2016/05/26 | 0 | 1790
سماحة العلامة السيد هاشم السلمان: الفيوضات المباركة في شهر شعبان
وأشار سماحته بأن الآية المباركة تتضمن ثلاث بشارات للمؤمنين:
الأولى: أن القيادة المركزية والحكومة الشاملة في كل البلدان ولكل المجتمعات تكون بيد المؤمنين.
الثانية: أن الدين الإسلامي والقانون الإلهي هو الدستور العام في كل العالم لجميع الشعوب.
الثالثة: الاستقرار في الأرض والأمن والأمان في كل مكان والاطمئنان بممارسة العبادات والطقوس الدينية بلا خوف ولا اضطراب.
وتابع سماحته عندما قرأ الإمام علي بن الحسين عليه السلام هذه الآية قال: (هم والله شيعتنا يفعل الله ذلك لهم على يدي رجل منا وهو مهدي هذه الأمة) وهذه بشارة تبين أن هذا الوعد الإلهي سيتحقق على يد أهل البيت عليهم السلام بقيادة مولانا الإمام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف ، وأن الشيعة سيدركون هذا التحول وسيوافون الوعد الإلهي.
ونوه سماحته بالفيوضات المباركة والمناسبات الشريفة في شهر شعبان ومن أعظمها ميلاد محيي الشريعة ومبيد الظلم والجور وباسط العدل والقسط الإمام الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف في ليلة النصف من شهر شعبان المبارك ، وهي مناسبة دينية معتبرة في الكتب الخاصة والعامة ، فهي من الليالي العظيمة التي كان يحييها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ، وورد عن الإمام الباقر عليه السلام: (هي أفضل الليالي بعد ليلة القدر ، فيها منح الله العباد فضله ويغفر لهم بمنه فاجتهدوا في القربى إلى الله تعالى فيها فإنها ليلة آلى الله عز وجل على نفسه أن لا يرد سائلاً فيها مالم يسأل الله المعصية) فمن أجل الحصول على الفيوضات الإلهية والعفو والمغفرة لابد من الاجتهاد في هذه الليلة بالعمل ، فعلى المؤمنين اغتنام هذه الفرصة الثمينة بالتفرغ للعبادة والطاعة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى من الصلوات والدعاء والمناجاة والصدقات وإقامة مراسيم هذه الليلة في الجوامع والمساجد لإحياء هذه الليلة العظيمة.
وأوضح سماحته بأن أعمال ليلة النصف من شعبان زمانية مرتبطة بثبوت الشهر الشرعي ، وثبوت رؤية الهلال من المسائل الخلافية الفقهية كسائر المسائل في الأبواب الأخرى ، وهذا الخلاف نتيجة ما يتوصل إليه الفقيه بينه وبين الله سبحانه وتعالى من الاستفادة من الافادات والنصوص الدينية ، ولهذا تتعدد الآراء بين الفقهاء في أبواب الصلاة والصوم والحج والخمس ، ومنها ثبوت الهلال.
وتطرق سماحته إلى نظريات الفقهاء في ثبوت الهلال الشرعي ، فمنها أن الهلال لا يثبت إلا برؤيته بالعين المجردة فلا يكفي بالمقربات ، ومنها رؤية الهلال في المنطقة التي فيها المكلف ، تثبت الرؤية في البلد الذي رؤي فيه الهلال ولا يثبت للبلدان الأخرى ، ومنها من لا يشترط بالعين المجردة ويمكن بالعين المسلحة مثل التلسكوب وغيره ، فالاختلاف واقع باعتبار الرؤية بالعين المجردة أو المسلحة ، وبأن تكون الرؤية في نفس البلد أو من البلدان القريبة ، أو مع البلدان التي تشترك معها في جزء من الليل.
وقال سماحته أن كل مقلد يعمل طبق فتوى مرجعه ، فإن كان يرجع لمن يرى بالعين المجردة والمكان مثل السيستاني والإمام الخميني لابد أن يثبت بهذه الطريقة ، وإن كان يرى كفاية العين المسلحة كما عند السيد الخامنئي يكفي بالعين المسلحة ، ومن يرى كفاية ثبوته في منطقة أخرى كالسيد الخوئي وجملة من الفقهاء يعمل بهذا الرأي ، وهذا التشخيص يعود للمكلف وشهادة العلماء هي مقربة وتوضيح لهذه المباني.
وأشار سماحته بأن الاختلاف في هذا الشهر لم تكن الرؤية تامة ، هناك دعاوى للرؤية ولكن لم تتم بالعين المجردة في المنطقة ، وثبتت الرؤية بالمسلحة في إيران فمن يرجع لمن يقول بالعين المسلحة يكون دخول الشهر ليلة الأحد ، وتوالت ادعاءات برؤية الهلال في مناطق أفريقيا وغيرها من عدة مؤمنين يفيد الاطمئنان ، فمن يرجع للسيد الخوئي بكفاية الرؤية في أي منطقة نشترك معها في جزء من الليل يعتبر الشهر من ليلة الأحد ، ومن يرجع للسيد السيستاني أو باقي على السيد الخميني وبعض الفقهاء الذين يشترطون الرؤية في المنطقة بالعين المجردة لا يثبت دخول الشهر ليلة الأحد وعليهم إتمام العدة ويكون أول الشهر يوم الاثنين ، فهذا نتيجة بيان الحكم الشرعي وكل يعمل على طبق مبناه الفقهي ، ولأهمية فضيلة ليلة النصف من شعبان لا يمنع الجمع بتكرار الأعمال في ليلتين حتى لا يفوت فيها الفضل فهي ليلة عبادة ودعاء وتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
ومن جهة أخرى أكد سماحته على تكليف المؤمنين تجاه الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف وما على المؤمنين القيام به في غيبة الإمام الحجة عليه السلام ، فإن من عناصر انتظار الإمام المهدي استحضار الإمام سلام الله عليه في النفس والوجدان والتهيئة النفسية لنصرة الإمام المهدي عليه السلام ، ورد عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (ألا أخبركم بما لا يقبل الله عز وجل من العباد عملاً إلا به؟ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله والإقرار بما أمر الله به والولاية لنا والبراءة من أعدائنا - يعني الأئمة خاصة - والتسليم لهم والورع والاجتهاد والطمأنينة والانتظار للقائم المهدي) ثم قال: (إن لنا دولة يجئ الله بها إذا شاء) ثم قال: (من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه ، فجدوا وانتظروا ، هنيئا لكم أيتها العصابة المرحومة) فعلينا أن نجد ونجتهد بالورع وأن ننتظر الفرج على يد منقذ البشرية الإمام الحجة بن الحسن المهدي عجل الله فرجه الشريف.
جديد الموقع
- 2025-12-30 الحسن رئيسًا لملتقى شعراء الأحساء والعطية نائبا
- 2025-12-30 مبنى العين المسلحة تحت «التلسكوب».. نقض علمي
- 2025-12-30 (قصيدةُ نثرِكَ بلا لاءاتِ فنائِها)
- 2025-12-29 ارتفاع ملفت في وفيات النوبات القلبية خلال موسم الأعياد ورأس السنة
- 2025-12-29 ارتفاع ملفت في وفيات النوبات القلبية خلال موسم الأعياد ورأس السنة
- 2025-12-28 تكريم العبدرب الرضاء نظير جهوده 3 سنوات مشرفاً لخدمات المرضى للقطاع الشرقي التابع لتجمع الأحساء الصحي
- 2025-12-28 165 متبرعاً يختتمون حملة "عطاء الفضول" للتبرع بالدم
- 2025-12-28 بين الكتب والخبز
- 2025-12-28 (الرحلات الآمنة) بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 الجلطات الدماغية بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء