2021/04/06 | 0 | 2901
حينما يكون الناقد بصيرا وجريئا الدكتور ناصر النزر نموذجا
قد يكون هناك من مصطلحات شاعت فيما يكتب من قراءات وأوراق نقدية لنص أو مجموعة من النصوص أو لإصدار معين ، وهذا يصب في إطار النقد، ولكن ما يكتب حول هذه الكتابات يصنف ضمن نقد النقد.
وفي الغالب يصدر ليناقش بعض ما ذكر ويكون حوله الاختلاف ،أو الإثراء والتعزيز، وقد يخلق النقد جدلا، كما قد يخلق نقد النقد جدلا ربما أكبر..
وإني هنا أتذكر قول الدكتورة بدرة قرقوى في
نقد النقد في المغرب العربي " النص النقدي في كثير من الأحيان في الممارسة النقدية نسلم بنتائجها ونقتنع بها، خصوصا إذا كانت هذه القراءة متلائمة مع قناعاتنا ومتناسبة مع ثقافتنا وتوجهاتنا المنهجية أو النظرية، ولكن النص النقدي يحتاج دائما إلى نص آخر يتفحص خباياه ويقرأ سطوره وما بينهما في نتائجها وتحليلاتها فتصبح فلسفة قابلة للقراءة الثانية ، فنقد النقد هنا بمثابة تبادل للأداء المبينة على أدلة وبراهين بناءً وعقلانية تحتمل المنطق النقدي"
ومن هنا ألج في كتاب " النصوص من الداخل" للدكتور ناصر النزر الصادر عن دار دراية ، ومن نافلة القول بأن هذا باكورة إصدارات باحثنا الدكتور ناصر، وقد قرأت الكتاب ثلاث مرات خلال أسبوع، وسجلت هذه الدراسة أو النقاط وهي مختصر لكلمة ألقيت في تلك المناسبة ..
تميز الدكتور بأن طرحه في الإصدار يدل على أن ما جاء به يعكس صفات الباحث الجيد الاي من ضمنها:
١- الجرأة ودليل ذلك ذهابه للحديث عما هو في خانة المسكوت عنه، وهذا دليل شجاعة واستعداد للعرض المختلف الذي يبتعد عن المألوف الجمعي، والنقد في شعر مودة أهل البيت طالما أعتبر محظورا أو مسكوتا عنه حتى توهم البعض قداسة الشعراء من النقاد أيضا وليس فقط قداسة الممدوح أو المرثي أو المعتقد.
٢- التجديد ودليل ذلك استعراضه لاستخدامات ومصطلحات حديثة عصرية بعد استيعابه للمفاهيم القديمة، ومن ذلك سمة من الحماسة إلى الإناسة، والإناسة كمصطلح لم يكن متداولا بشكل نقدي.
٣- كان منظما ومنهجيا ومنتجا، ودليل ذلك انتقاله من المدارس القديمة في النقد وتداخله مع المدارس الغربية، وتأسيسه أو نزوعه للنقد الحديث أيضا مبتكرا ومبدعا، ودليل ذلك ما أورده في التناص والحجاج من رؤى وتفسيرات ووجهات نظر.
٤- بسطه للأمثله بشكل موسع يبين أفكاره، ودليل هذا في كل سمة أوردها، لم يكتفِ بالتنظير لها.
٥- كان أسلوبه واضحا مبينا من حيث تحرير المصطلحات وشرحه للمفاهيم الأدبية شرحا مستوفيا في كل النقاط.
وفيما يتعلق بالمقاربة بين عينية الجواهري وعينية الصحيح أيضا قدم نفس السمات السابقة بانيا وهادما لقناعات بقيت راسخة ونتائج كان مسلما بها تدعو للجدل وتصطدم العقل الجمعي أيضا، وكان نزوعه للجمال نزوعا متجردا ومختلفا وإن كان أساس الطرح أيضا محل اختلاف
من حيث عرضه للنتيجة في مقدمة المقاربة، وربما لو سكت عنها وجعل القارئ يتلمس ذلك لكان أجدى ، ولكن هذا سائغ وممكن أن يخلق وعيا منفردا للحالة في تلقي الشعر بأن لا تبرمجها جهة أو يؤدلجها خط غير الجمال المحض.
لذلك حين يكون الناقد بصيرا جريئا ملما بأدواته يتفتق الجمال ويكون للحديث والحركة الأدبية شجونا وحراكا حقيقيا .
جديد الموقع
- 2024-04-20 إنقاذ ما يمكن إنقاذه بالشعر
- 2024-04-20 افراح المبارك والموسى تهانينا
- 2024-04-20 مركز بر حي الملك فهد يقيم احتفالا للمتطوعين بعيد الفطر ١٤٤٥
- 2024-04-19 البدر توقع كتابها سُمُّكِ ترياقي
- 2024-04-19 مكتبات من بشر
- 2024-04-19 المدة والملكية والترجمة وسائل لاستغلال مؤلفي الكتب
- 2024-04-19 أفراح البخيتان بالمطيرفي تهانينا
- 2024-04-18 مكتبات ليست للقراءة فقط
- 2024-04-18 الخميس: رغبتنا صعود لدوري الكبار
- 2024-04-18 "ختام ملتقى موعود مع انطلوجيا القصة القصيرة السعودية"