مصدر الصورة: مقتبس من أحد مواقع وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية |
وجدت دراسة جديدة نشرتها جامعة أديلايد Adelaide وجامعة فليندرز Flinders في جنوب أستراليا أن الرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر أو أكثر تبدو أنها تحد من احتمال إصابة الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن بمشكلات القلب والأوعية الدموية على مدى ثلاث سنوات على الأقل بعد الولادة.
تعد الفوائد المدهشة "للعمليات الكيميائية التي تؤثر في جهاز القلب والأوعية الدموية" [بحسب تعريف قاموس كولين Collins الانجليزي لمصطلح cardiometabolic] لصحة الأم ذات أهمية خاصة بالنسبة للنساء اللاتي مررن بمضاعفات الحمل، مما قد يزيد من احتمال إصابتهن بأمراض القلب والأوعية الدموية(1) (CVD) في مرحلة الشيخوخة. [المترجم:مضاعفات الحمل تشمل تسمم الحمل وارتفاع ضغط الدم الحملي(2) وسكري الحمل(3)].
النتائج الجديدة - التي نشرت هذا الشهر في المجلة الدولية للرضاعة الطبيعية(4) International Breastfeeding Journal من قبل خبراء من جامعة أديلايد Adelaide وجامعة فليندرز Flinders - انبثقت من دراسة طويلة الأمد أجريت على 160 أم مرضعة شاركن في فحوصات المتابعة الصحية بعد ولادتهن أطفالهن.
وجدت الدراسة أن ضغط دم ومؤشر كتلة الجسم لدى الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن لمدة ستة أشهر رضاعة طبيعية على الأقل أخفض من اللاتي لا يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية،. استمر هذا التأثير مدة ثلاث سنوات بعد الولادة على الأقل .
تقول كبيرة الباحثين، البروفيسور كلير روبرتس Claire Roberts، قائدة مجموعة مختبر أبحاث صحة الحمل وما بعده (PHaB Lab) في جامعة فليندرز، هذه الدراسة إيجابية بالنسبة للنساء اللاتي يعانين من مضاعفات الحمل، حيث سجلن انخفاضًا في ضغط الدم وتحسُن في مستويات الكوليسترول طوال الثلاث السنوات بعد ولادتهن أطفالهن.
يقول البروفيسور ماثيو فليندرز روبرتس، من كلية الطب والصحة العامة في جامعة فلندرز: "هذا يعني أن الرضاعة الطبيعية تعمل على خفض عوامل احتمال الاصابة بأمراض القلب والأيض لدى النساء، وهو خبر جيد للأمهات الجديدات اللاتي قد يتعرضن لاحتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الأيض في المستقبل".
"ترتبط مضاعفات الحمل باحتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في مرحلة الشيخوخة، ويتعرض أطفالهن أيضًا لاحتمال ضعف في صحتهم الأيضية في وقت طفولتهم المبكرة. [الصحة الأيضية، بحسب التعريف، تتمثل في كون نسبة السكر في الدم ومحيط الخصر وضغط الدم والكوليسترول والدهون الثلاثية ضمن النطاق الصحي الطبيعي(5)]
"إلى جانب الفوائد العصبية [والتي تشمل القدرات المعرفية(6) والذاكرة والصحة العقلية] وغيرها من الفوائد الصحية للأطفال، توصي منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية حصريًا لمدة تصل إلى ستة أشهر بعد الولادة، والرضاعة الطبيعية لأكثر من 12 شهرًا لتعزيز انخفاض معتبر في كل من ارتفاع ضغط الدم والسكري المزمنين عند النساء."
قادت دراسة جامعتي جنوب أستراليا الدكتورة ماليسا باثيرانا Maleesa Pathirana من جامعة أديليد وزملاؤها من معهد أبحاث روبنسون Robinson وقسم أمراض القلب بمستشفى لايل ماكڤين Lyell McEwin وجامعة فلندرز، الذين أجروا متابعة لـ 280 امرأة وأطفالهن من دراسة اختبارات الفحص للتنبؤ بتبعات نتائج الحمل. (يُرمز لها بـ STOP) بين عامي 2018 و2021.
"لقد وجدنا أن لدى النساء اللاتي أرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية لمدة ستة أشهر على الأقل انخفاضًا ملحوظًا في مؤشر كتلة الجسم (BMI)، وانخفاضًا في ضغط الدم وانخفاضًا في الضغط الشرياني الوسطي [ويُعرَّف على أنه معدّل ضغط الدم خلال دورة قلبية واحدة (بين نبضتين)](7)، وانخفاضًا في ضغط الدم الأبهري المركزي(9) مقارنة باللاتي لم يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية" كما قالت الدكتور باتيرانا.
[المترجم: الضغط الشرياني الوسطي يساوي الضغط الانبساطي مضافًا إلى ثلث الفرق بين الضغطين الانقباضي والانبساطي، وفقًا للمعادلة التالية:](9)
الضغط الشرياني الوسطي = الضغط الانبساطي + 1 / 3* ( الضغط الانقباضي - الضغط الانبساطي)].
"لقد وجدنا أنه النساء اللاتي يعانين على الأقل من واحدة من مضاعفات الحمل الرئيسة - مثل تسمم الحمل وارتفاع ضغط الدم الحملي(2) وسكري الحمل(3) - إذا أرضعن أطفالهن لمدة ستة أشهر على الأقل، فسيكون لديهن انخفاض معتبر في ضغط الدم، وتحسن في مستوى الكوليسترول في الدم، وانخفاض في الأنسولين مقارنة باللاتي لم يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية لمدة ستة أشهر على الأقل. [المترجم: انخفاض الانسولين يتساوق عكسيًا مع السمنة(10)]
"هذه النتائج تشي بتحسن عام في صحة القلب والأوعية الدموية."
أوصى باحثو جامعتي جنوب استراليا بإجراء مزيد من البحوث على عينة أكبر من النساء اللاتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية مقارنة باللاتي اخترن عدم ارضاع أطفالهن رضاعة طبيعية. كما أوصوا بمزيد من التدخلات التي تدعم الرضاعة الطبيعية في المناطق المحرومة أو ذات المستويات الـ سيسيواقتصادية(11) المنخفضة، وخاصة بالنسبة للنساء اللاتي يعانين من مضاعفات الحمل للحد من احتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية طوال حياتهن.