2017/03/06 | 0 | 3608
ما حقيقة السحر
تدل هذه الآيات المباركة على أن السحر عمل باطل وهو على عكس الحق، كما أنها تشير أن طريق الساحر ليس له علاقة بالفلاح؛ بل عكسه. كما تنص الآيات أيضا أن التصور الذي يتصوره الناس عن السحر مجرد وهم ورثوه الناس عن آبائهم؛ كما أن السحر عمل باطل ولا يمكن له أن يقف في وجه قدرة الله سبحانه وتعالى وأن إرادة الله هي العليا مهما حاول المجرمون حرف الحقيقة أو استخدام أي سبيل لمواجهة الحق الذي يمثله الأنبياء على هذه الأرض البسيطة.
جميع المسلمين (بما في ذلك أصحاب الديانات الإبراهيمية لأن دين إبراهيم الإسلام) يعتقدون أن الله سبحانه هو الحق وهو صاحب السلطة المطلقة ولا ينازعه في ملكه أحد؛ الواحد القهار ذو الجلال والإكرام. عندما يأتي الدور علينا كمسلمين مؤمنين برسالة محمد (ص) فإننا نعتقد أن محمدا (ص) هو أفضل الأنبياء والرسل وأنه خير البشر وأن سلطته نافذة من بعد الله سبحانه وبأذنه، وكذلك أنه أفضل الخلق قاطبة لأنه أرقى من الملائكة والجن الذين وجب عليهم اتباعه.
لنرجع قليلا للوراء لنتأكد أن سحرة فرعون لم يصمدوا أمام نبي الله موسى (ع)، وتذكروا أن موسى (ع) ليس بأفضل من محمد (ص). نبي الله سليمان (ع) ورث داوود (ع) الذي ورث طالوت الذي ورث موسى (ع). نسبيا، موسى (ع) أفضل من سليمان (ع) الذي كان زعيما للإنس والجن والعفاريت وجميع مخلوقات الله على الأرض بما فيهم الدواب والطيور، وبذلك نتوصل إلى أنه ليس أفضل من محمد (ص).
نأتي لحبيب الله وحبيب قلوب المؤمنين وسيد الخلق والمرسلين محمد بن عبد الله (ص) والذي تفوق رتبته درجة جميع الأنبياء، بما فيهم أولي العزم من الرسل، ومنها نستخلص أنه سيهزم جميع السحرة وإن اجتمعوا عليه منذ بدء الخليقة إلى قيام يوم الدين، وأنه أيضا رئيس جميع المخلوقات التي تزعمها سليمان (ع) بما فيهم سليمان نفسه. الآن، دعونا نرى ماذا يقول الرسول (ص) عن نفسه وماذا يقول عنه القرآن تأكيدا لهذا الاعتراف المهم في سورة الأعراف: قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188). إذا كان محمد (ص) لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا فمن المؤكد أن الذين من دونه لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا، ناهيك أن يملكوا لغيرهم نفعا أو ضرا، وهذا يعني أن الملائكة والعفاريت والجن والإنس وباقي الأنبياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا، فكيف بهم يستطيعون أن ينفعوا أو يضروا غيرهم، علما أن فاقد الشيء لا يعطيه؟!
لنأتي اليوم لواقعنا الذي لا يرضي الله ولا رسوله ولا المؤمنون. قال أحدهم: عندما كشف المطر القبور أو عندما تم هدم البناء على بعض القبور بانت الكثير من الأسحار المدفونة؟! أولا، هذا العمل مرفوض جملة وتفصيلا ولا يمكن لمؤمن أن يقوم به، ولا يفعله إلا شخص عديم الإيمان والضمير. ثانيا، هذا الفعل لا ينفع ولا يضر أصلا وإن توهم البعض واعتقدوا بهذا الشيء. هذا مجرد هراء وجهل مدقع. من الذي يستطيع أن يغير قضاء الله أو قدره؟ المؤمن بالقرآن يعرف أن السحرة لم يستطيعوا هزيمة موسى (ع)، فهل يعقل لهم أن يهزموا الله جل وعلا؟ هذه الأسحار (والتي هي مجرد أوهام) من سيقوم بتنفيذها؟ عفاريت؟ جن؟ ملائكة؟ بشر؟ حيوانات؟ فضائيون؟ كل هؤلاء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا، فكيف بهم يستطيعون أن يضروا أو ينفعوا غيرهم؟! مقابرنا مليئة بالمصاحف. موتانا ملحفون بالمحابر وأدعية الصالحين. كيف يستطيع الشياطين اختراق كل هذه التحصينات؟! هل يعقل أن الشياطين أقوى من الله ليخترقوا تحصينات كلماته؟! هل هم أقوى من محمد (ص) وآله ومن اتبعه بإحسان؟! أين الإيمان؟ أين العقل؟ أين المنطق؟
عموما، لا وجود في هذه الحياة لما يُسمى بالسحر الخارق أو ما يُظَّنُ أنه ينفع أن يضر. كل هذا مجرد خدع وحيل فيزيائية أو كيميائية أو نفسية، أي أنه يقوم الساحر بتوجيه تركيز المشاهد إلى شيء معين ليقوم هو بفعل من وراء الكواليس لا يُبان للمشاهد حيث بيّن علماء النفس هذه القضية في كثير من المواضع ولقد كتبتُ عن هذا من قبل في موضوع "وهم الانتباه" والذي تم نشره في موقع المطيرفي (راجع المصدر الثاني). ولتأكيد أن خروقية السحر مجرد وهم، وضعت جائزة قيمتها مليون دولار منذ عام 1946م لكل من يأتي بحيلة سحرية خارقة للعادة، وإلى الآن لم يستطع أي كان أن يحصدها، وللتزود أكثر عن هذه الجائزة عليكم مراجعة المصدر الأول.
أعرف، بل متيقن، من أن الذين لا يريدون أن يصدقوا أن السحر مجرد لعب على عقول وذقون الناس سيستدلون بالقرآن ليس ليؤكدوا قوى السحر الخارقة، ولكن واقعا هم يؤكدون ويوثقون جهلهم، بل وعدم إيمانهم بما جاء في كتاب الله والذي ينص ويقول إن السحر عمل باطل، وهذا يعني أنه عديم الجدوى والفائدة والتأثير. مثلا، الصلاة الباطلة تعاد لأنها غير مقبولة ولا تأثير لها. هناك الكثير ممن يحاولون إثبات موروثاتهم الأسطورية من خلال القرآن، ولكنهم لو تمعنوا قليلا فيه أو فهموه كما يجب لما ظنوا بالله الظنون.
جديد الموقع
- 2024-05-17 أفراح الجزيري تهانينا
- 2024-05-17 الكتاب الذي ينسيك أنك تقرأ
- 2024-05-17 انقطاع العلاقات بعد التقاعد.
- 2024-05-16 خطط مرحلية لإنجاز مشاريع ( سفلتة مخططات المنح ) بالأحساء
- 2024-05-16 سمو محافظ الأحساء يستقبل وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان للتخصيص والاستدامة المالية
- 2024-05-16 " لوحات تفاعلية " في المواقع الحرجة مرورياً بالاحساء
- 2024-05-16 مكافحة متلازمة المحتال والهدف هو مساعدة الطلاب الذين لا يثقون بأنفسهم محاضر في علم النفس يركز على مكافحة العقلية السلبية
- 2024-05-16 24 مشروعا رياديا في ختام برنامج منشآت بالأحساء
- 2024-05-16 الخطوط الفنية والعملية مع كتاب عقلية فقيه (مع الشيخ حبيب بن قرين الأحسائي ) للمؤلف / الشيخ عبد الجليل البن سعد)
- 2024-05-16 هل انتفت ثنائية المركز والهامش ؟