2021/02/09 | 0 | 3199
[ الزهراء القدوة )
يوم الجمعة ٢٢ جمادى الآخرة ١٤٤٢ هـ
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين خير الخلائق أجمعين من بُعث رحمة للعالمين محمد وآله الطيبين الطاهرين ، واللعنة الدائمة والعذاب الأليم على أعدائهم ومنكري فضائلهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين .
قالت سيدتنا ومولاتنا فاطمة ( عليها السلام ) : [ أيها الناس اعلموا أني فاطمة وأبي محمد، ... لا أقول ما أقول غلطا، ولا أفعل ما أفعل شططا]
نهنئكم بولادة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء ( سلام الله عليها )
هناك عدة عناوين للزهراء ( سلام الله عليها ) :
أ - الحجة :
يقول الإمام الحسن العسكر ( عليه السلام ) : نحن حجج الله على خلقه ، وجدتنا فاطمة حجة الله علينا .
ب - باب الله :
هي باب من أبواب الله سبحانه وتعالى نتوسل بها إلى الله : ( اللهم إني أسألك بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها) .
ت - الشفيعة :
ورد في مضمون الخبر أنها في يوم القيامة تلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء وتدخلهم الجنة ، اللهم اجعلنا من شفعائها يوم القيامة .
ث - القدوة :
- هي قدوة للنساء والرجال .
- الزهراء ( عليها السلام ) قدرة كبنت ، وأم ، وزوجة ، وقدوة في الدفاع عن القيم والدين، وقدوة في الوقوف مع إمام زمانها في نصرة الحق .
- هناك كتب ألفت في التربية والسلوك والحال عندنا نماذج تحمل القيم والمبادىء كبيت الزهراء ( عليها السلام ) في العلاقات الأسرية والزوجية ، ينبغي علينا أن نحتذي بها .
السؤال الذي يطرح نفسه ، لماذا غابت عنا شخصية الزهراء ( عليها السلام ) في حياتنا ؟!
يرجع ذلك لعدة عوامل وأسباب ، ومنها :
١ التأثر بالشخصيات المشهورة على وسائل التواصل الاجتماعي بحيث نلبس كما يلبسون ونفعل كما يفعلون ...وهذ جعلنا أن نبتعد القدوات الصالحة كالسيدة الزهراء .
٢- وجود خلل في طريقة عرض الشخصية الفاطمية :
وذلك بأن نركز على البعد الغيبي فقط من حياة الزهراء ، وهذا التركيز على هذا الجانب الغيبي من كرمات ، ومقامات نورانية يجعلنا نصاب بالإحباط ، ونقول كيف نصل لتلك المقامات ، ولكن عندما يتم التركيز وبشكل متوازن على :
أ - الجانب الغيبي : من كرامات وفضائل ومقامات نورانية ...
ب - والجانب البشري - الإنساني - :
وهذا يفتح أمامنا طريق بإمكان الإقتداء بهم ( عليهم السلام ) والدليل على ذلك .
يقول تبارك وتعالى : { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَ}
فهنا التركيز على الجانبين في شخصية رسول الله الجانب البشري
{بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ }.
وأيضاً الجانب الغيبي { يُوحَىٰ إِلَيَّ }
وكذلك السيدة الزهراء ( عليها السلام ) تحمل الجانبين كما ورد بأنها ( حوراء إنسية )
حوراء : إشارة إلى الجنب الملكوتي الغيبي .
إنسية : إشارة إلى الجانب البشري .
فحتى نقتدي بالزهراء ( عليها السلام ) علينا أن نُحلق بكلا الجناحين الغيبي والبشري .
فنطرح السؤال والجواب ،
هل يمكن الإقتداء بالزهراء ( عليها السلام ) ؟
الجواب : نعم ، بما أن الله أمرنا أن نقتدي بالانبياء والأوصياء ؛ فمعنى ذلك أنه يمكن أن نقتدي بهم ونصعد في مراتب الكمال ، وإلا إذا لا يمكن أن نقتدي بهم فمحال أن الله يأمرنا بما لا نقدر عليه ؛ لأن ذلك قبيح والله منزه عن فعل القبيح ، قال تعال : { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }
فعندما جعل الله النبي ( صلى الله عليه وآله ) قدوة وأسوة فمعناه أننا نستطيع أن نرتقي إلى سلم الكمال الإنساني ، عندما نقتدي بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) ،
وكذلك أيضاً يمكن الإقتداء بِبَضْعَته فاطمة ( عليها السلام ).
٣ - الخلل الثالث :
هو أن نسرد الأخبار والوقائع التاريخية من دون أن نحلل تلك الوقائع ، بحيث إذا حللناها يمكن أن نطبقها في حياتنا ، ومن أمثلة ذلك :
أ - أن الزهراء ( عليها السلام ) عندما خرجت من أجل أن تخطب في المسجد خطبتها المشهورة ، يقول الراوي " تطأ ذيولها ما تخرم مشيتها مشية رسول الله ( صلى الله عليه وآله " ، فهنا تقول المرأة كيف نقتدي بالزهراء بأن نجعل العباءة تسحب على الأرض لا يمكن في هذا الزمان فعل ذلك ، فكيف تريدون أن نـقتدي بالزهراء ( عليها السلام ) ؟! ، ولكن عندما نحلل هذا النص التاريخي نخرج بنتيجة وهو أن المقصود هر الحفاظ على الصون والحجاب بأي طريقة كانت ، وليس المطلوب هو جر الراء في الأرض على وجه التحديد ، فربما في ذلك الزمان السابق ليس هناك بديل في ستر القدمين فتضطر المرأة من جعل الراء طويلاً لستر القدمين ، ولكن في زماننا يمكن الستر بطريقة أخرى كلبس الجواريب مثلاً لستر القدمين ؛ إذن مفهوم الستر والحجاب ثابت والتغير يقع في الطريقة والوسيلة .
ب - عندما نأتي إلى أثاث الزهراء ( عليها السلام ) نجد أنه مكون من أواني من خزف ، وحصير من خوص ، ووسادة حشوها من ليف ، فالبعض يقول كيف نقتدي ببيت الزهراء ؟ فهل نجعل أوانينا من خزف ونفرش البيت بالحصير من الخوص ؟ وهل نتوسد بوسادة من ليف ؟ ، فيقول القائل لا نستطيع أن نقتدي بالزهراء ( عليها السلام ) في هذا الجانب ونحن في هذا الزمان الذي تغيرت فيه كل تلك الأدوات والوسائل الحياتية ، ولكن عندما نحلل ونتعمق في ذلك نخرج بنتيجة من أن المقصود هو أن لا يكون هناك تركيز على الجانب المادي في بناء الأسرة وإهمال الجانب الأخلاقي والسلوكي والقيمي ، ويمكن الجمع بينهما بالمعقول ، إذن يمكن أن نفتدي بالزهراء ( عليه السلام ) في بناء الأسرة بالقيم والمبادىء وغيرها ولا يكون التركيز على القشور بالبناء المادي للأسرة فقط .
وهكذا في سائر النصوص والوقائع التاريخية ، بحيث نحللها وتفككها ، من أجل أن نطبق تلك المفاهيم والقيم بما يتناسب مع زماننا ، وتكون الزهراء ( عليها السلام ) هي القدوة لنا في تجسيد هذه المفاهيم في حياتنا الحاضرة .
النتيجة :
تقول بأن المفاهيم ثابتة - كالحجاب ، و القيم الأخلاقية ، وحسن التبعل - والمصاديق وطريقة التطبيق تختلف بحسب الزمان والمكان .
الخاتمة :
بولادة الزهراء( عليها السلام ) شع الكون ضياء وعمت الخيرات والبركات على هذه الأرض .
شعت فلا الشمس تحكيها ولا القمر زهراء من نورها الأكوان تزدهر
بنت الخلود لها الأجيال خاشعة
أم الزمان إليها تنتمي العصر
الدعاء :
اللهم إني أسألك بحق فاطمة ، و أبيها ، و بعلها ، و بنيها ، والسر المستودع فيها ، أن تفرج عنا ، وترحم موتانا ، اللهم ارفع عنا هذا البلاء والوباء ، بالصلاة على محمد وآل محمد .
جديد الموقع
- 2024-04-20 افراح المبارك والموسى تهانينا
- 2024-04-20 مركز بر حي الملك فهد يقيم احتفالا للمتطوعين بعيد الفطر ١٤٤٥
- 2024-04-19 البدر توقع كتابها سُمُّكِ ترياقي
- 2024-04-19 مكتبات من بشر
- 2024-04-19 المدة والملكية والترجمة وسائل لاستغلال مؤلفي الكتب
- 2024-04-19 أفراح البخيتان بالمطيرفي تهانينا
- 2024-04-18 مكتبات ليست للقراءة فقط
- 2024-04-18 الخميس: رغبتنا صعود لدوري الكبار
- 2024-04-18 "ختام ملتقى موعود مع انطلوجيا القصة القصيرة السعودية"
- 2024-04-18 بر الفيصلية يقيم حفل معايدة لمنسوبيه .