شعر وأدب واندية ادبيه
2022/12/24 | 0 | 1922
أغنيةٌ ما غادرتْ عُشَّ فمي
حوراء الهميلي 12 نوفمبر 2022م
( متابعات )
يُــــروى عــــن الــنـخـلِ أنَّ اللهَ كـلَّـمَـهـا
وأنــزلَ الـوحـيَ فــي (هـجـرٍ) وألْـهَمَها
ومـــنــذُ مــيـقـاتِـه مـــــدَّتْ ســواعـدَهـا
نـحـو الـسـماواتِ كـي تـصطادَ أنـجمَها
تــصـطـادُ مــــن غـيـمـةٍ فـضـيـةٍ قــمـرًا
وتـنـتـقي مـــن بــقـاعِ الأرضِ أعـظـمَها
مَـــن ألــهـمَ الــرمـلَ أنَّ الـنـخلَ سـيـدةٌ
عـطشى فـأجرى لـها باللطفِ زمزمَها؟
هـــل هــاجـرٌ ألـبـسَـتْها روحَــهـا ظــمـأً
فــهــرولَ الــمــاءُ لــلأعـلـى لِـيـخـدمَها؟
مــن ســاءلَ الـضـوءَ عـن أثـوابِ عـفَّتِها
وهْـي التي شابهت في الطهر مريمَها
لـهـفي عـلـيها إلــى صـحـرائِها انـتبذتْ
خــوفًــا، فـأمَّـنَـهـا الــبــاري وأطـعـمَـهـا
هـــزَّتْ جــذوعًـا ومـــا هُـــزَّتْ كـرامـتُـها
فالله مـــنــذ بــــرى الأكــــوان أكــرمـهـا
هـــل أعـوزَتْـها جـهـاتٌ فــي مـسـيرتِها
فـاصَّـاعدتْ تـطـلبُ الـغـيمات سـلَّـمَها؟
حــطَّـتْ قـوافـلَـها الـخـضـراءَ وانـتـظرتْ
كــلُّ الـبـساتينِ فــي الأنـحـاءِ مَـقـدمَها
حـتـى الـربـيعُ تـمـشَّى فــي مـزارعِـها
مــسـائِـلًا أيَّ فــصــلٍ كـــان مـوسـمَـها
دلَّـــتْ عــذوقًـا عــلـى أكـتـافِـها غـنـجًـا
شــدَّتْ عـلـى خـصرِها الـبنيِّ مِـحزمَها
قَـوامُـهـا لــم يـبـن مِــن تـحـتِ مـلـفعِها
كـنَّ ظِــلَّ شـعـاعِ الـشـمس جـسَّمَها
مــشـتْ دلالًا فــشـفَّ الــنـورُ مِـشـيـتَها
ولــفَّ طــوقٌ مــن الـسعفاتِ مـعصمَها
هـــذا الــوقـارُ غــريـبٌ لــسـتُ أفـهـمُـه
مَـــن قـــال نـحـتـاج تـفـسـيرًا لِـنـفهمَها
مــهــمـا اجــتـهـدنـا وأولـــنــا صـبـابـتـنـا
مـعـشار مــا يـبـلغ الـقـاموس مُـعجمَها
لا لــيــس تــدركُـهـا الأشــعــار مــتَّـفـقٌ
أنَّ الــقــصـائـدَ لا تــكــفــي لِـتـنـظـمَـها
الله يــــــا شــأنَــهــا أكــبــرتُـه بـــدمــي
كــبــذرةٍ تــحـمـل الأغــصــانُ بـرعـمَـهـا
شــبَّــتْ عــروسًــا وتــحـدوهـا أنـوثـتُـها
وأنـجـبـتْ مـــن بـنـاتِ الـنـخلِ أوسـمَـها
لــو خـيَّـروني بـقـاعَ الأرضِ قـلـتُ لـهم:
هـــي الـضـمـانُ وحــاشـا أنْ أسـلِّـمَـها
ســوَّرتُ قـلـبيَ مــن أســوارِ ضـحـكتِها
حـتى تـسمَّى عـلى الـجدرانِ: مُغرمَها
فــي (الـقـيصريةِ)في حـاراتِها فَـرَشتْ
حــصـيـرَهـا جـــــدَّةٌ تــبــتـاعُ مـرهـمَـهـا
لــكـلِّ مـــن يـبـتـغي لـلـجـرحِ عُـشـبَـته
ــــلِّ عــيــنٍ قــــذت تــشـكـو تـألـمـها
مــا أقـنـعَتها كـنـوزُ الـنـاسِ فــي يـدِهـا
مــــا شــأنـهـا والـعـطـايـا إنَّ درهــمَـهـا
بـــــه ســتـبـتـاعُ لــلأطــفـالِ فـرحـتَـهـم
مـــاذا تــريـدُ مِـــن الـدنـيـا؟ : تـبـسُّـمَها
إذا هـــمَــت دمــعــةٌ مــــدَّت مــوائـدَهـا
نــادتْ عـلـى الـنـاس: أنْ تـرتادَ مـأتمَها
روائـــحُ الـنـخـل فـــي أثـوابِـهـا عـلـقـتْ
لــــو أعــــوزَ الــــورد أشـــذاءً تـنـسَّـمَها
تُـفشي لنا -في الضحى- أسرارَ قوَّتِها
تـسـلَّـقتْ جـذعَـهـا الـعـالـي لـتـصـرمَها
وعــبَّـأتْ جـيـبَـها حــلـوى الـتـمور وكــم
مِـــن لـقـمـةٍ ســارعـت لـيـلًا لـتـقضِمَها
وتـــحـــتَ أفــيـائِـهـا صـــلَّــت نــوافـلَـهـا
مـــن بـــاحَ لـلـنـخلِ نـجـواهـا وعـلَّـمها؟
ب(الـكـوتِ) حـصَّـنتُ أحـلامي مـسوَّرةً
فــــلا كـوابـيـسَ قـــد تــأتـي لـتـدهـمَها
فــيـمـا (جــواثــا) تــنــامُ الــلـيـل آمــنـةً
مـــن يــجـرأ الـيـوم أن يـغـزو مُـخَـيَّمَها؟
هـــذا وجـــدِّيَ عـبـدُ الـقـيسِ حـارسُـها
وكــلــمـا اعـــوجَّــت الأوتـــــادُ قــوَّمَــهـا
مِـن عهدِ (نوحٍ )جرى الطوفانُ فانتبذتْ
كـــــلُّ الـخـلـيـقـةِ لا طــــودٌ لِـيـعـصـمَها
إلا كــهـوفًـا مــــن الأضــــلاعِ مـشـرعـةً
آوتْ مــغــاراتُـهـا الــشــمَّــاءُ مُــعـدَمَـهـا
تـحـنو عـلـى كــلِّ مَــن ضـاعت قـوافلُه
مـــــــا مــــرَّهـــا تــــائـــهٌ إلا ويــمَّــمَـهـا
عــيــونُـهـا لـــــم تـــكــن إلا عــواطـفَـهـا
سـبحانَ مَـن في قلوبِ الناسِ قسَّمَها
(جـرهاءُ) مـا مـسَّها الـتاريخُ وانـتفضتْ
لــم تـبـدِ مــن طـرقِـه الـمضني تَـبَرُّمَها
تـمـشـي بـكـلِّ شـمـوخٍ وهــي واثـقـةٌ
ـا أجـملَ الـنخلَ في (هجرٍ) وأعظمَها
مـا احـتجتُ غيرَ حنينٍ فوقَ عشِّ فمي
مـسـتـنـطقٍ أغــنـيـاتٍ غـــادرتْ فـمَـهـا
حـطَّتْ مـواويلُها الـخضراءُ فـي شفتي
فــأيــنـعـتْ قــبــلـةٌ ولـــهــى لِـتـلـثِـمـها
كـــلُّ الأغــانـي تـجـلَّت لــي لأنـشـدَها
لــــم أســتـطـع بــعـد رؤيــاهـا تـكـتُّـمَها
غــنــيـتُ لــلـحـبِ، لــلأحــلامِ عــاشـقـةً
لــعــلـهـا صـــادفـــتْ يـــومًـــا مُـتَـيَّـمَـهـا
فــمـذ نـعـومـةِ أظــفـاري رأيـــتُ أبـــي
والـنـخلَ كـفـاهُ مـمـدوةٌ دومًــا لـيدعمَها
فـــي بـيـتـنا نـخـلـةٌ كـانـت تـقـاسمني
طـفـولـتي كـــم أســرَّتْ لــي لأفـهـمَها
فـــي الـصـحو كـنـتُ أسـلِّـيها ألاطـفـها
فــي الـنـوم أحـسبُ وجـداني مُـكَلِّمَها
أبـــصــرتُ أمـــــي تـربِّـيـنـا ســواسـيـةً
فـقلت في خاطري: هل كنتُ توأمَها؟!
هــل كـنـت سـابـحةً فـي رحـمِ طـينتها
أشــمُّــهــا كــلــمـا عـــطــرٌ تــوحَّـمَـهـا؟
أمــي الـتـي قـاسـمتْنا طـيبَ مـرضعِها
لــن تـفطمَ الـخيرَ مـن ذاتـي وتـفطمَها
كـانـتْ تـمـشطُ صـبـحي فــي جـدائِلها
بــمــاء روحــــيَ شــــاءت أنْ تـحـمِّـمَـها
فـي الـعصرِ تـرسل للجيرانِ (نقصتَنا)/
(تــمـريَّـةً) ذقـــت أشـهـاهـا وأطـعـمَـها
مــا خـفـتُ مِـن عـارضٍ نـبضي تـوهَّمَه
فالله ســلَّــمَ قــلـبـي حــيــن سـلَّـمَـهـا
حـــرَّزت قـلـبيَ لـمـا أنْ نـقـشتُ عـلـى
عــبـاءتـي وشــمَـهـا حــتــى أهـنـدمَـها
مـتى نَـمَتْ شـوكةٌ فـي كـفِّ أسـئلتي
أخــرجـتُ مــبـردَ ظـفـري كــي أقـلِّـمَها
وهـمـتُ فــي غـابـةِ الـوجـدانِ مُـبـصرةً
غــزالـةً ضـيَّـعـتْ فــي الـنـهرِ ضـيـغمَها
فقلت: إنْ ضعتُ ف(الأحساءُ) بوصلتي
وإنْ عـطـشـت، روائـــي كــان زمـزمَـها
لــهـا شـــددتُ رحــالـي طـفـتُـها ولــهًـا
ومــــا تـعـجَّـلـتُ أشــواطــي لأخـتـمَـهـا
جديد الموقع
- 2024-03-28 مداد السلسبيل
- 2024-03-28 تراكمات القراءة وذائقة القارئ
- 2024-03-28 أعضاء وأيتام مركز بر حي الملك فهد في ضيافة جامع الإمام الصادق
- 2024-03-28 شباب «التيك توك» في الغرب وقراءة القيم الإسلامية
- 2024-03-28 مناقشة علمية لاستخدام مكشطة اللسان للتخلص من رائحة الفم الكريهة
- 2024-03-28 تقنية البنات بالاحساء تطلق عددا الفعاليات الداعمة لمبادرة السعودية الخضراء
- 2024-03-28 الدفاع المدني بالاحساء تكرم الإعلامي زهير الغزال في اليوم العالمي
- 2024-03-28 مرض التدرن (السل الرئوي) نضرة مخيفة ومرعبة من المجتمع .والشفاء منه مرهون بالتزام المريض
- 2024-03-28 مشاركات في منتدى الفجيرة الرمضاني يناقشن دور الآباء في تنشئة الأبناء
- 2024-03-28 شهر رمضان محسوم في أوله وحرج في آخره الحجري العيد موحد في البحرين بشرط الاطمئنان للرؤية الحسية