2021/04/12 | 0 | 2702
شعيب سعيد آخَى النخلة فأعطته أسرارها
مشتل الشيباني: جعفر عمران
يقترب المصور شعيب سعيد كثيرًا من الفلاح حتى كأنه يودّ أن يكون معه، أن يشمّر ساعديه ويخفق بقدميه في الماء والطين.
وهو معه بالفعل. معه بقلبه وإحساسه وبعينه التي ترى مشاعره فيلتقطها بعدسته، ينقلها لنا دون إضافة أو تعديل، ينقل مشاعره وهو منهمك في عمله وعلى سجيته دون تمثيل. وعندما يتم تصوير شخص ما وهو على طبيعته فهذا يعني أن المصور استطاع أن يتحابّ مع الذي سيتم تصويره، صارت بينهما ألفة واطمئنان. وهذا يعكس شخصية شعيب سعيد المسعود الهادئة والصادقة التي تجعل الآخر يطمئن إليه ويثق فيه. شعيب قريب من الإنسان البسيط ومن الجبل والصخور والمياه والتراب والنخيل، ربما هذا ما يعطيه غنى الألوان في لوحاته، هذا من ما يمدّه بالفن والذوق في تعامله مع الآخر.
شعيب سعيد آخى النخلة منذ زمن طويل، عقد معها محبة عميقة، أخلص لها وأحبها، فراح يسرد حكايتها بتفاصيلها الجميلة والحميمة. ثمة علاقة حميمة دائمة بين الفلاح والنخلة، بين المزارع والحقل، بين المنجل وعروق الأيادي السمراء بين الطبينة والأرض. هذا ما تظهره لنا الصور في معرضه "إنسانيات شعيب" المقام حالياً في مشتل الشيباني في بلدة القارة بالأحساء.
عمتنا النخلة لا يتوقف عطاؤها عند ثمرها وجمّارها وسعفها وجذعها وكل ما فيها، لا يتوقف على جسدها فقط بل يمتد إلى من يراها وينظر إليها ويقترب منها بقلبه. النخلة إغواء الكاميرا وكمين المصوِّر، تغويه بمفاتنها فيلتقط لها الصور دون عدّ أو حساب، النخلة تتزيّن للمصور مثل امرأة فاتنة تستعرض أمام الكاميرا وتقول: "صورني أكثر". المصور شعيب سعيد ولا يملّ من تصويره النخلة والحقل والشجر والفلاحين الآمنين في نخلهم المطمئنين في حقولهم. في كل مرة يكشف لنا عن سر جديد عن النخلة، فيقرّبنا نحن معه، مثلما يقترب هو كثيراً من الفلاح.
جديد الموقع
- 2024-04-20 إنقاذ ما يمكن إنقاذه بالشعر
- 2024-04-20 افراح المبارك والموسى تهانينا
- 2024-04-20 مركز بر حي الملك فهد يقيم احتفالا للمتطوعين بعيد الفطر ١٤٤٥
- 2024-04-19 البدر توقع كتابها سُمُّكِ ترياقي
- 2024-04-19 مكتبات من بشر
- 2024-04-19 المدة والملكية والترجمة وسائل لاستغلال مؤلفي الكتب
- 2024-04-19 أفراح البخيتان بالمطيرفي تهانينا
- 2024-04-18 مكتبات ليست للقراءة فقط
- 2024-04-18 الخميس: رغبتنا صعود لدوري الكبار
- 2024-04-18 "ختام ملتقى موعود مع انطلوجيا القصة القصيرة السعودية"