2017/03/20 | 0 | 1364
سماحة العلامة السيد هاشم السلمان يحث على الاهتمام بتربية ورعاية الأبناء
وأشار سماحته إلى رعاية السيدة الزهراء عليها السلام لأبيها التي كانت تغدق عليه بالعطف والحنان وتقدم له فائق التقدير والإحسان ، وروي عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (إن فاطمة كانت تكنى أم أبيها) وهذه الكنية تعطينا درساً عملياً في حسن تعامل الوالدين مع أبنائهم وبناتهم ، فقد كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يحب الزهراء ويجلها ويقدرها ، وذكر المؤرخون أنه عندما تأتي يقوم إجلالاً لها ، فالنبي صلّى الله عليه وآله أعظم الخلائق طراً يعطي ابنته حقها الواقعي من التقدير والتكريم ، يستقبلها ويجلسها في مجلسه ، وكان صلّى الله عليه وآله يزورها في بيتها ، فعلى الآباء الاستفادة من هذا الخلق النبيل بالعطف على أبنائهم وبناتهم وزيارتهم في منازلهم خصوصاً البنات ، فإن زيارة الأب لهن يدخل عليهن السرور وتكون لهن المكانة في نظر الزوج بأن زوجته مكرمة من قبل والديها فيزيد في إكرامها.
وتابع سماحته وكان النبي صلّى الله عليه وآله يقوم بمساعد الزهراء عليها السلام ورعاية الحسنين عليهما السلام ، وهذا يبعث على شدة التعلق ، وكان النبي صلّى الله عليه وآله يعامل الزهراء معاملة الولد لأمه غاية التقدير والاحترام ، وهذا درس تطبيقياً في بيان حقوق الأبناء والاهتمام برعايتهم وحسن تربيتهم اقتداء بالنبي صلّى الله عليه وآله تطبيقاً لقوله تعالى: [لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ] {الأحزاب:21} والنبي صلّى الله عليه وآله يأمرنا بالاهتمام بالأسرة والأبناء (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
وأضاف سماحته بأن الأسرة عمادة المجتمع الصالح وبنيته الأساسية ، والأبناء والبنات زهرة الحياة وزينتها يجب الحفاظ عليهم ، فالأسرة هي المؤسسة الأولى التي يتلقى منها الرعاية والتربية ، ولها التأثير المباشر على شخصية الإنسان سلباً وإيجاباً ، والتربية الصالحة لها تأثير كبير على واقع الفرد والأسرة والمجتمع والوطن ، وأفضل ما يقدمه الآباء لأبنائهم التربية الحسنة الصالحة التي تكون سبباً لاتصال الخير للوالدين بعد وفاتهما ، وأفضل ما يسعى إليه الإنسان إنشاء الولد الصالح ، وأفضل ما يمنحه الأدب كما روي عن النبي صلّى الله عليه وآله: (ما نحل والد ولده من نحل أفضل من أدب حسن).
وأكد سماحته على رعاية الأبناء في جميع مراحل أعمارهم رضّعاً وصبياناً وشباباً ، والإسلام يهتم بهذا الجانب اهتماماً بالغاً ويؤكد على عدة توجيهات منها:
الأول: حسن اختيار الزوجة والزوج ، وهذا من أهم عوامل إعداد الأولاد الصالحين.
الثاني: اختيار الاسم الحسن للأبناء ، وخيرها أسماء العبودية لله والأنبياء والأولياء وأهل البيت عليهم السلام ، فإن للاسم تأثيراً على نفسية الطفل ، وبعض الأسماء توقع الأبناء في حرج اجتماعي أو ديني أو مذهبي ، فلابد من مراعاة ذلك.
الثالث: توفير الحاجات اللازمة للإنفاق.
الرابع: ترسيخ العقيدة الحقة في الأولاد خصوصاً محبة النبي وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم ، فقد روي عن النبي صلّى الله عليه وآله قال: (أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: على حب نبيكم وأهل بيته وقراءة القرآن) وتعليم الأبناء الفرائض الدينية اللازمة وأداء الحقوق والتدريب على الصلاة والصوم قبل مرحلة البلوغ ، فهناك مع الأسف بعض الآباء لا يبدئون مع أبنائهم إلا بعد مرحلة البلوغ فيكون لديهم صعوبة في التطبيق ، لابد من التبكير والتدريب على الحفاظ على الصلوات خصوصاً صلاة الصبح التي قد تكون عند بعض العوائل مهملة ، فهذه مسؤولية ينبغي الاهتمام بها.
الخامس: حمل الآباء للأبناء بالآداب الإسلامية والقيم الدينية ، بأن تغرس في نفوسهم الصدق وأداء الأمانة ورعاية حقوق الآخرين واحترام الناس خصوصاً الكبار ، فمن يكون في مجلس وابنه بجواره ويأتي رجل كبير من المفترض يطلب من الابن أن يتيح مكانه للكبير حتى يتعود على الأخلاق الفاضلة من احترام الكبير ومساعدة الآخرين وحب الخير للناس.
السادس: العدل بين الأولاد في أداء الحقوق والتسوية بينهم في العطاء والاحترام والتقدير ، ومتابعة شؤونهم وإبعادهم عن الأضرار والأخطار الدنيوية والأخروية وإبعادهم عما يسخط الله سبحانه وتعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا] {التَّحريم:6}.
واعتبر سماحته التربية من المهام الشاقة في هذا العصر ، باعتبار الانفتاح الالكتروني والتواصل والتقدم التكنولوجي أصبحت أدوات الفساد ووسائل الدمار موجودة في داخل البيوت ، وهذا بحاجة إلى مهارة لنهتم بمتابعة القضية التربوية داخل أسرنا ، فهناك أخطار كبيرة من الجرائم والسرقات والتحرشات والاعتداءات والادمان والمخدرات نتيجة الإهمال والفشل في التربية ، وكذلك السلوكيات الخاطئة والانحرافات السلوكية بسبب الخلل في التربية ، فلابد من التسلح بقوام التربية الصحيحة ، فالتربية تحتاج إلى فن ومهارة في التعامل مع الأبناء في جميع المراحل العمرية ، فينبغي القراءة والاطلاع ، أو الالتحاق ببعض الدورات المهمة خصوصاً فيما يتعلق بمرحلة المراهقين فهي أشد وأخطر المراحل قد تؤدي إلى انحراف وضلال فكري وسلوكي ونفسي ، فكما أن للوالدين حقاً على أبنائهم بالإحسان إليهم ، كذلك للأبناء حقوق على الآباء بأن يؤدوا الرعاية التامة الجسدية والنفسية والاجتماعية والفكرية.
وفي الختام قدم سماحته تعازيه لرحيل أحد أعضاء هيئة الجامع الحاج عبدالوهاب الجمعة رحمه الله ، ونيابة عن أعضاء هيئة الجامع لذوي الفقيد وأسرته وعائلته ، فقد كان مثالاً للمؤمن الصالح المثابر في خدمة بيوت الله سبحانه وتعالى والمتفاني في تعظيم شعائر أهل البيت عليهم السلام والاهتمام بزيارتهم وخدمة المؤمنين ، وهو مثالاً للخلق النبيل والتواضع والطيبة والمحبة ، سائلاً من الله تعالى أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جنته ويحشره مع محمد وآله الطاهرين.
جديد الموقع
- 2025-12-30 (قصيدةُ نثرِكَ بلا لاءاتِ فنائِها)
- 2025-12-29 ارتفاع ملفت في وفيات النوبات القلبية خلال موسم الأعياد ورأس السنة
- 2025-12-29 ارتفاع ملفت في وفيات النوبات القلبية خلال موسم الأعياد ورأس السنة
- 2025-12-28 تكريم العبدرب الرضاء نظير جهوده 3 سنوات مشرفاً لخدمات المرضى للقطاع الشرقي التابع لتجمع الأحساء الصحي
- 2025-12-28 165 متبرعاً يختتمون حملة "عطاء الفضول" للتبرع بالدم
- 2025-12-28 بين الكتب والخبز
- 2025-12-28 (الرحلات الآمنة) بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 الجلطات الدماغية بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 إطلاق خدمة تصوير الرنين المغناطيسي للأجنة بمستشفى الولادة والأطفال ببريدة
- 2025-12-27 جمعة وفاء وتقدير في ضيافة جمعية البر مركز المطيرفي