2010/11/01 | 0 | 2269
تحية المطاف .. - إغلاق ملف الهوامش التدقيقية - (12)
كان لا بد من نشر حصاد للبحث المديد الذي تعقب الصيحة الأخيرة للشيخ حسين الراضي ( حفظه الله ) فليت شعري قد زاد البحث بمده عن حـده ولذا وضعنــــا هذه السلة (الحلقة الثاني عشر) لتجمع للقارئ ثمارَه وقطافَه ..
تحــــية المطــــــاف
بعد هذا المد الطويل والبحث الوافر مع قضية حديث الكساء بالرواية المشهورة، أرتأيت أن أقوم بجمع الخيوط و لملمة الصحف في نقاط وأسطر قليلة تقتصر على ثمار الهوامش وحصاد التدقيقات التي جلنا معها في الحلقات الإحدى عشر التي رافقت الشيخ الراضي في دعواه التزوير والتلفيق رفقة ً نقدية ً.
الخطة الأساسية للهوامش:
1 لم تكن الهوامش زعيمة بتصحيح حديث الكساء ( في تقدير السند، وإن كان المتن مما لاغبار على صحته ) وبالتالي لم يكن الدافع لرصف كلمات هذه الهوامش و رص سطورها نقد من غمز في صحة الحديث أو صرح بضعفه .. فهذا قول علمي ومعروف وليس شيئا تعمد العلماء إخفائه على الناس كما ربما يحاول البعض أن يلبس في ذلك فيعطي شربة سائغة لمن يتربص بنا المزالق ؟!
2 قد يظن القارئ خطأ بهذه الهوامش أنها تـُحَـرمُ النظر في ركام التراث بعين النقد والصد، وهذا من الحيف والظلم بمكان، فإن الجامعة الدينية والحوزة الراعية لنا لم تربنا على شيء بمستوى تربيتها لنا على النقد والنفوذ بالإشكال والاقتحام بالسؤال خلف كل حقيقة ولو كانت ضرورية فالسؤال لا يشين السائل و الكلام لا يَـحط ُ المنزلة وهذا ما يمكن أن يثبت لدى أي إنسان بعد أن يطالع في دواوين العلماء ومفصلاتهم التي تمثل أبحاث العلماء في خارج الأصول، والفقه، والكلام، والتفسير، بل والرجال ..
فأيا قرأت من هذه تجد أن لكاتبها أو محاضرها أسئلة جريئة وشــبَـه ٌ ربما لا تكون مسبوقة ً لكن دون أن تضيع مهابة هذا أو يتزلزل تمثال ذاك المبني في قلوب من حوله من العلماء والفضلاء ممن عاشوا معه في حياض الحوزة العلمية المقدسة!
وهنا بضعة من الأمثلة:
1) فالصدوق و استاذه بن الوليد وجماعة أخرى منهم التستري (صاحب قاموس الرجال) يصرون على صحة وتمام الأحاديث المثبتة لسهو النبي صلى الله عليه واله وسلم [1]..
2) والشريف المرتضى ربما لاح منه أن حديث الغدير نص خفي على علي بن أبي طالب عليه السلام وليس نصا جليا جاء ذلك في كتابه الشافي في الإمامة..
3) و الشيخ المفيد ربما توقف في أمور كثيرة أو أنكرها من قبيل حضور المعصوم عند كل ميت أو مثل القول بتفضيل أهل البيت على كل الأنبياء، ومن قبيل ما منا إلا مسموم أو مقتول، والعديد من المسائل المبثوثة في تراثه والتي في بعض منها جاءت كلمات تلميذه المتقدم الذكر موافقة له..
4) والقمي (صاحب القوانين) و الخوئي وعدة عديدة ينكرون صراحة سعة علم المعصوم فلا تشمل كل الموضوعات الخارجية.
5) والشيخ المصباح اليزدي (معارف القرآن:ج2/113) وأصرح منه آصف محسني (صراط الحق:ج /) يتأملان بشكل واضح في الدليل العقلي لعصمة الامام من حين الولادة ولعل كلام الأخير أصرح ثم إنه زاد بخطوة أخرى جريئة حيث ألف كتاب (مشرعة البحار)، وهو مشروع تحتاج الساحة العلمية لمثله لولا أن فيه بعض الشطحات كقوله بأن ما جرى على بعض المسلمين في البوسنة والهرسك وأفغانستان أعظم مما جرى في كربلاء: (مشرعة البحار:ج2 / 11)، وذلك في سبيل نفيه لحديث (ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت)!!.
6) والشيخ النوري قد أنتقد و نبذ شيئا من التفاصيل التاريخية مثل زيارة نساء أهل البيت لقبر الحسين عليه السلام في الأربعين بل وهاجم الكثير من الروايات المنبرية وخصص لها رسالة مطبوعة(باسم اللؤلؤ والمرجان) كما زل به الرأي حيث اشتبه في تحريف القرآن الكريم ولي في هذا الكتاب قراءة شخصية لم أذكرها بعدُ وربما سنحت الفرصة لأقف بالقارئ عليه إن شاء الله تعالى !!
7) والسيد شرف الدين أيضا له في بعض محطات مراجعاته كلام لا يشبه الذهنية العامة لعلمائنا كالذي جاء في المراجعتين (83-84) فقد أكد على أن من خالف عليا متأولا لا متقصدا !!
8) وإن الشيخ ناصر مكارم قد طبق عبس وتولى على رسول الله صلى الله عليه واله ؟! (الأمثل:ج19/363).
بعد تقريب أن هذا لا يعني ترك الأولى المنافي للعصمة ... كما له في تفسيره نظرات أخرى مستغربة لا نحصيها الآن ..
وإن ما سوى هذه الأمثلة كثير في الذاكرة العلمية الخاصة بأتباع أهل البيت عليهم السلام من الذين ربما قالوا قولا خرجوا به عن المألوف ولكنها أمثلة ترينا كيف أن الحوزة بأعلامها وثقلها ما أوصلت ساكنا ليتحرك، و لا رَجّـــتْ راكدا للتهيج الراسبات في القعر !!
بل إنهم غالبا ما يقيمون الآخرين الذين لا يمكن التغاضي والإغماض عن توجهاتهم الفكرية ببضع كلمات لا تتجاوز السطر الواحد، وربما أشاروا فيها إلى مشكلة المشاكل عند هذا أو ذاك دون المطاردة وراء التفاصيل التي تعمق الشبهة فيه لأن أهل الباطل يحيون بفرص النقاش فإذا فتح باب التفاصيل تعلقوا بالأمور غير الواضحة والمتشابهة وأطالوا النقاش فيها ليصدوا المؤمنين عن الأمور البينة .
وهذا الكلام لا أقوله لتبني عصمة كل تلك التقييمات والفتاوى (على امتداد تاريخ الفتوى) كلا. .
بل العصمة لأهلها ممن فرض الله طاعتهم ومحبتهم !
إذن ..
فالقضية المشهورة بإطلاقها على الألسن وهي أن الحوزة (المتمثلة في الفضلاء الأجلاء والمجتهدين لا في كل طالب علم من أمثالي شخصيا) هي حوزة تتملكها حساسية مفرطة و تهاجم من يشذ عن الخط العام قضية غير عادلة في إطلاقها!
قراءة من جانب آخر:
إن شهادتي الشخصية في حق الحوزة والتي لم يثبت لي خلافها إلى الآن تأتينا بأمور:
الأول: أنني لا أدافع عن حوزة خارجية معينة في النجف، أو قم، أو جبل عامل، أو الأحساء أو غيرها... بل إن قرائتي تصف الجو العام فقط ، وهذا لا يمنع أن يكون هناك أفراد ممن له غطاء وصفي آخر . .
الثاني: أن ما يقوم به بعض من بعض في بعض بين بعض من الخطباء أو أئمة المساجد ممن ليس لهم مستوى الاجتهاد أو الفضيلة العلمية المميزة وإن كانوا محصلين لا يصح أن يبنى هجوماتهم و اقتحاماتهم التي يصطدمون بها مع مختلف ذوي الأقلام والأراء لحساب الحوزة الخاص والمانع هو:
أن الكثير من غير الفضلاء ينفصل عن الحوزة وينقطع أتصاله بمجرد تبوئه مقعدا في بلدة من البلدان فلايصل بينه وبين الحوزة الأم أوامر، ولا مشورة، فربما جاءت التصرفات مبنية على التقدير الشخصي وما يراه حجة بينه وبين ربه لكن سيرة الحوزة عودتنا على أن لا ننسب إلى المرجعية والمجتهدين إلا ما ذيل بخاتمهم وتوقيعهم، وهذه ليست دعوة مني أو إلزام لهذا البعض من الطلبة الكرام أن يتواصل مع المرجعية وأن لا يفرغ إلا عن لسانها فإن لم يشأ هو ذلك فما عليه إلا أن ينبه إذا خطب أو كتب إلى رأيه وتقديره الشخصي حتى لا يزرع زرعا ثم يكون ثمره المر والحامض للمرجعية والحوزة !!
وكم مناسب هنا أن نسرح بين عيني (القارئ الرصين) شاهدا يعود إلى الخمسينيات من القرن الهجري المنصرم حيث تطاول السيد صالح الحلي وهو أحد الخطباء البارزين في النجف الأشرف على مقام السيد محسن الأمين لرأي أرتأه الأخير في موضوع التطبير فهبت المرجعية المتمثلة في السيد أبي الحسن الأصفهاني لتحرم الاستماع إليه وتدافع عن مقام السيد الأمين بل وهكذا صار السيد الأمين وبالرغم من بعض مقالاته رجلا كريما ينظر إلى شخصه ويذكر اسمه بكل آيات الاحترام والتقدير وزيارته إلى حوزة قم واحتفال المرجعية الرسمية به آنذاك شاهد آخر على ما أقول .
وهذا ما نطمع أن تستمر عليه الحوزة إن شاء الله تعالى، وإن كنت لا أعطي اساتذتي دروسا فيما هو تكليفهم بل أنا ممن يستنير و يستوعب إرشاداتهم الغالية .
وعلى أساس من هذا:
فإن من يتكلم من طلبة العلم (سدد الله أفهامهم) ويأتي بما يصدم وعي النخب والمثقفين، أو أصحاب المقولات المعاكسة للاتجاه حتى لو كانوا طلبة علم يجب أن نتحاسب مع الكل حسابا شخصيا وأن نتلقاه كرأي في سياق الأراء نوفيه كل حقوقه الانسانية والمنطقية من الاستماع، والتأمل، والمناقشة الهادفة إن استحق ذلك ولكن ليس من الضرورة أن يمثل رأي القمم العلمية في الحوزة المباركة .
الثالث: أن زعماء الحوزة العلمية كثيرا ما يفضلون الصمت والإطباق بالشفاه تجاه الكثير من الإثارات فلا تستفز شراعهم كل الرياح ومن أي اتجاه جاءت .. بل ربما مدوا في الوقت وأتاحوا في الفرصة أمام من أعتاد التكلم قبل التعلم بل ربما شككوا الناس في ما سمعوا ورأوا من الحالات غير الطبيعية من وراء بعض الشخصيات العلمية فيطلبون إلى الناس أن يتريثوا ويتلبثوا لأن القصاص لا يكون قبل الجناية .. والتهمة لا تقطع الطريق على أصالة البراءة في الشخص إلا بالشاهد والبينة !!
وهنا أود أن أذكر بنموذج قرأته قديما ولكنه استطاع بآخذيته الأخلاقية أن يَــثبتَ في لباب لبي وذلك هو الشيخ علي كاشف الغطاء الذي جاءته الكتب والتوقيعات من بعض البلدان في شأن الشيخ الأوحد الأحسائي تتهمه وتسمه بمياسم الكفر والشذوذ الفكري فكان جوابه: الأمر للناس بالتأني والتمهل وعدم العجلة بالإساءة إلى الشيخ الأحسائي فصار يسرد ذكرياته عن الشيخ أيام مكوثه في النجف وأنه لم ُيرَ إلا على الهيئة النفسية والعقلية الحسنة وذكر أن الفضلاء كانوا يشيرون إليه ببنانهم فنهاهم عن الخوض فيه قبل التبين لئلا يصيبوا قوما بجهالة فيصبحوا على ما فعلوا نادمين ..
(راجع إلى العبقات العنبرية للشيخ الحسين كاشف الغطاء).
هذا عرض طفيف توخيت به أن تتضح حقيقة الموقف العام للحوزة العلمية من النقد في إي مسألة كانت و من أي باب جاءت !!
وأما ما يبدو من مواقف خاصة فلا تعبر إلا عن موقف صاحبها أو جهتها والتقدير للجميع ..
3 أن الغاية من هذه الهوامش هو بيان الثغرات العلمية في مجهود الشيخ الراضي والتي قد يتفاجئ البعض من كونها كثيرة !!
4 الحلقتان (4و5و 11) من تسلسل الهوامش تمثل قضية القضايا التي نازلنا الشيخ الراضي من أجلها وهي فكرة الوضع وما عليه يتأسس تبين الباحث للأحاديث الموضوعة من عدمها .
العيوب العلمية في بحث الشيخ الراضي:
وهنا حصاد لما تقدم من مؤاخذات علمية التقطناها في بحثه وتقدم شرحها ضمن الحلقات الإحدى عشر الفائتة وأهمها:
** يستند في الأمر الخطير إلى رواية باطلة وهي رواية شريك بينما لا يرضى لغيره في الأمر غير الخطير أن يستند على رواية ضعيفة ؟!
** لا يعرف (وعلى الأقل لم يـُـعرّف القارئ في بحثه) بالمباني الأخرى كقاعدة التسامح وقاعدة الأخذ برجاء المطلوبية وهما قاعدتان لم يتوصل إليهما الفقهاء عن طريق الطيف ورؤيا المنام بل أشبعوها دراسة و تدقيقا علميا في أبحاثهم الأصولية ..
** قدم الأحاديث المحفزة للعقول على التطرف في رفض أحاديث أهل البيت عليهم السلام تحت شعار((التساهل في الأحاديث))، وهذا ما جرى منه في العديد من نتاجاته المطبوعة وغير المطبوعة ولم يذكر نفسه ولا القارئ بالأحاديث الأخرى التي تنهى عن رد الخبر أو تكذيبه بالرغم من كونها أحاديث متكاثرة ومتعاقبة ومترادفة !! ولئن كان التعريف البسيط للحشوية هو من ياخذ بطرف من الحديث دون النظر فيما يعارضه واستخراج نتيجة الجمع بين الطرفين .. فإن الشيخ الراضي (أعاننا الله وإياه على أنفسنا بما يعين به الصالحين على أنفسهم) قد تجلبب بجلباب الحشوية من حيث لا يحلم بذلك !!!
** أن فضيلته يخلط بين حقيقتي الوضع والإرسال، وقد عقبنا بما يشرح ذلك في العديد من هذه الهوامش..
** إضطرابه الشديد في كثير من المواقع من بحثه وقد نبهتكم على شيء من ذلك في العدد (5) من هذه الهوامش، ومنها عدم تمييزه بين طرق التحمل وأنها تكون بالوجادة هذا في أول البحث ثم لم بلغ آخر البحث أشار إلى أن حديث صاحب العوالم بالوجادة ولم يصلح المواضع السابقة وهذا مما يجعل فكر القارئ يتذبذب في شكل قهري .
** لم يكن يدري أن كلمة الشيخ تطلق على شيخ الإجازة حتى لو كان علوي النسب وقرشي المحتد !!
مَـرَرنا ذلك في العدد (5) أيضا.
** استعمال القواعد العلمية المقلوبة من قبيل عكسه لقاعدة(عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود)، وعكسه لقاعدة(السكوت أعم من النفي) ونكسه لقاعدة(أن الاخلال في النسخة الأصل تمنع من الأخذ بالفرع )وغير ذلك ؟! أشرت إليه في العدد (7) فراجع .
** اعتباره اشتراك اسم المؤلف مما يلغي اعتبار الكتاب كما صنع مع كتاب الاحتجاج وهذا من أجل نقله عن الشيخ هادي معرفة دون أن يتأمل في كلامه بينما العلماء جميعا على أن الاسم المشترك يعطي واحدة من نتيجتين:
مشترك بين الثقة وغيره مع إمكان التمييز .. والنتيجة إن كان المميز ثقة فالكتاب معتبر وإلا فلا.
مشترك بين الثقة والثقة .. والنتيجة أن الكتاب معتبر حتى لو كان مشتركا بين ستة أو عشرة فإن ذلك لا يضر باعتباره، ولكن هذا مثال يضاف إلى بقية الأمثلة التي قلب فيها الشيخ الراضي القواعد العلمية !!
وهذا ما حققناه في كتاب الاحتجاج على القارئ أن يجدد عهدا بالعدد (8) من هذه الهوامش .
** لم يفرق بين مرسل يشك في وجود سند له من أصل.. ومرسل تعمد المصنف والمؤلف الإغماض عن سنده، وهذا أيضا جاء في العدد (8).
** يعبر عن المرسلات بعدم القيمة بينما التعبير العلمي الصحيح هو عدم الحجية وللتعبير بعدم القيمة مصادمات علمية أجرينا عليها ماء الكلام فأنبتت الصورة المعتدلة والنظرة المتوازنة للمراسيل في ذهن (القارئ المتبين)، وما من بأس في أن يعيد النظر في العدد (9).
** حجية الاستقراء الناقص عند فضيلة الشيخ بينما يعطى الطالب في أوليات دروس المنطق درسا عن الاستقراء الناقص وأنه ليس بحجة، و لعل هذا من آثار العجلة في البحث والنظر ومن أمثلة تطبيقه للاستقراء الناقص:
هو اجتزائه بنسختين لكتاب العوالم وبعده اجتزائه بنسختين لكتاب الديلمي في الحكم بعدم وجود النص مسندا فيهما ولو أنه تنزل إلى الاحتمال ولم يتحدث باسلوب الحكم لكان ذلك هينا !!
** أعتبر الإشارة إلى ضعف حديث مساوقة للموقف السلبي منه ولذا قال بأن موقف الشيخ القمي من حديث الكساء موقف سلبي ؟!
وقد وضحنا بأن هذا من الإطلاقات التي يستفيد منها الشيخ بغزارة رغم ما لها من خطورة على ذهنية القارئ لأنها تجعل الضعيف والموضوع الملفق في سلة واحدة للمهملات !!
** لم يشر أدنى إشارة إلى الشيخ الريشهري وهو السابق عليه بهذه النظرة الشاذة في حديث الكساء المشهور رغم أنهما ألتقيا في كثير من الكلام بل والعبارات، واحتمال أن يكون ذلك من جهة الصدفة أو توارد الخاطر بعيد ! يمكن لمن أراد أن يراجع إلى كتاب أهل البيت في الكتاب والسنة لمحمدي الريشهري !
فهذه أثنتا عشر سلبية علمية في بحث الشيخ الراضي وهناك ما تجده في العناوين التالية أيضا ..
تطرفاته التي لا تليق بالبحث الموضوعي:
كان شديدا في تقديره لمرئيات الآخرين ونريد نسمح بذكر بعض الأمثلة من باب النقد :
1 قال في الحلقة الرابعة حسب تسلسل بحثه: "" بعد التهويل والترويج لحديث الكساء الموضوع وانه موجود في كتاب غرر الأخبار وصرح البعض ..."".
ونحن حينما نراجع كلمات الذين أشاروا إلى أنه مذكور في كتاب الديلمي نجد العلامة المحسن الطهراني والعلامة الشيخ القمي والعلامة السيد محسن الأمين وغيرهم فإن هؤلاء سيكونون هم رواد التهويل والترويج لحديث الكساء الموضوع ؟!!
فالعبارة إما متطرفة أو موهمة وعلى أي من التقديرين لا يحسن استعمالها في البحث العلمي ؟!
2 إجحافه بحق كتاب غرر الأخبار للديلمي مما أضطرنا أن ننبه على قيمته من جديد، ويمكن للقارئ أن يتواصل مع العدد (9) للاستيضاح في ذلك.
3 بل إن أصل البحث و إرسال الحكم بالوضع لأسباب غير التي عينها العلماء في دراساتهم الحديثية هو علامة التطرف في بحثه هذا وغيره من البحوث السابقة ..
كيف وصل رأيه إلى الحكم بالوضع والتزوير؟
إن استخدام المصطلح العلمي مثل (وضع، موضوع، مكذوب) وتثبيته بغير العلامات المحددة علميا يعتبر دورا فاتك الخطورة وهذا ما سالت به محبرة الشيخ الراضي (سلك الله بنا وبه طرق السداد)، و قد تعرف القارئ على طريقته المغايرة لما هو المألوف لدى المحققين من خريتي الفن وعلماء الصنعة وسوف نعيد هنا على طريقة الإجمال:-
** أستبعد التعدد في الواقعة (تبعا للشيخ الريشهري) لتنحصر فيما جرى بين جدران بيت الرسول صلى الله عليه واله وبذلك تقوى دعوى كذب الخبر الآخر الذي يقول أنه في بيت فاطمة عليها السلام بينما رأي التعدد هو الوجه الصحيح في الجمع بين الأحاديث و هكذا استأنست به عقوق الكثير من العلماء منهم من صرح به ومنهم من لم يعارض التصريح بالتعدد وكان ممن ذكرنا أسمائهم:
الطبري ، ابن حجر في صواعقه، السيد شرف الدين ، السيد اليزدي ، زين الدين الإبراهيمي ([2])
بل إن ابن حجر أيد أن يكون قد وقع ذلك في بيت فاطمة عليه السلام قال:
""...وأشار المحب الطبري إلى أن هذا الفعل تكرر منه صلى الله عليه واله وسلم في بيت أم سلمة وبيت فاطمة وغيرهما وبه جمع بين أختلاف الروايات في هيئة اجتماعهم وما جللهم به وما دعا به لهم وما أجاب به واثلة وأم سلمة وأزواجه ويؤيد ذلك رواية أنه قال نحو ذلك لهؤلاء وهم في بيت فاطمة ... "".
وهكذا نرى أن ابن حجر من أعلام القرنين (التاسع والعاشر) يدعي وجود رواية على أن الحديث قد وقع في بيت فاطمة عليها السلام من طرق السنة وهو سابق على الطريحي وغيره !!
وعلى أي من الأحوال فإن الشيخ الراضي يعرف بان القول بالتعدد يبطل واحدة من شبهات القول بالتزوير فاسبتعده منذ البداية من دون أن يكلف نفسه المرور على أسماء المحققين الذين جنحت أفكارهم إلى القول بالتعدد ولا النظر في حججهم ؟!
** لقد اجتهد في إثبات ثقافة منتشرة هي ثقافة الحواشي في إشارة إلى أن كتابة الحواشي من قبل المؤلفين والمصنفين نادرة وإنما هي شيء يضاف من بعدهم وقد قلبنا هذا التصور بالشواهد الكثيرة التي مهدناها في العدد (2) من الهوامش .
** التباسه في التعبير بالشيخ عن السيد الذي يأتي من سلالة هاشمية وهي واحدة من الأخطاء العجيبة التي مني بها فكرالشيخ الراضي (هدانا الله وأياه) !
** وأفدح منه خطأه في تحديد سن الإجازة في العشرين سنة بينما أثبتنا (للمطالعين الكرام) أن العلماء ربما أجازوا الأجنة والأطفال الصغار، ومن يريد أن يجدد الفكرة ليتناول العدد(7).
** أعتمد في الحكم بالوضع على هذا الحديث وغيره من الأحاديث التي تناولها في صولات أخرى له أعتمد على حديث للإمام علي بن موسى الرضا سلام الله عليه ولكننا كشفنا لمتحري الحقيقة من شبابنا الأحرار عن ستة نقاط في ذلك الحديث كان قد غفل عنها جناب الشيخ الكريم، راجع إلى العدد (11).
أبتدار واعتذار:
لا أقول بأن هذا البحث كامل لا ينتظر التكميل في المادة والأسلوب والفنية فلربما سبقت من القلم زلة، أو كلمة قارصة، أو خطأ في اسم، أو سقط في التعبير، أو لحن في التقويم النصي، وكل ذلك مما قد يجري أثناء النسخ والكتابة وإن الوقت لا يسعف للتدقيق في كل ذلك فما نتمناه على شيخنا الكريم أن يعفو ويصفح تخلقا بخلق الله العظيم، ورسوله الكريم..
وأرجو أن يكون واضحا لدى القارئ المؤمن أنني كنت أتوخى الانصاف وأسعى جهدي لأتجنب الظلم في هذه المقالات المتسلسلاة تحت خط (هوامش تدقيقية)، فلم يمنعني الانصاف من أن أقول الحقيقة التي ظنتها نفسي في خصوص الاجازات المزعومة لحديث الكساء، وكذلك أقررت مع الشيخ بفضاعة الإثم الذي جرى على كتاب منتهى الآمال للشيخ القمي وغيره، وضرورة شجبه والتشهير بمثل هذه الاعتداءات على تراث العلماء الأعلام ..
وعلى سنة المسابقة الاعلامية أقول
إن للشيخ المعني بهذه الأبحاث أن ينظر فيما حاورته به وأن يرد عليه بما يسمح به خاطره وفكره فإنني للحوار ابتدرت و للمباحثة العلمية برزت بيد أنني لست معنيا بأن أجيب على أي مداخلة أو تعليق يأتي من غير طريق الشيخ الراضي ولو كان من قبل المحسوبين عليه
مع سابق اعتذاري للجميع والله من وراء القصد
جديد الموقع
- 2024-05-09 ما بعد الوظيفة (2)
- 2024-05-09 ناصر الجاسم.. في مجموعته القصصية «العبور».. القاص المسكون بهاجس من ذاكرته الشعبية.
- 2024-05-09 كيف يصرح الأديب بحبه
- 2024-05-09 (التعويض عن الضرر المعنوي في النظام السعودي)
- 2024-05-09 الدفاع المدني بمنطقة القصيم تكرم الإعلامي زهير الغزال
- 2024-05-08 جامعة الملك فيصل تشارك في مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط لهندسة العمليات 2024 بالظهران إكسبو
- 2024-05-07 فاطمة السحاري : لا يسعفني قلمي ولا وجعي .. فالمسافر راح .. فرحمة الله تحتويك يا "البدر"
- 2024-05-07 الخريف يرعى تكريم اللجنة المنظمة للنسخة الثالثة لـ حرفيون
- 2024-05-07 ضمن برنامج الاحتفاء بأسبوع الأصم العربي ٤٩
- 2024-05-07 أهمية الكتب الورقية: لماذا الكتاب الورقي الذي يحمله الطفل بيديه أفضل من الكتاب الذي يقرأه على الشاشة؟