات مشرفاً لخدمات المرضى للقطاع الشرقي التابع لتجمع الأحساء الصحي
- 2025-12-28 165 متبرعاً يختتمون حملة "عطاء الفضول" للتبرع بالدم
- 2025-12-28 بين الكتب والخبز
- 2025-12-28 (الرحلات الآمنة) بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 الجلطات الدماغية بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 إطلاق خدمة تصوير الرنين المغناطيسي للأجنة بمستشفى الولادة والأطفال ببريدة
- 2025-12-27 جمعة وفاء وتقدير في ضيافة جمعية البر مركز المطيرفي
- 2025-12-27 العالم الرقمي و خصوصيتنا
تعليقات
Mohammed
2015-04-18الأستاذ عبد الكريم بوخمسين كان معلمي عندما كنت صغيرا و لم يكن يناديني و أصحابي الا بال(الدكتور) او (المهندس) و كان ذلك يؤثر في شخصي حتى يومنا هذا. انه حقاً خير قدوة كنت و ما زلت اقتدي بها. و أطال الله في عمره