مفهوم النقد أيها المبدعون

( الاستاذ الشاعر صلاح بن هندي )

النصوص الإبداعية في جميع الأجناس الثقافية، لابد أن تخضع للنقد، لأن النقد هو المحرك لها وهو الذي ينفخ فيها روح الخلود !! النصوص التي لاتنتقد تموت سريعا. النقد : إنعاش للنص بعد ولادته. والنقد، سواء بالمدح أو القدح، هو دفع للنص إلى الأمام. لكنك تعجب من بعض الكتاب والكاتبات(ولاسيما الشباب) الذين ينزعجون من رأى يوجه إلى كتاباتهم . وماعلموا أنهم بذلك يحرمون نصوصهم من تنفس هواء الحرية!! نحن العرب ربما نفهم النقد على أنه قرين للعيب. لأن النقد يذكرنا بنقد النقود وإخراج المزيف من الحقيقي. فكأن ذلك نقد لمعدن الشخص لا النص !! وهذا فهم خاطئ. نقد النصوص معناه تقيمها من أي اعوجاج خفي على المبدع ساعة كتابته. لأن حالة الإبداع ربما غيبت عن المبدع بعض قوانين وأصول في الكتابة. فيأتي الناقد يقوم مااعوج ويثني على مااستقام. وكل نص يكتب عنك أو عن إبداعك فهو رصيد يحسب لك، لأنك السبب في ولادته. فجميل أن يخلق نصك نصوصا أخرى لغيرك . جاءني أحد الشباب ذات يوم وقال لي: أريد أن أطبق على بعض كتاباتك منهج( فرويد) في التحليل النفسي. ألا تغضب مني؟ فقلت له : بالعكس بل أشكرك !!
لأن هذا المنهج طبق على غيري من المبدعين الكبار أمثال : المازني و سهيل إدريس وغيرهما. لاسيما ماكتبه جورج طرابيشي في كتابه (عقدة أوديب في الرواية العربية) وبالفعل كتب مقاله وعرضه علي فاستحسنته، وأمرته بنشره !!
إذا نحن خشينا النقد الهادف والراقي الذي يرتقي بنصوصنا، فإننا نظلم أنفسنا وإبداعنا. ولايحمل الاحترام، المبالغ فيه، شبابنا على عدم نقد كتابات الكبار من الكتاب. بل لابد من نقدها. فالعقاد نقد (شوقي) واحمد حجازي نقد العقاد. وهكذا هي سلسلة الثقافة. وقديما قال الشاعر العربي : ومازالت الأسياد تهجى وتمدح.