2021/05/02 | 0 | 2241
مرارة الفقد في رسالة أحسائيّة
مقدّمة :
كان للمرحوم آية الله السيّد محمد باقر الشّخص مكانة علمية و ثقافية و اجتماعية كبيرة في النجّف الأشرف ، و كان فقده مؤثّرا على أصدقائه و تلاميذه الذين كان لهم امتداد عريض و مؤّثر و هذه الرّسالة رسالة ردّ و شكر على تعزية .
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطيب عدد 24
محمد حسن الشخص التاريخ ...
تلفون المسكن 144 برقيّا (الشّخص)
777
سماحة حجة الإسلام و المسلمين سيّدنا السّيد محمد السيّد حسين العلي المحترم دام بقاه .
بعد اهداء التّحيّة و السؤال عن أحوالكم و الدّعاء لكم بطول البقاء و بعد :
استلمت رسالتكم الكريمة المؤرّخة في 24 / 9 / 1381هـ و كانت خير رسالة مسلّية و مخفّفة عن هذه الصدّمة التي تلقّيتها في حياتي فأحدثت في جرحا لا أظّن انّه يندمل ، فإنّ وفاة فقيدنا الغالي الحجّة رضوان الله عليه كانت خسارة و حقا خسارة لا تعوّض ، خلقه كان مثال التّقوى و الشّرف و مثال الإيمان و الورع و أستطيع أن أقول و أنتم أعرف النّاس بفضله وعلمه و قد خالطّموه وعاشرتموه مدّة من الزّمن فرأيتم ذلك المثال الملائكيّ ، فلقد كان بعيدا كلّ البعد عن عالم الزّعامة و الرّئاسة منزويا ًبعيداً عن هذا العالم ، و لقد اهتزّ العالم الإسلاميّ عامة والعراق خاصّة ،و أقيمت لرحيله عشرات الفواتح و عُطّلت الأسواق و خرجت المواكب خلف نعشه و نعته الإذاعة العراقيّة ، و الصّحف في بغداد و أقيمت له حفلة كبرى في جامع الهندي يوم الأربعين ، و كانت يوما مشهوداً إذ غصّ الجامع على سعته و، أبّنه الشّعراء و بالطّبع هذه الأمور من باب التّسلية ، و لكنّ أنّ فقدانه أحدث فراغاً في صفوف العلماء العاملين ، و أوجد رنّة أسى و أسف بهذه الفاجعة الفادحة .
اللّهم إنّه هاجر إليك في دنياه نازحا عن أهله و عن وطنه فكن أهله و وطنه في هجرته هذه إليك .
اللّهم إنّه انقطع إليك في دنياه فصله في آخرته ، اللّهم ارحمه و ارحمنا به و أنت أهل التّقوى و أهل المغفرة ، (( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله و إنّا إليه راجعون )) سلّمنا له أمره ، و رضينا بحكمه ، و لنا برسول الله صلّى الله عليه و آله أسوة حسنة و لروح الفقيد الغالي الفاتحة و السّلام .
الخطيب
( توقيع )
المرسل :
هو الخطيب الكبير المرحوم السّيد محمد حسن بن السيّد أحمد بن السيّد علي الموسوي الشخص .
ولد رحمه الله في النّجف الأشرف عام 1336هـ ، و توفي والده و هو ذو أربع سنين فرعاه عمّه العالم الجليل و أستاذ الحوزة الكبير آية الله السيّد محمد باقر الشخص و نشأ في أجواء مفعمّة بالعلم و الأدب ، و وجد ميلا لممارسة الخطابة فتدّرج بالتدرّب عند المشاهير من خطباء العراق وقتها كالمرحوم الخطيب الشيخ محمد الكاشي و الشيخ محمد حسين الفيخراني ( ت 1354هـ ) ، و السيّد صالح الحلّي ( ت 1359هـ ) و الشيخ محمد حسن دكسن ( ت 1368هـ ) .
فتوثّقت مهاراته المنبرية و تأصّلت فاستقلّ بالخطابة و وجد طريقه لأشهر المنابر فمارس الخطابة في الكثير من المدن العراقيةّ ، و مدن الخليج كالكويت و البحرين و قطر و عمان
و أتذكّره جيّدا فقد كان رحمه الله يمتاز بلغة ثريه و خزانة أدبيّة شعرية ثريّة من الشّعر الفصيح ، و نبرة واثقة يساندها صوته الاجشّ فيصعب على مستمعه أن يشرد أثناء خطاباته ، كما أنّ سرده للقصص جاذب و مشوّق ، إضافة لخلطه الفصحى بالعامّة بطريقة مبتكره تجعل الكبير و الصغير و المثقّف و الأميّ ينشدّون لخطابته على حدّ سواء و يجدون فيها الفائدة .
امّا في مشاهد الطفّ فهو يمسرح الفاجعة ، فيمشي بين الجمهور و يستخدم لغة جسده ببراعة متناهية .
و في الجانب الآخر كان ذو حسّ فكاهي بارع يكاد ينسج الضحكة و يبرع في حبكها ، بل يوظّف أي حدث أمامه سواء في خطابته أو في جلساته و قد لمت ذلك منه مذ طفولتي حيث كان يقرأ في الحسينية الجعفرية في الفريج الشمالي و في مجلس العمّ الحاج عبدالمحسن الفضل المحمد صالح ( ت رحمه الله في ازقيجان .
و جانب آخر يعتبر أديبا جريئا خاض غمار المشاركات الوطنيّة و اتصّل بالملوك داخل الوطن و خارجه .
و توفي رحمه الله في المدينة المنوّرة في 13 من ربيع الأوّل عام 1408هـ و دفن في البقيع .
و خلّف عددا من المؤلفات هي ( * ذكرى السيد ناصر الأحسائي ، ذكرى السيد ماجد العوّامي ، مراثي الإمام الحسين ، وقائع الأيام - مخطوط - زبدة الصّحائف في العقل و العلم و مكارم الأخلاق و المعرفة ( مجلدان ) ، الدرر الجمّة في معرفة الأئمّة ، توضيح المعالي في تفسير البلاغ العالي ، الدرر السنّيّة في السيرة الحسينيّة )
و قد ترجم له و أشير له في عدة معاجم منها أعلام الخطابة الحسينيّة في الأحساء ، و معجم الخطباء ، معجم المؤلّفين العراقيين ، و مستدرك أعلام الشيعة ، و أعلام هجر .
المرسل إليه :
هو العلامة آية الله السيّد محمد بن السيّد حسين بن السيد محمد العلي السّلمان من مواليد المبرّز عام 1320هـ ، و نشا في كنف والده العالم الجليل قاضي الأحساء في حينه فشمله برعايته و دفعه للانتظام في الدروس الحوزويّة فأخذ شطرا منها على أعلام أسرته ثم هاجر إلى النجّف الأشرف و انتظم في دروس كبار علمائها كالميرزا محمد حسين النائيني ( ت 1355هـ ) و السيّد أبو الحسن الأصفهاني ( ت 1365هـ ) و الشيخ محمد رضا آل ياسين ( ت 1370 هـ ) الذي أجازه بالاجتهاد .
و عندما عاد للأحساء لازم والده القاضي و عند وفاة والده عام 1369هـ خلفه في منصب القضاء حتى وفاته عام 1388هـ .
و يذكر له أهالي الأحساء سيرة عطرة في التقوى و الورع و رعاية المحتاجين و قضاء حوائج الناس .
الرّسالة :
هي رد على رسالة تعزيه بعثها السيّد القاضي في رحيل السيدّ باقر الشخص ، و فيها تصوير لمظاهر العزاء الشعبيّة و الرّسميّة و التي أعقبت ارتحال السيّد الشخص الذي كان يمتلك مكانة ساميّة داخل الحوزة العلمية فقد كان أحد كبار اساتذتها و مرّ بين يدي درسه الكثير من كبار العلماء الذين كان لهم تأثير كبير في الأرشاد الديني و الاجتماعي و الفكري في أقطارهم نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر( ت 1400هـ ) ، الشيخ محمد جواد مغنية ( 1400هـ) ، الدكتور عبدالرزاق محي الدين ( ت 1403هـ ) ، الشيخ جواد بو خمسين ( ت 1389هـ ) ، الشيخ باقر بو خمسين ( 1413هـ ) ، الشيخ باقر شريف القرشي ( 1433هـ ) ، الشيخ الشهيد محمد تقي الجواهري ( ت 1400هـ ) ، الشيخ فرج آل عمران ( ت 1398هـ ) ، الشيخ كاظم الشيخ عمران السليم ( ت 1400هـ ) ، السيد جواد الوداعي ( ت 1437هـ ) ، الأديب عبدالله الجشي ( 1429هـ ) ، السيد أحمد الطاهر السلمان (ت 1417هـ ) ، الشيخ عبدالحميد الخطي ( ت 1421هـ) ، الشيخ محمد علي العمري ( ت 1432هـ ) و غيرهم العشرات ممن تتلمذوا على يديه طوال عدّ’ عقود طواها في الحوزة العلمية في النجف الأشرف و لعلّ من أبرز الجهود التي اضطلع بها السيّد الشخص هو نشاطه في جماعة العلماء و التي تصدّت لعرض الفكر الإسلامي و تصدّت للفكر اليساري الذي كان بدأ يغزو الأوساط الشابة المثقّفة فبدأت بإصدار مجلّة ناطقة باسمها ( مجلّة الأضواء ) و نشطت في إصدار النّشرات وإقامة المهرجانات الدّينيّة لتكون نافذة لصوتها للجمهور، ومن أقطاب هذه الجماعة الشيخ مرتضى آل يس ( ت 1398هـ ) ـ و السيد محمد تقي بحر العلوم ( ت 1393هـ ) ، و السيد موسى بحر العلوم ( ت 1396هـ ) و الشيخ محمد رضا المظفر ( ت 1383هـ ) و الشيخ خضر الدجيلي ( ت 1383هـ ) و السيد إسماعيل الصّدر( 1388هـ ) و السيد محمد جمال الهاشمي ( ت 1397هـ ) و حظيت بدعم المراجع في النجف الأشرف .
وفاته توفي رحمه الله يوم الأربعاء 8 من رمضان عام 1381هـ بعد معاناة من المرض .
جديد الموقع
- 2024-04-19 البدر توقع كتابها سُمُّكِ ترياقي
- 2024-04-19 مكتبات من بشر
- 2024-04-19 المدة والملكية والترجمة وسائل لاستغلال مؤلفي الكتب
- 2024-04-19 أفراح البخيتان بالمطيرفي تهانينا
- 2024-04-18 مكتبات ليست للقراءة فقط
- 2024-04-18 الخميس: رغبتنا صعود لدوري الكبار
- 2024-04-18 "ختام ملتقى موعود مع انطلوجيا القصة القصيرة السعودية"
- 2024-04-18 بر الفيصلية يقيم حفل معايدة لمنسوبيه .
- 2024-04-18 مختارات من الرسائل
- 2024-04-18 الأمير سعود بن طلال يرعى توقيع عقد إنشاء بوابة الأحساء