2017/05/07 | 0 | 1676
سماحة العلامة السيد هاشم السلمان يدعو إلى تطبيق الحق ومتابعته في الواقع الاجتماعي
وقال سماحته المراد بالعصر على اختلاف ما ورد من التفسيرات القِيمة الزمانية المهمة سواء كان مطلق الزمان أو الزمان المخصوص ، فإن الزمان يمثل عمر الإنسان من الدقائق والساعات والأيام والسنوات ، والحياة قائمة على هذا الزمان الذي يمثل عنصراً مهماً في واقع حياة الإنسان الذي يقع ظرفاً لسعادته أو لشقائه ، ويمثل عنصر التأريخ البشري في جميع الحقب ، وبعض الأزمنة تأخذ أهمية كبرى في واقع حياة الإنسان كما قال بعض المفسرين أنه قد يراد بالعصر هو عصر البعثة النبوية ، فإن عصر البعثة هو انطلاق النور والحقيقة النورانية لسعادة الإنسان ، فكل ما نحن فيه من السعادة ببركة ذلك العصر ، أو يرتبط بأهداف الرسالات والأديان التي جاءت بالبرامج العملية وقدمت المبادئ والقيم ، وسيأتي اليوم الذي تتحقق فيه كل الأهداف والغايات وتكون العدالة والمساواة ممكناً في واقع حياة الإنسان في جميع ربوع الحياة وهو عصر خروج الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف كما فسره الإمام الصادق عليه السلام قال: (أن العصر هو عصر خروج القائم صلوات الله وسلامه عليه).
وأشار سماحته بأن عمر الإنسان قائم على هذا الزمان ، وما يقع فيه من أعمال تؤدي إلى الشقاء أو السعادة مرتبط بهذا العمر ، وبحسب عمره الوجودي هو في تناقص وخسران ، فإن الإنسان أطول عمر يمتلكه هو في أول ولادته ، وكلما كبر تناقص عمره وكلما مر عليه الزمان يبدأ في الخسران سواء من عمره الوجودي الجسدي أو النفسي أو الفكري أو الاجتماعي أو غير ذلك ، يخسر كل ذلك بالتدريج ، وأن وجود الإنسان المادي متأثر بواقع المادة والمحسوسات ، لهذا بحسب الشهوات والرغبات يكون الإنسان متأثراً بالواقع الخارجي مما يؤدي إلى وقوعه في الخسران ، لأنه يتعلق بالدنيا أكثر ويرتبط بها ، ومن يتعلق بالدنيا كثيراً يعرض عن الآخرة ، وإذا تحقق الإعراض أصبح الإنسان في مسار الخطأ والخسران ، وقد جاء في الروايات: (أن حب الدنيا رأس كل خطيئة) فكل سوء وكل شر يصدر من الإنسان بسبب الدوافع الدنيوية ، فعلى الإنسان أن يستعد للآخرة ويتوجه إلى الله سبحانه وتعالى كما في دعاء شهر رجب (خاب الوافدون على غيرك وخسر المتعرضون إلا بك) وعن الإمام الهادي عليه السلام: (أن الدنيا سوق ربح فيها قوم وخسر آخرون) فلينظر الإنسان كيف يعمل في دنياه فالطريق متجه إلى الخسران بحسب طبيعة العمر والتركيبة المادية.
واعتبر سماحته أن السورة المباركة تقدم برامج وأصول من يتمسك بها يصبح من السعداء ، فيها أمران يمثلان التأسيس والعمل الفردي ، وأمران يمثلان التثبيت والعمل الاجتماعي ، وهذه الأصول تحقق الثمن الأوفر لحياة الإنسان وهي الجنة كما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: (إنه ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها إلا بها) فلا يضيع الإنسان عمره في أشياء رخيصة من أجل الحصول على منصب أو بيت أو أموال محدودة أو متعة وأوقات زائلة ، وإنما يستثمر عمره لتحصيل حياة عظمى وخالدة ونعيم دائم بعد الموت.
وأكد سماحته بأن الإيمان والمعتقد الصحيح يمثل اللبنة الأساسية لحياة الإنسان من أصول الدين وسائر المعتقدات التي لابد أن يؤمن بها ومنها خروج الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ، فمن يؤمن بوجود حركة إصلاح وتغيير الواقع فإن سلوكه يختلف عن الذي لا يؤمن بها ، فالإيمان يمثل الركيزة الأساسية الأولى للمنطلقات والأعمال ، ويمكن معرفة أعمال الإنسان بالنظر إلى مرتكزاته ومعتقداته وبحسب ما يعتقد ينطلق إليه.
وتابع سماحته بأن مجرد تصور الإيمان لا يؤثر في واقع العمل الخارجي ، فلابد أن يقترن بالعمل الصالح ، فالإيمان يعتبر نفساني قلبي وهذا لا يغير من واقع الإنسان السلوكي إلا إذا اقترن بالعمل الصالح [إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ] مطلق الأعمال الصالحة من العبادات والأخلاقيات والسلوكيات سواءً كان فردياً أو اجتماعياً قليلاً أو كثيراً ، والله سبحانه وتعالى جعل للإنسان وسائل وأسباب للإكثار من الأعمال الصالحة سواء الفرائض التكليفية أو الأسباب المكانية أو الزمانية ، فهي فرص للإكثار من الأعمال الصالحة ، ومنها ليلة النصف من شعبان الجمعة القادمة وقد جاءت التوصيات من أهل البيت عليهم السلام في الاجتهاد فيها ، ومن الضروري اغتنام هذه الفرصة بالأعمال الصالحة.
وأردف سماحته بأن التواصي بالحق والصبر يمثلان تثبيت الإيمان والأعمال الصالحة ، وهذا عمل جماعي ، فإن الإيمان قابل للزوال والتحول فهناك من تتحول أحواله وينقلب إيمانه أو بالعكس غير مؤمن يصبح مؤمناً ، وكذلك الإنسان قابل للتغير خصوصاً مع وجود الأسباب الخارجية التي تدعو إلى هذا التغير ، والإعلام المضاد مع الأسف يحدث بعض التغيرات والانقلابات الفكرية والإيمانية خصوصاً في صفوف الشباب نتيجة عدم وجود العمل التثبيتي وهو الإيمان والأعمال الصالحة والمتابعة.
ودعا سماحته إلى تطبيق الحق ومتابعته ومراقبة الواقع الاجتماعي ، وتثبيت الإيمان والسلوك الصالح ونشر الفضيلة والمبادئ والقيم في واقع أعمال وسلوك الشباب ، فإن غرس مبادئ الحق والتمسك به يجعلهم في المسار الصحيح ولا يخشى عليهم ، وهذا ما يمثله سيدنا علي الأكبر عليه السلام – الذي يصادف ميلاده الشريف يوم الاثنين – لما كان في مسيرته إلى كربلاء قال لأبيه الإمام الحسين عليه السلام: (أولسنا على الحق؟ إذاً لا نبالي أوقعنا على الموت أو وقع الموت علينا) وهذا الموقف يمثل القيمة التربوية التي يحملها علي الأكبر عليه السلام ، وهو خير مثال للتمسك بالحق وتثبيته في نفوس الشباب فلا تغيرهم الأحوال ولا المواقف ، وأن الحق يمثل الإيمان والعفاف والأمانة والصدق والعدل والعلم والتنور الصحيح ، وهذا الحق لا يستقر إلا بالصبر والتحمل ، الصبر على الطاعة والصبر على ترك المعصية ، والصبر على تحقيق المبادئ والقيم.
وحث سماحته الطلاب على الجد والاجتهاد في الدراسة خصوصاً وهم مقبلون على الامتحانات النهائية ، وعليهم تحمل مشاق المسار التعليمي والمدارسة والمتابعة لتحقيق النتائج العليا ، فالحياة أيضاً تحتاج إلى صبر وكفاح على المستوى الأخروي بالتمسك بالإيمان وعلى المستوى الدنيوي بالصبر والصمود لتحقيق الأهداف والغايات الدنيوية ، ولا تنال السعادة والرفاهية والكمال إلا بالصبر ، ولا يمكن الحصول على الشهادات والمستويات العلمية إلا بالصبر والكفاح والنضال.
وفي الختام استخلص سماحته من السورة المباركة المنهج الكامل لتحقيق الحياة السعيدة للإنسان ، وحمايته وتحصينه من الوقوع في الخسران.
جديد الموقع
- 2025-12-30 (قصيدةُ نثرِكَ بلا لاءاتِ فنائِها)
- 2025-12-29 ارتفاع ملفت في وفيات النوبات القلبية خلال موسم الأعياد ورأس السنة
- 2025-12-29 ارتفاع ملفت في وفيات النوبات القلبية خلال موسم الأعياد ورأس السنة
- 2025-12-28 تكريم العبدرب الرضاء نظير جهوده 3 سنوات مشرفاً لخدمات المرضى للقطاع الشرقي التابع لتجمع الأحساء الصحي
- 2025-12-28 165 متبرعاً يختتمون حملة "عطاء الفضول" للتبرع بالدم
- 2025-12-28 بين الكتب والخبز
- 2025-12-28 (الرحلات الآمنة) بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 الجلطات الدماغية بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 إطلاق خدمة تصوير الرنين المغناطيسي للأجنة بمستشفى الولادة والأطفال ببريدة
- 2025-12-27 جمعة وفاء وتقدير في ضيافة جمعية البر مركز المطيرفي