2015/01/20 | 0 | 2928
إلى الموتى.. أنتم أحياء حقا
اللهم صل و سلم و زد و بارك و ترحم و تحنن على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين و عجل فرجهم و العن أعداءهم منذ بدء الخليقة و حتى قيام يوم الدين
يقول الله تعالى في محكم التنزيل، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم
(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) [سورة آل عمران : 144]
النبي الأكرم صلى الله عليه و آله بشر من ولد آدم جعله الله نطفة في صلب أبيه و عاش بين الناس صبيا ثم شابا ثم رجلا ثم كهلا ثم توفاه الله إلى رحمته و فسيح جنانه و رزقه الفردوس الأعلى و المقام المحمود الذي وعده الله به بعد إكمال الدين و إتمام النعمة بدين الله القويم إسلام محمد و عيسى و موسى و إسماعيل و إبراهيم و يوسف و يعقوب و شعيب و سليمان و داوود و آدم..
و ما ذكر أسماء هؤلاء الأنبياء إلا للتأكيد على أن الدين واحد هو الإسلام مهما اختُلِف فيه و كثرت مسميات بعض فروعه..
بسم الله الرحمن الرحيم : " (قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " [سورة آل عمران : 84]
كل نبي أرسله الله سبحانه لقومه إلا نبينا الأكرم صلى الله عليه و آله فقد أرسله الله تعالى للعالمين جنا و إنسا.. أرسله رحمة للعالمين خاتما للنبيين متمما للدين لا نبي بعده و لا رسول بل قوم مؤمنون مخلَصون مصطفَون مرتضَون هم آله الكرام و الأئمة الذين قال عنهم أنهم إثني عشر بدءا بأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام و ختاما بالإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الذي قال عنه النبي الأكرم صلى الله عليه و آله بأن له اسمه و خلقه كخلقه و هو من وُلد فاطمة يملؤ الأرض قسطا و عدلا بعدما ملئت ظلما و جورا..
كيف يكون الأحياء أمواتا؟ و هل زيارة قبر الرسول أو أحد الأئمة عليهم جميعا الصلاة و السلام تعدّ نوعا من الجهل في زيارة رفات اندرست عظامه على مدى مئات السنين؟
هل حينما نزور رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم نكون بذلك نزور جدران منزله التي أصبحت مسجدا؟ هل الغرض من الزيارة أن نشاهد الزخارف و القبة الخضراء و المظلات التي يتم نشرها أوتوماتيكيا؟ أم أننا نزور طيبة الطيبة بغرض القرب و الاقتراب من سيد الأولين و الآخرين؟ هل سنطبق مقولة " فإن محمدا قد مات" لنكون عقلاء و مفكرين؟ و ما قيمة عقلك أيها الإنسان المتبجح بكتلة الدهون التي تحتويها جمجمتك أمام علم الله سبحانه الذي لم يؤتكِ منه إلا قليلا؟
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم " مَن صلّى عليّ مرة صلى الله عليه عشراً ، ومَن صلّى عليّ عشراً صلّى الله عليه مائة مرة ، ومَن صلّى عليّ مائة مرة صلّى الله عليه ألف مرة ، ومَن صلّى عليّ ألف مرة لا يعذبه الله في النار أبدا " " جامع الأخبار ص63 "، هذا الحديث مثلا اتفقت فرق المسلمين على نقله و صحته فكيف نؤجر على دعاء الرفات المندرس؟ أم أن هذا الشخص مختلف عما هو متعارف عليه من بقية البشر الذين تُدرَس عظامهم تحت التراب مع مرور الزمن؟ هل أن عدم التهام الأرض لأجسام الصالحين مجرد وشاية و ضحك على الذقون؟ ألم يشاهَد و بتصوير الفيديو صحة ذلك عند نقل بعض جثامين العلماء من مكان لآخر؟ أم أن التاريخ و المشاهدات و تصوير الفيديو كله مفبرك و معالج ضوئيا؟
حينما لا تدرس الأرض رفات رجل صالح لكونه صالحا فهل من المنطقي أن تختفي أجساد الأنبياء و الأوصياء مع حبات الرمال بعد الدفن؟
و حينما نتحدث عن التوسل يقال بأن دعاء الأموات ضرب من الجنون.. فكيف يجيبك الميت و هو لا يقدر على الحياة كي يلبي نداءك؟ ألم نقرأ قول الله تعالى : " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" [سورة آل عمران : 169]
لنرجع للتاريخ لنبحث لدى كل الفرق و لنحقق في مرض رسول الله صلى الله عليه و آله و في أي سبيل ترك الحياة، كيف فلقت هامة علي عليه السلام، كيف و لماذا و في أي سبيل سُمّ الإمام الحسن الزكي عليه السلام، و لماذا خرج الإمام الحسين عليه السلام و في أي سبيل قال " بسم الله و بالله و على ملة رسول الله"، و لنبحث لنجد أن الإثني عشر خليفة الذين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يموتون بالسيف تارة و بالسم تارة، و يكون قتلهم لكونهم على الحق و لأجل صيانة الدين مختلفين تمام الاختلاف عن أصحاب الأطماع الدنيوية و الساعين للمُلك و العروش و القصور و الخدم و الجواري الغانيات باسم الفتوحات و امتداد رقعة الحكم الأموي و العباسي و عودا على الأموي ثم العباسي ثم غيرهم من أرباب الحكم الذين لم يُتعب أحدهم نفسه ليقول الحكم الإسلامي و إنما نسبة المُلك لنفسه و لعائلته و هذا ما هو ممتد حتى يومنا هذا، إذن هل محمد مات كما قال ابن أبي قحافة؟ هل مات أبو تراب و الحسن كما قال معاوية؟ هل مات الحسين و قد قتله الله كما قتل أبيه و أخيه كما قال يزيد؟ أم أن هؤلاء الذين قُتِلوا في سبيل الله أحياء لم ينقطع عنهم الرزق الذي ينقطع عن غيرهم من الأموات من بني البشر؟
هل تحتاج عقولنا لسقيفة كي تفكر و تقدر و تقتل كيف تقدر؟
هل سألنا أنفسنا من هم المخلَصين؟ أم أننا نقرؤ قشورا و ندين لله بكتابٍ من ورقٍ و حبرٍ و غلافٍ أخضر و نقول بأننا نختم القرآن في كل عام؟ ألا نعقل أن المخلَصين هم من لا يستطيع الشيطان الوسوسة لهم و قد اعترف هو بذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم : " (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ )(إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)" [سورة الحجر : 39 - 40]
و كيف لا يستطيع إبليس الوسوسة لهؤلاء العباد المخلَصين و ما السبب من عدم مقدرته؟
بسم الله الرحمن الرحيم: " إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ" [سورة الحجر : 42]
و قال جلّ جلاله،
بسم الله الرحمن الرحيم : " (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" [سورة اﻷحزاب : 33]
الرجس غالباً يكون من الشيطان و هؤلاء أي بيت أهل النبوة مبعدٌ عنهم الرجس بُعد المشرقين و مطهرين تطهيرا دائما ليس وقتيا فقلوبهم و أنفسهم و أجسادهم كلها طاهرة بالإضافة لطهارة المنبت من الشجرة المباركة التي أصلها ثابت و فرعها في السماء، هؤلاء هم أهل البيت محمد و آله صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين
لذلك أيها العاقل المفكر المثقف الواعي.. كن على يقين أنك باستطاعتك قبول ما تشاء و ترفض ما تشاء إلا أن يكون لك رأي في هؤلاء الذين تلقى أدمُ من ربه كلماتٍ فتاب عليه لأجلهم و لأجلهم فقط، فهُم الشفعاء لآدم و هم المنقذون للبشرية من جهلها و تفكير و تدبير كل مغيرةٍ على هذه الأرض، لذلك فهُم مسلّمات و ليسوا نظرياتٍ قابلة للصحة و الخطأ، فأمر الله لا يناقَش و ليس بعد أمر الله شورى، فأمركم شورى بينكم و ليس أمر الله سبحانه و أمر رسوله صلى الله عليه و آله،،
بسم الله الرحمن الرحيم : " (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا" [سورة اﻷحزاب : 36]
هذا و صلى الله و بارك على النبي الأكرم محمد و على آله الطيبين الطاهرين..
جديد الموقع
- 2024-05-18 إيماءات الأطفال، وماذا تعني
- 2024-05-18 أفراح سادة آل سلمان "الكاظم "و العلي " تهانينا
- 2024-05-18 الشاعران بيلا والحرز في منتجع ماربيا
- 2024-05-18 قاسم العبدالسلام عريسا في الدانة البيضاء بالاحساء
- 2024-05-18 التمار والحسان تحتفل بزواج ابنيها " علي وحيدر "
- 2024-05-18 قطوف دانية من كلام الإمام الرضا (عليه السلام)
- 2024-05-18 مشهد الطروبة "في ذكرى مولد المولى أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام"
- 2024-05-17 (نادي ابن عساكر) يستضيف الباحث (المطلق) في فعالية (الآراء التاريخية الشاذة)
- 2024-05-17 أفراح الجزيري تهانينا
- 2024-05-17 الكتاب الذي ينسيك أنك تقرأ