(أصالة المصنفات عبر المخطوطات والنسخ، البخاري والكافي نموذجًا)

أقام نادي السهلة الأدبي ـ عبر منصة هاوي ـ فعّاليةً، وذلك مساء الخميس (ليلة الجمعة) بتاريخ 02/05/١٤٤٧هـ ـ 23/10/٢٠٢٥م في مزرعة الحاج خليفة الشريدة ببلدة الطرف. وعنوان المشاركة: (أصالة المصنفات عبر المخطوطات والنسخ، البخاري والكافي نموذجًا) تقديم الأستاذ أحمد المطلق.
استهل مُقدِّمُ الفعّاليّةِ عبد الرحمن بن علي الغانم حديثه بالترحيب بالحضور وبضيف الأمسية. وجاء في ورقة التقديم: "وأمّا هذا المساء فسيقدّم لنا الأستاذ أحمد المطلق مشاركةً بعنوان: (أصالة المصنفات عبر المخطوطات والنسخ، البخاري والكافي نموذجًا)، بادئ ذي بدء يتناول تاريخَ ظاهرةٍ أدبيةٍ عالمية، أسهمت في تشكيلِ المشهدِ الثقافيِ عبرَ قرونٍ من الزمن، أتكلّمُ عن ظاهرةِ المصَنفات بشتى أنواعها في [الطب والفلك والجغرافيا والتاريخ وعلوم الدين والاقتصاد والسياسة]، وتحديدًا النسخة النهائية من تلك المصنفات، بمعنى أدق (الكِتَابُ) الذي يكون محررًا بين دفتين ويُعرف باسمٍ مثل موطأ الإمام مالك والرسالة للإمام الشافعي ومسند الإمام أحمد.
ثم بعد ذلك سيتناول موضوعًا ذا صلة، موضوع المخطوطات والنسخ لأشهر المصنفات الإسلامية، التي وصلتنا، وهنا لا بد لي من الوقوف للإشارة إلى نقطةٍ جوهرية، ألا وهي: ثمة نقطةٌ تفصل بين الكتاب والقرّاء الذين يقتنونه، وهي نقطة الصفر إن صح التعبير، ونقطةُ الصفر هذه هي المؤلّفُ الذي صنّف الكتاب، غالبا ما يتم تسليط الضوء على المرحلة التي قام المؤلف بتجميع مادة الكتاب من مصادر بكر كالنقل من أفواه النقلة ومن كتبٍ متاحة ومتداولة، فيتم البحث في الموارد والشيوخ الذين روى عنهم المؤلف تلك المادة، يأتي بعد هذه المرحلة انتقال المُصَنَّفِ عبر رواةٍ خواص، في واحدة من أعقد الظواهر الببليوغرافية، وهذا ما سيعرض له ضيفنا العزيز بشيءٍ من التفصيل".
ثم تفضّل الأستاذ المطلق بتقديم مشاركته وذكر فيها: "سيكون حديثي حول [تاريخ الكتاب والمخطوطات والنسخ، كتاب البخاري وكتاب الكافي نموذجًا]، لموضوعات معرفية مفصّلة. والمشاركة تقع في مقدمة وأربعة محاور. بدايةً لا بد من تعريف مصطلح (الكتاب) والحديث عن تاريخ الكتاب وأبرز المحطات التي تطوّر الكتاب خلالها، بدءً من الكتب في الحضارات القديمة، وصولًا إلى وضع الكتاب الحالي كما نعرفه اليوم، والذي ظهر مع اليونان في العصر اليوناني صار الكتاب عبارة عن أفكار منظّمة موجّهة لقارئ يستطيع القراءة وفهم النص. والفرق بين الكتاب قديمًا ويُقصد به اللفافة والكتاب الحالي الذي عبروا عنه بالمجلّد. وثمة محطة هامة أخرى في تاريخ الكتاب وهي وصول الورق من الصين إلى العرب، ونظرًا لأهمية اختراع الطباعة على يد غوتنبرغ حوالي 1455م. ومع اختراع الطباعة دخل الكتاب عصرًا جديدًا، ووضعًا لم يكن يحلِمُ به قدماءُ الكتَبةِ والمثقفين.
في المحور الأول لا بد من التأصيل التاريخي في دراسةِ طريقِ المصَنِّفِ إلى أخباره. إذ الخبرُ المنقول، أيُّ خبر، هو نقلٌ لحدثٍ أو قولٌ منسوبٌ؛ فبالتالي كُتُبُ الحدِيثِ والرواياتُ لدينا تُدرس في المناهج الحديثة بالطرق التاريخية، لأنها تنقلُ تاريخًا.
أمّا المحور الثاني: الطريق التي سلكتها الكتب حتى وصلتنا، وذلك قبل عصر الطباعة الذي قنّن العملية ولم يعد هناك حاجة لقراءة الكتاب على مصنفه. ولا بد من الإشارة إلى الفرق بين النسخة والنص والمخطوطة.
وأمّا المحور الثالث: نُسَخُ ونُصُوصُ ومخطوطاتُ صحيحِ البخاريِ وطبعاته. وأمّا رواة صحيح البخاري وأهم رواية أو نسخة، فهي نسخة الفَرَبْري حيث اختفت النسخ الأخرى. وأهمُّ نصٍّ للبخاري هو نصُّ اليونيني الذي صار سلفًا لكل نصوص البخاري اللاحقة. وهنا أعرض لكم صورًا لأقدم مخطوطة من صحيح البخاري من حوالي 380ه. ولا مناص من ذكر أهمية الطبعة السلطانية 1311ه ونفاستها.
وختامًا المحور الرابع: (نُسَخُ ونُصُوصُ ومخطوطاتُ كتاب الكافي للكُلَيني)، سيكون حديثي في هذا المحور حول رواة الكافي عن الكليني، من أهمهم ابن قولويه والتلعكبري والنعماني، وذكر أهمية الشيخ الطوسي كعقدة تمر منها كل القراءات للكتاب. وجهود الشهيد الثاني وتلميذه الكفرحوني في ضبط نص الكافي وتنقيحه وتصحيحه، وكيفية وصوله إلينا. وأمّا فيما يتعلّق بأقدم مخطوطات الكافي وأهمّها، من عام 652ه كأقدم مخطوطة حتى شيوع المخطوطات وتكاثرها في العصر الصفوي. وأخيرًا ذكر أهم طبعات الكافي وأدقها."
ثم أتيحت الفرصة للمداخلين الذين أثروا الأمسية بالتعليقات والثناء على ضيف الأمسية، وهم -مع حفظ الألقاب (أحمد الربيح، جابر الخلف، سلمان الجبارة، كاظم الخليفة، موسى الجاسم، حسن الربيح، يوسف الشريدة).