2020/07/01 | 0 | 3470
رسالة الهودار للحُجّة ال أبي خمسين
الرّسائل من أجلى الوسائل لمعرفة وشائج الصّلة و الصّداقة بين الأفراد , هذه الرّسالة يستشفّ بها شيء من هذه الوشائج بين شخصيات أحسائية مقيمة في الأحساء و شخصيات أحسائية مقيمة خارجها :
بسم الله الرحمن الرحيم .
بحر العلم الخضمّ و منبع الجود و الحِكم ، سيّدي العالم الفاضل جناب الشيخ باقر البوخمسين المحترم .
تحيّة و احتراما ، يسرّني أن تكونوا أنتم مع الأهل و الإخوان في تمام الصّحة و العافية .
أمّا الداعي في خيركما أرجو لكم ذلك ، سيّدي لازلت و لا أزال أتذكّر تلك الأيام التي كنت فيها نجد منكم أنّها أيام و ساعات هنيّة ، قلّ أن يسمح الزّمان بمثلها ، رزقنا الله سبحانه العودة ، و التّشرّف بخدمتكم و زيارة الإخوان جميعا ، لا سيّما أسئلة التّوفيق لنا بخدمتكم في حجّ بيت الله الحرام و زيارة مرقد النبويّ الطاهر و مراقد الأئمة الأطهار ، و أبا الحسن ذلك الحسن معنا و بقيّة الإخوان و الأحباب ، و قد ذكرناكم بالخير عدّة مرات عند حضرت السيّد عبدالله الموسوي ، و قد ذكركم بكلّ خير و كذلك حضرت السيّد محمد علي السيّد عدنان ، و كذلك الشيخ محمد طاهر و هم جميعا يذكروكم بكلّ خير ، هذا و أرجو إبلاغ تحياتي الحارّة لجميع الإخوان ، أخصّ بالذّكر إخوتكم حفظهم الله و خاصّة الحاج علي و جميع أسرة البوخمسين الكريمة ، و الإخوان الحاج محمد العليو و أولاده و الحاج يوسف بو علي و أولاده ، و الأعمام ، و أولاد العمّ آل الهودار و جميع من يعزّ لديكم منّا حضرة السيّد عبدالله الموسوي و إخوته و أبا حسن و جميع الإخوان يخصون الجميع بالسّلام شرّفونا بما يلزم و أسأله سبحانه أن يرزقنا زيارتكم عندنا و نحن بخدمتكم ، و في الختام تقبّلوا من حقيركم فائق الاحترام و السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
مخلصكم
عبدالزهراء 28 ربيع 2 سنة 1384هـ .
ملامح في الرّسالة :
المرسل :
هو الحاج عبدالزّهراء بن موسى بن حسين بن عبدالله الهودار، و تعرف هذه الأسرة الكريمة هناك بلقب ( زهرائي ) ، و الحاج عبدالزهراء شخصية أحسائية بارزة في خرّم شهر ( المحمّرة ) في إيران ، كان له علاقات واسعة بالكثير من الشّخصيات الأحسائيّة ، الاجتماعية و الاقتصادية و الدّينية في الأحساء و الكويت و العراق ، و مجلسه مقصود فيها من تلك الشّخصيات و فيهم الأدباء و الشّعراء و الخطباء و الزعامات الدينية ، و قد زار الأحساء عدّة مرات في طريق الزّيارة و الحجّ عدّة مرات ، و كان موضع حفاوة بالغة من أصدقائه في الأحساء ، الذين كانوا يتهافتون لاستضافته .
و قد ولد رحمه الله في مدينة المحمّرة حدود عام 1920 م ، و قد هاجر جدّه الحاج حسين بن عبدالله الهودار من الأحساء إلى البصرة ، ثم انتقل منها إلى المحمّرة شأن الكثيرمن المهاجرين الأحسائيين ، حيث كانت البصرة منطلقا لإعادة الهجرة إلى المحمّرة أو سيرجان و غيرها من مدن إيران ، أو حتى العراق إلى كربلاء أو النجف الاشرف أو سوق الشّيوخ أوالعمارة .
و أشار الحاج عبدالهادي الهودار أنّ والده نشأ يتيما بعد وفاة أبيه بمرض ألمّ به بعد رجوعه من الحجّ ، و لم يخلّف له الكثير من حطام الدّنيا ، بل أنّه أمر بصكوك الدّيون المترتّبة في ذمم الآخرين له فأمر بإذابتها تخفيفا عن المدينين له[1] ، و أشار أنّ ابنه سيعوّضه الله خيرا ، فنشأ ابنه عصاميا معتمدا على نفسه ، و في طفولته قرأ القرآن الكريم و تدرّب على القراءة و الكتابة على يد الملا محمد اللّويمي ، ثمّ تدرّب على فنون الخطابة علي يد المرحوم ملا أحمد الرّمل[2] ( ت 1379هـ) و مارس الخطابة برهة من الزّمن كخدمة لا كمهنة ، فقد كان يحترف التّجارة في دكانه في السّوق ، و تعلّم اللّغة الفارسيّة في شبابه ، كما مارس أعمالا عديدة كالعمل في البناء ، و تجارة المواد الغذائيّة و تصدير التّمور و المكسّرات للخارج و توريد الشاي و بعض السّلع الأخرى ، و شّجّع أصدقاءه الأحسائيين على فتح متجر في سوق الصّفا في المحمّرة و ساعدهم في انجاز المعاملات الرّسميّة الخاصّة بترخيص متاجرهم .
و مع اتسّاع رقعه معارفه و خدماته لمجتمع الأحسائيين في المحمّرة ، رشّحه العلاّمة السّيد عبدالله الموسوي – أعلى الله درجته - ليكون رئيسا لعشيرة بني عامر في جنوب إيران ، و التي تحالفت مع بني تميم الكنعان ، أحدى كبرى العشائر العربيّة في إيران و العراق ، و عندما نفت الحكومة الإيرانية إبان الحكم الملكي شيخ هذه القبيلة الشيخ حبيب الكنعان إلى شمال إيران تولّى الشيخ عبدالزهراء الهودار شؤون أبناء عشيرة الكنعان إضافة لشؤون الأحسائيين العامريين .
و كان الشّيخ عبدالزهراء مسؤولا عن الحسينية الزنبيّة في المحمّرة و قد أسسها أهل والدته ، و كانت تقام فيها القراءة و التّعزية بالطريقة الأحسائيّة .
دخل الشّيخ عبدالزهراء الهودار السّاحة السيّاسيّة و ترشّح لعضوية المجلس البلدي ( حكومة محلّية ) و ترأسه عدّة دورات متتالية امتدّت لأربعين سنة و أيضا تقلّد مناصب رسميّة أخرى منها لجنة الدّفاع عن حقوق السّجناء ، و لجنة النّظر في طلبات الإعفاءات من التّجنيد الإلزامي ،هيئة مصلحة مياه الشّرب والمجاري ، رئيس المحكمة الشّعبيّة التّي تنظر في الدّعاوى بين عامّة الناس من عرب و فرس و ليس بين أبناء العشائر فقط ، و عضوية اللّجنة المركزية لحزب إيران نوين ( الحزب الحاكم وقتها ) و عضوية الهلال الأحمر، كما عمل مقاولاً لشركة نفط إيران في مجال النّقل المنتجات البتروليّة في عبّادان الأمر الذّي جعله يعيش في حالة رخاء و يكوّن لديه قدرة مالية لمسؤولياته الاجتماعية المتوسّعة ، و في أثناء أحداث الثّورة في إيران طلب منه الحاكم العسكري إخراج أفراد العشيرة للاصطدام مع أبناء جلدتهم من المتظاهرين إلا أنّه امتنع لتفادي الوقوع في الفتنة و إراقة الدّماء فخرج مغادراً إلى الكويت حيث قوبل بحفاوة بالغة من أصدقائه القدماء ، و الذّين قدّموا عروضهم بالدّعم المالي و الاجتماعي منهم رجل الأعمال المرحوم الحاج زيد الكاظمي ( ت 1989هـ ) و الوجيه الحاج محمد علي الأربش ( ت ) عميد عائلة الأربش حينها ، و الحاج جواد بو خمسين و رجل أعمال عراقي مقيم في دبي السيّد حمدي نجيب إلا أنّه آثر العمل في شركة ناشئة لبيع السجّاد و الموكيت تعود ملكيتها لرجل الأعمال الحاج جواد بو خمسين .
و يشير الراوية الحاج محمد الهودار ( بو محسن ) :
( أنّه في تلك الزيارات للحاج عبدالزهراء الهودار للأحساء كان يدعى من قبل الكثير من الشخصيات الأحسائية كالمرحوم الحاج علي الطاهر بو خمسين[3] و الوجيه الشيخ عبدالمحسن العيسى [4]، و الحاج محمد العليو ، و الحاج يوسف البوعلي ، و الحاج محمد الشيخ إبراهيم [5]الخرس ، و الحاج حسين بن يوسف الهلال ممن تشدّهم به رابطة الصداقة فيأنسون بحديثه الممتع المطعّم بالذائقة الأدبيّة ، و بيوت أهل الحاج عبدالزهراء قديما كانت تقع في وسط الهفوف القديمة في سكّة العجم ، قرب السّدرة بفريج الجحاحفة .
و انتقلت منها أسرته إلى المناطق العربية في إيران و عرفت هناك باسم ( زهرائي ) ، و قد زرته في تلك الديار و وجدت له مكانة مرموقة ، كان يعيش في سعة من الحال و لديه مضافة و حسينية و مسجد ، و يقصده الزوار من الأحساء و الكويت و البصرة ، و عند زيارتي للبصرة كنت موضع حفاوة المرحوم السيد عبدالله الموسوي تقديرا للحاج عبدالزهراء ،مما يعكس مكانته المكينة لديه ، بعد التغيرات السياسيّة في إيران نهاية السبعينيات ، استقرّ في الكويت وكان موضع حفاوة أصدقائه من آل الأربش، حتى وفاته عام و أقيمت الفاتحة على روحه في حسينية الأربش ببنيد القار و قد حضرتها ) [6] .
و الشيخ باقرأبو خمسين قد أشار في قصيدة إخوانيّة أشار لهذه العلاقة الوطيدة بينهما فقال مؤرّخا بطريقة التأريخ الشعريّ جلسة صفاء جمعته مع مجموعة من الأصحاب منهم الحاج عبدالزهراء الهودار و عددا من آل الأربش الكرام فقال :
و بستان لأحمد فيه تزهو * لأهل المجد ساحات جليله .
كريم النّفس ذو طبع رقيق * و أخلاق له حكت الخميله .
سرينا ضحوة نرجو فناه * مع الأحباب أصحاب الفضيله .
و فينا ( إبن هودار ) المُزّكى* عميد الفخر عنوان القبيله .
ونجل الأربشيّ (عليّ) قدْرٍ * تسامى بالعمومة و الخؤوله .
و لا ينسى أبو حسن عليّ * ربيب المجد معدوم مثيله ( ) .
أمازتهم عقول كاملاتٌ * و زانتهم نفوسهم النّبيله .
دعاهم للهدى داع فلبّوا * و جاؤوا قاصدين به رسوله .
كساهم ثوب إيمان و عزّ * من التوفيق و النّعم الجزيله .
صفاء النّفس فيهم مثّلوه * بطيب الخلق و النّكتب الجميله .
قضينا جلسة مُلئت هناء * بها سُكْرُ النّفوس بلا رذيله .
علتها مسحةُ الأدبِ المصفّى * بها خِلٌ يناجيه خليله () .
فذا طيرُ الهنا للصّحب يدعو * علاكم من علا العليا أصوله ( ) .
و نادى بالهنا التاريخُ ( سمّوا مكانا فيه ذكراكم جميله ) 1383هـ .
المرسل إليه :
هو العلامة الشيخ باقر بو خمسين رحمه الله رحمة واسعة .
و قد وردت أسماء مشاهير منهم كلّ من :
السيد عبدالله الموسوي : و هو العلامة السيد عبدالله بن السيد علي بن السيد صالح بن السيد حجي بن السيد صالح الموسوي الأحسائي ، عالم و زعيم ديني للأحسائيين في البصرة ، من مواليد البراضعيّة في البصرة عام 1317هـ ، بدا دراسته الدينية فيها على يد عدد من الأساتذة كالسيد محمد السويج الموسوي المتوفى عام 1345هـ، و الشيخ محمد طاهر المزيدي المتوفى عام 1338هـ ، ثم هاجر إلى النجف الأشرف و التحق بدروس كبار الفقهاء كالسيد أبو الحسن الأصفهاني المتوفي عام 1365هـ ، و الميرزا محمد حسين النائيني المتوفي عام 1355هـ ، ثم هاجر إلى كرمان حيث التحق لازم الحاج الشيخ زين العابدين خان بن الحاج محمد كريم خان الكرماني المتوفي عام 1360هـ و الذي أجازه و صار يمثله في البصرة ، حيث صار زعيما للأحسائيين و مرشدا دينيا لهم حتى وفاته في غرة جمادى الآخرة عام 1393هـ ، و خلفه ابنه السّيد علي الموسوي ، كما أن للسّيد عبدالله عددا من المؤلفات و التّرجمات عن الفارسية ذكرها في موضعها السيد هاشم الشّخص في ترجمته له في موسوعته ( أعلام هجر ) في المجلد الثاني .
( و إخوته ، أي إخوان السيّد عبدالله الموسوي و هم كلّ من السيّد هاشم ، ثم السيّد شبّر ، ثمّ السيّد حسن ، ثم السيّد احمد و السيّد صالح و له إخوة غير أشقّاء هم السيّد كاظم و السيّد حسين و كانت وفاة والدهم السيّد علي بن السيّد حاجي بن السيّد صالح عام 1922م [7] .)
السّيد محمد علي السّيد عدنان :
هو العلّامة السّيد محمد علي بن السّيد عدنان بن السّيد شبّر بن علي بن السّيد محمد الغُريفي ، عالم و أديب من مواليد المحمّرة في شهرذوالقعدة عام 1328هـ ، توفيت والدته بعد أيام من ولادته فكفلته خالته ، ثم توفي والده السّيد عدنان الغُريفي الذي كان مرشدا روحيا لتلك النّواحي و للسّيد محمد علي إثنا عشر سنة فتكفّله الوصي عليه و على إخوته الشّيخ عيسى بن صالح ، و دخل المدرسة الابتدائية ، و بعد اكماله لها انصرف مبكرا للدراسة الحوزوية ، و تأثّر بأخيه السيد علي الذّي حبّبه للّغة والأدب و نظم الشّعر، ثم هاجر للنّجف الأشرف عام 1359هـ ، لإكمال شوطه الدّراسي ، ثم رجع لموطنه ممثلاً لكبار مراجع المعاصرين له ، و على رأسهم أبوالحسن الأصفهاني، و الشّيخ محمد الحسين كاشف الغطاء ، و الشيخ محمد رضا آل ياسين ، و السّيد عبدالهادي الشيرازي ، والسّيد البرجردي ، و توفي في 7 من رمضان عام 1388هـ ، و نقل للنّجف الأشرف حيث صلّى عليه المرجع الدّيني الأعلى السّيد محسن الحكيم و دفن في مقبرة أسرتهم في الغريّ ، وأقيمت له الفواتح في النّجف الأشرف والكويت و البصرة ، والبحرين ، و مدن خوزستان .و أعقب ولدين هما السّيد علي و السّيد نزار ، و عددا من البنات ، و خلّف عددا من الدواوين منها ( وحي الشّباب ) ، و ( ديوان الوسائل ) ، ( شهيد الإباء ) ملحمة شعرية حسينية ، ( حياة المصلحين ) ملحمة شعريّة محمديّة ، و كتاب ( حمزة بن عبدالمطلب ، أسد الله وأسد رسوله ) ، ( الحقائق الجليّة في شرح الخطبة الشّقشقيّة ) .
الشّيخ محمد طاهر :
هو الشّيخ محمد طاهر بن الشيخ عبدالحميد بن الشّيخ عيسى آل شبير الخاقاني ، مرجع ديني و عالم من مواليد المحمرّة عام 1329هـ ، من أسرة عربية و نشأ في وسط أسرة علمية فتتلمذ على أبيه و جدّه ، ثم انتقل للنّجف الأشرف و له من العمر اثناعشر عاما ، و بقي فيها مستفيدا من دروسها حتى حضر عند كبار علمائها السّيد أبو الحسن الأصفهاني ، و الشّيخ ضياء الدين العراقي ، و الشّيخ محمد حسين الغروي ، و السّيد علي القاضي ، ثم قفل راجعا لبلده مرجعا و مرشدا روحيا ، و توفي في 18 من جمادى الأوّل عام 1406هـ و دفن في صحن السّيدة المعصومة في مدينة قم المقدّسة ، و له الكثير من المؤلفات منها ( تفسير العقل البشري ) ، (شرح المواريث من كتاب الحدائق النّاضرة ) ، ( رسالة الهدى ) ، ( المحاكمات بين الكفاية و الأعلام الثلاث ) ، ( المحاكمة في القضاء ) ، ( أنوار الوسائل ) و غيرها .
( إخوتكم حفظهم الله و خاصّة الحاج علي )
يقصد بهم إخوان الشيخ باقر رحمهم الله جميعا و هم الشيخ جواد ( ت 1389هـ ) و كان وقتها في النجف الأشرف ، و الحاج تقي ( ت 1423هـ ) و الحاج عبدالهادي ( ت 1405هـ ) ، و الحاج الشيخ علي رحمه الله وهو شخصيّة ودودة و محبوبة و معروفة اجتماعيا ، و كان له شغف بحضور المآتم الحسينية بشكل يومي ، و له لديه اطلاع موسّع على دقائق كتب التّراث العربي الأدبي ، و معرفة جيّدة بالمكاييل و المقاييس العربية القديمة و العملات ،توفي رحمه الله عام 1433هـ .
( الإخوان الحاج محمد العليو و أولاده ) :
الحاج محمد العليو : هو الحاج محمد بن عبدالله بن محمد بن علي العليو مواليد الرّفعة الشّمالية الهفوف عام 1315هـ ، عمل في مطلع شبابه في الغوص ، ثم في حياكة البشوت، ثم في تجارة الغزل والبشوت ، و مارس العمل الحرّ وعيّن عمدة للفريج الشّمالي ، و هو من أرباب المجالس المفتوحة ، و له حضور اجتماعي مميز و كان سندا لمرجعية آية الله الشّيخ حبيب القرين ، كما عيّن عضوا في المجلس البلدي للأحساء و بعض اللجان الحكومية ، و عضوا في الوفود الشّعبية لزيارة القيادة الحكيمة ، و قد توفي رحمه الله عام 1406هـ و أولاده كل من الحاج سلمان[8] رجل الأعمال والوجيه المعروف ( ت 1429) و الحاج عبد الرسول[9] ( ت 1441هـ ) و الحاج طاهر و الحاج عبدالله
الحاج يوسف البوعلي :
هو المرحوم الحاج يوسف بن موسى بن علي آل بو علي من مواليد الهفوف عام 1321هـ ، والدته المرحومة فاطمة بنت محمد البو علي ، من سكّان فريج الفوارس - سكّة الجفرة ، ورث تجارة أسرته المشهورة بتجارة الغزل ، حيث اشتهرت بعض الأسرالأحسائية كآل أبي علي و الهلال والمرزوق و الحرز، و العليو و غيرهما بهذه التّجارة ، لذا كان لها علاقات تجارية واسعة بمواطن تلك التّجارة خاصة في إيران حيث كانت عدد من المشتغلين بهذه المهنة يبعثون أحد أبنائهم بالتّناوب للإقامة هناك ، والتّنقل في المدن الرّئيسية كنائين و كرج ، و يزد و التّي كانت تزدهر فيها تجارة و صناعة أصواف الإبل و منسوجاتها لتزويد مصانعهم التّقليدية وقتها ، حيث تمتلك كلّ أسرة من هذه الأسرالعديد من البوراق أو يقوم الحيّاك في الفريج القبيل و الشّرقي و الرّفعة الشّمالية و الكوت بالعمل لصالح هؤلاء ، و كان المرحوم الحاج يوسف البوعلي هو القائم بهذا الدّور في أسرته حيث كان يتنقل بين تلك المدن و بين قم ،للبحث عن صفقات شراء و توريد الأصواف للأحساء ، ليتمّ تحويل تلك الأصواف بعد صبغها لدروج بشوت ، التّي تباع على معازيب خياطة البشوت لتطريزها ، و قد افتتح بورقة لهذا الغرض في فريج الفوارس قرب حسينية العامر ، و بيوت آل بن الشيخ يقوم بالعمل بها أحسائيون تحت إشراف المرحوم الحاج حسين النجّار ، و نظرا لانشغاله برحلات طويلة لاستيراد الأصواف أوكل مهام أعماله في الأحساء لابنه المرحوم الحاج عبدالحميد و أقام إقامة شبه دائمة في قم ، و تزوّج عدّة مرات هناك ورزق بعدد من الأبناء و البنات هناك ، و نظرا لما يمتاز به من لباقة و حسّ تواصل كوّن علاقات طيّبة مع السفير السعودي في تلك الفترة السيّد حمزة غوث ، و عند زيارة المغفور له جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز لإيران كان من ضمن أفراد الجالية السعودية التي استقبلته و حيّاه بقصيدة شعرية .
قفل الحاج يوسف للأحساء عام 1962م ، و عمل مع مجموعة من الشّركاء على تأسيس مصنع النّسيج بشراكة مع البنك الأهلي التّجاري وبمهارات و جهود المرحوم الحاج عبدالله البراهيم بو حليقة ، و مساهمة رجال أعمال هم محمد السّليمان النّاصر و إخوانه ، والحاج إبراهيم بو مرة فتم توريد المكائن من ألمانيا ، و كان طاقم العمل الفني فيه من الأحسائيين ، و افتتح عام 1963م بحضور وزير التّجارة و الصّناعة معالي الأستاذ عابد محمد صالح شيخ ( ت 1391هـ ) و ظلّ يدير المصنع حتى وفاته عام 1395هـ .
إلى جانب ذلك كان -رحمه الله - ذا يد طولى في الأدب العربي ، لذا كان حريصا على مجالسة الأدباء في الأحساء، و خارجها سيّما المرحوم شيخ كاظم الصحّاف ( ت 1399هـ ) ، و الشّيخ حسن الجزيري ( ت 1403هـ ) و الشيخ عبدالكريم الممتن ( ت 1375هـ) و ملا عطية الجمري ( ت 1401هـ ) و الشّاعر أحمد المصطفى من القطيف ( ت 1399هـ) .
و يذكر الرّاوية الحاج محمد الهودار بو محسن أنّ ابن عمّه عبدالزهراء كانت تشدّه أواصر صداقة متينة مع رجالات أسرة الأربش الصاغة المشهورين في الكويت لا سيّما المرحوم الحاج حسن الأربش[10] و الحاج محمد علي الأربش[11] فكان عند زياراته الكويت يكون في ضيافتهما .
و لم ينقطع التّواصل بين المرحوم عبدالزهراء الهودار و بين الشّيخ باقر رحمه الله ، فقد كان يتواصل معه ، هنا رسالة تعزية منه للشّيخ رحمه الله يعزيه في وفاة ابن أخيه المرحوم الشاب محمد علي بن تقي بن الشيخ موسى بوخمسين الذي توفي في حادث مروّع أودى بحياته عام 1399هـ و هذا نصّها :
29 / 9/ 79
بسم الله الرحمن الرحيم .
سيّد العالم الفاضل و المهذّب الكامل ذي الشّرف و سلامة الأمجاد ممن سلف ، أعني به سيّدي و سندي العالم الجليل جناب الشّيخ باقر بوخمسين المحترم .
تحية و احتراماً ، يسرّني أن تصلكم رسالتي و أنتم و جميع الأهل في أتمّ الصّحة والعافية أمّا الدّاعي مع العِيال ببركة دعائكم و بقيّة المؤمنين في خير و عافية ، لا يهمّنا إلا ألم فراقكم الغالي علينا .
سيّدي بمزيد الأسى و الأسف فوجئت بنبأ الحادث المؤسف في السيّارة الذي راح ضحيّتها عزيزنا نجل أخيكم تقي ، فيا لها من فاجعة عظّم الله لكم جميعا ولنا الأجر في هذا المصاب الجلل ، فلا حول و لا قوّة إلا بالله العلي العظيم ، إنّا لله و إنّا إليه راجعون ، فيا سيّدي أنا أقلّ من ذلك أن أكون أذكّركم بالصّبرلأنّكم ممن يذكّرون بالصّبرالجميل ، و أنكم لكم الأسوة بالأئمةّ الطاهرين ( ع ) ، و أنتم المرشدون لنا جميعاً على طرق الخير و السّعادة و الثّقة بالله جلّ شأنه ، و أنتم الهادون على طريق الصّواب فأرجو من سعادتكم أن تأمرون بإبلاغ تعزيتي الحارّة لجميع ذويكم و متعلّقيكم و على رأسهم والد الفقيد، و ألهمكم جميعاً الصّبر و السّلوان أنّه رحيم منّان ، و أنا إذ أشاطركم المصاب ما لنا إلا أن نقول
إلا ما قاله أئمتنا الأطهار ( ع ) ((قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )) سيّدي عدّة مرات أردت الاتصال بكم هاتفيا ، و لكن ما وفّقت لذلك و إنّي لا أزال أحاول الاتصال بكم هاتفيّا كما و أنّي مازلت و لا أزال رافعا كفّي بالدّعاء لكم بأن يديم ظلّكم على رؤوس الجميع ، و أن لا يرنا فيكم سوء و لا مكروها إنّه سميع مجيب ، منا خدّامكم العيال يقبّلون أياديكم و تقدّمون إليكم بأحرّ التعازي كما منّا الإخوان آل الأربش يهدونكم السّلام ، و في الختام تقبّلوا من حقيركم فائق الاحترام و السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
المخلص
عبدالزهراء الهودار .
إفادات كلّ من :
* إفادة الحاج عبدالهادي بن عبدالزهراء الهودار – الكويت - .
*الشيخ عبدالله الشيخ حسن بو خمسين .
*الأخ الحاج توفيق بن محمد الهودار :
* الراوية الحاج محمد بن الهودار ( بو ملا محسن ) .
* الأستاذ علي بن أحمد الهلال .
* الراوية الحاج عبدالرضا بن محمد بن موسى البوعلي .
* الأستاذ سلمان بن حسين الحجي .
* الشيخ عبدالله بن الشيخ حسن بو خمسين .
* سماحة السيد فيصل المشعل . ( مملكة البحرين )
* الأستاذ نزار العبدالجبار .( العوّاميّة )
* دكتور / بدر المصطفى . ( القطيف )
* الأستاذ حامد بن عبدالنبي الأربش - الكويت .
* الأستاذ سعيد بن منصور العليو . الهفوف .
* الأستاذ محمد العليو . الهفوف .
كتب :أعلام هجر للسيد هاشم الشخص .ديوان ( الوسائل ) للسيد محمد علي السيد عدنان الغريفي .( رسالة في أحوال علماء الفرقة المحقّة الشيخيّة في البصرة ) للعلامة السيد عبدالله الموسوي قدس سرّه .كتاب ( عائلة الخرس ) . الدكتور محمد بن جواد الخرس .كتاب ( المختصر المبين في منازل و مشجرات آل أبي خمسين ) .للمهندس يوسف بن أحمد بو خمسين .( أحسائيون مهاجرون ) للأستاذ الشيخ محمد بن علي الحرز .( الرفعة الشمالية ) الأستاذ سلمان بن حسين الحجي . ( الشيخ باقر بو خمسين ، علم و عطاء و أدب ) للأستاذ الشيخ محمد بن علي الحرز .شكر خاص لمقدّم الرّسالتين الشيخ عبدالله بن الشيخ حسن بو خمسين .
[1]هذا الموقف النبيل حدث كثيرا من بعض الموسرين إبان حياتهم أو في مرض موتهم خاصة في السّنين التي يكون يعمّ فيها الضيق .
[2] ملا أحمد بن محمد بن أحمد بن رمل الأحسائي من مشاهير الخطباء و الأدباء ولد عام 1307هـ في سوق الشيوخ و و تدرّب على الخطابة على يد السيّد سلمان القاروني ،و تنقلّ لأجل الخطابة بين المحمّرة و البصرة و البحرين و الكويت و الأحساء و القطيف ، و عمان و توفي رحمه الله في مسقط يوم الخميس 27 ذو الحجّة عام 1379هـ و نقل جثمانه للنجف الأشرف حيث دفن هناك .
[4]الشيخ عبدالمحسن بن عيسى بن حسن السليم آل علي شيخ عشيرة آل علي الفضليين ، و عمدة العمران و أحد كبار وجهائها و كرمائها البارزين، من مواليد عام 1332هـ ، و حياته مليئة بالإنجازات و منها مساعيه المشكورة للإنجاز مشروع حجز الرمال و التي كانت تهدد العمران ، و مشاركاته في وفود الأحساء و تمثيلها ، و كان يحظى بقبول و ثقة رسمية وشعبية واسعة ، و توفي رحمه الله عام 1408هـ
[5]الحاج محمد بن الشيخ إبراهيم بن عبدالمحسن الخرس من وجهاء الأحساء ، كان يتاجر في مواد البناء كالأخشاب و الاسمنت و ا الغزل و خيوط الزري و أدوات الحواجة ، و الزعفران ، لكن شهرته في إذهان الناس اقترنت بارتباطه كحملداري للحجّ ، حيث كان يفوّج الحجاج من الأحساء و الكويت و البحرين و كانت حملته وقتها من الحملات الرائدة في الخدمات و تنقل الحجاج بالطائرات ،وفي نهاية حياته عمل في تجارة العقار توفي في 21من ذي القعدة عام 1399هـ .
[6]الكلام للراوية الحاج محمد الهودار بو محسن .
[7]و تاريخ وفاته في الأوراق الرّسميّة 17ربيع الأول عام 1341هـ الموافق 7/ 10/ 1922م
[8]توفي في 28 /3/1429هـ
[9]توفي في 14/8/1441هـ
[10]الحاج حسن بن حسين بن حسن الأربش ، من مواليد عام 1905م ، و عمل منذ نعومة أظفاره بالصياغة مهنة آابائه و أجداده ، كما كان مولعا بتربية المواشي ، و تاجر فيها فترة من الزمن ، كما احترف مهنة صبّ الذهب و تصديره للهند ، و هو ممن شارك في بناء سور الكويت عام 1921م ، و لديه رخصة تجارية لصياغة الذهب تعود لعام 1933م ، و قد توفي رحمه الله عام 1972م .
[11] الحاج محمد علي الأربش : هو الحاج محمد علي بن علي بن حسين الأربش من مواليد عام 1918م ، عمل في شبابه كاتبا في شركة نفط الكويت ، كان كثير الأسفار بغرض التجارة للهند و غيرها ، و قد تعددت نشاطاته التجارية بين تجارة المواد الغذائية ، و المواد العامة و الملابس و قد أنشا مصنعا للأكياس البلاستيكية ، و كما زاول النشاط العقاري و الاستثمار في بيع و شراء الأراضي ، و نظرا لعلاقاته الاجتماعية الواسعة اصبح عميدا لعائلته و تصدّر خدمة و أنشطة حسينية الأربش منذ تأسيسها مع والده رحمهما الله تعالى و توفي رحمه الله في 28 / 6/ 1987م
جديد الموقع
- 2024-04-25 13298 خريجًا وخريجة أمير الشرقية يرعى حفل تخرج الدفعة الـ 45 من خريجي جامعة الملك فيصل بالاحساء
- 2024-04-25 %150 زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار الأحساء
- 2024-04-25 16 جمعية وقفية في المناطق والمحافظات
- 2024-04-25 احصل على 800 ختمة قرآنية شهرياً
- 2024-04-24 جمعية البيئة الخضراء بالأحساء تكرم البورشيد لاطلاقه (ديك الماء)
- 2024-04-24 الأمير محمد بن عبد الرحمن رئيساً فخرياً لجمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم
- 2024-04-24 جود بخاري تحقق أول برونزية سعودية في البطولة الآسيوية للبلياردو
- 2024-04-24 في أسبوعه العالمي .. خوجة : التطعيمات واجهت عبر التاريخ شراسة الفيروسات
- 2024-04-24 صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز ال سعود يفتتح مستشفى الموسى للتأهيل بالاحساء
- 2024-04-24 مبدعات في الرواية والمسرح والشعر من دول مجلس التعاون الخليجي جواهر القاسمي تكرم الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية