2020/07/10 | 0 | 3295
سعر الصّرف في رسالة أحسائيّة
صرف العملات من لوازم السّفر المهمة و التي يحتاجها المسافر أو المغترب للعمل ، و هذه الرّسالة تعرض لسعر الصّرف و أمور حياتيّة أخرى و هذا نصّها :
من البحرين في يوم 23 ذي القعدة سنة 1349هجريّة .
بسم الله الرحمن الرّحيم .
حضرة جناب الأجلّ الأمجد الأحشم الأشيم الأخ المكرّم علي بن عبدالله الشايب المحترم .
السّلام عليكم وو رحمة الله و بركاته و مغفرته و مرضاته و أزكى و أشرف تحيّاته على الدّوام .
خطّكم الشّريف وصل و به السّرور حصل ، و ما ذكرت صار عند محبّك معلوم ، و نخبر جنابك من جهة صرف لريل الذي إعيال عمّك 32 ريال صرفهم عن 187 روبّيّة و 2 آنة منبي ، و سافر المركب يوم 16 ذي القعدة إلى العراق ، و نسأل الله بالوصول هذا ما لزم رفعه إليك ، و من جهة السّفرتين الكبار الذي في الكنديّة عن كان هم باقين أرسلهم مع بنت الخالة ، و تجيبهم معه و إن كان فاتوا راسك أبقى منهم و السّلام ، أبلغ سلامنا الوالد و الأولاد و العيال ، و الوالدة ، و الرّضايع و العيال كاّفة ، و شيخ عبدالكريم و إخوانه ، و ملا حجّي و عياله ، و من لديك عزيز منا مجمل و منكمّ مفصّل ، خصوصا نفسك الشّريفة خصّة بالسلام ، و من لدينا الحقير ، الحاج حسن بن صباح مع الأولاد يهدونكم السّلام و حاج ياسين بن عامر و حاج طاهر التّحو و عبدالوهاب بن الشيخ يبلغونكم السّلام إن بدت لكم حاجة أم غرض فالمحبّ يتشرّف و السّلام
صحّ الأقلّ علي
أحسين البقشي .
ملامح في الرّسالة :
تاريخ الرّسالة : الرسالة مرسلة من البحرين إلى الجبيل في الأحساء في 23 ذي القعدة سنة 1349هـ ، و الموافق 11 أبريل 1931م .
المرسل :
المرسل إليه :
( و نخبر جنابك من جهة صرف لريل الذي إعيال عمّك 32 ريال صرفهم عن 187 روبّيّة و 2 آنة منبي )
و هنا يشير لسعر صرف الريال العربي وقتها مقابل الروبية الفضيّة أي أنّ الريال العربي في ذلك الوقت يساوي 5,85 روبيّة و هذا التقدير أظنّه خاطئا أو تصحيفا من الكاتب ، و ربما كان المقصود أن 32 ريال تعادل 87 روبّية فيكون بذلك الريال يعادل 2,71 روبّية هندية .
و جدير بالذكر أن أوّل نظام سعودي للنّقد عام 1346هـ باسم ( نظام النّقد الحجازي النّجدي ) و سُكّ على أساسه الريال العربي مساويا للريال المجيدي العثماني الفضي ، إلا أنّه لا حقا في غرّة شعبان عام 1354هـ ، قررّت الحكومة سكّ ريال فضّي جديد بحجم و عيار الروبّية الفضّية الهنديّة المتداولة وقتها في الخليج .
( و سافر المركب يوم 16 ذي القعدة إلى العراق ، و نسأل الله بالوصول هذا ما لزم رفعه إليك )
هنا تشير الرّسالة لطريق السّفر للزيارة من الأحساء للعراق عبر البحر و الذي كان يمرّ من ميناء العقير إلى البحرين ، حيث كان المسافرون عادة يستريحون بضع أيام للتبضّع أو تناقل البضائع ، حيث كان من المعتاد للمسافرين أن يتبّضّعوا بما يحتاجونه في السّفر كما كانوا يخصّصون جزء منه للاتجار و بيع بعض المنتجات المرغوبة في أسواق العراق ، بغرض إطالة أمد الزّيارة ، كما يضطرّ بعض المسافرين للبقاء بضع أيام لاكتمال عدد المسافرين الراغبين بالسّفر بحرا ، و الذي عادة يكون الخروج فيه من فرضة المنامة عبر المراكب المحلّية التي بدأت تضيف المحرّكات لزيادة سرعتها ، ثم دخلت السفن الحديثة و التي كانت تعرف بالتكّ .
( و من جهة السّفرتين الكبار الذي في الكنديّة عن كان هم باقين أرسلهم مع بنت الخالة ، و تجيبهم معه و إن كان فاتوا راسك أبقى منهم و السّلام )
و هنا يشير للسفرتين الكبار و السفّرة هي فرشة خوصيّة تستخدم للطّعام و تسفّ بطرق مختلفة و اعدادها من مهارات المرأة في ريف الأحساء قديما ، تجهّز عادة الصنّف الأفضل منها من السّعفات القريبة من قلب النخلة و التي تكون عادة طرّية و لم تكتسب بعد اللّون الأخضر الذي يكسو لاحتوائها على اليخضور ( الكلوروفيل ) و تجهّز عادة السعفات هذه للسفّ بنقعها في الماء كي تكتسب مرونة و تحفظ بعد ذلك من أن تكون معرّضة بسهولة للعثّة ، حيث كان من المعتاد قديما أن يشاهد المارّ على الثباري ( غير العميقة ) القريبة من البيوت مشاهدة كميات من هذا الشكل من السّعف مثقّلة بالحصى كي لا يجرفها الماء ، كما تختار كميات منها كي تصبغ إما بالقرمز لاكتساب لونه ، و ألوان أخرى كالأخضر ، و عادة يغلى الصبغ الطبيعي معها فتكتسب لونه .
و في العادة تكون السفرة هذه ضغيرة بقطر في حدود 120 سم عادة ، و من هناك سفّات عديدة كانت منتشرة في الأحساء ، و تمتاز في المجل أنّها تمتاز بالاتساق و الجمال و أنّها يمكن أن تقلب من الجهتين لتعطى ذات الجمال بينما في غيرها تتضح أن لها وجها و ظهرا ، و هو أمر لم أكن أعرفه حتى أشارت لي الوالدة له .
أما السّفر الكبيرة فهي التي تصنّع من الخوض الأخضر و تكون أكثر خشونة ، و هي في العادة سفرة شعبيّة لا ترقى لمثل جودة الصنف الأوّل لتعدد استخدامها ، و هي تتحمّل أكثر من النوع الاوّل و لذا تستخدم في موسم الصّرام و تسمّى سفرة خضراء أو سفرة صرام أو اخصفة ، و البعض يسمّيها مدوّرة إشارة لشكلها ، و الاستخدام الرئيس لها هو كفرشات للتمر وقت الصّرام فتوضع حول النّخلة و يحدّر عليها الأعذاق المحمّلة بالتّمر، ثمّ تهزّ الأعذاق كي تسّاقط التمرات على السّفرة و تضمّ و تجمّع عليها و قد يراكم عليها الفدا ، و هو تلّ من الّتمر الذي يراكم قبل أن يوضع في قلاّت و محاصن و الأوعية الأخرى الخوصيّة كالمبلّعات و الأنواط و وسائل الحفظ الأخرى كالقرب الجلدية
و من الخوصيات الأخرى الحصر الخوصيّة التي تستخدم للصلاة وتكون مزينة بالخوض الملوّن الأحمر ، كما أنّ بعض الحصر تسمّى المكحّلة و هي المزيّنة بخوص أسود يصبغ بالبليلج و السّخام و هو من تجهيزات الغدنة ( غرفة العروس ) .
أمّا الكندية فهي غرفة صغيرة داخل غرفة أكبر تكون عادة من استغال مجوّد للمساحة تحت الدّرج ، و هي عادة تستخدم لحفظ الأغراض الزائدة أو الثّمينة كالسّلاح و الفرش الزائدة و ملابس الشتاء و أو الأطعمة المجفّفة طويلة الأجل و غيرها من الاستخدامات ، في العادة تكون مرتفعة بدرجة أو درجتين .
( الحاج حسن بن صباح مع الأولاد يهدونكم السّلام و حاج ياسين بن عامر و حاج طاهر التّحو و عبدالوهاب بن الشيخ يبلغونكم السّلام إن بدت لكم حاجة أم غرض فالمحبّ يتشرّف و السّلام )
الحاج حسن بن صباح :
و هو الملا الحاج حسن بن محمد بن صباح من أهالي راس رمّان ، مطوّع قراءة قرآن و كتابة معروف في تلك الديرة ، و كان يمتهن عمل بكاكير القداوة و النارجيلة ، و هو الذي كان يكتب الرسائل للحاج علي بن حسين البقشي و له ذرية لازالت موجودة فيها .
حاج ياسين بن عامر :
ياسين بن طاهر بن أحمد العامر ، هو بن التاجر المعروف الحاج طاهر العامر الذي أشرنا له في موضوع سابق .
أقام الحاج ياسين في البحرين ليدير تجارة والده و شريكه الحاج صالح العامر فأشترى دارا في فريج المخارقة وسط المنامة حيث يفضّل أغلب الحساوية سيّما المشتغلين بالتجارة و الخياطة السكنى فيه بجوار مأتم الحساويّة , كما افتتح مكتبا تجاريا لغرض ممارسة أعماله من البيع المباشر و إعادة التصدير للأحساء ومنها , كما كان محطة مهمة لنقل البريد من المنامة إلى الأحساء و إلى دبي و بو ظبي و الهند أو العكس عبر مراسلاتهم التي تحمل من تجاراتهم
و قد توفي في الأحساء في 18 / 12 / 1357هـ
و خلّف ابنا واحدا هو محمد، و ابنه واحدة .
حاج طاهر التّحو :
هو الحاج طاهر بن حسين بن ناصر بن عبدالله التحو من وجوه الأحسائيين في البحرين كان له أياد بيضاء على الأحسائيين هناك و له الدّور الرئيس في تأسيس مأتم الأحسائيين في المنامة عام 1346هـ ، وتولى رعايته ثم ابنه الحاج ميرزا ( ت 2015م ) اشتهر رحمه الله بالنّخوة و روح المبادرة و حسّه الأبوي للأحسائيين فكان ملاذا لهم ، كما كانت له علاقات اجتماعية واسعة في الإطار الرّسمي و الشّعبي في البحرين و وظّف تلك العلاقات الحسنة في خدمة الأحسائيين و تيسير أمورهم ، توفي الحاج طاهر رحمه الله عام 1948م .
حاج عبدالوهاب بن الشيّخ :
هو المرحوم الحاج عبدالوهاب بن علي بن عيسى آل بن الشيخ ، و والدته كريمة الشيخ حسين الممتّن و خاله الأديب العالم الشيخ عبدالكريم الممتّن الشيخ عبدالكريم و إخوانه ، و الحاج عبدالوهاب من مواليد الأحساء عام 1316هـ ، و تعلّم تعليما تقليديا عند المطوّع ، عمل في التجارة ، بين الاحساء و البحرين ، و كانت بضائعه متنوّعه بين تجارة الاقمشة و القطن, و الدّخان ، و المكسّرات ، و كان له حضور اجتماعي مميّز ، و تشدّه أواصر وثيقة مع بالمقّدس الشيخ موسى آل أبي خمسين ( ت 1353ه) و الميرزا موسى الحائري الإسكوئي ( ت 1364هـ) ، و الميرزا علي الحائري الإسكوئي ( ت 1386هـ) و بينه و بينه مراسلات نشرت شذرات منها مؤخّرا ، و و مراسلات أخرى بينه و بين أخيه المرحوم فارس و ابنه عبدالله المقيمين في البحرين ، و قد أسّس حسينية آل بن الشيخ في فريج الفوارس و توفي رحمه الله في 7 /5/ 1394هـ .
نشكر إفادات الأساتذة كل من :
* المهندس عبدالله بن عبدالمحسن الشايب .
* الأستاذ عبدالحميد الشواف .
* الأستاذ علي السلاطنة ( البحرين ) .
* الأستاذ الشيخ جاسم المؤمن ( البحرين )
* دكتورالسيد عيسى الوداعي ( البحرين ) .
* المهندس جعفر بن عبدالله آل بن الشيخ .
* الأستاذ حسين بن جابر العامر .
* لمحة تاريخية من موقع مؤسسة النقد العربي السعودي .
ملاحظة : قد تتكرّر تراجم بعض الأعلام المذكورين في الرسائل و هو بسبب مشورة أساتذتي الباحثين و المؤرخين أحمد بن عبدالمحسن البدر و الشيخ محمد بن علي الحرز , المهندس عبدالله الشايب ، و فحوى كلامهم أنّ ليس كلّ موضوع يقع بين يدي قارئ يكون قد قرأ الموضوع السالف له و الذي يحوي الترجمة فامتثالا فملاحظتهم أثبت التّرجمات و إن تكررت في مواضيع متتالية .
ملاحظة : الكمال لله وحده إن بدت ملاحظة نسعد باستقبالها على بريد الموقع .
جديد الموقع
- 2024-04-20 افراح المبارك والموسى تهانينا
- 2024-04-20 مركز بر حي الملك فهد يقيم احتفالا للمتطوعين بعيد الفطر ١٤٤٥
- 2024-04-19 البدر توقع كتابها سُمُّكِ ترياقي
- 2024-04-19 مكتبات من بشر
- 2024-04-19 المدة والملكية والترجمة وسائل لاستغلال مؤلفي الكتب
- 2024-04-19 أفراح البخيتان بالمطيرفي تهانينا
- 2024-04-18 مكتبات ليست للقراءة فقط
- 2024-04-18 الخميس: رغبتنا صعود لدوري الكبار
- 2024-04-18 "ختام ملتقى موعود مع انطلوجيا القصة القصيرة السعودية"
- 2024-04-18 بر الفيصلية يقيم حفل معايدة لمنسوبيه .