الدكتور العباد: التمسك بالله والثقه باالنفس هما الحضن الحقيقي ضد الامراض النفسية

أكد الدكتور جعفر بن صادق العباد استشاري الطب النفسي بمستشفى الصحة النفسية بالأحساء أن مصطلح "مجنون" ليس موجوداً عند الأطباء، ذلك لأن الحالات النفسية تختلف بأشكالها وأنواعها وبعض ينتهي بانتهاء مسبباته ومؤثراته الداخلية والخارجية، وأشار خلال محاضرته في منتدى بوخمسين الثقافي في مدينة المبرز، مساء أول أمس، بعنوان " الآثار النفسية لضغوط الحياة"، إلى أن مراجعة العيادات النفسية ليس عيباً، فغضوط الحياة بمختلف أنواعها وقابلية بعض الأشخاص الوراثية تجعلهم يتعرضون لمواقف نفسية في الغالب يمكن علاجها ما لم تتطور وتتأصل.

وعرف الدكتور جعفر الضغط النفسي بأنه حالة خاصة تحدث للأشخاص عندما يواجهون أحداثاً يتصورون أنها تهدد استقرارهم النفسي والجسمي، أو يعتقدون أنهم عاجزون عن التعامل مع هذه الأحداث، وهناك مكونات للضغط أهمها الحدث الذي يتصور أنه يسبب تهديدا للاستقرار، أو  ردة فعل الشخص حيال هذا الحدث، ومن مصادر الضغط  الضغوط الحادة والمفاجئة، والكوارث الطبيعية، والخسائر المالية الكبيرة الغير متوقعة.

واعتبر الدكتور جعفر أن بعض المتغيرات الكبيرة في الحياة تؤدي إلى الضغط أحياناً ومنها الزواج إذا نظر له الشخص أنه غير قادر على تحمل المسؤولية، أو تغير بيئة العمل أو مكانه، إضافة إلى التوترات اليومية مثل المضايقات الهاتفية، عدم وضع الأشياء في مكانها، إزعاج الأطفال، طلبات الزوجة، الانتقادات، كثرة المسؤوليات، عدم وجود الوقت الكافي للأسرة.

وقال الدكتور إن هناك عوامل تؤثر في طريقة التعامل مع الضغوط ونتائجها ومنها التقييم الشخصي للموقف، ومقدار الثقة بالنفس، ومهارات التكيف والتأقلم لدى الشخص، وتوقع الموقف ونتائجه، والشعور بإمكانية السيطرة على الموقف، والدعم والمساندة الاجتماعية، موضحاً أن الشخصية المتمتعة بالصحة النفسية تتميز بخصائص هامة تنعكس على الشخص ومنها التوافق من الرضا والتوازن بين الفرد وبيئته، والشعور بالسعادة مع النفس والأخرين، ويتقبل نفسه ويتقبل الأخرين وما حوله، وتحقيق الذات والثقة بنفسه واستقلال القدرات والإمكانيات التي يمتلكها، والقدرة على مواجهه مطالب الحياة، والسلوك العادي غير الشاذ في المجتمع، وحسن الخلق، والعيش في سلامة وسلام وطمأنينة.

وأشار  الدكتور العباد إلى بعض الأعراض النفسية التي يشكو منها الفرد من معاناة نفسية مثل التفكير, القلق, التوتر, الضيق, الحزن, قلة النوم, ضعف الشهية، وهناك علامات تظهر على الفرد يمكن ملاحظتها بواسطة الأخرين وخاصة الطبيب النفسي مثل سرعة الانفعال, الهياج, اكتئاب, هلاوس وغيرها، وهناك عوامل تلعب دوراً في نشأة وتطور المرض النفسي ومنها :وراثية، وبيولوجية عضوية، تربوية وتتعلق بالتنشئة، والعوامل الشخصية، وضغوط الحياة، وقال الدكتور إن الصدمة النفسية عادة ما تحدث عند الضغط الحاد والمفاجئ، وتستمر عادة لفترة قصيرة جداً، ويصحبها عدم القدرة على التركيز وترتيب الأفكار، وعدم القدرة على الاستفادة من الحقائق النظرية المعروفة سابقاً، إضافة إلى التنمل – عدم الاتصال بالواقع- جمود الأحاسيس، وتدني الإدراك بالمكان والزمان والأشخاص، والشعور بتغير الأشخاص والبيئة، فقدان الذاكرة