2022/05/20 | 0 | 1030
عبدالله بن عبدالمحسن الشايب مدرب الشباب وجامع الأمثال وأسماء النخيل
اليمامة -ذاكرة حية - محمد عبد الرزاق القشعمي
سمعت بالمهندس عبدالله الشايب قبل لقائه، وأعجبت بنشاطه وكتاباته عن الحياة الاجتماعية في الأحساء واهتمامه بالتراث العمراني التقليدي وإعادة تأهيله.
وقبل عشر سنوات قام الزميل الروائي محمد المزيني بزيارة للأحساء لتسجيل حلقات من برنامجه التلفزيوني الثقافي (الصالون السردي) مع عدد من أبناء المنطقة في منتدى الشايب، وبعد فترة زار المهندس الشايب الرياض وكان لي معه أول لقاء..
قابلته في مكتبة الملك فهد الوطنية عام 1435هـ عند زيارته لها، وتكرر اللقاء عند زيارتي لجمعية الثقافة والفنون بالأحساء في العام التالي لإلقاء محاضرة عن أحد أبناء الأحساء وهو عبدالله السليمان المزروع.
عرفت وسمعت كثيراً عنه وعن مشروعه (مركز النخلة) ودوره في تدريب الشباب على الصناعات الحرفية، والذي بدأ رسمياً قبل عشرين سنة ويعتبر أول مركز مهني يرخص له من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني للصناعات الحرفية. وقد قام المركز بتدريب الحرفيين ذكوراً وإناثاً ورفع كفاءتهم وصقل مواهبهم.
وكان بعد حصول الشايب على البكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة البترول – الملك فهد للبترول والمعادن فيما بعد – عام 1400هـ والتي واصل تعلمه بها حتى حصل على الماجستير في تخطيط المدن والأقاليم في الجامعة ذاتها عام 1410هـ عمل بعدها مديراً للتخطيط العمراني ببلدية الأحساء حيث تولى تصميم قرية التراث لمنطقة الأحساء في مهرجان الجنادرية بالرياض. وكان إلى جانب عمله الرسمي يهوى ويهتم بالصناعات الحرفية، والعادات الاجتماعية، والعمارة المحلية، ويكتب في الصحافة من خلال اهتمامه بالجانب الإعلامي فقد كتب سلسلة من المقالات في صفحة التراث في جريدة اليوم وبدأها بـ 55 مقالة عن الموقع الجغرافي للأحساء.. أعقبها بسلسلة أخرى عن الحرف والصناعات القديمة، ومثلها عن العمارة المحلية، والعادات والتقاليد. ولا ينسى قريته (الجبيل) التي خصها ببحث التخرج لشهادة البكالوريوس وقد درس فيه التراث العمراني المحلي وأنماط العمارة وأهدافها والمواد المستخدمة فيها. وقد قام مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربي بطباعة هذا البحث واعتمد كمصدر للدراسات التي تليه.
وجمع أكثر من ثمانية آلاف مثل وكلمات سائرة بالأحساء من أفواه الكبار، ومع شرح تلك الأمثال، وكتب عن أسماء النخيل والمقاييس والأوزان، والصناعات القائمة على النخيل والتقاويم الزراعية، وغيرها.
وقد بذل جهداً كبيراً في إعادة وتأهيل وبناء القيصرية بالهفوف والتي سبق أن أنشئت قبل ستة قرون. بعد أن شب بها حريق في 2 شعبان 1422هـ وكان وقتها يرأس فرع الجمعية السعودية لعلوم العمران، كما اهتم بالأزياء التقليدية والسفرة الأحسائية وأدوات الطبخ وغيرها، ونظم معرضاً للخط العربي بمركز النخلة للصناعات الحرفية، ولا ننسى أنه كتب بمجلة الواحة واختير كأحد أعضاء هيئة تحريرها. وألقى وشارك في كثير من المحاضرات والندوات نذكر منها:
•ندوة الثقافة المادية بمركز التراث الشعبي بدول مجلس التعاون الخليجي بالدوحة 1985م.
•ندوة التراث العمراني بمدينة حمص بسوريا تنظيم المعهد العربي لإنماء المدن 1422هـ.
•ندوة التراث العمراني بالرياض تنظيم الهيئة العليا للسياحة 1421هـ.
•شارك في اللقاء الدولي لمنظمة الإيكوموس العالمي بالمكسيك عام 1998م.
•شارك في ندوة الصناعات الحرفية بمسقط تنظيم وزارة السياحة بعمان 1423هـ.
•شارك في ندوة الإخراج التلفزيوني للتراث بالشارقة تنظيم وزارة الإعلام 1424هـ.
•شارك في المؤتمر الدولي الأول حول التراث والعولمة والبيئة العمرانية بالبحرين 2004م.
•شارك في المؤتمر الدولي للجغرافية العربية في العهد العثماني والعلاقات العربية التركية بأسطنبول 1430هـ، وقدم بحثاً عن قصر إبراهيم بالهفوف مثالاً عن العمارة العثمانية وإعادة تأهيله.
وقد اهتم بالتأصيل للعمارة الأحسائية التقليدية وإعادة تأهيلها مثل: قلعة إبراهيم والطرقات داخل التكوين العمراني، والمسكن الريفي، وبيت الحقل، والزخرفة، والحمامات، والمدرسة الأميرية، ومدرسة القبة ومسجد الجامع بالبطالية وغيرها.
واهتم بمركز النخلة للصناعات الحرفية وجعلها مركزاً لتدريب الأيدي العاملة وتطويرها وإقامة المعارض التراثية بها.
كما وثق نصوص الأدب الشعبي والفلكلوري وأهازيج الأطفال والجلوات في الأعراس، وختم القرآن، والقرقيعان، وغيرها مثل الألبسة الرجالية، والأكلات الشعبية. وقد قال صديقه حسين الملاك بكتاب خصه به وسماه (سادن التراث عبدالله الشايب) «.. لقد كتب الشايب عن الحياة الاجتماعية في الأحساء وما تحمله هذه الحياة من نظام اجتماعي له طقوسه وممارساته وعاداته وتقاليده، ويعتبر الشايب أحد أبرز من يرجع لهم الباحثون في التراث بشتى أقسامه للاستزادة والنصح والتوجيه ولأنه يشكل ثالوث الذاكرة والخبرة والعلاقات التي تمكن الباحث من الوصول إلى المعلومة بيسر وسهولة وتذليل العقبات التي يصادفها خلال بحثه» ص121.
وقد كتب البحوث والدراسات وألف كتباً نذكر منها:
1ـ كتاب الجبيل قرية سعودية 1985م وتعتبر أول دراسة في الخليج مسحية لإحدى المستوطنات القائمة.
2ـ كتاب (مقالات في تراث الأحساء) 1421هـ.
3ـ كتاب (لا شيء أحسن) مجموعة قصصية تخلد كثيراً من السلوكيات الاجتماعية 1421هـ.
4ـ قاموس الأمثال الشعبية السائرة 1422هـ.
5ـ كتاب النخلة مدخل من خلال الأمثال 1425هـ.
6ـ كتاب سوق القيصرية بالهفوف 1425هـ.
7ـ كتاب المرأة مدخل من خلال الأمثال في الأحساء 1426هـ.
8ـ البيئة العمرانية لمدينة الهفوف – مخطوط.
9ـ روئ في العمران. مخطوط.
قال عنه الأستاذ محمد المزيني: «المهندس الأديب الأستاذ عبدالله الشايب يعد واحداً من أهم الأعلام الأحسائية في تخصصه الهندسي واهتمامه بالتراث العمراني، قدمني له القاص حسين العلي الذي استضافنا مشكوراً في مزرعته لتسجيل حلقات برنامج (الصالون السردي) الذي كان يبث أسبوعياً على القناة الثقافية عام 2013م لم يكن لقائي بالمهندس الشايب عابراً بل أتاحت لي الأيام التي تلت ليلة التسجيل معه في برنامج الصالون السردي جوانب مهمة من شخصيته المتميزة تمثلت في حبه العميق وولائه لمدينته الأحسائية وأهلها فهو أحد الداعمين لأنشطتها الثقافية وكان ولا يزال راعياً للمواهب الأدبية الشابة فهو حفي بهم يتبنى مؤلفاتهم ويقوم بطباعتها على حسابه الخاص. أما عنه شخصياً فهو رجل سمح طيب المعشر، لين العريكة وافر العلم والثقافة خصوصاً في تخصصه الهندسي واهتمامه بالتراث العمراني، ومن سخائه وكرمه أنه لم يكن ينتظر المقابل سواء كان مادياً أو معنوياً كل مطمعه في أن تكلل مساعيه بالنجاح ويبقى أثره مثمراً يعود بالنفع على وطنه.
حظيت بزيارته لي في مكتبي بمكتبة الملك فهد الوطنية أكثر من مرة وكان لا يأتي خالي الوفاض بل يأتي محملاً بما حسن وطاب من مؤلفاته البديعة) رسالة شخصية 24/8/1423هـ.
وقد وجه له علي عساكر سؤالين أجاب عليهما بقوله:
س/ يعتبر مشهد الفكر الأحسائي الذي قمت بتأسيسه في منزلك عام 1403هـ 1984م أي قبل قرابة (36) سنة من الآن من أقدم وأهم الروافد الفكرية والثقافية والأدبية في المشهد الثقافي والأدبي العام في الأحساء، والسؤال التقليدي كيف انبثقت الفكرة لديك؟
فأجابه بقوله:
الشغف لملاقاة الناس وتبادل المعرفة معهم من أهم عوامل انبثاق الفكرة والعمل على تجسيدها في الواقع الخارجي، ولقد كان لدي مجلس أستقبل فيه الضيوف عموماً فرأيت أنه لا بد من محاولة الاستفادة منه ثقافياً ومعرفياً ما أمكن ذلك.
وكنت أعي أنه مع الطفرة كثير من قضايا الموروث وكذلك مدى التغيير والمعاصرة مع تأثير ما يسمى الآن بـ « الصحوة » وكلا الأثرين منحا انطلاقة مشهد الفكر الأحسائي ليكون أول ملتقى في الأحساء بل والمنطقة الشرقية مع الأخذ في الحسبان في حينه نمو تيارات مستجدة مثل فكر الطائفية وغيره. ولأني أؤمن بمبدأ السلم الأهلي والتنمية الإيجابية وتأسيس مؤسسات المجتمع المدني كالجمعيات الخيرية والنوادي الرياضية ولجان التنمية والجمعيات العلمية وغيرها أقدمت على تأسيس المشهد.
وكان السؤال الثاني: ما هي طبيعة نشاط المشهد في تلك الحقبة الزمنية؟
وأجابه بقوله: أبرز حراك الملتقى يتمثل في النشاط الثقافي والأدبي كالشعر والسرد والتاريخ والمواضيع العلمية وتكريم الباحثين والكتاب ومساندة طباعة الكتب والإعلان عن الإصدارات الفكرية والثقافية وتنشيط حركة الكتابة ونشر المقالات في صحيفة المشهد واستضافة المفكرين والمثقفين والوجهاء.
وتم رعاية 43 إصداراً بالكامل وأنا ممتن للمؤلفين أن مكنوني من خدمتهم وخدمة الفكر والأدب وإنه لشرفٌ أعتز به حقاً ولم يكن في بالي موضوع الكلفة إلا بما يمكنني الله كجزء من المصاريف المستدامة بعيداً عن كون الكلفة عالية.
ولا يسعني في الختام إلا أن أجزل له الشكر والتقدير راجياً له المزيد من الصحة والعافية، وأن يكون قدوة لغيره، فجزاه الله أحسن الجزاء، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
جديد الموقع
- 2024-04-25 اترك أثراً إيجابياً.
- 2024-04-25 مؤسسة رضا الوقفية تكرم الفائزين في مسابقتها التصوير الفوتوغرافي - النسخة الثانية
- 2024-04-25 «خيوط المعازيب».. والذاكرة المنسية
- 2024-04-25 ناشط قرائي
- 2024-04-25 يحيى العبداللطيف و ( دكتوراه ) جديدة لسجل شرف ( الينابيع الهَجَريّة )
- 2024-04-25 13298 خريجًا وخريجة أمير الشرقية يرعى حفل تخرج الدفعة الـ 45 من خريجي جامعة الملك فيصل بالاحساء
- 2024-04-25 %150 زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار الأحساء
- 2024-04-25 16 جمعية وقفية في المناطق والمحافظات
- 2024-04-25 احصل على 800 ختمة قرآنية شهرياً
- 2024-04-24 جمعية البيئة الخضراء بالأحساء تكرم البورشيد لاطلاقه (ديك الماء)