2020/08/12 | 0 | 4869
من شعراء ( هَجَر ) المبدعين .. يحيى بن عبد الهادي العبد اللطيف
بقلم الأديب الشاعر الاستاذ : ناجي داود الحرز
كان من المقرر أن يكون هذا الفتى كثير الشغب ـ الشغب الخلاّق ـ أحد العشرة المبشرين بالشعر إبّان اختمار فكرة كتابي : ( شعراء قادمون من واحة الأحساء ) الذي صدر عام 1429هـ ، ليأتي فوز ديوانه : ( أحيانا يشتبهون بالوجع ) بجائزة أفضل ديوان شعر لعام 1436هـ من مؤسسة عبداللطيف جميل ، ليؤكد تلك النبوءة عن مستقبله بصفته شاعرًا مجيداً ، و ليأتي حصوله على درجة الماجستير عن دراسته ( الأبعاد التداولية للسخرية في المعارك الأدبية في مصر ) من جامعة الملك فيصل ليؤكد إمكانياته الأدبية الكبيرة أيضا .
ومنذ أول مرة كابد فيها الأستاذ يحيى الصعود إلى مقر ( منتدى الينابيع الهَجَرية ) و كان في الدور الثالث أو كما يسميه الأحبة ( السماء السابعة ) مجتازاً درجات السلم الخرسانية الرهيبة ، يتوكأ على عصا و يسحب جبيرة ثقيلة كانت في إحدى رجليه ، أكبرتُ منه ذلك الإصرار وأدركت أنّ وراء الأكمة ما وراءها .
حماسُهُ المشتعل و توثبه المتواصل و شغفه بالقراءة والاطلاع و جوّ المنتدى المحفّـز على المنافسة و التفوق ، جعلته يختصر المراحل و يصل إلى مصاف الشعراء البارزين بل و النقاد والكتاب المبدعين .
إنسانيته أكبر من شاعريته على ما يبدو ، رغم روعة منجزه الشعري ، يبادر بالمودة ، و يخلص في مودته ، وإنْ لم يظهر ذلك دائما على قسمات وجهه بشكل جليّ ، إنما مواقفه الإنسانية تؤكد أكثر من ذلك ، مثلا .. عندما لازمت الفراش لعارض صحي بسيط قبل سنوات ، فزع من هذا الخبر و بادر بالتعبير عن مشاعره بهذه الأبيات الدافئة :
فكان لا بد من رد الشجن بشجنٍ مثله بقصيدةٍ قلت له فيها :
يا صاحبي ما طلبتُ الرفقَ منذ طغى
وعندما وصلت إلى مقر النادي الأدبي لحضور أمسية له ، اكتشفت أنني لم ألبس العقال من شدة استعجالي و حرصي على مؤازرته فقلت :
مِــن فــرْط مـا أنـا مـؤمنٌ و مُـوَالي
فما كان من الأستاذ يحيى إلا الرد بقصيدة تموج بما ينطوي عليه من شفافية و من ود منها هذه الأبيات :
وإنْ أسهبت قليلا في شواهد علاقتي الشخصية به ، فالحديث عن يحيى العبداللطيف حديث ذو شجون ، يبدأ بالود ولا ينتهي بإخلاص الود و الوفاء ، وربما في حديثه هو عن نفسه ـ لإحداهن ـ بعض جواب :
وأحسبها لم تستوعب كل معاني كلامه فعاد يشرح لها تباريحه من جديد :
في شرفةٍ من كلامٍ أحتسي ورقي
وكأنها تعود لتسأله : وما علاقة كل هذا بمشروع هوانا ؟ فيقول مرتداً إلى شغبه وضوضائه :
الطهر في عينيك يطفئ جذوتي
وليضيف :
مـا بـين رشّـة عـطرٍ و ارتعاش فم ِ
و لتثبت له أنها فهمت و تفهم كل مقاصده ، و ترى كل شباكه و فخاخه ، قالت و بلسانه أيضا :
لا تـطرق الخشب الغافي فتوقظه
وها هو يجمع خطاه ويرتد لوحدته يطوف بها منفرداً لعل و عسى :
والآن وحــدتـه تـعـانـق ظـلـه
وهكذا يصنع العشق بأهله يا يحيى ، و استجابة لرسيس الوجد الذي سيظل يتوقد بين شغافه يودعها ( بحرفٍ من فؤاد الليل أحنى ) :
يـا بـنت إني نذرتُ العمر في سفر ٍ
و السؤال هنا عن أي نزف يتحدث هذا العاشق الموتور ؟ وهيهات هيهات لا نزف غير الوجد والتحنان :
مـا كـل مـا بـين الـضلوع يُقال ُ
و ليوهمنا أن ثمة حوار كان بينه و بين البحر :
يا بحر هل أصبحت مثلي عاشقا
و يظل يتخيل ويزعم و يهذي بها كالمحموم ، تماما كما كان يفعل مجنون ليلى :
ـفاجئني بـكيف الحال
هذا هو يحي بن عبدالهادي العبداللطيف ، الإنسان والشاعر والأديب ، في واقعه المكتظ بالطموحات و بالقلق ، و عَبر قصة افتراضية من نسج الخيال حاولت أن أعرض من خلالها بعض تباريحه و فوضاه المشتهاة .. لست ناقدًا لا هنا ولا هناك ، .. وإنما سائح أدخل بساتين أحبابي وأقتطف بعض ما يروق لي من الورد .. و أجهد في تنسيقه في باقة ملونة ، أرجو أن تلفت نظر النقاد و عشاق الأدب الرفيع .
جديد الموقع
- 2024-03-28 نادي الباحة الأدبي يناقش (كينونه) كأول تجربة عربية لمسرح الكهف.
- 2024-03-28 البيئة تطلق خدمة الحصاد المجاني للقمح لمساحات 30 هكتارًا
- 2024-03-28 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تطلق مشروع الحديقة المركزية على مساحة 15 ألف متر مربع السعودية الخضراء .. مبادرة تاريخية ملهمة لتحقيق المستقبل الأخضر العالمي
- 2024-03-28 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تتصدر المؤشر الوطني للتعليم الرقمي في فئة (الابتكار)
- 2024-03-28 رئيس جمعيــة المتقاعديــن بالمنطقة الشرقية يقدم الشكر والتقدير لرواد ديوانية المتقاعدين
- 2024-03-28 نائب أمير الشرقية يستقبل رئيس مجلس إدارة جمعية تعافي
- 2024-03-28 نائب أمير الشرقية يطلع على برامج جمعية ترابط
- 2024-03-28 احتفاء جمعية كيان باليوم العربي لليتيم في عيونهم 2/2
- 2024-03-28 دراسة تربط بين السجائر الإلكترونية والسرطان .. واستشاري يعّلق
- 2024-03-28 مداد السلسبيل