2020/12/05 | 0 | 2513
بدايات القضاء الشيعي بالأحساء
مر على تاريخ القضاء بالأحساء أدوار تعاقب عليها علماء أداروا القضاء بإمكانيتهم الخاصة وبما لديهم في مجال القضاء من تميز و علمية عالية، وإحاطة بالأحكام الشرعية، ومعرفة بطبيعة الخلافات المحلية، والعرف السائد في المنطقة،
مع حكمة ونزاهة هي محل ثقة المتخاصمين اللذان لا يترددان بقبول الحكم برضى. سواء له أوعليه. لقناعتهما بان الحكم يستند لحكم الله وشرعه صادر من قاضي تميز بأفق واسع في القضاء مع نزاهة واستقلالية تامة ليس لغير شرع الله نفوذ أو سلطة عليه. يعمل لوجه الله تعالى. بدون راتب أو مقابل. متحملاً جميع مهام المحكمة بإجراءات مبسطة ، وامكانيات متواضعة حيث لاوجود لوارد أوصادر ولا كاتب ضبط أو كاتب سجلات جميعها يقوم بها بمفرده.
لذلك تميزت جلسات المحكمة أنها تعقد دون تعقيد او رسميات لا مقيدة بمكان أو زمان وبالذات في عهد السيد محمد السيد حسين العلي الذي لم يحصر عقدها في مجلسه بل قد تعقد في أي مكان يتواجد فيه ومنها المجالس التي اعتاد بزيارتها مثل مجالس عائلة البحراني التي اعتاد على زيارتها يومياً.
كان يجلس بعد صلاة المغرب في مجلس العم الحاج عبدالله حسن البحرني وبعد العشاء في مجلس العم الحاج طاهر حسين البحراني وكذلك في أحد الأيام في مجلس العم الحاج أحمد حسين البحراني كما كانت تعقد في القرى عندما يصادف زيارته لها. وغالباً يحضر المتخاصمان - بدون موعد - الى هذه المجالس ويتحاكمان فيها.
ولم ينحصر عملهم بالاحساء
مع سعة الاحساء بعدد مدنها وقراها كانت تحال لهم في كثير من الأوقات قضايا من مناطق أخرى تعذر حلها في مناطقها. وبالخصوص من محافظة القطيف. تحال رسمياً ويتم تداولها في الاحساء و أحيانا يستدعي الامر أن تعقد بالدمام بضيافة إمارة الشرقية كما كان في عهد العلامة الحجة السيد محمد السيد حسين العلي عقدت كثير من الجلسات هناك. و كان أشهرها قضية تردد السيد محمد بقبولها و الاستماع لها لكون أحد أطرافها رجل دين اشتهر بعلميته واجتهاده مما دعى الشيخ يلزم السيد بقبولها بقوله(حكمت أن تحكم علي في هذه القضية).
حينما تحال قضايا من مناطق فيها علماء كبار مشهود بعلمهم وفيهم من وصل لمرتبة الاجتهاد. هذا دليل على تميز قضاء الأحساء بمهنية عالية ونزاهة هي محل ثقة المتخاصمان. لذا جدير أن يحضى القضاء في الأحساء من مرحلة الشيخ موسى عبدالله بوخمسين(1296-1333هجرية) حيث مرحلته بداية التعاون الرسمي مع عالم شيعي في القضاء فيما يخص الشيعة من أحكام الأوقاف و المواريث والزواج والطلاق.
الى مرحلة السيد حسين ابن السيد محمد (1280-1369هجرية )
ثم ابنه السيد محمد (1320-1388 هجرية ) وجزء من مرحلة الشيخ باقر الشيخ موسى بوخمسين (1333-1413 هجرية)
—رحمهم الله جميعا— حيث تحولت الى محكمة رسمية لها مقرها وموظفيها ضمن النظام الاداري للمحاكم الرسمية مع استقلالها في الاوقاف والمواريث وأحكام الزواج والطلاق.
هذا الجانب من تاريخ القضاء بالأحساء يستحق البحث والدراسة والتدوين والنشر خصوصاً الفترة الغامضة التي سبقت الشيخ موسى بوخمسين التي لم أطلع على تاريخ القضاء الشيعي فيها . ولعل عند الباحثين ما يفصح عنها.
جديد الموقع
- 2024-04-28 الحاج معتوق الهدلق.. سيرة عاطرة
- 2024-04-28 بين لججِ الشك وفِخاخِ الغواية في ديوان (قبل التيه برقصة)
- 2024-04-27 أفراح سادة المكي بالمبرز تهانينا
- 2024-04-27 نادي أطياف يحتفي ب"قبل التيه برقصة"
- 2024-04-27 صدور الكتاب الرابع عشر لـ عدنان أحمد الحاجي
- 2024-04-26 الوائلي.. في أوج العلم والثقافة والأخلاق
- 2024-04-26 القراءة خارج الدائرة
- 2024-04-26 الشيخ الصفار يدعو لمواجهة تحديات الحياة بالثقة والأمل والنشاط
- 2024-04-26 مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري يكرم بر حي الملك فهد
- 2024-04-26 فرع مركز الملك عبدالعزيز بالشرقية للتواصل الحضاري يكرم مركز بر الفيصلية .