2010/10/01 | 0 | 2140
هوامش تدقيقية على دعوى التزوير في حديث الكساء (10)
تختص هذه الحلقة بمناقشة القراءة المتفردة للشيخ الراضي حول مسيرة حديث الكساء في كتب ونتاج عدة من المشايخ منهم الشيخ عباس القمي .. بعد أن ناقش الشيخ الراضي ( بصرنا الله وإياه طريق السداد ) نسبة الحديث إلى كتاب الطريحي و الديلمي أستمر بتقصي وجود الحديث في الكتب الأخرى وهي كتاب العلوي، والشيخ علي نقي الأحسائي، والشيخ عباس القمي ، وكتاب التحقيق في سند حديث الكساء للمؤلف: علي أصغر فيض بور.. وسوف نتابعه في دراستها واحدا بتلو الآخر إن شاء الله تعالى:
العلوي الدمشقي:
قال : "" نقل بعض الأعاظم أن هذا الحديث قد رواه السيد ... العلوي الدمشقي نقله بسنده المتصل إلى صفية بنت شيبة وهي عن عائشة وهذا الكتاب لم يكن موجودا عندنا ولكن نحتمل أن المراد به هو الحديث المتواتر المتقدم ذكره وإحدى طرقه صفية بنت شيبة عن أم المؤمنين عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه واله وقد تقدم نقله ..."".
لا شك أن أتحاد الراوي الأول والثاني وهو صفية بنت شيبة عن أم المؤمنين بين حديث الكساء المشهور ولم نره لعدم توفر الكتاب المشار إليه وبين ما رأيناه في معظم كتب التفاسير والرواية قرينة تقدح في النفس مثل هذا الاحتمال الذي ابرزه الشيخ الراضي أي أن يكون ما في كتابه هو عين المتن المتواتر ..
ولا شيء يلفت عيني الناقد هنا إلا مسألة واحدة وهي:
أن الشيخ الكريم ذو حساسية مفرطة من شهادات الآخرين حتى لو كانوا علماء ممن تميزوا بالتبحر فإن رأيهم ليس بذي بال لديه وإن كانت شهادتهم على وجود الحديث في هذا الكتاب أو ذاك بالرؤية الحسية ؟!!
من هو بعض الأعاظم الذي ألمح إليه ؟
هو السيد شهاب الدين المرعشي النجفي الخبير بالآثار والعليم بذخائر ونفائس التراث فإننا بعد أن نقف على كلمته حرفيا (ضمن موسوعة إحقاق الحق ) سنعرف بأن الشيخ الحبيب قد جفى هذا السيد ولم يوفي له بحقه عليه:
قال السيد شهاب الدين المرعشي بعد أن نقل متن حديث الكساء المشهور عن رسالة الشيخ محمد تقي اليزدي البافقي قال: "" وممن نقل المتن العلامة الجليل الثقة الثبت شيخنا فخر الدين محمد العلي الطريحي صاحب مجمع البحرين في كتاب المنتخب الكبير ... حتى قال بعد سطر واحد: وممن يوجد في كلماته هذا المتن العلامة الجليل الديلمي ... ثم قال بعد سطر أيضا: وكذا الحسين العلوي الدمشقي الحنفي من أسرة نقباء الشام وقد رأيته بخطه "". إحقاق الحق:ج2/ 558.
فإن مقتضى سياق كلام السيد المرعشي أن يكون المقصود بما رواه العلوي الدمشقي هو حديث الكساء الواقع في بيت فاطمة عليها السلام بتلك التفاصيل الجليلة ويدل على ذلك أمور:-
الأول: أن السيد النجفي المرعشي قد ختم الكلام على طرق حديث الكساء المعروف بين المسلمين قبل هذا الموضع الذي أشار فيه إلى رواية السيد العلوي الدمشقي في ص 553 أي قبله بخمس صفحات قال" ولنختم الكلام بإيراد نسخة من حديث الكساء سائرة دائرة في مجالس المؤمنين شيعة آل رسول الله صلى الله عليه واله يستشفى بقرائته عند المرضى ويطلب قضاء الحاجات ... " .
الثاني: أن الحديث قبل وبعد الاستشهاد بكلام العلوي كان يتناول موضوع الحديث الدائر والذائع بين المؤمنين، وإن كان من غير البعيد أن لا تتوافق رواية العلوي الدمشقي مع المتن المعروف إلى حد التطابق إلا أن رواية جزء منه يكفي في دفع أحتمال الوضع والتزوير في أصل الحديث؛ لأن من البعيد أن يتمكن المزور من كل هذه الكتب العديدة والتي تختلف باختلاف المذهب والزمن ومكان النسخ والناسخ ..
الثالث: وهو أبين شيء على أن ما جاء في كتاب الدمشقي روايتان إحداهما يشاكل ما رواه العامة والثانية منهما توافق الرواية المفصلة في بعض كتب الشيعة الإمامية وذلك أن السيد المرعشي قسم الرواة إلى قسمين أحدهما من خرج لحديث الكساء بنحو عام وشأن نزول آية التطهير في أهل البيت عليهم السلام وقسم ذلك إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: ما وقف عليه بالتنقيب و البحث (إحقاق الحق:2/ 502).
القسم الثاني: ما نقله بواسطة العلامة المجلسي (ن:م/ 545).
القسم الثالث: ما نقله بواسطة السيد هاشم البحراني (ن:م/ "" ).
القسم الرابع:ما ينقله عن أصحابنا وهي تربوا على الألوف كما صرح بذلك (ن:م/ 548).
وجميع هذه الأقسام تعنى برواية حديث الكساء العام..
وقد أدرج المرعشي اسم العلوي الدمشقي ضمن القسم الأول، وبعد أن أنتهى من الأقسام الأربعة ساق عبارته التي نقلناها في أختتامه الكلام برواية حديث الكساء المفصل ونقله عن عدة منهم البافقي والديلمي وغيرهما وأدرج اسم العلوي الدمشقي ضمنهم أيضا وكان قد شهد على نفسه في كلا الموضعين أنه رأى الكتاب بخطه فقال في الموضع الأول :"" ومنهم العلامة المحدث ابو محمد الحسين بن محمد بن أحمد العلوي الدمشقي من اسرة نقباء الشام في كتاب المناقب رأيت بخطه الشريف رواية حديث الكساء وقد أنهى سنده إلى صفية بنت شيبة وهي عن عائشة وكان تاريخ الكتاب سنة 978 "".
وأما عبارته الخاصة بالموضع الثاني فقد قدمناها في السطور القليلة الماضية ..
وقصارى الكلام :
أن أحتمالك يا جناب الشيخ لا يُـعـَـادله المنصف بوقوف السيد المرعشي على الكتاب بخط مصنفه ورأيته للروايتين فيه !
الشيخ علي نقي الأحسائي:
قال الشيخ الراضي في الحلقة المذكورة: "" الشيخ علي نقي بن الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي المتوفي 1246هـ له كتاب نهج المحجة في فضائل الأئمة فرغ منه سنة 1235هـ طبع الكتاب في مجلدين في تبريز سنة 1373هـ قال صاحب الذريعة ورأيت النقل عنه لحديث الكساء لكنه أخصر مما في منتخب الطريحي"".
وإن لفن علم الحديث كلمة لم يعقب بها الشيخ المحترم وقد غفل عنها وتلك هي:
أن مجيء الرواية عند الشيخ الأحسائي ضمن كتاب نهج المحجة(ج2/ 39) بشكل أخصر مما جاء به الطريحي دليل على تعدد المأخذ فلم يأخذا الرواية عن مصدر واحد وفي هذا دعم لاحتمال أن يكون الحديث من غير متفردات الشيخ الطريحي كما ظن ذلك بعض الأعلام وسيأتي ذكر بعضهم إن شاء الله تعالى .
إذ أن القاعدة في فن الحديث على أن النقص والزيادة تأتي من تعدد الرواة واختصار البعض منهم و تفصيل البعض الآخر !
حديث الكساء وكتاب مفاتيح الجنان:
ثم إن الشيخ الراضي (أعاننا الله وإياه على مخافته وخشيته) سلط الكشاف على حديث الكساء في كتاب مفاتيح الجنان واغرق كثيرا في بيان أن دعوى جزئية حديث الكساء من هذا الكتاب دعوى تسخر منها العقول لأنه لا يتصل معه بنسب؛ لشهادة ما جاء في مقدمة الشيخ لكتابه، وشهادة عدم اتحاد موضع الحديث في الطبعات القديمة والحديثة، فمرة نلفيه في آخر الكتاب ومرة في وسطه !! بل ويشهد على عدم أعتبار الشيخ القمي به ما جاء منه في كتابي منتهى الآمال والكنى والألقاب..
ولم يكتفي الشيخ الراضي بهذا القدر ولكنه أراد أن يسدد بسهام الإدانة والاستنكار لمن قام بإضافة الحديث في كتاب مفاتيح الجنان فخلع على هذا العمل وصف التحريف المتطور وغير العادي !!
وسوف نجري مع الموضوع بنفس خطواته ..
1 ما هي نظرة الشيخ القمي إلى حديث الكساء ؟
الشيء الحسن في الموضوع هو تناول الشيخ القمي لحديث الكساء في عدة من مؤلفاته فقد أعطى إفادات خاصة حول نص حديث الكساء في كتابه منتهى الآمال، وفي كتابه الكنى والألقاب وقد جاء الشيخ الراضي بعبارتيه في كل منهما .. و هناك إفادة مشابهة في كتابه هداية الأحباب في ذكر المعروفين بالكنى والألقاب والأنساب فقد تضمن تعريفه بالشيخ الديلمي النص التالي :
"" الشيخ المحدث الوجيه النبيه الحسن بن أبي الحسن محمد الديلمي صاحب كتاب إرشاد القلوب....حتى يقول: قيل إن حديث الكساء المشهور الذي يعد من منفردات منتخب الطريحي موجود في غرر الأخبار لهذا الشيخ "" (هداية الإحباب:190).
وقد حملتني الصراحة في صدر البحث على أن أقول بأننا لسنا ممن يقاتل من أجل تصحيح حديث الكساء وأن هذه ليست هي قضية القضايا بيننا وبين الشيخ الراضي وإن كنا نقدر من يقول بصحته من الأساتذة الكرام ( قذفنا الله وإياهم بنوره الذي يقذفه في قلب من يشاء )، بل إن قضية القضايا هي دعوى الوضع والتزوير وأما كون الحديث ضعيفا بالتقدير السندي (لا بتقدير الدلالة والمؤدى) فأمر مقبول ولو جنح إليه رأي الشيخ الراضي لما كان مثيرا ولما تلقيناه كما تتلقى الآذان مقاطع الشجى ؟!
بيد أنه أصر وأكثر من الفر والكر لاثبات أن الحديث موضوع و ملفق وإن دون إثبات ذلك حلب الذكور ؟!!
ملاحظات على قراءة الشيخ الراضي لتراث القمي !
أ ) لقد سبق وأن أطلعنا القارئ الحصيف في طيات الأبحاث المتقدمة أن الشيخ الكريم قد طغى به الحماس لما ينتصر له من أراء واتجاهات وهو حماس غير مألوف ظهرت علاماته في سطوره ومقاطعه في هذه المقالة وتلك وفي هذا البحث وذاك ومن تلك العلامات أنه يستهيل ويضخم في الصور بداخله بطريقة لا يملك معها نفسه فهو قد لا يقصد المبالغة لذاتها وإن كانت لا تكاد تفارق اسلوبه ولكنها طبيعة الحماس والاندفاع نحو الاتجاهات الشاذة في علم الحديث والتي اهتم بها الشيخ فذهبت بقلمه بعيدا !!
ومن مظان ذلك ما جاء في الحلقة المنوه بها في نقله تقييم الشيخ القمي لحديث الكساء قال: "" لقد كان موقف الشيخ عباس القمي المتوفي:22/12/1359هـ من هذا الحديث موقفا سلبيا ولعله هو أول من طعن في هذا الحديث وذلك..."".
إذن فالشيخ القمي له موقف سلبي من حديث الكساء
وإنه يطعن في حديث الكساء !!
وإن هذه الطريقة من القراءة لرأي الشيخ القمي تشعل بنار الفضول في النفوس وتدفعها إلى قراءة كلماته لترى ما هي طبيعة الموقف السلبي و الطعن في هذا الحديث الجليل ولكن من عظيم الأسف أننا لو بحثنا وظللنا نبحث في تراث الشيخ القمي وراء السطور والفقرات التي تحكي توصيف الشيخ الراضي لم يزدنا ذلك البحث إلا بعدا !!
فلا شيء في إفاضات الشيخ القمي يشهد على أمانة طريقة الشيخ الراضي (أكرمه الله) في قراءته لكلماته !!
وسوف نترك (القارئ الذكي) مع ما أورده الشيخ الراضي نقلا عن الشيخ القمي ليقول رأيه بحرية:
قال في منتهى الأمال: "" أما حديث الكساء المعروف عندنا الآن فإنه لم يورد في الكتب المعروفة المعتبرة وفي أصول الحديث والمجامع المتقنة للمحدثين بهذه الكيفية ويمكن القول بأن هذا من خصائص كتاب المنتخب "" (منتهى الأمال ج1/ 788).
وفي كتاب الكنى والألقاب: "" قيل إن حديث الكساء المشهور الذي يعد من متفردات منتخب الطريحي موجود في غرر هذا الشيخ ""(الكنى والألقاب:ج2/ 238).
و ينزع إليه في الشبه ما نقلنا عن هداية الأحباب (تقدم تخريجه).
والسؤال الذي يستقبلنا أين هو الموقف السلبي وأين هو الطعن المباشر أو غير المباشر من الشيخ القمي ؟
هل إشارته إلى عدم احتلاله شيئا من صفحات الكتب المعتبرة التي عليها المعول موقفا سلبيا ؟!
إذن فمن الجائز أن ينسب إلى الشيخ القمي الموقف السلبي تجاه كل حديث لم يجيء في الكتب المتميزة بالاتقان !
بل لنا أن ننمي إليه القول بالموقف السلبي من مشروع البحار ومشاريع السيد هاشم البحراني و مدرسة السيد البرجوردي المتمثلة في كتاب جامع أحاديث الشيعة.. لأنها انفتحت على الكتب غير المتقنة فجاءت إلى القارئ الشيعي بأضعاف أضعاف ما في الكتب المتقنة وإن قسما وافرا منها تجده في مصدر واحد لا ند له في المصادر الأخرى حتى غير المعتبرة !
وأخيرا فإن ما ينساق من كلمة (موقف سلبي) هو إهمال الشيخ القمي لحديث الكساء المشهور وتخليه عن قراءته له في حياته والإشاحة عن التوسل به لتذليل صعوباته فهل ثبت هذا في أحوال الشيخ القمي ولو بحكاية ضعيفة يا شيخنا الراضي ؟!
واين قوله الذي ينطبق عليه الطعن في حديث الكساء المشهور بكل ما تأذن به كلمة الطعن من معنى ؟
هل الإقرار بضعف حديث ما، يرجع بالطعن عليه ؟
نعم لو كان قد عـَـدّ ل الشيخ الراضي عبارته وقال:" لعله (القمي) أول من طعن في صحته " لكان أوفق وأشبه بالمصطلح العلمي !!
إذ لا يذهب على القارئ النبيه الفرق الكبير بين الطعن في الحديث والطعن في صحته .. فإن الطعن في الحديث يساوي نفيه عن ساحة أهل البيت عليهم السلام والإمضاء على دعوى الوضع والتزوير والتلفيق مثلا وهذا ما لم يرد في شيء من عبارات الشيخ القمي !
ونؤكد على أن من إشكاليات الخطاب مع الشيخ الراضي أن المصطلحات العلمية تتذبذب بين يديه فقد يأتي بالتسمية على أصولها وقد يخالف تلك الأصول فمثلا نراه قد رجع في ص 6 من ح 5 وعبر أخيرا بما كنا نتمنى أن يعبر به أولا فقال في الملاحظة على إسناد السيد صادق الشيرازي حديث الكساء إلى القمي: "" إن الشيخ عباس القمي لعله هو أول من أشار إلى عدم صحة هذا الحديث..."" !!
وأيضا لا يذهب على قارئنا الفاضل أن الشيخ القمي كان يتدرج في الاطلاع دليل ذلك أنه حصر الحديث في نقل الطريحي وهو يعالج المسألة في كتاب منتهى الآمال، ثم لما بدأ تجربة جديدة في الكتابة مع الكنى والألقاب حكى نقلا لوجود الحديث في غرر الأخبار وهذا يدل على التوسع في الإطلاع بشكل تدريجي، بل ويدل على اعتداد الشيخ القمي بمن حكى له ونقل له عن كتاب غرر الأخبار ولم يكن ينظر له قولا هزيلا، ولذا رأى من السائغ تكراره في مؤلفين وهما الكنى والألقاب أولا وهدية الأحباب آخرا ..
ولكن يشتد العجب مع الشيخ الراضي انه وبعد أن نقل فقرات كتابي المنتهى والكنى لم يصل إلى ما يصل إليه كل قارئ من أن الشيخ القمي قد تدرج في الاطلاع على مواضع الحديث بل أصر على أن الشيخ القمي يعد هذا الحديث من متفردات الطريحي قال في ص3 من ح 5:
"" فهو يعد هذا الحديث من متفردات الطريحي في منتخبه و لم ينقله غيره "" !!
علما بأننا لو لم نستطع أن نقول باعتقاد الشيخ القمي بوجود الحديث في غرر الآخبار سابقا على الطريحي فلا أقل من شكه في وجوده عند غير الطريحي لا أنه يعده من متفرداته رغما على ما نقل له من وجوده في غيره !
التزوير في كتاب مفاتيح الجنان ؟
ابرز الشيخ الراضي كلام القمي في أول مفاتيح الجنان وحرصه العظيم على عدم تطرق الزيادة إلى كتابه من قبل أحد حتى أنه لم يخول ذلك لنفسه فعندما عنـّى له أن يضيف عليه بعد أن انتشر صيته وذاع وشاع كتب ملحقا وأرفقه بالكتاب .. وذكر نص كلامه الذي يدعو فيه على من تسول له نفسه العبث بكتاب مفاتيح الجنان بشيء..
ولم نعرف ما الهدف أبراز عنوان التزوير في كتاب مفاتيح الجنان؟
وما الهدف من سوق كلام الشيخ القمي؟
حتى قال في نهاية الكلام :
"" ثم إن الخطاط للكتاب للنسخة الخامسة وباللغة الفارسية في سنة 1359 هـ قد جعل له ملحقا ثانيا قال إن الشيخ عباس القمي قد اشار إلى بعض الأدعية وتركها لطولها ثم ذكرها هو كملحق ثان ...""
ولعلنا لا نجانب الصواب إذا ما نفينا الترابط بين العنوان والمحتوى لأن هذا الخطاط لم يعبث في كتاب مفاتيح الجنان بل أضاف له ملحقا كما صنع المؤلف نفسه حينما أراد أن يرفق بالكتاب مطالبا جديدة وأنه لم يتعوذ إلا ممن يحاول أن يعبث في المتن مباشرة فهذا الخطاط لم يخرج عن حدود التشرع كما هو واضح !
التحريف في النتاج الفكري للشيخ القمي ..
لقد ألمع الشيخ الراضي (عفى الله عنا وعنه) إلى بعض المساعي غير المسؤولة والأيادي التي لا تتأثم في العبث في الذخائر الفكرية لنحوم العلماء والمحققين فغيرت وأضافت في منتهى الآمال ومفاتيح الجنان ما لم يكن على بال المؤلف بحسبان !!
فحذف تقديره السندي لحديث الكساء من إحدى ترجمات كتاب منتهى الآمال .. وأضيف الحديث بسنده (عن كتاب العوالم ) إلى كتاب مفاتيح الجنان في حركة متدرجة قد استعرضها الشيخ الراضي ..
وهنا لا نرسل القلم ليفند أو يبدد في كلام الشيخ الراضي بل إننا نتضامن معه وندين هذه الجهود التي عليها دائرة الشبهة ونستخف بهذه المساعي أيما استخفاف، وما يطيب لي أن أستدرك به أن الإدانة لا تستوعب كتاب منتخب مفاتيح الجنان الذي قام به المرعشي النجفي لأن الإنتخاب تأليف آخر يحسب لمنتخبه لا لمصنف الكتاب الأول فمثلا كتاب مفاتيح البلاغة يدرج في مؤلفات السكاكي ومختصر تلخيص المفاتيح يدرج في مؤلفات التفتازني وكتاب الشافي في الإمامة ينسب للشريف المرتضى وكتاب تلخيص الشافي ينسب للشيخ الطوسي، وكتاب الرجال يعد من أعمال الكشي وكتاب اختيار معرفة الرجال يعد من أعمال الشيخ الطوسي، وكتاب الإلهيات ينسب إلى الشيخ السبحاني وكتاب مختصر الإلهيات ينسب إلى الشيخ الرباني ودواليك ..
لكن ما ربما يفهم من الشيخ الراضي حينما أدرج كتاب المنتخب للسيد المرعشي في المحتوى الذي كان يشرح فيه عنوانه الرئيس (تطور التحريف) عمل غير لائق !!
إلا إذا اعتذر بأن هذا جانب آخر من البحث حول السند لحديث الكساء لا للاستشهاد على محاولات التحريف ولذا قال معقبا ص5ح5: "" ولم يذكر السند ولم ينقل المستند "".
جديد الموقع
- 2024-05-10 افراح سادة المكي بالمبرز تهانينا
- 2024-05-10 افراح البخيت والناجم بالمطيرفي تهانينا
- 2024-05-10 الأمير بدر.. الشاعر الذي منح موهبته الحياة كلها
- 2024-05-09 ما بعد الوظيفة (2)
- 2024-05-09 ناصر الجاسم.. في مجموعته القصصية «العبور».. القاص المسكون بهاجس من ذاكرته الشعبية.
- 2024-05-09 كيف يصرح الأديب بحبه
- 2024-05-09 (التعويض عن الضرر المعنوي في النظام السعودي)
- 2024-05-09 الدفاع المدني بمنطقة القصيم تكرم الإعلامي زهير الغزال
- 2024-05-08 جامعة الملك فيصل تشارك في مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط لهندسة العمليات 2024 بالظهران إكسبو
- 2024-05-07 فاطمة السحاري : لا يسعفني قلمي ولا وجعي .. فالمسافر راح .. فرحمة الله تحتويك يا "البدر"