أقلام وكتابات
2019/08/28 | 0 | 3832
حذاء فاخر
بينما كان قريبي عبدالعزيز يتمشى في سوق السالمية في الكويت مرّ على واجهة محل أحذية فاخرة ، استوقف حذاء جميل ذو لون بني مميز مزدان بعلامة ذهبية برّاقة ، بريق الحذاء جعله يدخل للمحل و يقلبه فوجده مريحا و جذابا و مغريا بالشراء ، لكن سعره المدوّن علي ) حوالي ٧٥٠ ريال سعودي (حال بينه و بين شراءه فاعتذر للبائع و خرج من المحل و بعد خطوات ، كانت نفسه تنازعه للعودة و اقتناء هذا الحذاء و قد حمّسه أكثر للرجوع تذكره شراء زوجته حقيبة جلدية فاخرة بألفي ريال و قال في نفسه :
إذا كانت تتنعم فأنا من يكدح و يشقى و أنا جدير بشىء من التنعم أيضا بمالي ، فرجع و اشترى الحذاء .
بعد أيام دخل عبدالعزيز مجلس عزاء لوفاة سيدة كبيرة في السن و كعادته وضع الحذاء في مكانه المخصص كانت ذلك اليوم هو أول يوم ينتعل هذا الحذاء ، و بعد أن أداء واجب العزاء خرج للانصراف ، لكنه لم يجد الحذاء في مكانه !!!!
توقف كثيرا لعله وضعه في مكان آخر !! لعله اشتبه في موضعه !! و بعد مزيد من البحث لاحت له التفاته لرجل مسن يجلس على كرسي في مدخل الحسينية ، كان يقضم شيئا في زوج حذاء !!! و عندما حقق النظر كان ذلك الحذاء حذاءه !!!!
عندها اقترب منه عبدالعزيز و قال :
ماذا تفعل ؟
المسن : أنت صاحب هذا الحذاء ؟؟!
عبدالعزيز : نعم و لكن ماذا تفعل ؟؟
المسن : أنت رجل بشوارب و تلبس حذاء سيدات !!! و في الاثناء مدّ الحذاء و اشار للزر الذهبي الذي انخلع نسبيا من موضعه و صار يتدلى بينما سقط الزرالذهبي الأول من حجره على الارض فكادت عينا عبدالعزيز تخرج من محجريهما تعجبا ، لكن الرجل المسن لم يمهله بل واصل هجومه و صار يستوقف الخارجين من العزاء و يعرض لهم اكتشافه و منجزه تجاهه ، سقط في يد عبدالعزيز و صار يقلب كفا على كف فماذا يفعل ؟؟ تجاه اجتهاد هذا الرجل المسن !!! و ما كان منه الا ان استلم حذاءه و ركب السيارة حافيا ، ثم رماه في زاوية من زوايا البيت !!!
سلوك هذا الرجل المسن ذكرني بسلوكيات نراها و نتابعها كثيرا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي فكثيرا ما نرى او نسمع آراء لاشخاص نصبوا أنفسهم نقادا اجتماعيين ، و للاسف الكثير منهم لا يمتلك الدراية الاجتماعية او الميزان العقلي أو الشرعي أو السلطة و التي تجعله يدلي بتلك الآراء و التي قد تمس مشاعر الناس او سلوكهم أو افكارهم او ممارساتهم و قد تصل معالجة بعضهم للفكرة او الممارسة حد التعدي كما فعل بحذاء عبدالعزيز .
في الجهة المقابلة نجد سلوك الناس و ردود أفعالهم تجاه اولئك متباينة لكن في أحيان كثيرة ، فهناك من يتوقف عن الرد بحكم نمط تربيته الذي يتجافى الرد عن كبار السن أو أهل الغفلة .
و هناك من يعتبرها نكتة سمجة و يرميها وراء ظهره .
و الأغلب الأعم يمكن أن نسميهم الأغلبية الصامتة و التي لا تكترث أصلا لمثل هذه السلوكيات .
و هناك من يجدها فرصة للنكات فيبعث في نفس المتحدث او ذلك المرء دفعة من المديح ينفخ فيه روح الحماسة لمزيد من هذا التوجه .
أما شباب الاعلام الجديد فيمكن أن يحولوه لبوستر فكاهي او يضمنوا صورته او حديثه مقاطع ساخرة .
الخلاصة : نهمس في أذن من يسلك هذا السلوك أن سكوت المجتمع لا يعني غالبا الرضا بل ربما تحولت لمادة ساخرة .او اراجوز اجتماعي .
جديد الموقع
- 2024-04-25 اترك أثراً إيجابياً.
- 2024-04-25 مؤسسة رضا الوقفية تكرم الفائزين في مسابقتها التصوير الفوتوغرافي - النسخة الثانية
- 2024-04-25 «خيوط المعازيب».. والذاكرة المنسية
- 2024-04-25 ناشط قرائي
- 2024-04-25 يحيى العبداللطيف و ( دكتوراه ) جديدة لسجل شرف ( الينابيع الهَجَريّة )
- 2024-04-25 13298 خريجًا وخريجة أمير الشرقية يرعى حفل تخرج الدفعة الـ 45 من خريجي جامعة الملك فيصل بالاحساء
- 2024-04-25 %150 زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار الأحساء
- 2024-04-25 16 جمعية وقفية في المناطق والمحافظات
- 2024-04-25 احصل على 800 ختمة قرآنية شهرياً
- 2024-04-24 جمعية البيئة الخضراء بالأحساء تكرم البورشيد لاطلاقه (ديك الماء)