2017/02/07 | 0 | 2362
سماحة العلامة السيد هاشم السلمان يؤكد على ترويج الشخصية الزينبية في مجتمعاتنا النسوية
وافتتح سماحته بقوله تعالى [وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا] {الفرقان:74} مبيناً أن هذه الآية الكريمة تذكر ملامح الشخصية المهمة لعباد الرحمن ، وتصور ما يريد الله سبحانه وتعالى من عباده المؤمنين المخلصين بجميع نواحي وأبعاد شؤون حياتهم في الجوانب العقائدية والأخلاقية والسلوكية والأسرية والاجتماعية العامة والخاصة لتحقيق أعلى المستويات والمراتب.
وأشار سماحته بأن الآية الشريفة تتعلق بإنشاء الأسرة الصالحة وإيجاد العائلة المثالية الحسنة التي تمتثل الأخلاق والقيم والمبادئ الإسلامية العظيمة ، فإن المؤمن الصالح يتطلع بأن تكون أسرته على أحسن حال على المستوى الديني والدنيوي ، بأن يرى عائلته ملتزمة بطاعة الله سبحانه وتعالى ومتمسكة بالحق في القول والفعل ، وعلى أحسن حال من العيش والكماليات اللازمة في الحياة الدنيا من العلم والكرامة ، وأن يحظى المؤمن بزوجة صالحة تتوفر فيها الصفات المهمة كما ورد عن النبي صلّى الله عليه وآله (ما استفاد امرأ بعد الإسلام بفائدة أفضل من امرأة صالحة تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمرها وتحفظه في نفسها وماله إذا غاب عنها) ومن سعادة المرء أن يحظى بأولاد صالحين مثاليين مؤدبين ملتزمين بحسن الخلق والسلوك.
وأكد ساحته على بذل الجهد والعمل في إعداد وتنشئة الأسرة الصالحة ، فالآية المباركة تبين مدى الشوق والرغبة في نفوس المؤمنين المخلصين بصيغة الدعاء والابتهال ، وأن لا يكون الطموح مقتصر على النفس فحسب ، وإنما يجب السعي والجهد للآخرين الأقربين والأبعدين ليكونوا على نفس المستوى الذي يرغب المؤمن أن يكون عليه ، وأن التربية لا تقتصر على الدعاء وإن كان هذا مطلوب ويعد رافداً أساسياً في التوفيق ، وإنما تحتاج إلى عمل دقيق متوازن يقوم على المتابعة التربوية في جميع ما يحتاجه الفرد من الجهة الفكرية والسلوكية والتعليمية والصحية والجسدية ، ومما يؤسف له بأن البعض يبذل وسعه وجهده ليلاً ونهاراً بتوفير الحياة الآمنة المادية لأسرته ويهمل الجوانب التربوية لأبنائه وبناته وزوجته ، فتكون النتيجة التهاون الكبير في الالتزام الشرعي وعدم التقيد بالقيم والمبادئ والأخلاق الإسلامية.
ودعا سماحته إلى إصلاح النفس والسعي لتهذيبها قبل السعي لإصلاح الآخرين ، لا يمكن للإنسان أن يأمر زوجته بالأخلاق الفاضلة والالتزام الشرعي وهو يتعامل بأخلاق سيئة وغير ملتزم ، ولا يمكن أن يأمر أبنائه بالصدق والأمانة وهو يمارس الكذب والخيانة [أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ] {البقرة:44} ، فلابد للإنسان أن يسعى بأن يجعل نفسه قدوة صالحة لأهل الصلاح والطاعة [وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا] ولا يكون إلا بالالتزام والاستقامة الشخصية ، فالآية المباركة تعبر عن حال المؤمنين المخلصين.
واعتبر سماحته أئمة أهل البيت عليهم السلام من أظهر مصاديق هذه الآية المباركة ، ومن ترعرع وعاش في أحضانهم وتربى في بيوتهم ، ومن ذلك السيدة الجليلة زينب بنت أمير المؤمنين عليها أفضل الصلاة والسلام ، فهذه المرأة الصالحة والعظيمة العالمة والمحدثة المصونة والشريفة العفيفة ، وما شئت فعبر من الصفات الطاهرة لهذه المرأة العظيمة فليس بإدعاء ، لأن السيدة زينب سلام الله عليها حازت معالي مراتب الكمال والفكري والروحي والأخلاقي من خلال إحاطتها العلمية والمعرفية وبشدة حبها لله عز وجل وتعلقها بالله تعالى ليس بالفرائض والواجبات وإنما في المندوبات والمستحبات التي لم تقطع تراتيل إتصالها بالله عز وجل في أحلك الظروف التي مرت بها في أسحار الليالي المأساوية ، وهذا يدل على شدة روحانيتها عليها السلام ، وتجسيدها القيم والمبادئ التي ضرب بها أروع الصور في الصبر والصمود والعفة والصون الصدق والأمانة ، فهي بحق مظهر واضح للآية المباركة وأنها فعلاً أصبحت إماماً للمتقين للرجال والنساء ، فحري بالمؤمنين والمؤمنات الاقتداء بها والترويج لشخصيتها ودعوة النساء من الزوجات والبنات والأخوات باتباع السيدة زينب عليها السلام.
وشدد سماحته على أهمية الاقتداء بالسيدة زينب عليها السلام خصوصاً في هذا العصر الذي كثرت فيه الوسائل الهدامة والوسائل النافذة في تغيير الهوية الإسلامية والإيمانية ، فإن المجتمع الحالي خصوصاً في واقع النساء يوجد انحدار نسبي ، ويوجد انحسار نسبي في واقع العفاف والعفة ، خصوصاً في المجتمع الأحسائي المعروف بالتزامه الشديد وحرصه العظيم في واقع الحجاب والصون والعفاف ، ومع الأسف الشديد بدأت تظهر بعض المظاهر التي تدل على التهاون في مجال الستر وتساهل في الحجاب الواجب أو إبداء الزينة بالمساحيق والملابس الضيقة والروائح المثيرة والاحتكاك بالأجانب والحديث المفتوح معهم – لا نقول بحرمة الحديث مع الأجنبي مطلقاً فمقتضى الحياة تحتاج إلى مشاركة المرأة في الكثير من الميادين – ولكن نقصد بالمحادثات المريبة التي تؤدي إلى الوقوع في الحرام فضلاً عن المعاكسات وما يدور في واقع التواصل الاجتماعي فهذا أمر يطول الحديث فيه ، فقد أصبح التواصل الاجتماعي وسيلة لتبادل المحرمات من الصور والرسائل المثيرة.
وحذر سماحته من مظاهر الفساد في المجتمع النسائي ، بسبب التساهل في العفة ومن ترويج القدوات الغير صالحة من الفنانات وغيرهن ، وعلينا الوقوف أمام هذه الظواهر وعدم توسعها ، والعمل على تقديم القدوة الصالحة وترويج الأنموذج الصحيح والسليم المملوء بالصلاح والكمال ، ومن ذلك شخصية السيدة زينب عليها أفضل الصلاة والسلام ، فعلى النساء الاطلاع على سيرتها ومسيرتها وسلوكها وأخلاقها ومواقفها وحجابها وعفتها ، لتحظى المرأة المؤمنة على وسام (الزينبية) باتباعها واقتدائها لمنهج السيدة زينب عليها أفضل الصلاة والسلام.
جديد الموقع
- 2025-12-30 (قصيدةُ نثرِكَ بلا لاءاتِ فنائِها)
- 2025-12-29 ارتفاع ملفت في وفيات النوبات القلبية خلال موسم الأعياد ورأس السنة
- 2025-12-29 ارتفاع ملفت في وفيات النوبات القلبية خلال موسم الأعياد ورأس السنة
- 2025-12-28 تكريم العبدرب الرضاء نظير جهوده 3 سنوات مشرفاً لخدمات المرضى للقطاع الشرقي التابع لتجمع الأحساء الصحي
- 2025-12-28 165 متبرعاً يختتمون حملة "عطاء الفضول" للتبرع بالدم
- 2025-12-28 بين الكتب والخبز
- 2025-12-28 (الرحلات الآمنة) بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 الجلطات الدماغية بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 إطلاق خدمة تصوير الرنين المغناطيسي للأجنة بمستشفى الولادة والأطفال ببريدة
- 2025-12-27 جمعة وفاء وتقدير في ضيافة جمعية البر مركز المطيرفي