2025/09/07 | 0 | 554
أبي عبر السنين
أصبحت الأيام والسنوات تنطوي وتمر كالسحاب , وأصبحنا في أعمار أبائنا حين فارقناهم , لم ننسهم رغم رحيلهم عنا , نراهم بين الحين والأخر , ونتذكر كيف كانوا يتحملون تصرفاتنا وسلوكنا وكيف سعوا إلى توفير ما أمكنهم لإسعادنا وتربيتنا تربية صالحة , فهل كنا كما كانوا ؟
أبي يا من نظرتُ اليك فوجدتك بين المصلين ترفع صوتك بالأذان منادياً ( الله أكبر ) .
يا من أقبلتُ عليك , فرأيتك في خلوتك تصلي صلاة الليل وتقرأ القرآن وتدعوا لنا بأكفٍ مرفوعة بالتوفيق والنجاح والهداية .
أبي يا نهراً هادئاً كان يجري بنا ولا نحس فنستضيء به , أبي ذلك الرجل البسيط المتواضع الذي أحبه الصغير قبل الكبير , "أحمد حمود" ( أبو مصطفى ) هذا الاسم الذي لصق بأبي وعُرف به , ولا زال يتذكره البعض ولم ينسه , أبي صاحب الابتسامة وقلة الكلمة المترنم بالدعاء وأبيات أهل البيت ( ع ) بينه وبين نفسه. يا سيدي أنت في نعمة كبيرة من الله غزّ وجل ما دام والدك معك وتعيش تحت ظلّه وبركته , فالإنسان لا يحسّ بقيمة هذه النعمة إلا حين يفقدها . فبمجرد فقدان الأب تتغير موازين الحياة , وكأن عمود الخيمة انكسر فتحطمت وسقطت , ونلاحظ الكثير من العائلات تشتت وتفرقت بمجرد فقدان الأب , وكأنها أصبحت لا تنتمي إلا إلى مكان يأويها للنوم , فالأب هو اليد التي تعمل بصمت بلا كلل ولا ملل , وتنفق بصمت , وتدمع عيونه حين يشعر بالتقصير أو قلة الحيلة وأيضاً بصمت .
فنحن الأباء مسؤولون أمام الله عز وجل في تربية أبنائنا تربية صالحة , تربية على طاعة الله عزّ وجل , تربية على المحبة والاحترام , تربية على البر والتقوى .
وأحببت أن أتطرق إلى نقطة صغيرة في صدد هذا الموضوع والتي يعاني منها الكثير من الناس وخاصة في الأونة الأخيرة . وهي رسالة إليك أنت أيها الأب العزيز , وخاصة في الظروف الراهنة , وما يجري على المجتمع من ظروف تتعلق بالتغيرات في الوظائف , أو تسريح بعض الموظفين وانقطاعهم عن العمل بسبب التطورات الجديدة الملحوظة , و صعوبة المعيشة و ارتفاع الأسعار و غيرها ,,,
وهذا الانقطاع عن العمل قطعاً له جانب سلبي جداً في حياة الإنسان ويسبب خلل في الحياة المعيشية وتغيير في الحياة المستقبلية التي يرسمها البعض لمستقبل عائلته .
فهل تجلس أنت أيها الأب العاطل عن العمل أم تثابر وتجاهد لطلب لقمة العيش الحلال التي تحفظ بها كرامة وجهك وتتكفل بإعالة عائلتك ؟ , فأنت المسؤول , فطالما أن الله عز وجل من عليك بالصحة والعافية والقوة والمقدرة على العمل فلا تنتظر وتجلس مكبل اليدين وتعتمد على غيرك . كالذين يعتمدون تمام الاعتماد على زوجاتهم , ولهذا الموضوع معالجة أخرى ليس محلها هذا المقال .
أما رسالتي لأبنائي الشباب , فهي الرفق والرحمة بالآباء والأمهات فهم بركة البيت وهم الظل الذي يظلل عليكم وتستفيؤا تحت ظله في أسوأ الظروف . فلا تكلفوهم فوق طاقتهم فترهقوهم .
قال تعالى : ﴿ ۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ [ الإسراء: 23]
وقفة تأمل :
أبي وأمي , إن الله عز وجل أمر ببركم , فأنتم طريق من طرق الوصول للجنه . فإن كانوا كذلك . أفلا يستحقون منا الاحسان والطاعة والاحترام , والبر والتقوى قبل فوات الأوان .
اللهم اغفر لي ولوالدي كما ربياني صغيرا واجزهما بالإحسان إحسانا وبالسيئات عفواً وغفرانا . يا أرحم الراحمين .
وصلى الله على سيدنا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
جديد الموقع
- 2025-12-28 تكريم العبدرب الرضاء نظير جهوده 3 سنوات مشرفاً لخدمات المرضى للقطاع الشرقي التابع لتجمع الأحساء الصحي
- 2025-12-28 165 متبرعاً يختتمون حملة "عطاء الفضول" للتبرع بالدم
- 2025-12-28 بين الكتب والخبز
- 2025-12-28 (الرحلات الآمنة) بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 الجلطات الدماغية بمستشفى الملك عبدالعزيز بالأحساء
- 2025-12-28 إطلاق خدمة تصوير الرنين المغناطيسي للأجنة بمستشفى الولادة والأطفال ببريدة
- 2025-12-27 جمعة وفاء وتقدير في ضيافة جمعية البر مركز المطيرفي
- 2025-12-27 العالم الرقمي و خصوصيتنا
- 2025-12-27 المهندس "المطر" يدشّن حملة التبرع بالدم في مركز صحي الفضول والختام اليوم السبت
- 2025-12-27 د.نسيبة أحمد أخصائية الجلدية بمستشفيات الحمادي: ضرورة شرب الماء الكافي وتناول الأطعمة الصحية واستخدام أجهزة الترطيب في الشتاء